.
"من المحتمل جداً أن لا يكون الله موجوداً.. فتوقفوا عن القلق".

.
THERE'S PROBABLY NO GOD
NOW STOP WORRYING AND
ENJOY YOUR LIFE
.
NOW STOP WORRYING AND
ENJOY YOUR LIFE
.

.
الملاحظة الأولي:
.
يقول الإعلان كما ترونه في الصورة بالأعلي: "من المحتمل أن الله غير موجود. الاّن توقف عن القلق وإستمتع بحياتك". فعدم وجود الله - طبقا لرأي واضع هذة الإعلان - هو مجرد أمر محتمل. ولكن الأخ "بن كريشان" أراد أن يزايد علي صاحب هذا الإعلان, فكتب في صدر رسالته "من المحتمل جدا أن لا يكون الله موجود". فهو بدون أن يعي أو يدرك أراد أن يؤكد هذا الإحتمال بإضافة كلمة "جدا". وأنا بدوري أتوجه بهذا السؤال للأخ "بن كريشان" وأقوله له:
.
وما هي نسبة هذا الإحتمال يا أخي العزيز .. ؟ هل هي 1% ام 10% ام 20% ام 50% ام 80% ام 99.9% .. ؟! هل تملك الإجابة علي هذا السؤال؟
.
فإذا كنت تملك الإجابة, فلتأتي بها وتجاوبني .. وإن كنت لا تملك إجابة, فلتشرح لنا كيف تؤكد هذا الإحتمال وتزايد علي الإعلان وتدعيّ انه "محتمل جداً" .. ؟! فمن أين أتيت بهذة المعلومة يا تري .. ؟! في إنتظار ردك أخي العزيز.
.
الملاحظة الثانية:
.
سنفترض أن ما يدعيه الأخ "بن كريشان" صحيح وأن عدم وجود الله هو أمر محتمل جداً, وسنفترض ايضاً أن إحتمالية عدم وجود الله هي إحتمالية بنسبة 99.999999% ..! ولكن بالرغم من هذا فإن عدم وجود الله هو أمر غير مؤكد 100% .. فالله قد يكون موجود بنسبة تقدر بحوالي 0.000001%. وطبعا طبقاً لهذا الإفتراض فإن إحتمال وجود الله سيكون ضئيل جداً جداً جداً مقارنةً بإحتمال عدم وجوده. ولكن هذة النسبة الضئيلة لا يجب أن نهملها أو نتجاوزها بهذة البساطة خصوصاً ونحن نتكلم عن أمر جوهري وهام ظل يشغل عقل البشرية علي مر العصور والأزمنة وهو هل الله موجود ام لا .. وطبقا لهذا الإفتراض, فإن الإدعاء بأن الله غير موجود هو أمر لا يمكن التسليم به كحقيقة مطلقة او كحقيقة لا تقبل الشك لأنها مهما كانت هذة النسبة العالية جداً (99.999999%) فهي مازلت مجرد "إحتمال" وليست حقيقة مؤكدة 100%.
.
والسؤال الاّن هو .. كيف يؤمن "بن كريشان" بأن وجود الله أمر غير محتمل حتي ولو كانت نسبة هذا الإحتمال هي 99.999999 .. ؟! بمعني اّخر.. كيف يمكن لشخص الإيمان بأشياء هو يري في داخله إنها مجرد إحتمالات وإنها غير مؤكدة 100%.. ؟! فنحن المسيحييون مثلاً عندما نؤمن بأن المسيح هو الله الظاهر في الجسد فإننا نؤمن بهذا كحقيقة مطلقة ولا نقبل أن نؤمن بها لمجرد أن إحتمالها كبير! نحن نؤمن بها وبحدوثها بنسبة 100% .. ولا نشك في عدم صحتها اي شك علي الإطلاق. وهذا هو الفارق بين الإيمان الحقيقي الذي يؤمن بما يؤمن به إيماناّ تاماً وكاملاُ وبين الإيمان الغير حقيقي الذي لا يعتقد سوي في إحتمالات وأوهام!
.
الملاحظة الثالثة والأهم:
.
طبقا لإدعاء الأخ العزيز "بن كريشان", فان وجود الله أمر مازال محتمل.. فالله - في مفهومه وإعتقاده - قد يكون موجود او قد يكون غير موجود. فهو لا يملك الحقيقة التي تجعله يقول بكل تأكيد وثقة ان الله غير موجود! والسؤال الأهم والأخطر للأخ "بن كريشان":
.
