ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة

31 يوليو 2009

مرة أخري.. قناة الحياة تكشف أكاذيب الشيخ الزغبي

للمرة الثانية ..
.
قناة الحياة تكشف وتفضح أكاذيب الشيخ محمد الزغبي
الذي أتهم القناة بأنها قامت بعمل مونتاج لتسجيله الذي أجراه مع رشيد!
.
شاهد وإستمع إلي مشايخ الإسلام العظيم
وهم يكذبون ويدلسون ويسبون ويلعنون!!

.

.
نحن في إنتظار ما لديك من تسجيلات يا سماحة الشيخ الزغبي ومرة أخري يشرفنا ويشرف كل قبطي وكل مسيحي في العالم إنتماء الأب القمص زكريا بطرس إلي كنيستنا القبطية المصرية

لقاء الأنبا بيشوي في البيت بيتك

لأول مرة في تاريخ التلفزيون المصري, فقرة أسبوعية للمسيحيات ولشرح العقيدة المسيحية يقدمها نيافة الأنبا بيشوي مع الإعلامي محمود سعد.

.

الجزء الأول

.


.

الجزء الثاني

.


.

الجزء الثالث

.


.

الجزء الرابع

.


.

الجزء الخامس

.


.

29 يوليو 2009

أسلم .. تسلم!

يا أوباما أسلم .. تسلم!!!

.

هكذا صاح أحد مشايخ قناة (الناس) الفضائية في أحد البرامج داعياً الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) إلي دخول في الدين الإسلامي, معتبراً إياه أحد المرتدين عن الإسلام وذلك لكون أوباما من أصل إسلامي ولكون أباه وبعض أفراد عائلته من المسلمين. ولكن الكثيرين بالطبع عندما شاهدوا هذا المقطع الهزلي استنكروا مثل هذة الدعوة الهمجية بل البعض من المسلمين المعتدلين ذهب إلي حد اعتبارها نوع من الإرهاب المعنوي وتشويه لصورة دين الله الحنيف أمام أمريكا والغرب الكافر. طبعاً لسنا بحاجة إلي القول بأن رئيس أقوي دولة في العالم لن ترهبه مثل هذة السخافات التي يخرج بها أمثال هؤلاء السفهاء علي القنوات الدينية الفضائية ولن يكترث بها أصلاً (وذلك بالرغم من أن الإرهاب الإسلامي هو أمر لا يستهان به, فقد نجح في توجيه صفعة قوية لأمريكا في أحداث 11 سبتمبر), لكن علي اي حال إذا شاهد أوباما هذا المقطع فإنه بالتأكيد سينفجر ضحكاً ساخراً علي ما وصل إليه العالم الإسلامي من جهل وتخلف لا مثيل له علي كوكب الأرض!!

.

.

أما نحن كدعاة للحرية الدينية فلسنا بصدد هذا الشيخ ولا بصدد أوباما, وليس يعنينا من هو الشيخ الذي صاح بهذة الدعوة وإلي من وجهها.. ولكننا في الحقيقة بصدد الدعوة نفسها التي هي عبارة (أسلم.. تسلم). فهل المسلمين الذين استنكروا هذة الدعوة استنكروها لأنها تحمل مضمون الإرهاب (إما الإسلام أو الحرب والجهاد) ام لأنها كانت موجهه فقط إلي رئيس لديه شعبية وجماهيرية واسعة علي مستوي العالم خاصة من شعوب منطقة الشرق الأوسط؟؟ في رأيي ربما يكون هذا الإستنكار نابعاً من الخوف من تأثير هذة الدعوات علي الغرب وإنتهاز الإعلام الأمريكي لهذة الفرص وإستغلالها في إظهار الإسلام في صورة دين الإرهاب!

.

فإذا كانت هذة الدعوة (أسلم.. تسلم) مرفوضة من ذاتها وأساسها لأن تحمل تهديداً صريحاً وإجباراً لغير المسلم علي الدخول في الإسلام وتجعل من الدين الإسلامي دين للسخرية, فماذا يقول المسلم عن دعوة رسول الإسلام إلي الكفار وغير المسلمين من اليهود حينما قال لهم منذ اكثر من 1400 عام نفس هذة العبارة (أسلموا.. تسلموا) وهذا مثبت في هذة الأحاديث النبوية الشريفة؟!!

.

أولا: في كتاب صحيح البخاري – حديث رقم 24:

.

‏"حدثنا ‏‏عبد الله بن محمد المسندي ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أبو روح الحرمي بن عمارة ‏ ‏قال حدثنا ‏شعبة ‏‏عن ‏‏واقد بن محمد ‏ ‏قال سمعت أبي‏ ‏يحدث عن ‏ابن عمر ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال أمرت أن أقاتل الناس حتى‏ ‏يشهدوا ‏أن لا إله إلا الله وأن ‏ ‏محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك ‏عصموا ‏‏مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله".

.

ثانياً: ‏في كتاب صحيح البخاري – حديث رقم 2931:

.

"حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏قال حدثني ‏سعيد المقبري ‏عن ‏ ‏أبيه ‏عن ‏‏أبي هريرة‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال: ‏بينما نحن في المسجد خرج النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال‏ ‏انطلقوا إلى ‏ ‏يهود ‏ ‏فخرجنا حتى جئنا ‏ ‏بيت المدراس ‏ ‏فقال أسلموا تسلموا واعلموا أن الأرض لله ورسوله وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض فمن يجد منكم بماله شيئا فليبعه وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله".

.

إذن, فالرسول (عليه أفضل الصلوات والتسليم) كان مأمور من إلهه أن يقاتل الناس حتي يشهدوا بشهادة الإسلام, فإن لم يفعلوا هذا فدمائهم وأموالهم ونسائهم غنيمة حلال لجيوش المسلمين!! وهذا الشيخ لكونه مسلم يؤمن بالقرآن والسنة مطالب أيضاً أن يتبع سنة رسوله الكريم.. لذا فإن دعوته لأي شخص للدخول في الإسلام بهذة الطريقة هي خير ما فعل ولا يوجد أي خطاً من الناحية الشرعية فيما قاله ولا يستطيع مسلم واحد في الكرة الأرضية أن يلوم مثل هذا الشيخ!!

.

لذلك فإنني أقول للمسلمين المعتدلين الذي يرفضون كلام مشايخهم معتبرين كلامهم مرفوض من الناحية العقلية والمنطقية, أقول لهم لا ينبغي لكم أن ترفضوا كلامهم لان رفضكم لهذا الكلام هو في الحقيقة رفض وإنكار للمعلوم من السنة النوبية الشريفة, ومنكر السنة كافر, والكافر خارج عن الملة وأمواله وممتلكاته حلال للمسلمين! وإذا اعترض أحد منكم علي السنة بحجة إنها جاءت في ظروف خاصة, فهل يجرؤا أحداً منكم علي إنكار القرآن أيضاً وما ورد فيه من الآية 29 من سورة التوبة التي تقول: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون"؟!

26 يوليو 2009

فضيحة الشيخ الزغبي علي قناة الحياة

علي قناة الحياة ..
.
الشيخ الزغبي يدعي إنه يحفظ الكتاب المقدس أكثر من الأب زكريا بطرس, في حين إنه يفشل في أن يأتي بالشواهد الصحيحة من الإنجيل!!
.
يا أمة ضحكت الأمم من جهلها!!

.
شاهد هذا صوت وصورة:

.

.

.
والآن .. بعد كشف جهل هؤلاء المشايخ وكذبهم بالدليل والبرهان ..
.
يبقي السؤال هو:
.
إلي متي ستظلوا تتبعون وتسيرون وراء هؤلاء المشايخ الضالين والمضللين؟!!

.
أفيقوا .. إنهم يخدعونكم ويكذبون عليكم!!

