يقول المعترض:
( هناك من يتهم السيد المسيح بالإرهاب لأنه كان يحض أتباعه أن يبيعوا ملابسهم من أجل أن يشتروا سيوفا.. فما رايكم بها؟! ) ..
** وللرد نقول:
المعترض بكلامه هذا يكون قد اتهم السيد المسيح بتهمتين وهما:
- إنه إرهابي.
- إنه شجع تلاميذه على العنف وحمل واستخدام السيف.
وللرد على الاتهام الأول نقول لكي نجيب على هذا السؤال بكل أمانة، يجب علينا أولاً أن نبحث في النقاط الآتية وهى:
(1) المسيح والسيف:
(أ) فنقول: هل حمل السيد المسيح سيفاً؟! هل استخدم سيف ضد أعدائه؟! أو ضد من لم يقبل رسالته؟! هل قتل أي أحد؟! بل وهل حتى اعتدى على أعدائه حتى ولو بالكلام؟! يقول واحد من الحواريين المقربين إليه، موضحاً هذا الأمر قائلاً: "الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ" (1بط 2: 23)، نقول بأن السيد المسيح لم يدافع حتى عن نفسه حتى أمام رئيس الكهنة، ولا أمام الحاكم الروماني اللذين حكما عليه بالموت، ويقول الكتاب في ذلك: فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَذَانِ عَلَيْكَ؟» (مت 26: 62)، (مر14: 60)، فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ أَيْضاً: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ انْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ!» (مر 15: 4).
(ب) تعاليم السيد المسيح عن الأعداء: نقول بكل فخر واعتزاز أنه لم يقم إنسان على الأرض من يوم أن وجدت إلى الآن ولن يقوم، علم ما علمه السيد المسيح عن محبة الأعداء، فأقصى ما يمكن أن يقال بأن هناك من علّم، أن ترد الاعتداء باعتداء مثله وليس بأكثر، ولا تكون أنت البادي بالاعتداء لأن البادي أظلم، أما السيد المسيح فقال: "وَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يُحِبُّونَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ. وَإِذَا أَحْسَنْتُمْ إِلَى الَّذِينَ يُحْسِنُونَ إِلَيْكُمْ فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضا ًيَفْعَلُونَ هَكَذَا. وَإِنْ أَقْرَضْتُمُ الَّذِينَ تَرْجُونَ أَنْ تَسْتَرِدُّوا مِنْهُمْ فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضاً يُقْرِضُونَ الْخُطَاةَ لِكَيْ يَسْتَرِدُّوا مِنْهُمُ الْمِثْلَ. بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ" (لو 6: 26 الخ)، (مت 5: 44).
(2) التلاميذ والسيف
(أ) نقول أيضاً: هل تلاميذ السيد المسيح حملوا سيفاً؟! وهل قتل منهم أي أحد حتى عن طريق الخطأ؟ هل استخدموا السيف لنشر الإيمان ولنصرة دين الله ومسيحه؟ نقول بكل فخر واعتزاز أيضاً لقد تعرض هؤلاء التلاميذ للاضطهاد لدرجة الموت، واستشهدوا جميعهم على اسم السيد المسيح (ما عدا القديس يوحنا الحبيب)، وبالرغم من ذلك لم يجز أحد منهم لنفسه استخدام السيف ليدافع به عن نفسه، إذ قد علمهم السيد المسيح ليس فقط عدم استخدام السيف للدفاع عن أنفسهم، بل ذهب السيد المسيح في تعليمه لهم أكثر من ذلك، إذ علمهم حتى عدم الاهتمام بالدفاع عن أنفسهم بمجرد الكلام إذ قال لهم: "فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ" (مت 10: 19)، "وَمَتَى قَدَّمُوكُمْ إِلَى الْمَجَامِعِ وَالرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَحْتَجُّونَ أَوْ بِمَا تَقُولُونَ" (لو 12: 11).
(ب) التلاميذ والأعداء: لكي نجيب على هذا السؤال يجب علينا أن نتساءل، ما هي تعاليم تلاميذ المسيح عن معاملة الأعداء؟! هل أجازوا استخدام السيف لتابعيهم حتى وإن لم يستخدموه هم أنفسهم، وبالرجوع إلى الكتاب المقدس نرى أن هؤلاء التلاميذ قالوا في معاملة الأعداء، أن الطريقة الوحيدة لمقاومتهم هي فعل الخير معهم والدليل على ذلك قال بولس الرسول: "فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ» (رو 12: 20)، لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ (رو12: 21).
