الرد على شبهة:
الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا
للهلاك
وهل
الكتاب المقدس يأمر الناس بالقتل والعنف؟
من موقع: إنسان جديد في المسيح
"New Man in Christ"
مرة اخرى نلتقي، لنقوم بالرد على اخواننا غير المسيحيين اصحاب المواقع المتخصصة في الهجوم على الكتاب المقدس، الذين يبحثون عن طريق الكمبيوتر عن اي كلمة (اقتلوا) في الكتاب المقدس، ويضعوا اقتباسا من (سفر حزقيال 9: 5-6) "وقال لاولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه واضربوا. لا تشفق اعينكم ولا تعفوا. الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك" لكي يضعوها ويخدعوا البسطاء من المسلمين أو الملحدين، أو حتى غير العارفين بالكتاب المقدس، فيصرخوا: ها هو اله المحبة والتسامح في الكتاب المقدس، يدعو شعبه في العهد القديم بالقتل للشيوخ والعذارى والاطفال والنساء.
ولكن مهلا عزيزي، فقد خدعك من وضع لك هذه الفقرة
للتدليل على ان الله يأمر شعب اليهودي بقتل الشعوب الاخرى، ليجعلوا الأمر متساويا
مع نبي الاسلام الذي كان يقتل الناس في غزواته الدينية، فيجبرهم اما على اعتناق
الاسلام، أو دفع الجزية وشراء ثمن حياتهم وحريتهم، او قتلهم، مبرراً ان هذا هو أمر
اله القرآن.
وسوف نبين في الرد التالي حقيقة الفقرة الكتابية
في سياقها كما يلي:
لم تكن الفقرة تحكي عن امر الله لشعبه اليهودي بقتل الشعوب المعادية، بل
كان النبي حزقيال يرى رؤيا روحية، كان النبي يسمع في هذه الرؤيا امر الله الى
ملائكته، بتنفيذ قضائه على الشعب الخاطي (وهو نفسه شعب الله اليهودي)، وسنناقش لماذا استحق هذا الشعب هكذا قضاء من
الله. وتعال معي نقرأ التفاصيل:
اولا: من هو النبي حزقيال،
ومتى كتب سفره؟
النبي حزقيال هو احد الانبياء المعاصرين لبدايات
فترة السبي اليهودي الى مملكة بابل، (مثل النبي دانيال والنبي ارميا)، وبدأ كتابة
سفره في السنة الخامسة لسبي يهوياكين الملك (حزقيال
1:1-3). ينقسم سفر حزقيال الى قسمين رئيسيين يفصل
بينهما سقوط اورشليم وبدأ سبي الشعب، الاول: تحذيرات الله للشعب للتوبة في ما
قبل السبي، والثاني: تعزيات الله وتشجيعه للشعب اثناء السبي بوعود العودة الى
اورشليم.
ثانيا: من المتكلم وإلى من يتكلم ومن
هم المعنيين بالكلام؟
لكي نستطيع ان نفهم ونبدأ الاجابة على هذه
الاسئلة، علينا ان نقرأ الكلام في سياقه، ويبدأ سياق الفقرة من الاصحاح الثامن،
فنقرأ ان النبي حزقيال كان جالسا مع شيوخ اليهود امام بيته حيث كان مسبيا في بابل،
في السنة السادسة من السبي، وقت ان اخذه الله بالروح في رؤيا الى الهيكل في
اورشليم، كان يسمع فيها ويرى النبي حزقيال ما لم يراه ويسمعه الشيوخ الواقفين
معه:
"1 وكان في السنة السادسة في الشهر السادس في الخامس من الشهر
وانا جالس في بيتي ومشايخ يهوذا جالسون امامي ان يد السيد الرب وقعت علي هناك.2
فنظرت واذا شبه كمنظر نار من منظر حقويه الى تحت نار ومن حقويه الى فوق كمنظر
لمعان كشبه النحاس اللامع. 3 ومد شبه يد واخذني بناصية راسي ورفعني روح بين الارض
والسماء واتى بي في رؤى الله الى اورشليم الى مدخل الباب الداخلي المتجه نحو
الشمال حيث مجلس تمثال الغيرة المهيج الغيرة. 4 واذا مجد اله اسرائيل هناك مثل الرؤيا
التي رايتها في البقعة."