25 يوليو 2009

من الذي بيول علي نفسه يا فضيلة الزغبي؟

جزء من حلقة برنامج (سؤال جريء) نعرض فيه مقطع للشيخ "محمد الزغبي" والذي يظهر فيه كشخص مروج للشائعات والأكاذيب وذلك بخصوص صحة جناب القمص الآب زكريا بطرس. فهذا الزغبي الضال, المُضل والمضلل قد إدعي كذباً وافتراءاً بأن القمص زكريا مصاب بمرض يجعله يبول علي نفسه دائماً.. ولكن الحقيقة يا أيها الزغبي أن القمص زكريا ليس هو من يبول علي نفسه لأنه ببساطة ليس هو ذلك الشخص الذي كان يضع قدحاً من عيدان

تحت سريره ليتبول فيه ليلاً... !!

.


.
ملحوظة أخيرة يا شيخ الزغبي:
يشرفنا ويشرف كل مسيحي وقبطي في العالم إنتساب
أبونا الحبيب زكريا بطرس إلي كنيستنا المصرية القبطية

24 يوليو 2009

حوريات وغلمان !

1. حور العين ونساء الجنَّة

اعترف النبي محمد في أحاديثه الكثيرة بمحبته وولعه بالنساء (عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبب إليّ الطيب والنساء وجعل قرة عيني في الصلاة). ولقد كان رجلاً مزواجاً, ولذلك احتلت النساء مكاناً بارزاً في حياته، كما في حياة أتباعِهِ من الصحابة. ولمعرفته بمدى تأثير شهوة الجنس على الرّجال، فإنه اجتهد في وصف جمال نساء الجنّة، وهو بذلك دغدغ مشاعر وشهوات الرّجال بقوة. فمل أسهل أن يَضْعَف الرجل الذي تحكمه شهوته أمام جمال امرأة جذّابة، فيذهب عقله ويلتهب، بل ويتَحْرقُ شوقاً لمضاجعتها، وهذا بالضبط ما قاله محمد. لذلك جاءت أوصاف القرآن لحوريات الجنّةِ في غاية الإثارة. ومن أجل زيادة الترغيب، استرسل النبي محمد في الحديث عنهنَّ بما يلجم اللسان ويصعق العقل وَيُجْمِحُ الخيال. وهكذا احتل وصف الحوريات مكاناً كبيراً في الحديث عن جنّة النعيم، لدرجة يمكن وصفها بجنة الجنس الدائم والإحليل القائم.

ذُكرت نساء الجنة في القرآن أولاً في سورة البقرة 25:2 "ولهم فيها أزواجٌ مطهرَةٌ" وتكرر هذا القول في آل عمران 15:3 "وأزواجٌ مطهرةٌ" وفي النساء 57:4 "لهم فيها أزواجٌ مطهرةٌ". وأورد ابن كثير في تفسيره أقوال ابن عباس ومجاهد وقتادة في تفسير كلمة مطهرة، فيقول: "مطهرة من القذر والأذى. ومن الحيضِ والغائط والبول والنخام والبزاق والمنى والولد. ومطهره من الأذى والمأثم، فَلا حيض ولا كلف". وهذه أوصاف كمالٍ لأنثى يعشقها الرّجال، لأنها تخلو من كل أنواع الوسخ. وتمتاز هذه الزوجات أيضاً بأنَّهُن "قاصرات الطرف عينٌ، كأنَهُنَ بيضُ مكنونٌ" (الصافات 48:37و49. أنظر أيضاً ص 52:38 والرحمن 56:55) أي قصرن طرفهنُّ على أزواجهن، فلا يَنْظُرْنَ إلى غيرهم من الرجال، فهن حسان الأعين عفيفات لا ينظرن إلى غير أزواجهن. وهذه الصَّفة تروق جداً لكل رجلٍ لا يثق بزوجته ويخاف منها الخيانة، خصوصاً الرجال الجِلاف وغير الدَّمثين وناقصي الرجولة، وما أكثر أمثال هؤلاء الرجال. لذلك فإن أمثالهم يجدون عزاءً في هذه الأقوال المغرية عن نساء الجنّة المُخْلِصات. اللواتي "لم يطمثهنَّ إنسٌ قبلهم ولا جانٌ" (الرحمن 56:55و74) أي أن تلك النساء لم تمارس الجنس مع أي رجلٍ من الإنس أو الجان، فهن مخلوقات ومهيئات بالتمام لأزواجهن. وهذه صفة محببة جداً على قلوب الرجال، لأن الواحد منهم يريد الزوجة خالصة له دون أن تنكشف على الآخرين، حتى ولو كانوا أزواجاً سابقين لها وافترقت عنهم بالموت أو بالطلاق.

واكثر اسمٍ متداول بين المسلمين عن زوجات الجنة هو الحوريات ، حيث وصفهن القرآن بأنهن حور عين كما جاء في أربع آياتٍ في القرآن: في الدخان54:44 "وزوَّجناهِمُ بحورٍ عينٍ" والطور 20:52 "وزوجناهمُ بحورٍ عينٍ" والواقعة 22:56-23 "وحورٌ عينٌ. كأمثالِ اللؤلؤ المكنون" والرحمن 72:55 "حورٌ مقصوراتٌ في الخيام". والحور العين هي الشديدة سواد العين وشديدة بياض العين. وقد جاء وصف باهر لجمال حور العين، عن أنس ابن مالك عن النبي محمد قال فيه: "ولو أنَّ امرأةً من أهل الجنّة اطَّلَعَت إلى أهل الأرضِ لأضاءت ما بينهما ولملأتهُ ريحاً وَلَنَصيفُها على رأسِها خيرٌ من الدُّنيا وما فيها" (رواه البخاري). ويقول الشيخ محمد الغزالي: "الحور العين هنَّ بنات آدم بعد صوغهن في قوالب أخرى تجعل العجائز شوابٌّ والدميمة وسيمة! أو هنَّ خلقٌ آخر يبدعه الله في صور فتياتٍ ساحرات العيون يستمتع بهنَّ أهل الجنة". وهكذا حدد الشيخ الغزالي دور الحور فقط للاستمتاع بهن، وهذه المتعة الجنسية الدائمة هي أقصى غاية يرجوها المسلم من إيمانه بدين محمد، فهي متعة تفوق الخَيال، ولا مثيل لها في الأساطير. وفي تفسير القرطبي لقول القرآن في سورة الرحمن 72:55 "حورٌ مقصوراتٌ في الخيام" أورد حديثاً رواه أنس قال: "قال النبي صلى الله عليه وسلم: مررت ليلة أسْريَ بي في الجنةِ بنهرٍ حافَتاهُ قباب المرجان فنوديت منه السلام عليك يا رسول الله. فقلت: يا جبريل من هؤلاء قال: هؤلاء جوارٍ من الحور العين استأذنَّ ربهنّ في أن يسلمنَ عليكَ فأذن لَهُنَّ فقلن: نحن الخالداتِ فلا نموت أبدأً ونحن الناعمات فلا نبؤس أبداً ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً أزواج رجال كرام" ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم "حورٌ مقصورات في الخيام" أي محبوساتٍ حبس صيانة وتكرمة. فالحور كما وصفهن النبي هنا خالدات، فلا يمتن ولا تتقدم بهن الأيام، وهن ناعمات، أي ذوات أجساد أنثوية غاية في الإغراء، وهن راضيات، فلا يتذمرن على نصيبهن من الرجال، فالمهم هو متعة الرجل، لأن هذه هي غاية الله من خلق الحوريات. نلاحظ هنا وصف الحوريات أيضاً بأنهن "مقصورات في الخيام" أي محبوسات ومستورات في خيامهن ولا يحق لهن الطواف في حقول الجنّة وطرقاتها، فهذا الحق للرجال فقط. وهكذا سيبقى دور المرأة في الجنة كدورها في الأرض: الجنس ومتعة الرجال. فالزوجة "كأمثال اللؤلؤ المكنون" فهن في صفاء الدر الذي لم تمسه الأيدي، بل يقبعن في بيوتهن ليمتعن أزواجهن بهنَّ.