.
(ثانياً) معنى كلمة السيف التي وردت على لسان السيد المسيح:
(1) على ضوء ما شرحناه قبلاً لا يعقل أن يكون السيد المسيح قد حث تلاميذه على اقتناء واستخدام السيف، ومما يؤكد قولنا هذا أيضاً أنه في نفس اللحظة التي قال فيها السيد المسيح لتلاميذه أن يقتنوا سيفاً، منعهم من استخدام السيف للدفاع عنه وعن أنفسهم، بل في نفس اللحظة علمهم أيضاً أنه لا يجوز استخدام السيف للدفاع عن النفس إذ قال لهم: "رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!" ( مت 27 52).
(2) بلا شك وجود سيفين في أيدي اثني عشر صيادًا لا يساويان شيئًا أمام جماهير اليهود وجنود الرومان القادمين للقبض عليه، خاصة إن كان السيفان مجرد سكينتين، (يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن هذين السيفين لم يكونا سوى سكينين كبيرين كانا مع بطرس ويوحنا، اُستخدما في إعداد الفصح)، حتى إن كانا سيفين حقيقيين فإن هؤلاء الصيادين بلا خبرة في استخدام السيوف، لهذا يرى البعض أن كلمة السيد المسيح "يكفي" إنما ترجمة للكلمة العبرية "دَييّر" التي كان معلمو اليهود يستخدمونها ليسكتوا بها جهالة بعض تلاميذهم. وكأن السيد المسيح أراد أن يسكت تلاميذه الذين انصرفت أفكارهم إلى السيف المادي لا سيف الروح.
(3) هناك أنواع أخرى من السيف، وهو ما استخدمه السيد المسيح فعلاً، واستخدمه أيضاً تلاميذه، بل وحثوا أتباعهم على اقتنائه، واستخدامه، وهذا السيف هو:
(أ) كلمة الله:
فيقول بولس الرسول: "وخذوا خوذة الخلاص و سيف الروح الذي هو كلمة الله (اف 6: 17): لأن كلمة الله حية و فعالة و أمضى من كل سيف ذي حدين و خارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والأمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته" (عب 4: 12).
* يقول القديس أمبروسيوس: "لماذا تأمرني يا رب بهذا الشراء، بينما تمنعني من الضرب" (مت 26: 52)؟ لماذا تأمرني باقتناء ما تمنعني عن إخراجه من غمده، حتى ولو للدفاع عن النفس؟! كان الرب قادرًا على الانتقام، لكنه فضل أن يُذبح! يوجد أيضًا السيف الروحي الذي يجعلك تبيع ميراثك لتشتري الكلمة التي تكتسي بها أعماق الروح. ويوجد أيضًا سيف الألم الذي به تخلع الجسد لتشتري بنفايات جسدك المذبوح إكليل الاستشهاد المقدس.
(ب) سيف الإيمان الحيّ العامل بالمحبة:
أولاً: في إرساله الأول لهم لم يسألهم شيئًا سوى التخلي عن كل شيء حتى الضروريات ليكون هو سرّ شبعهم، والمدبّر لحياتهم الخاصة، وعملهم الكرازي، أما الآن وقد حان وقت الصليب وجّه أنظارهم للجهاد، لا ليحملوا سيفًا ويحاربوا به كما ظن التلاميذ أنفسهم، وإنما ليحملوا سيف الإيمان الحيّ العامل بالمحبة.
(ج) الجهاد والألم الروحي:
وقد استخدم سمعان الشيخ كلمة السيف بهذا المعنى حينما قال للسيدة العذراء: "وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ» (لو 2 : 35)، فنلاحظ أن السيد المسيح أراد أن يحدث التلاميذ عن الجهاد الروحي حالاً بعد مناقشتهم بخصوص أحاديثهم عمن يحتل المركز الأول، وكأنه يريد أن يوجههم إلى الجهاد عوض الانشغال بالكرامات الزمنية كأنه يقول لهم أنه ليس وقت لطلب المجد، وإنما للصراع ضد عدو الخير، والجهاد لحساب الملكوت، وكما يقول القديس يوحنا كاسيان إننا الآن في وادي الدموع الذي يعبر بنا إلى الأمجاد الأبدية.
