نقرأ في إنجيل مارمرقس البشير (22:8-26):
.
"وجاء إلى بيت صيدا فقدموا إليه أعمى وطلبوا إليه أن يلمسه. فأخذ بيد الأعمى وأخرجه إلى خارج القرية وتفل في عينيه ووضع يديه عليه وسأله هل أبصر شيئاً. فتطلع وقال أبصر الناس كأشجار يمشون. ثم وضع يديه أيضاً على عينيه وجعله يتطلع فعاد صحيحاً وأبصر كل إنسان جليا. فأرسله إلى بيته قائلاً لا تدخل القرية ولا تقل لأحد في القرية".
وهنا يعلق أحد الإخوة المسلمين علي هذة المعجزة ويعتبرها بمثابة "محاولات فاشلة" من يسوع المسيح لإبصار الأعمى!! ويستنكر أن يكون يسوع إلهاً قائلاً:
"أهذا إله.. ؟! أهذا يستحق العبادة؟! .. محاولات فاشلة لكي يبصر الأعمى وهو يسأله هل تبصر شيئا؟!! .. لو كان المسيح هو الله لما سأل الأعمى هذا السؤال البشري.. ثم فى النهاية يتمكن المسيح عليه السلام بإذن الله أن يشفي الأعمى.. ويوصيه ألا يقول لأحد خوفا من اليهود".
+ وللرد علي هذة الشبهة الشيطانية, نقرأ ما يقوله لنا تفسير الآب انطونيوس فكري عن هذة الآيات الذي يقول فيه:
(تمت في هذه المعجزة معجزتين: [1] فتح أعين الأعمى [2] ملأ ذاكرته. ولشرح هذا علينا أن نفهم كيفية الرؤية: فنحن عند ولادتنا، تنفتح عيوننا وتسجل كل الصور التي نراها في ذاكرة المخ، وحين نرى شخص أو أي صورة ترسل العين هذه الصورة إلى المخ ليبحث في ذاكرته عن ماذا تعني هذه الصورة؟ ولمن هذه الصورة (لفهم الكيفية التي تتم بها حاسة الإبصار, اضغط هنا). وهذا يفسر لنا قول الأعمى حين انفتحت عيناه أنه يرى الناس كأشجار يمشون. هو في الواقع بدأ يرى أشياء، ولكن ذاكرته ليس بها شئ، فهو لا يعرف الفرق بين شكل الرجل وشكل الشجرة إذ لم يراهما من قبل ولم تسجل ذاكرته أي صورة من قبل. ولما وضع السيد يديه عليه ثانية ملأ ذاكرته فأبصر جلياً أي استطاع أن يميز بين الناس وبين الأشجار.
وأيضاً في المعجزة السابقة، وهي شفاء أصم أعقد، يمكن اعتبارها معجزتين: [1] شفاء الصمم واللسان. [2] التدريب على النطق في لحظة ومن المعروف أن التدريب على النطق يستغرق سنوات.
ويمكن أن يقال أن الشفاء هنا كان تدريجياً، على مراحل. وذلك لأن السيد أراد إظهار هذا، فهو شفى عميان مولودين هكذا عدة مرات ولم نسمع عن هذا الشفاء التدريجي (يو9). إذاً فإظهار هذا التدريج له حكمة روحية. فمثلاً في قصة شفاء بارتيماوس الأعمى كان بارتيماوس يصرخ بإيمان "يا ابن داود ارحمني" (مر46:10-52) ولكن هنا نجد أن الجموع هم الذين قدموا الأعمى للسيد المسيح، وهذا يدل على أنه لم يسمع به من قبل، أو سمع به ولكن إيمانه كان ضعيفاً، ومن كان إيمانه ضعيفاً يصير شفاؤه أصعب.. وبالتدريج.. أي مع كل خطوة شفاء ينمو الإيمان فيستحق درجة أعلى من الشفاء. وبالنسبة لنا فنحن نكون في حال الخطية عميان روحياً، ويبدأ الله العمل معنا عن طريق خدامه، كما قدم الناس هذا الأعمى للمسيح، ومع أول استجابة لعمل المسيح تبدأ عيوننا تنفتح ولكننا لا نبصر جيداً، ولكن ما نراه يكون كافياً.. إن أردنا واستمر التجاوب مع عمل الله.. لزيادة إيماننا ومع زيادة الإيمان تأتي اللمسة التالية من السيد المسيح ويفتح أعيننا بالأكثر، فنرى الروحيات أوضح، ويزداد فرحنا ويزداد إيماننا.. وعلينا أن نصرخ دائماً "افتح عيني حتى أراك يا رب"
وأخرجه إلى خارج القرية= هي بالتأكيد قرية لا تستحق أن تحدث المعجزة فيها بسبب قلة إيمانهم. وهكذا يدعونا المسيح لترك أماكن الشر حتى يستطيع أن يفتح أعيننا. وبيت صيدا= هذه هي التي قال عنها السيد ويلاته بسبب عدم إيمانهم "ويلّ يا كورزين، ويلّ لك يا بيت صيدا" (مت20:11-22). فلو كانوا قد آمنوا لكانوا قد تابوا.