وجميع نساء الجنّة متساوياتٍ في الأعمار والجمال، لقول القرآن أنهن "أتراباً" (ص 52:38 والواقعة37:56 والنبأ 33:78). ويتفق معظم مفسري القرآن على أن كلمة "أتراباً" تعني في سن واحدة وهو ثلاث وثلاثين سنة، أي أنهن على ميلاد واحد. وهنَّ أيضاً "عُرُباً"، وقد اختلف المفسرون في هذه الكلمة، ومما قالوه: كلامُهنَّ عربي، والمرأة الغنجه، أو حسنات الكلام، أو المتحببات إلى أزواجهنَّ، فالعروب تبين محبتها لزوجها بشكل غنجٍ وحسن كلام. وقيل: أنها الحسنة التبعل لتكون ألذ استمتاعاً. ويصف القرآن نواهد الحوريات بكلمة "كواعب"، أي أنَّ نواهدهن لم يتدلَّين، فالحورة ناهد مثل العذارى، مما يزيد متعة ولذة الجماع. ويقول القرآن أيضاً في وصف زوجات الجنّة بقوله: "كأنهّنَّ الياقوتَ والمرجان" (الرحمن58:55). عن أبي سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى "كأنهن الياقوت والمرجان" قال: "تنظر إلى وجهها في خدرها أصفى من المرآةِ وإن أدنى لؤلؤه عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب وإنه يكون عليها سبعون ثوباً ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك" (رواه البخاري ومسلم) فيا له من جمالٍ يسحر الألباب، ويفقد المسلم الصواب.

عن الحسن قال: أتت عجوز فقالت يا رسول الله أدع الله تعالى أن يدخلني الجنّة فقال: "يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز" قال فولَّت تبكي قال: "أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول "إنَّا أنشأناهُنَّ إنشاءً، فجعلناهُنَّ أبكاراً".وقد أورد ابن كثير هذا الحديث في تفسيره لما جاء في سورة الواقعة 35:56-37 الذي أورده النبي في حديثه، وتفسير النص هو أن جميع النساء من عجائز أو صغار السّن سيرجعن أبكاراً في الجنة، فالمرأة الثيب تعود عذراء لتمتع زوجها بها بلا انقطاع. عن أنس بن مالك قال: "هن العجائز العمش الرمص كنَّ في الدنيا عمشاً رمصاً". ويضيف القرطبي في تفسيره: وقال المسيب بن شريك: قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "إنَّا أنشأناهنَّ إنشاءً" قال: "هنَّ عجائزَ الدنيا أنشأهنَّ الله خلقاً جديداً كلما أتاهُنَّ أزواجهنَّ وجدوهِنَّ أبكاراً. فلما سمعت عائشة ذلك قالت: واوَجعاه! فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ليس هُناك وجع". وعن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "إنَّ أهل الجنة كلما جامعوا نساءهم عدن أبكاراً". وقال ابن عباسٍ: "إن الرجل من أهل الجنة ليعانق الحوراء سبعين سنة، لا يملها ولا تمله. كلما أتاها وجدها بكراً، وكلّما رجع إليها عادت إليه شهوته، فيجامعها بقوة سبعين رجلاً، لا يكون بينهما مني، يأتي من غير مني منه ولا منها" فلا يوجد أعزب في الجنة، كما روى البخاري عن النبي محمد، بل جنس بلا انقطاع لجميع العباد، وهذا تماماً ما جاء في يسن55:36 "إنَّ أصحابَ الجنّةِ اليومَ في شغلٍ فاكهون" أي أنهم فرحون يتمتعون في إفتضاض الأبكار، كما قال معظم المفسرين.

لم يذكر القرآن نصيب كل رجل من حوريات الجنّة، بل جاء ذكر عددهن في الحديث: عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "... وإن له من الحور العين اثنتين وسبعين زوجةً سوى أزواجه من الدنيا" (رواه أحمد). وأورد ابن كثير في تفسيره لآية "حورٌ مقصورات في الخيام" عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية وصنعاء". ويدل هذا الحديث على أن عدد الحوريات لا يتوقف عند أربعين أو اثنتين وسبعين حورية، فهذا العدد نصيب صاحب أدنى درجة في الجنّة، وبالتالي كم يكون نصيب أصحاب الدرجات العليا؟!.

ومع أن جميع آيات القرآن وأحاديث النبي تربط بين النساء وممارسة الجنس في الجنّة، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لواحدٍ من صحابة النبي الذي قال: " يا رسول الله أيباضع أهل الجنّة؟ قال: "يعطى الرجل منهم من القوة في اليوم الواحد أفضل من سبعين منكم". وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يعطى المؤمن في الجنّة قوة كذا وكذا في النساء، قلت: يا رسول الله ويطبق ذلك؟ قال: يعطى قوة مائة" (رواه أبو داود والترمذي). وعن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنّة؟ قال: "إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء" رواه ابن كثير في تفسير الواقعة 35:56. أيضاً عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال له أنطأ في الجنّة؟ قال "نعم، والذي نفسي بيده دحماً دحماً، فإذا قام عنها رجعت مطهّرة بكراً". وأحاديث النبي تطول في وصف لذة جماع النساء في جنة المسلمين، ولذا نكتفي بما ذكرناه لنبين حقيقة هذه الجنّة التي جعلها النبي محمد مكاناً لممارسة الجنس بلهفةٍ لا نظير لها، إلى جانب شرب الخمر وغيره من الشراب.

2. وِلدان الجنّةِ وغلمانها

يتابع القرآن وصف نعيم وملذات أهل الجنّة، وذلك بإخبارنا عن وجود عدد هائل من الخدام المميزين الذين سيخدمون كل رجل من المسلمين الذين سيفوزون بجنة النعيم. وهؤلاء الأرقاء، كما يقول الجلالان، هم غلمان أو أحداث صغار السن وصفهم القرآن في قوله في سورة الطور 24:52 "ويطوف عليهم غلمانٌ لهم كأنهُمُ لُؤلؤٌ مكنون" وفي الواقعة17:56 "يطوف عليهم ولدان مخلَّدون" وفي الإنسان 19:76 "ويطوف عليهم ولدان مخلَّدون إذا رأيتهم حسبتهم لُؤلؤاً منثوراً". لذلك فإن إتمام سرور ونعيم أهل الجنّة، كما يقول القرطبي، لا يتم إلا باحتفاف الخدم والولدان بالإنسان. أي أن نعيم الجنة في رأي المسلمين، لا يكتمل إلا بوجود هؤلاء الأولاد في خدمة أهل الجنّة من الرجال، ومع أن القرآن حدد خدمة هؤلاء الأولاد بجلب كؤوس الشراب المختلف ليناولها للرجال. إلا أن بعض الرواة والمفسرين وسعوا خدمتهم بحيث تشتمل على الجنس، أي أن اللواط الذي كان محرماً على أهل الدنيا، سيصبح حلالاً في الجنة، لكي يستطيع الرجال مضاجعة الأولاد الذين ووضعهم الله من أجل إتمام لذّة المتَّقين. كيف لا وصفات هؤلاء الأولاد في غاية الحسن والجمال. فهم أولاً غلمان أو وِلدان مخلَّدون: فهم شباب صغار السن على صفة واحدة وفي سن واحدة على مر الأزمنة، أي باقون على ما هم عليه من الشباب والغضاضة والحسن، لا يكبرون ولا يشيبون ولا يتغيرون ولا يهرمون ولا يموتون. وهم ثانياً مثل اللؤلؤ المكنون، في غاية الحسن والبياض وصفاء اللون مثل اللؤلؤ المصون في الصَّدف في حسنهم وبهائهم ونظافتهم وحسن ملابسهم. وهم ثالثاً كاللؤلؤ المنثور، فهم كالدرر المتناثرة، يذهبون ويجيئون في حركة سريعة لخدمة سادتهم من رجال الجنّة. عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "ما مِنْ أحدٍ من أهل الجنّة إلا يسعى عليه ألف غلام كلَّ غلامٍ على عملٍ ليس عليه صاحبه" (أورده القرطبي في تفسير الطور 24:52). ويحتار العقل في التفكير بألف نوعٍ من الخدمة يحتاج إليها كل رجلٍ من رجال الجنّة، ويقوم هؤلاء الغلمان بالقيام بهذه الخدمات وهم سعداء بذلك، فَعَن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أدنى أهل الجنّة منزلة من ينادي الخادم من خدمه فيجيبه ألفٌ كلهم لَبيِّكَ لبيِّكْ" (رواه القرطبي في تفسيره). وقيل عنهم مسوّرونَّ ومقرّطون،أي يلبسون الأساور في أيديهم والأقراط في آذانهم لأن ذلك يليق بهم كونهم صغار السِّن. وقد اختلف المفسرون والرواة المسلمين في تحديد هوية هؤلاء الأولاد، ومما قالوه:

هم الأطفال من أولاد المسلمين الذين سبقوهم إلى الجنّة.