(حزقيال
8: 1 -4).
في هذه الرؤيا، سمع النبي حزقيال أمر الله الى
ملائكته وكان يراهم في صورة ستة رجال بحسب الرؤيا، بتنفيذ قضائه على الشعب
اليهودي الخاطيء، مع التفريق بين المذنب والبريء بينهما بسمة او علامة على الجبهة،
وكان يقودهم في الوسط رجلا لابس الكتان وعلى جانبه دواة كاتب وهو احد ظهورات الرب
المسيح في العهد القديم.
"1 وصرخ في سمعي بصوت عال قائلا.
قرب وكلاء المدينة كل واحد وعدته المهلكة بيده. 2 واذا بستة رجال مقبلين من طريق
الباب الاعلى الذي هو من جهة الشمال وكل واحد عدته الساحقة بيده. وفي وسطهم رجل
لابس الكتان وعلى جانبه دواة كاتب. فدخلوا ووقفوا جانب مذبح النحاس. 3 ومجد اله
اسرائيل صعد عن الكروب الذي كان عليه الى عتبة البيت. فدعا الرجل اللابس الكتان الذي
دواة الكاتب على جانبه. 4 وقال له الرب اعبر في وسط المدينة في وسط اورشليم وسم
سمة على جباه الرجال الذين يئنون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في وسطها. 5
وقال لاولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه واضربوا لا تشفق اعينكم ولا تعفوا. 6
الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك. ولا تقربوا من انسان عليه
السمة وابتدئوا من مقدسي. فابتداوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت. 7 وقال لهم
نجسوا البيت واملاوا الدور قتلى. اخرجوا. فخرجوا وقتلوا في المدينة. 8 وكان بينما
هم يقتلون وابقيت انا اني خررت على وجهي وصرخت وقلت اه يا سيد الرب. هل انت مهلك
بقية اسرائيل كلها بصب رجزك على اورشليم. 9 فقال لي ان اثم بيت اسرائيل ويهوذا
عظيم جدا جدا وقد امتلات الارض دماء وامتلات المدينة جنفا. لانهم يقولون الرب قد
ترك الارض والرب لا يرى. 10 وانا ايضا عيني لا تشفق ولا اعفو. اجلب طريقهم على
رؤوسهم. 11 واذا بالرجل اللابس الكتان الذي الدواة على جانبه رد جوابا قائلا قد
فعلت كما امرتني (حزقيال
9: 1 -11).
ثالثا: لماذا استحقت هذه المجموعة هذا
القضاء الالهي؟
كان الشعب اليهودي في اواخر ايامه قبل السبي قد
ادخل العبادات الوثنية الى طقوسه، حتى انه نجّس الهيكل باقامة تماثيل للآلهة
الوثنية، مثل البعليم التي ادخلها الملك آخاب، وعشتاروث وقد دخلت عبادتها في اواخر ايام المملكة اليهودية
الموحدة، والآله
مولك وقد كانت من ضمن هذه العبادات ممارسة الجنس،
وتقديم الذبائح البشرية وخاصة الاطفال، فكان تمثال الآله مولك من نحاس جالساً على
عرش من نحاس وكان له رأس عجل عليه اكليل وكان العرش والصنم مجوفين وكانوا يشعلون
في التجويف ناراً حامية جداً حتى اذا بلغت حرارة الذراعين الى الحمرة وضعوا عليها
الذبيحة فاحترقت عاجلاً. وفي اثناء ذلك كانوا يدقون الطبول لمنع سماع صراخها.