أخي العزيز, انت تدعيّ أن عدم وجود الله هو أمر محتمل (جداً), ولكن يا عزيزي ماذا لو كان الله فعلاً موجوداً ... ؟! هل عمرك فكرت في هذة الفرضية وهذا الإحتمال .. ؟! ماذا لو كان الله الذي تنكر وجوده الاّن هو موجود ووجوده واقع وحقيقة أمامك .. ؟! كيف ستتعامل مع الله في هذة الحالة وكيف ستواجه هذا الموقف .. ؟! ياليتك يا أخي العزيز تفكر في هذا ولو للحظات!
.
تذكر هذا جيداً: من يؤمن بوجود الله لن يخسر شيء إذا كان الله غير موجود. ولكن من ينكر وجود الله سيخسر كثيراً إذا كان الله موجود فعلاً! بطريقة أخري, إذا كان الله غير موجود كما تدعيّ, فإنه في هذة الحالة نحن المسيحيون لن نخسر شيئا وحينئذن سيتساوي كل الناس الذي يؤمنون بالله والذين لا يؤمنون بالله! ولكن إذا كان الله موجوداً حقاً, فإنه في هذة الحالة سينجو كل من يؤمن بوجود الله.. أما أنت يا "بن كريشان" فستخسر حياتك الأبدية .. أي ستكون أنت الخاسر في هذة الحالة!
.
الملاحظة الرابعة والأخيرة:
.
تقولون ان الله غير موجود .. فتوقف إذن عن القلق وإستمتع بحياتك. والسؤال هو هل وجود الله يسبب القلق لنا نحن البشر ..؟! وإجابة هذا السؤال يمكن تحديدها من خلال مفهومك عن الله. فهل تتصور يا أخي العزيز أن الله (او رب الرمال كما تسميه) إله مرعب جبار يريد الناس أن تعبده وتنفذ فروضه بالقوة وإلا كان مصيرهم العذاب في الجهنم .. ؟! هل تتصور أن الله إله يتلذذ بأن يري البشر وهم يتعذبون ويعانون في حياتهم بسبب فقرهم وأمراضهم وشعورهم بالحرمان .. ؟! هل تتصور أن الله يأمر أتباعه بالقتال في سبيله لتمكين وفرض عبادته علي جميع البشر .. ؟! بكل تأكيد أقول لك إن الله ليس كذلك ابداً .. إنما البعض - للأسف - يعتقد أن الله هو ذلك الإله المرعب والذي هو السبب فيما يعانيه البشر من قلق وهم وكاّبة وحزن وضيق ورعب بسبب ما ينتظرهم من عذاب اّبدي!!
.
إن مبالغة بعض مشايخ المسلمين في تصوير يوم الحساب (او يوم الدينونة) هي السبب في ذلك. هؤلاء الذي يرعبون الناس بحكايات مثل عذاب القبر والثعبان الأقرع وغيرها حتي يصل الأمر بهم إلي حد الرهبة والفزع لما يتخيلونه عن الاّخرة المروعة. فيبدأوا يستمعون إلي غواية الشيطان, بالإطمئنان إلي الإثم والخطيئة, مقنعين أنفسهم بعدم وجود الإله الديان, وسائرين في طريق الإلحاد والنكران!
.
الله في المفهوم المسيحي ليس كذلك أبداً وأقولها لك بكل ثقة وتأكيد تام. بل الله هو الإله الذي أرسل يسوع المسيح ليصلب ويفدينا يموت بدلا عنا ليخلص نفوسنا.
.
ويسوع المسيح - الذي هو كلمة الله والله الظاهر في الجسد - يريد لجميع البشر أن يعيشوا في حياتهم بلا هم وبلا قلق, فهو الذي قال لنا: "فلا تهتموا للغد". كذلك عبارة "لا تخف" وردت في الكتاب المقدس أكثر من 350 مرة وكأنا الله يريد أن يقول لنا كل يوم لا تخافوا. الله يا أخي العزيز هو خالق الإنسان من العدم, هو الحافظ له كذلك ولكل الخلائق. فإذا كان الله قد خلق الإنسان من العدم وأوجده مما لم يكن, فهو أقدر علي أن يصون حياته من الضياع والفناء.
.
ويضرب السيد المسيح (له المجد) أمثلة من الطبيعة ليطمئن الإنسان علي عناية الله به. فها هي طيور السماء لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلي مخازن .. وليس لها فكر أو عقل لتدبر به أمر المستقبل, ومع ذلك فإنها لا تموت , ولا تحتاج إلي طعام أو شراب, لأن الطبيعة غنية بخيراتها التي لا تفرغ. أليس عجيبا حقاً أن يقلق الإنسان وهو تاج الخليقة وسيدها, الذي أعطاه سلطاناً عليها لم يعطه لمخلوق اّخر؟ وإذا كان الطير لا يقلق, وكذلك الحيوان, فهل يليق للإنسان أن يقلق .. ؟!