هم من أخْدَمَهُمُ الله تعالى إياهُم من أولاد غيرهم.

هم غلمان خلقوا في الجنّة لخدمة أهل الجنّة من غير ولادة.

هم أولاد المشركين الذين ماتوا صغاراً بدون ذنوب أو حسنات، وهم خدم أهل الجنة.

هم ولدان المسلمين الذين يموتون صغاراً ولا حسنة لهم ولا سيئة.

يحتار العقل أمام هذه التعاليم الإسلامية عن وجود أولادٍ لخدمة أهل الجنّة، فهل يعقل مثل هذا الكلام، وكيف يمكن لعاقل أن يقبل بمثل هذا الوصف لجنةٍ خدامها أطفال؟ وما الحكمة من مثل هذه الخدمة في جنّةٍ تخلو من العوز والاحتياج؟ ثم أيُّ تَقِيٍ يمكن أن يقبل فكرة تحليل الشّذوذ في جنة الله؟! وحول هذا السؤال بالتَّحديد نشرت مجلة "حريتي" المصرية بتاريخ 19/4/1992م وعلى صفحتين كاملتين (24و25) حواراً ساخناً بين الكاتب الإسلامي الكبير الشيخ جلال كِشِّك ولجنة الفتوى في الأزهر، وكان موضوع الحوار هو الممارسات الجنسية في الجنة، حيث أكد الشيخ كشِّك أن المسلمين في الجنّة سوف يكونون في حالة انتصاب دائم، أمّا فقهاء الأزهر فلم ينفوا قول الشيخ ولم يؤكدوه، وإن أبدوا بعض الشكوك في موضوع الديمومة. وأكد الشيخ كشِّك أن غلمان الجنة سوف يكونون "مقرطين ومُسوَّرين" أي أنَّهُم سيلبسون الأساور والأقراط، وسيكونون من حظ ونصيب ذكور الجنة ليستمتعوا بهم كما يشاؤون ؟! ويقول الشيخ كِشِّك أيضاً أنه "من الخطأ تقييم الحياة الأخرى بمقاييس وأحكام هذه الحياة التي نعيشها، فهذه دار العمل الصالح والطالح" وأنَّ "كل المحرمات في هذه الأرض تسقط في الآخرة". وقد أورد كشك هذه الأقوال في سياق حديثه عن ممارسة الجنس في غلمان الجنّة. فالمسلم لن يتمتع فقط بالحوريات بل أيضاً بالغلمان، فجمالهم الأخّاذ ورقتهم ونعومتهم تشكل مصدراً لشهوتهم، ولا إثم على الرجل في مضاجعتهم في دار الخلود. فإن كانت هذه صورة جنة المسلمين، فلماذا نلوم المنحرفين؟ ثم ألا تكفي الحوريات لإشباع شهوة رجال الجنة؟ وهل سيجدون وقتاً لشكر ربهم على هذا النعيم؟!

إذن فهذه هي جنة المسلمين في فحشها ونجاستها وفي ممارسة الغرائز الحيوانية الجنسية فيها في محضر الله القدوس مع حور العين وغلمان الجنة ونساء الأرض. فإن كان المسلم لا يستطيع أن يسلم باليد على امرأة في الجامع لأنهم يقولون أنه بيت الله. فكيف سيجامع الحور والنساء والعلمان في الجنة وفي محضر الله القدوس؟

وهل النساء المسلمات تقبل أن تكون فقط للمتعة الجنسية؟ وهل ترضى أن تكون واحدة من نساء الرجل في الدنيا وفي الآخرى أن تكون سيدة على الحور العين .. تصورا الإنسانة المسلمة وهي ترى زوجها ينكح الحور العين الواحدة بعد الأخرى .. 40 .. 72 أو ربما أكثر .. وبعدها يأتي دور الغلمان والزوجات الأخريات من مخلفات أرثه الأرض وأخيراً يأتي دورها لتُنكح من رجلها .. ومن جديد تبدأ دورة جديدة من الحور والغلمان إلى ما لا نهاية .. هذه هي جنة الدعارة والنجاسة الخاصة بالمسلمين التي يتخيلوها ويحلمون بها ليلاً ونهاراً بكل ما فيها من قذارات جنسية ألهبت رجال الإسلام على مدى العصور وحركتهم في كل أعمالهم, جهادهم, وأصوامهم, وزكاتهم, وحجهم وصلواتهم.. لقد انطلت عليهم خدعة الشيطان الكبرى بالوعد المزيف!

والحقيقة هي أنهم لن يروا جنة ولا نكاح ولا حوريات بل سينتظرهم نار بحيرة النار جهنم لأنهم رفضوا طريق الله للخلاص بيسوع المسيح ربهم وسيدهم, رضوا ربوبيته أم رفضوها.

فتوبوا يا أهل الإسلام قبل فوات الأوان وأرجعوا إلى الله الذي أحبكم ولا تنقادوا إلى خدعة الشيطان عدو الرب يسوع المسيح وصليبه وقيامته بل آمنوا بمن هو الطريق والحق والحياة والذي وعد بالحياة الأبدية في سماء الله لكل المؤمنين به فهل تؤمنوا بالمسيح الحقيقي وتنالوا الحياة الابدية أم ترفضوه وتختاروا الهلاك.

21 يوليو 2009

هل شجع المسيح تلاميذه علي إقتناء واستخدام السيف؟

يقول المعترض:

.

( هناك من يتهم السيد المسيح بالإرهاب لأنه كان يحض أتباعه أن يبيعوا ملابسهم من أجل أن يشتروا سيوفا.. فما رايكم بها؟! ) ..

.

** وللرد نقول:

.

المعترض بكلامه هذا يكون قد اتهم السيد المسيح بتهمتين وهما:

.

- إنه إرهابي.

- إنه شجع تلاميذه على العنف وحمل واستخدام السيف.

.

وللرد على الاتهام الأول نقول لكي نجيب على هذا السؤال بكل أمانة، يجب علينا أولاً أن نبحث في النقاط الآتية وهى:

.

(1) المسيح والسيف:

.

(أ) فنقول: هل حمل السيد المسيح سيفاً؟! هل استخدم سيف ضد أعدائه؟! أو ضد من لم يقبل رسالته؟! هل قتل أي أحد؟! بل وهل حتى اعتدى على أعدائه حتى ولو بالكلام؟! يقول واحد من الحواريين المقربين إليه، موضحاً هذا الأمر قائلاً: "الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ" (1بط 2: 23)، نقول بأن السيد المسيح لم يدافع حتى عن نفسه حتى أمام رئيس الكهنة، ولا أمام الحاكم الروماني اللذين حكما عليه بالموت، ويقول الكتاب في ذلك: فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَذَانِ عَلَيْكَ؟» (مت 26: 62)، (مر14: 60)، فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ أَيْضاً: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ انْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ!» (مر 15: 4).

.