كانت هذه العبادات قد استشرت وزادت في اوساط
الشعب اليهودي، منذ بداية انقسام المملكة الموحدة، اي استمرت هذه الممارسات ما
يقرب من 400 سنة تقريبا، حتى اننا نقرأ عن اكثر من ملك يهودي مارسوا هذه
العبادات الوثنية، مثل الملك آحاز بن يوثام الذي قدم ابنه ذبيحة في النار للآلهة
الوثنية:
"1 في السنة السابعة عشرة لفقح بن رمليا
ملك احاز بن يوثام ملك يهوذا. 2 كان احاز ابن عشرين سنة حين ملك.وملك
ست عشرة سنة في اورشليم. ولم يعمل المستقيم في عيني الرب الهه كداود ابيه.3 بل سار في طريق ملوك
اسرائيل حتى انه عبر ابنه في
النار حسب ارجاس الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل. 4 وذبح واوقد على المرتفعات وعلى
التلال وتحت كل شجرة خضراء." (سفر
الملوك الثاني 16: 1 – 4).
وايضا الملك منسّي اليهودي مقلدا الملك آخاب
الاسرائيلي :
"1 كان منسى ابن اثنتي عشرة سنة حين ملك وملك خمسا وخمسين سنة
في اورشليم. واسم امه حفصيبة. 2 وعمل الشر في عيني الرب حسب رجاسات الامم الذين طردهم الرب من
امام بني اسرائيل3 وعاد فبنى المرتفعات التي ابادها حزقيا ابوه
واقام مذابح للبعل وعمل سارية كما عمل اخاب ملك اسرائيل وسجد لكل جند السماء
وعبدها. 4 وبنى مذابح في بيت الرب الذي قال الرب عنه في اورشليم اضع اسمي. 5 وبنى مذابح لكل جند السماء في داري بيت الرب. 6 وعبّر ابنه في النار وعاف وتفائل واستخدم جانا وتوابع واكثر عمل الشر في عيني
الرب لاغاظته. 7 ووضع
تمثال السارية التي عمل في البيت الذي قال الرب عنه لداود وسليمان ابنه في هذا
البيت وفي اورشليم التي اخترت من جميع اسباط اسرائيل اضع اسمي الى الابد." (سفر
الملوك الثاني 21: 1- 7).
ومع انتشار هذه العبادات الوثنية التي كان يقدم
فيها الضحايا والذبائح البشرية وتقديم الاطفال ذبحاً وحرقاً بالنار لهذه الآلهة،
تقليداً لعبادات وممارسات الآلهة الوثنية، ارسل الله انبيائه اكثر من مرة للتحذير
من التمادي في هذه العبادات التي تقود إلى ضلال الشعب وموت الأبرياء، فلم يسمع
الشعب ولا الملوك، وكم سنة اعطاهم الله فرصة تلو الفرصة للتوبة والرجوع
واهملها الشعب والملوك! ما يقرب من حوالي 400 سنة! حتى انتهى الأمر بتنفيذ
قضاء الله المحتوم عليهم بعد عنادهم وعدم استماعهم لتوبيخ الله بالكلام الهاديء
واللين.
وهكذا اعزائي القراء، فكما وضحت لكم الصورة
النهائية لسياق الفقرة التي وردت في الكتاب المقدس، فبالرغم من خطية الانسان
وتمرده على الله، فنحن لم نقرأ ان الله أمر شعبا بقتل شعبا آخر، ولكننا قرأنا عن رؤيا النبي في السبي، عن قضاء الله على الشعب
الخاطيء، وكان الله يكلم ملائكته لتنفيذ هذا القضاء، وكان لحزقيال النبي
امتيازاً ان يسمع ويرى هذه الرؤية الروحية ليخبرنا بها، لكي نتعلم ونعرف عن محبة
الله للبشر، وتدخله في الوقت المناسب لصالح الأبرياء والمضطهدين الذين لا حول لهم
ولا قوة، حينما يتمادي الشر الانساني متسلحا ومتستراً بالقوة والسلطة في صورة
الملوك والحكام الفاسدين.
هناك تعليقان (2):
هههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههه
هبل فى هبل
كل ماتتزنقزا تقولوا رؤيا
poor people
إرسال تعليق