*يقول الأب ثيؤفلاكتيوس: "بينما كانوا يتشاحنون فيما بينهم من يكون الأكبر، قال لهم: إنه ليس وقت الكرامات إنما هو وقت الخطر والذبح. انظروا، أنا سيدكم أُقاد للموت البشع، مُحتقرًا من العصاة!".
(د) عمل البر:
يشير الكتاب المقدس إلى البر باعتباره سلاح يقاوم الشر قائلاً: "فِي كَلاَمِ الْحَقِّ، فِي قُوَّةِ اللهِ بِسِلاَحِ الْبِرِّ لِلْيَمِينِ وَلِلْيَسَارِ" (2كو 6 : 7).
* يقول القديس إغريغوريوس أسقف نيصص: "بالنسبة لمن يرتفع فكره تبدو له كل الأشياء متساوية في الكرامة، ولا يُفضّل شيئًا عن الآخر، لأن فترة الحياة تجري بالمتناقضات على قدم المساواة. وفي مصير كل شخص توجد قوة للحياة إما صالحة أو شريرة. كما يقول الرسول: "بأسلحة اليمين واليسار، بكرامة أو هوان". لذلك فالشخص الذي يطهّر ذهنه وبحق يمتحن حقيقة الوجود يسير في طريقه من الميلاد إلى الموت، لا يفسده بالملذات أو يحطمه بالعنف، ولكن بحسب عادة المسافرين يتأثر قليلاً بما هو يلاقيه.
فإنه عادة ما يسرع المسافرون عند نهاية الرحلة سواء كانوا يسيرون عبر المروج والحقول المخصبة أو عبر البراري والأماكن القاسية، فالمسرّات لا تعطلهم، والأمور المحزنة لا تعوق سبيلهم. لذلك فإنه هو نفسه يُسرع دون ارتباك عن الهدف الموضوع أمامه، غير منحرفٍ عن الطريق. إنه يعبر هذه الحياة متطلعًا إلى السماء وحدها، وذلك مثل قائدٍ صالحٍ يوجّه سفينته إلى موقع الوصول العلوي.
.
منقول من موقع غرفة الحوار المتمدن
هناك تعليقان (2):
يعنى انت عمال تجيب اسئلة من الشرق والغرب ومن الفضائيات والمدونات ومن فوق السطح وتحت السلم
ومش عاوز تجاوب على سؤالى
هو بولس كان هيقبل الست تخش عليه زى ما بيخشوا على شنودة ولا كان هيقولهم ايه اللبس المسخرة ده
عاوز افهم دينك كويس وايه نظام الباباوات فى تعاملهم مع الشعب
عنب
بخصوص صمويل بولس عبد المسيح
الشيخ النجار سابقا
انتى بتصدق الافلام دى ولا ايه
خدى دى عندك
.عندما سأله الأخ عبده بقي ستة أشهر يصلي بالناس مع انه مسيحي فهل شعر انه ينافق لانه من الداخل مسيحي ومن الخارج شيخ وإمام بيصلي وبيؤم المسلمين فرد عليه في الدقيقة 20.05 ما نصه (مين قالك ان في الست شهور ده كنت بصلي صلاة إسلامية أنا لما كنت بأسجد كنت ببكي والناس تتخيل إن انا كنت عمال اقول سورة أو كده لكن انا كنت بقول ليسوع المسيح ارحمني وخرجني من هذا المكان ده كانت أجمل أيام حياتي الروحية وانا في المسجد وباسم الشيخ محمد)
المقطع تجده هنا
وهنا نجده قد فُضح لأنه لا يعلم شيئا عن صلاة المسلمين لأن المسلمين لا يقرأون القرآن في السجود أو اي سورة بل يدعون الله تعالى بصالح الدعاء فكيف بالشيخ الإمام يجهل شيئا كهذا معلوم لكل طفل مسلم يتعلم الصلاة ؟؟؟!! هل تعرفون لماذا ؟؟ لأن الله قد أراد فضحه وكشفه ولأنه لم يصلي صلاة المسلمين مرة واحدة في حياته فكيف يؤم الناس لذلك ؟؟؟!!!!!!
وهناك شيء آخر وهو أن المسلمين لا يقولون (بقول سورة من القرآن) بل يقولون (بقرأ سورة )ولكن أنى لعبد المسيح ان يعرف ذلك
حتى فى الافلمة مش بيعرفوا يعملوها صح
وانت غلبان بتصدق
ما انت صدقت اللى اكتر من كده
ان الاله انصلب
إرسال تعليق