(ب) تعاليم السيد المسيح عن الأعداء: نقول بكل فخر واعتزاز أنه لم يقم إنسان على الأرض من يوم أن وجدت إلى الآن ولن يقوم، علم ما علمه السيد المسيح عن محبة الأعداء، فأقصى ما يمكن أن يقال بأن هناك من علّم، أن ترد الاعتداء باعتداء مثله وليس بأكثر، ولا تكون أنت البادي بالاعتداء لأن البادي أظلم، أما السيد المسيح فقال: "وَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يُحِبُّونَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ. وَإِذَا أَحْسَنْتُمْ إِلَى الَّذِينَ يُحْسِنُونَ إِلَيْكُمْ فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضا ًيَفْعَلُونَ هَكَذَا. وَإِنْ أَقْرَضْتُمُ الَّذِينَ تَرْجُونَ أَنْ تَسْتَرِدُّوا مِنْهُمْ فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يُقْرِضُونَ الْخُطَاةَ لِكَيْ يَسْتَرِدُّوا مِنْهُمُ الْمِثْلَ. بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ" (لو 6: 26 الخ)، (مت 5: 44).

.

(2) التلاميذ والسيف

.

(أ) نقول أيضاً: هل تلاميذ السيد المسيح حملوا سيفاً؟! وهل قتل منهم أي أحد حتى عن طريق الخطأ؟ هل استخدموا السيف لنشر الإيمان ولنصرة دين الله ومسيحه؟ نقول بكل فخر واعتزاز أيضاً لقد تعرض هؤلاء التلاميذ للاضطهاد لدرجة الموت، واستشهدوا جميعهم على اسم السيد المسيح (ما عدا القديس يوحنا الحبيب)، وبالرغم من ذلك لم يجز أحد منهم لنفسه استخدام السيف ليدافع به عن نفسه، إذ قد علمهم السيد المسيح ليس فقط عدم استخدام السيف للدفاع عن أنفسهم، بل ذهب السيد المسيح في تعليمه لهم أكثر من ذلك، إذ علمهم حتى عدم الاهتمام بالدفاع عن أنفسهم بمجرد الكلام إذ قال لهم: "فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ" (مت 10: 19)، "وَمَتَى قَدَّمُوكُمْ إِلَى الْمَجَامِعِ وَالرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَحْتَجُّونَ أَوْ بِمَا تَقُولُونَ" (لو 12: 11).

.

(ب) التلاميذ والأعداء: لكي نجيب على هذا السؤال يجب علينا أن نتساءل، ما هي تعاليم تلاميذ المسيح عن معاملة الأعداء؟! هل أجازوا استخدام السيف لتابعيهم حتى وإن لم يستخدموه هم أنفسهم، وبالرجوع إلى الكتاب المقدس نرى أن هؤلاء التلاميذ قالوا في معاملة الأعداء، أن الطريقة الوحيدة لمقاومتهم هي فعل الخير معهم والدليل على ذلك قال بولس الرسول: "فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ» (رو 12: 20)، لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ (رو12: 21).

.

(ثانياً) معنى كلمة السيف التي وردت على لسان السيد المسيح:

.

(1) على ضوء ما شرحناه قبلاً لا يعقل أن يكون السيد المسيح قد حث تلاميذه على اقتناء واستخدام السيف، ومما يؤكد قولنا هذا أيضاً أنه في نفس اللحظة التي قال فيها السيد المسيح لتلاميذه أن يقتنوا سيفاً، منعهم من استخدام السيف للدفاع عنه وعن أنفسهم، بل في نفس اللحظة علمهم أيضاً أنه لا يجوز استخدام السيف للدفاع عن النفس إذ قال لهم: "رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!" ( مت 27 52).

.

(2) بلا شك وجود سيفين في أيدي اثني عشر صيادًا لا يساويان شيئًا أمام جماهير اليهود وجنود الرومان القادمين للقبض عليه، خاصة إن كان السيفان مجرد سكينتين، (يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن هذين السيفين لم يكونا سوى سكينين كبيرين كانا مع بطرس ويوحنا، اُستخدما في إعداد الفصح)، حتى إن كانا سيفين حقيقيين فإن هؤلاء الصيادين بلا خبرة في استخدام السيوف، لهذا يرى البعض أن كلمة السيد المسيح "يكفي" إنما ترجمة للكلمة العبرية "دَييّر" التي كان معلمو اليهود يستخدمونها ليسكتوا بها جهالة بعض تلاميذهم. وكأن السيد المسيح أراد أن يسكت تلاميذه الذين انصرفت أفكارهم إلى السيف المادي لا سيف الروح.

.

(3) هناك أنواع أخرى من السيف، وهو ما استخدمه السيد المسيح فعلاً، واستخدمه أيضاً تلاميذه، بل وحثوا أتباعهم على اقتنائه، واستخدامه، وهذا السيف هو:

.

(أ) كلمة الله:

.

فيقول بولس الرسول: "وخذوا خوذة الخلاص و سيف الروح الذي هو كلمة الله (اف 6: 17): لأن كلمة الله حية و فعالة و أمضى من كل سيف ذي حدين و خارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والأمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته" (عب 4: 12).

.

* يقول القديس أمبروسيوس: "لماذا تأمرني يا رب بهذا الشراء، بينما تمنعني من الضرب" (مت 26: 52)؟ لماذا تأمرني باقتناء ما تمنعني عن إخراجه من غمده، حتى ولو للدفاع عن النفس؟! كان الرب قادرًا على الانتقام، لكنه فضل أن يُذبح! يوجد أيضًا السيف الروحي الذي يجعلك تبيع ميراثك لتشتري الكلمة التي تكتسي بها أعماق الروح. ويوجد أيضًا سيف الألم الذي به تخلع الجسد لتشتري بنفايات جسدك المذبوح إكليل الاستشهاد المقدس.

.

(ب) سيف الإيمان الحيّ العامل بالمحبة:

.

أولاً: في إرساله الأول لهم لم يسألهم شيئًا سوى التخلي عن كل شيء حتى الضروريات ليكون هو سرّ شبعهم، والمدبّر لحياتهم الخاصة، وعملهم الكرازي، أما الآن وقد حان وقت الصليب وجّه أنظارهم للجهاد، لا ليحملوا سيفًا ويحاربوا به كما ظن التلاميذ أنفسهم، وإنما ليحملوا سيف الإيمان الحيّ العامل بالمحبة.

.

(ج) الجهاد والألم الروحي:

.

وقد استخدم سمعان الشيخ كلمة السيف بهذا المعنى حينما قال للسيدة العذراء: "وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ» (لو 2 : 35)، فنلاحظ أن السيد المسيح أراد أن يحدث التلاميذ عن الجهاد الروحي حالاً بعد مناقشتهم بخصوص أحاديثهم عمن يحتل المركز الأول، وكأنه يريد أن يوجههم إلى الجهاد عوض الانشغال بالكرامات الزمنية كأنه يقول لهم أنه ليس وقت لطلب المجد، وإنما للصراع ضد عدو الخير، والجهاد لحساب الملكوت، وكما يقول القديس يوحنا كاسيان إننا الآن في وادي الدموع الذي يعبر بنا إلى الأمجاد الأبدية.

.

*يقول الأب ثيؤفلاكتيوس: "بينما كانوا يتشاحنون فيما بينهم من يكون الأكبر، قال لهم: إنه ليس وقت الكرامات إنما هو وقت الخطر والذبح. انظروا، أنا سيدكم أُقاد للموت البشع، مُحتقرًا من العصاة!".

.

(د) عمل البر:

.

يشير الكتاب المقدس إلى البر باعتباره سلاح يقاوم الشر قائلاً: "فِي كَلاَمِ الْحَقِّ، فِي قُوَّةِ اللهِ بِسِلاَحِ الْبِرِّ لِلْيَمِينِ وَلِلْيَسَارِ" (2كو 6 : 7).

.