.
+ وأيضا نقرأ في تفسير الآب القمص تادرس يعقوب ملطي الذي يقول فيه:
(عند شفاء الأعمى استخدم السيد التفل في عينه، ووضع يديه عليه، بالعمل الأول أشار إلى الحكمة الخارجة من فيه، وبالثاني أشار إلى حاجته لليد الإلهية أو الإمكانيات الربانية للعمل، وكأن استنارة البصيرة الداخلية لا تقوم على الحكمة مجردة عن العمل، ولا على العمل المجرد عن المعرفة أو الحكمة الإلهية. استنارتنا الداخلية تقوم على التمتع بالشركة العملية مع الله في المسيح يسوع، فننعم بمعرفته ونسلك بروحه. بمعنى آخر إيماننا ليس فكرًا عقلانيًا نعتنقه، ولا سلوكًا أخلاقيًا نمارسه، إنما هو حياة متكاملة تنبعث عن الإيمان الحيّ العامل بالمحبة، لا فصل فيها بين إيمان وأعمال!
سأله السيد المسيح إن كان يبصر شيئًا، لا لكي يكشف للسيد عما يراه، إذ يعرف الرب كل شيء، إنما ليحثه على الإيمان، كما سبق فسأل الله آدم: أين أنت؟ لا ليعرف موضعه، إنما ليحثه على التوبة.
ولكن من أجل ضعف إيمانه لم تكن رؤيته كاملة، فاحتاج إلى سؤال الرب ليعينه، وقد أجاب أنه يرى الناس كأشجار يمشون [24]. إنه يرى لكن ليس بروح التمييز، لذلك وضع الرب يديه عليه مرة أخرى، ووهبه هذه العطية ليرى كل إنسان جليًا.
ولعل رؤيته للناس كأشجارٍ تعني ما أصابه من إحباط ويأس، فقد حسب الكل أشجارًا عالية تتحرك نحو السماء لتقدم ثمارًا إلهيًا أما هو ففي عيني نفسه يبدو عاجزًا في وسطهم يحتاج إلى من يسنده ويملأه رجاءً، فيصير مغروسًا في بيت الرب، شجرة زيتون خضراء مثمرة (مز 52: 8).
وإذ أبصر الناس جليًا أرسله إلى بيته، وكأنه أراد له أن يعود فيتأمل قلبه ليكتشف في داخله ملكوت السماوات. وكما يقول القديس يوحنا سابا: [طوبى لمن كنزه داخله، ومن خارجه لا يتغذى! طوبى لمن شمسه تشرق داخله، ولا يدع الآخرين يبصرونها! طوبى لمن سمعه مسدود عن نغمات اللهو، لكنه ينصت لسماع الحركات النورانية التي للسمائيين! طوبى لمن استنشاقه عبير الروح القدس وتمتزج رائحة جسده بذلك! طوبى لمن اصطبغت نفسه بحلاوة الله وأيضًا عظامه اقتنت منه دسمًا!]
وأخيرًا سأله السيد أن يصمت معلنًا له أن ما فعله كان من أجل المحبة، وليس عن حب للمديح أو طلب مجد من الناس) أ.هـ
ولإلهنا كل المجد.. آمين
هناك تعليق واحد:
أصعب حاجة لما تكون في دين قص و لزق زي بتاعكو ده..
عمالين تجيبو تعليل من الشرق و تبرير من الغرب و تزوير من الشمال و سرقة من الجنوب و تتنططو علشان تثبت إنه إبن الله ..
مرة تبرير لنشيد الإنشاد أسوأ من نشيد الإنشاد نفسه.. و مرة تعليل لفشله في شفاء أعمى قال إيه كان بيملا الذاكرة علشان هوا كان بيشوف أشجار..و ما شافش بني آدمين قبل كده و لا أمه و لا ابوه و لا الداية اللي جابته ولا أي حاجة..تقريبا هو ابن الأشجار..هاهاها
يا بني دور على دينك المزور المزيف المنتحل لأنك عمرك ما هتشوف في الإسلام إلا الخير حتى لو فطرتك النتكسة ورتهولك شر..
يعني الطلاق انت شايفه شر..أليس الطلاق أحسن من الزنا..أليس الطلاق أحسن من البقاء مع زوجة سيئة العشرة أو زوج سيئ الطبع؟
إنتو عاوزين دين على مزاجكو..مش وفق إرادة الله ..
إرسال تعليق