* يقول القديس إغريغوريوس أسقف نيصص: "بالنسبة لمن يرتفع فكره تبدو له كل الأشياء متساوية في الكرامة، ولا يُفضّل شيئًا عن الآخر، لأن فترة الحياة تجري بالمتناقضات على قدم المساواة. وفي مصير كل شخص توجد قوة للحياة إما صالحة أو شريرة. كما يقول الرسول: "بأسلحة اليمين واليسار، بكرامة أو هوان". لذلك فالشخص الذي يطهّر ذهنه وبحق يمتحن حقيقة الوجود يسير في طريقه من الميلاد إلى الموت، لا يفسده بالملذات أو يحطمه بالعنف، ولكن بحسب عادة المسافرين يتأثر قليلاً بما هو يلاقيه.

.

فإنه عادة ما يسرع المسافرون عند نهاية الرحلة سواء كانوا يسيرون عبر المروج والحقول المخصبة أو عبر البراري والأماكن القاسية، فالمسرّات لا تعطلهم، والأمور المحزنة لا تعوق سبيلهم. لذلك فإنه هو نفسه يُسرع دون ارتباك عن الهدف الموضوع أمامه، غير منحرفٍ عن الطريق. إنه يعبر هذه الحياة متطلعًا إلى السماء وحدها، وذلك مثل قائدٍ صالحٍ يوجّه سفينته إلى موقع الوصول العلوي.

.

منقول من موقع غرفة الحوار المتمدن

16 يوليو 2009

العقائد المسيحية في القرآن - الثالوث (1)

بسم الآب والابن والروح القدس

إله واحد.. آمين

.

قناة الحياة المسيحية

برنامج سؤال جري

.

+ »العقائد المسيحية في القرآن« +

.

الحلقتان رقم 122 و123 بتاريخ 9 و16يوليو 2009

.

عزيزي المسلم.. إذا كان لديك العقل والمنطق..

فهذة الحلقات من أجلك أنت..

.

+ موضوع هاتان الحلقتان من برنامج (سؤال جريء) يتحدث بشكل أساسي عن »العقائد المسيحية في القرآن«, وقد بدأ الأخ رشيد (مقدم البرنامج) الحلقة الأولي من هذا الموضوع باقتباس جزء من قول »ابن كثير« في تفسير الآية رقم 171 من سورة النساء الذي قال فيه:

.

"فالنصارى عليهم لعــــــائن الله ..

من جهلهم ليس لهم ضابط .. ولا لكفرهم حد ..

بل أقوالــــــهم وضلالــــــــهم منتشر ..

فمنهم من يعتقده إلهاً (أي عن السيد المسيح),

ومنهم من يعتقده شريكاً, ومنهم من يعتقده ولداً ..

وهم طوائف كثيرة لهم آراء مختلفة وأقوال غير مؤتلفة .."

.

اللعن قبل الفهم.. !!

.

+ ويعلق الأخ رشيد علي قول "ابن كثير", قائلاً:

.

إن لعن "ابن كثير" وغيره من فقهاء الإسلام للمسيحيين هو أمر ليس وليد آراء شخصية, بل هو نتيجة آيات قرآنية متعددة نذكر منها علي سبيل المثال الآية رقم 30 من سورة التوبة التي تقول:

.

"وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله,

ذلك قولهم بأفواهم يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله

(أي لعنهم الله) أني يؤفكون".

.

+ وهنا يطرح الأخ رشيد سؤال هذة الحلقة قائلاً:

.

- هل القرآن يعكس فهماً صحيحاً للعقائد المسيحية؟

.

- هل القرآن أجاب وفنَد المعتقدات المسيحية ام انه أخفق في الفهم وفي الرد أيضاً؟

.

- وهل المسلمون يفهمون العقائد المسيحية فهماً صحيحاً اليوم ام أنهم يلعنون المسيحيين علي أي حال سواء فهموا معتقداتهم أو لم يفهموها؟


كل هذة الأسئلة تستحق منا وقفة في هذة الحلقة وأن ندقق فيها حتي نخلص إلي إجابات شافية. ثم يوجه الأخ رشيد سؤال هذة الحلقة إلي الأخ وحيد (ضيف الحلقة), قائلاً له:

.

هل تعتقد في نظرك أن القرآن قد فهم العقائد المسيحية؟

.

+ ويجيب الأخ وحيد عن هذا السؤال قائلاً:

.

بداية أعتقد أن "ابن كثير" لم يأتي بجديد.. فإذا نظرنا ودققنا في القرآن وقام أي مسيحي بسيط بقراءة هذا الكتاب, ستظهر له علي الفور حقيقة واضحة وهي أن القرآن لم يكن يناقش عقيدتنا نحن المسيحيين المعروفين. فالظاهر أمامنا أن كاتب القرآن (الذي يعتقد الإخوة المسلمين إنه الله) قد أخطأ وأخفق في فهم العقيدة المسيحية وفي عرضها, بمعني آخر نقول أن القرآن قد قدم عقيدة (غير صحيحة) عن المسيحية, وافترض أن هذة العقيدة هي ما يؤمن به المسيحيون, والحقيقة أن هذة العقيدة التي يفترضها القرآن عن المسيحية هي ليست عقيدتنا علي أي حال.

.

وفي الحقيقة هذة مشكلة في حد ذاتها, ذلك لأن مشايخ الإسلام إلي هذا اليوم نجدهم يعتمدون علي آخذ آراءهم من القرآن. وحينما هم يستمدون آراءهم عن المسيحيين من خلال القرآن, فهم يستمدون آراء خاطئة لا تعبر عن العقيدة المسيحية السليمة التي يعتنقها المسيحيون حول العالم.

.

+ وهنا يضيف الأخ رشيد تعليقه علي كلام الأخ وحيد موضحاً أن المشكلة تكمن إذن في الأصل والأساس.. فالقرآن الذي هو المرجع الأساسي الذي يتعمد عليه المشايخ والفقهاء في بناء فهمهم للمسيحية هو مرجع ومصدر خاطيء ذلك لأنه أصلاً لا يعبر عن العقيدة المسيحية التي يؤمن بها المسيحيون, وبالتالي تكون آراء المشايخ والفقهاء عن المسيحية آراء خاطئة بالتبعية.

.

+ ويتابع الأخ رشيد حديثه ويطرح سؤالاً أخر لضيف الحلقة طالباً منه أن يعطي للمشاهدين أمثلة لبعض الأمور في العقيدة المسيحية التي أخطأ القرآن في فهمها.

.

+ ويجيب الأخ وحيد عن هذا السؤال قائلاً:

.

أعتقد أن من أكثر الأمور التي أخطأ القرآن في فهمها هو طبيعة الله في المسيحية (أي عقيدة الثالوث) التي هي ركن أساسي في الإيمان المسيحي. فمؤلف القرآن لم يفهم عقيدة الثالوث بصورة واضحة أو جيدة, كذلك نجده لم يفهم بنوة المسيح لله وكيف أننا نقول أن المسيح هو ابن الله. وقد لاحظت حينما قمت أنت بقراءة تفسير "ابن كثير" في بداية الحلقة إنه قال: "منهم من يعتقد أن المسيح هو ابن الله, ومنهم من يعتقده شريكاً لله, ومنهم من يعتقد إنه اللهً".. !!

.

ويضيف الأخ وحيد قائلاً:

.

لقد اعتقد ابن كثير بوجود فرق مختلفة تؤمن بهذة الأفكار والمعتقدات, ولكن الحقيقة أن هذا كلام خاطيء وغير صحيح.. ويتسأل قائلاً: من أين جاء "ابن كثير" بمثل هذا الكلام؟ ثم يضيف الأخ وحيد قائلاً: أعتقد من الأمور الآخري التي أخفق القرآن في فهمها هو حادثة صلب المسيح, فنجد أن القرآن ينكر حدوث الصلب تماماً. كذلك أيضاً إلوهية المسيح تًعتبر من الأمور التي لم يفهمها مؤلف هذا القرآن بصورة جيدة.

.

(1) عقيدة الثالوث في القرآن

.

+ ويبدأ الأخ رشيد حديثه عن عقيدة الثالوث في القرآن, ويوجه سؤاله للأخ وحيد قائلاً له:

.

كيف فهم القرآن عقيدة الثالوث المسيحية التي نؤمن بها نحن المسيحيون؟

.

+ ويجيب الأخ وحيد قائلاً:

.

إن مناقشة القرآن لعقيدة الثالوث هو أمر في غاية الأهمية لأنه يكشف لنا علي الفور أن كاتب ومؤلف هذا القرآن كان بعيداً جداً عن المفهوم الحقيقي للعقيدة المسيحية. ولكي نكون أكاديميين في حديثنا نقدم للمشاهدين الشواهد من القرآن والدليل والبرهان علي ما نقول. فنقرأ في سورة المائدة الآية رقم 116:

.

"وإذا قال الله يا عيسي بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله, قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق".

.

ويعلق الأخ وحيد علي هذة الآية قائلاً: إنها كارثة!! إذ أن القرآن يفترض أن المسيحيين يؤمنون بأن مريم إله, وعيسي إله, وأن الله إله ثالث!! والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: أين هو ذلك المسيحي الذي يقول أني أؤمن أن عيسي إله ومريم إله وأن الله إله..؟!! إذن مع من كان يتناقش كاتب هذا القرآن..؟!! هل كان يتناقش معنا نحن المسيحيون..؟! الإجابة بالقطع لا!

.

+ وهنا يعلق الأخ رشيد علي هذة النقطة قائلاً:

.

وإنه بالرغم من أن الديانة المسيحية كانت منتشرة علي نطاق واسع في العالم في عصر محمد (نبي الإسلام) وحتي قبل مجيء محمد بسنوات عديدة إلا أن القرآن بالرغم من ذلك لم يدرك حقيقة الإيمان والعقيدة المسيحية السليمة التي يؤمن بها المسيحيون في كل العالم.

.

+ ويؤكد الأخ وحيد كلام الأخ رشيد, قائلاً:

.

هذا صحيح بالفعل, وبالإضافة إلي ذلك نجد أيضاً أن الكتاب المقدس قد تُرجم إلي لغات عديدة جداً وقد انتشر في كل بلدان العالم القديم المعروف آنذاك, وهذا كله حدث قبل ظهور الإسلام بعدة سنوات. إذن فعلي كل الأحوال, يمكننا القول أن القرآن كان يناقش عقائد وأفكار لا تنتمي للمسيحية السليمة.

.

عقيدة الثالوث بين القرآن والإنجيل:

.

+ وهنا يستنتج الأخ رشيد بأن مفهوم القرآن عن الثالوث بحسب هذة الآية القرآنية هو (الله – مريم – عيسي المسيح). ويضيف قائلاً: لا يوجد مسيحي واحد يؤمن بالمسيحية السليمة علي مر التاريخ يقول أن الثالوث هو الله ومريم وعيسي. وحتي إذا وُجدت وظهرت بعض البدع والهرطقات المسيحية (كما يحدث في باقي الأديان), فالأغلبية الساحقة من المسيحيين لا تؤمن بهذا الثالوث (الله, مريم, وعيسي) والذي يعرضه القرآن بحسب هذة الآية.

.

+ ويؤكد الأخ وحيد علي قول الأخ رشيد ويستشهد بآيات من الكتاب المقدس لإثبات أن الثالوث الذي يعرضه القرآن في سورة المائدة 116 هو ثالوث لا ينتمي إلي العقيدة المسيحية الصحيحة. فمثلاً نجد أنه قد استشهد بإنجيل لوقا – الإصحاح الأول (أعداد 30 – 35):

.

30 فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله. 31 وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. 32 هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه. 33 ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية. 34 فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلا. 35 فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله.

.

+ وهنا يعلق الأخ وحيد علي هذة الآيات من بشارة لوقا قائلاً:

.

إنه من الواضح من خلال قرأتنا لهذة الآيات أنه لا يوجد أي دليل يقول أن الله إله ومريم إله كما يدعي كاتب القرآن. ولكن ما نفهمه هو أن العذراء قد حبلت بصورة إعجازية, وأن المولود منها سيُدعي ابن الله, ولكن هذا لا يعني علي الإطلاق أن السيدة العذراء كانت إله. إذن فمفهوم الثالوث الذي يعرضه القرآن في سورة المائدة 116 لا وجود له في الكتاب المقدس.

.

+ أما الأخ رشيد فحاول أن يبسط الأمور للمشاهدين فقال بمنتهي الوضوح:

.

أننا كمسيحيين لا نؤمن بحسب هذة الآيات من الإنجيل أن الله قد تزوج إنسانه اسمها مريم وولد ابن اسمه المسيح. فمثل هذة أفكار لا وجود لها علي الإطلاق في الكتاب المقدس.

.

+ ومرة أخري يستشهد الأخ وحيد بآيات من إنجيل لوقا - الإصحاح الثاني (أعداد 39- 48):

.

39 فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا. 40 ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات. 41 فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها. وامتلأت اليصابات من الروح القدس. 42 وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة انت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك. 43 فمن أين لي هذا أن تأتي ام ربي اليّ. 44 فهوذا حين صار صوت سلامك في اذنيّ ارتكض الجنين بابتهاج في بطني. 45 فطوبى للتي آمنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب. 46 فقالت مريم تعظم نفسي الرب. 47 وتبتهج روحي بالله مخلّصي. 48 لأنه نظر إلى اتضاع أمته. فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني.

.

+ ويعلق الأخ وحيد علي هذة الآيات قائلاً:

.

في الآية رقم (46) نجد أن السيدة العذراء مريم تعظم الرب وتقول: "تعظم نفسي الرب".. وفي الآية رقم (47) نجد أنها تقول "تبتهج روحي بالله مخلصي". وهنا تقر مريم العذراء بأنها إنسانه وتحتاج إلي الخلاص. وأيضا في الآية التي تليها رقم (48) نجد أن العذراء مريم تصف نفسها بأنه أمة للرب. إذن فكيف تكون مريم العذراء إله وهاهو كتابنا المقدس يقول عنها إنها إنسانه تعظم الرب وتحتاج إلي خلاصه وتصف نفسها بكونها أمته.. ؟!! إذن فالواضح أن القرآن يناقش عقيدة لا وجود لها في كتابنا المقدس!!

.

+ ويضيف الأخ وحيد دليل آخر من سفر أعمال الرسل وهو أنه بعدما صُلب السيد المسيح ومات وقام وصعد إلي السموات, اجتمع التلاميذ معاً للصلاة. ويذكر لنا الإصحاح الأول من هذا السفر (عدد 13 و14) أن من بين الموجدين ممن كانوا مع التلاميذ أثناء صلاتهم كانت السيدة العذراء (أم يسوع). وهنا ذًكرت مريم كواحدة من الحاضرين للصلاة مما يعني إنها بشر وليست إله وإلا لكان لها وضع خاص.

.

+ ويلخص الأخ وحيد كلامه في هذة الجزئية ويتسأل قائلاً: إذا كان كتابنا المقدس يقول أن مريم العذراء هي بشر وليست إله, فمن أين جاء كاتب القرآن بهذة الفكرة القائلة بأن عيسي ومريم هما إلهين بجانب الله.. ؟!! نحن نطالب الإخوة المسلمين أن يقولوا لنا هل هذة هي عقيدتنا؟!

.

(2) الثالوث والوحدانية في القرآن

.

+ ثم يتابع الأخ وحيد حديثه عن مفهوم القرآن للثالوث, ويستشهد بالآية رقم 117 من سورة النساء التي تقول:

.

"إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها

إلى مريم وروح منه, فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة

انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد".

.

+ وهنا يعلق الأخ رشيد علي هذة الآية قائلاً: إن القرآن في هذة الآية كأنما يقول أن عقيدة الثالوث هو أمر يتعارض مع مفهوم الوحدانية! فيعطي القرآن الوحدانية بديلاً للثالوث!!

.

+ ويضيف الأخ وحيد قائلاً: وكأن أيضا كل من يقول أن الله لديه ثلاثة صفات ذاتية (أو ثلاثة أقانيم) هو شخص ضد وحدانية الله!!

.

+ وقد الفت الأخ وحيد أنظار المشاهدين إلي أن الكلمة المذكورة في هذة الآية القرآنية هي "ثلاثة" وليست "ثالوث". فالقرآن لم يستخدم مصطلح "الثالوث" وذلك بالرغم من أن هذا المصطلح قد انتشر علي مر التاريخ. واستخدام القرآن لكلمة "ثلاثة" بدلاً من "ثالوث" يدل علي أن كاتب القرآن كان جاهلاً بالعقيدة المسيحية, ذلك لأن هذة الكلمة "ثلاثة" تدل علي وجود ثلاثة آلهة مختلفين وهو طبعاً ما ترفضه المسيحية التي تؤمن بوحدانية الله (الواحد مثلث الأقانيم).. ويضيف قائلاً: المسيحيون هم أول من علموا البشرية بوحدانية الله, فلا توجد عقيدة دينية نشرت وحدانية الله في بقاع الأرض كلها مثل المسيحية, وكتابنا المقدس واضح جداً في هذا الأمر. ولكن القرآن مرة أخري في هذة الآية القرآنية يدعي (أو يفهم خطئاً) بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة, وهذا غير صحيح في الواقع.

.
هل كان القرآن يناقشنا نحن ام الهراطقة؟

.

+ وهنا يسأل الأخ رشيد ضيف البرنامج قائلاً: ربما كان القرآن في تلك الآيات يتحدث ويرد علي بعض المهرطقين المسيحيين من أصحاب البدع التي كانت منتشرة في ذلك الحين, فهل أنت تعتقد بهذا في رأيك..؟

.

+ ويجيب الأخ وحيد عن هذا السؤال قائلاً:

.

حتي إذا إفترضنا أن القرآن في هذة الآيات كان يتحدث عن بعض الهرطقات المسيحية وليس عن العقيدة المسيحية السليمة, فسيظل هذا الأمر يمثل مشكلة بالنسبة لمن هم يؤمنون بهذا القرآن, لأنه إذا كان القرآن يتحدث عن فئة من المهرطقين, فهل هذة الفئة المنحرفة تمثل العقيدة المسيحية الصحيحة التي يؤمن بها الملايين حول العالم والتي نحن نؤمن بها..؟! وهل هؤلاء المهرطقين هم الحجة علي عقيدتنا المسيحية السليمة..؟!!

.

لذا فإنه حتي إذا إفترضنا أن القرآن كان بالفعل يناقش المسيحيين الهراطقة, فالسؤال هو لماذا لم يناقش القرآن العقيدة المسيحية الصحيحة التي يؤمن بها الأغلبية العظمي من المسيحيين بدلاً من مناقشة عقائد بعض المهرطقين الذين هم الإستثناء والذين هم يمثلون القله القليلة من المسيحيين..؟!!

.

أما الجزئية الأخري المتعلقة بهذا الإفتراض فهي في غاية الأهمية لأنها تعني بكل بساطة الإعتراف والإقرار بأننا نحن المسيحيون الذين نؤمن بالعقيدة المسيحية الصحيحة لسنا أؤلئك المقصودين في هذة الآيات القرآنية!

.

+ وهنا يوجه الأخ رشيد سؤالاً هاماً للسادة المشاهدين قائلاً لهم: يعتقد الإخوة المسلمين أن الدين الإسلامي قد جاء ناسخاً ومصححاً للعقائد الدينية السابقة التي هي (في نظرهم) قد فسدت وأصابها التحريف ولحقها التغيير. ولكن إذا إفترضنا مثل هذا الافتراض الذي يقول بأن الإسلام قد جاء ناسخاً ومصححاً للأديان السابقة, فلماذا نجد أن القرآن في الآيات التي ذكرناها منذ قليل (كسورة المائدة 116 والنساء 117) يناقش عقائد تخص المسيحيين الهراطقة والمبتدعين, بينما نجده لا يناقش علي الإطلاق العقيدة المسيحية الصحيحة التي تؤمن بالله الواحد مثلث الاقانيم (الآب والابن والروح القدس) والتي يؤمن بها غالبية المسيحيين حول العالم..؟!
.
+
ويقول الأخ رشيد
: إذن فالثالوث الذي ورد ذكره في سورة المائدة 116 ربما يعني أن كاتب القرآن قد أخطأ في فهم عقيدة الثالوث المسيحية وظن إننا نعبد ثلاثة آلهة مختلفين) وهذا هو الاحتمال الوارد), أو ربما كان يناقش ويرد علي المبتدعين والمهرطقين ممن اعتنقوا أفكار وتعاليم تخالف الإيمان المسيحي السليم. وهنا يطلب الأخ رشيد من الإخوة المسلمين أن يأتوا بآية قرآنية واحدة تناقش عقيدة الثالوث المسيحية (الآب والابن والروح القدس) والتي نحن نؤمن فيها ونعترف بها. ويقول: نريد آية قرآنية واحدة تناقش الثالوث المسيحي المعترف به الذي هو (الآب والابن والروح القدس), وليس ثالوث المبتدعين الذي ورد ذكره في سورة المائدة 116 الذي هو (الله ومريم وعيسي), والذي نحن لا نؤمن فيه باي حال من الأحوال.
.
+ وهنا يضرب الأخ وحيد مثالاً ليوضح الفكرة للسادة المشاهدين, قائلاً
:
.
لنأخذ مثلاً الطائفة الأحمدية
كمثال.. فمثل هذة الطائفة في نظر المسلمين تُعتبر بدعة. ولكن لنفترض أن شخصاً ما غير مسلم قد قام بمناقشة ونقد عقيدة الإسلام والمسلمين (السنة والشيعة), بل وقام بتوجيه نقده لهؤلاء السنة والشيعة قائلاً لهم (كيف تؤمنون بهذا الشخص المدعي مرزا غلام أحمد الذي جاء بعد رسول الإسلام.. أليس في هذا كفر وضلال؟!!).. هنا ماذا سيكون رد فعل هؤلاء المسلمين..؟!! بالطبع سيعترضون قائلين لهذا الشخص الذي ينتقدهم: (انتظر!! من قال لك أننا نحن المسلمين نعتقد ونؤمن بمرزا غلام أحمد..؟!! من يؤمن بهذا المرزا هم فقط أتباع البدعة الأحمدية وليس نحن المسلمين).
.
إذن فإنه من غير المنطقي أن يقوم شخصاً ما بمناقشة بدعة (كبدعة
الأحمدية مثلاً) علي أساس أنها تمثل العقيدة الإسلامية!! والأمر كذلك بالنسبة للمسيحية, فلا يصح ابداً أن يتم مناقشة الهرطقة والبدع المسيحية علي أساس إنها تمثل الإيمان المسيحي الذي أوصانا به الكتاب المقدس.
.
+ وهنا يوجه الأخ رشيد تساؤلاً في غاية الأهمية, قائلاً: إذا إفترضنا أن القرآن كان يناقش عقائد تخص المسيحيين الهراطقة والمبتدعين, فهل هذا يعني أن كاتب القرآن لم يكن يعرف عن العقيدة المسيحية اي شيء آخر سوي هذة الهرطقات..؟!! ألم يكن كاتب هذا القرآن يعرف ما هي العقيدة المسيحية الصحيحة والتي كانت منتشره في ذلك الحين في معظم بلاد العالم..؟!
.
+ ويضيف الأخ رشيد قائلاً: ربما ايضاً كاتب هذا القرآن قد سمع عن عقيدة الثالوث المسيحية ولكن نتيجة لفهمه الروحي المحدود, إعتقد أن هذا الثالوث هو (ثلاثة آلهة مكون من الله ومريم وعيسي)!! فمثل هذا الافتراض يعني بكل بساطة جهل كاتب القرآن بالروحانيات!

Related Posts with Thumbnails