+ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» يوحنا 6:14 + يسوع المسيح هو الطريق والحق والحياة ... هو الطريق فلا طريق إلاه .. هو الحق فلا حق سواه .. هو الحياة فلا حياة بغيره .. إلي كل من يبحث عن خلاص نفسه, الرب يناديك ويريد أن يخلص نفسك. سر خلاص المسيح هو العقيدة الرئيسية في المسيحية، إنه يُمثـِّل قلب الإيمان المسيحي الذي يعترف بالرب المسيح كفادي ومخلِّص للجنس البشري.
23 مارس 2012
الشيخ وجدي غنيم وأحبوا أعدائكم
20 مارس 2012
تعليم معلم الأجيال
14 أكتوبر 2009
الله في المسيحية
الله في المسيحية
.

ربنا وإلهنا يسوع المسيح
الله قريب المنال – هو قوة أدبية روحية – إله تداخل إلي عالم الاختبار الإنساني.
إن فكرتنا عن الله تطبع أثرها العميق في حياتنا العملية, لأنها تؤثر علي المرء وهو يباشر عمله, وهو يعامل أفراد أسرته, وهو ينفق أمواله. لماذا؟ لأن الناس يسيرون علي نسق الأشياء التي يعبدون. قال المرنم العبري القديم: "مثلها يكون صانعوها"!
والله هو المثل الأعلى الذي عرفه الإنسان, وحسبك أن تجعل هذا المثل خفيضاً أو دنيئاً لتهبط بالناس إلي مرتبة خفيضة دنيئة. والإله القاسي الغاضب الذي لا يبالي, يجعل الناس الذين يعبدونه قساة غاضبين غير مبالين.
ولعل أهم سؤال يوجهه السائل لإنسان قوله: "من هو إلهك؟" وهنا مفتاح السر, لكشف أخلاق الفرد ومُثله العليا.
وحين نسأل هذا السؤال العام, ونصطدم ببعض الصعاب, فأين نجد الجواب؟ ما أكثر الذين فكروا في هذا الموضوع وتكلموا عنه, وما أكثر الكتب التي أخرجتها القرائح البشرية في وصف الله سبحانه وتعالي, وما أضخم المؤلفات التي حوتها المكتبات. ولكن إلي من نتجه للظفر بالجواب الصحيح, وما الصوت الصارخ من بطون الأجيال لإرشادنا إليه؟ إن لا نجد في نهاية الأمر إلا صوتاً واحداً – هو صوت يسوع, فهو النبع السخي الذي استمدت منه الأجيال المسيحية وحيها وإلهامها. ولقد اختلف علماء اللاهوت وتباينت آراؤهم, ولكنهم اتجهوا كلهم في تفكيرهم نحو يسوع. فلنتجه إليه نحن أيضاً. وليست عظمته في أنه أدبي أخلاقي وحسب, فإنه قد أعلن أيضاً في اختباره حقيقة الله وذاته, فمنه نعرف من هو الله في الاختبار الإنساني.
الله قريب المنال دائماً:
وحين نفكر في صلة يسوع بالله, كما دونتها بشائر الإنجيل, ألا نجد قبل كل شيء أنه قريب المنال؟ هو قريب إلي الناس, وهو يملؤ كل لحظة من حياة يسوع, فهو لم يعهد البعد عن الله في أي وقت من أوقات حياته – سواء أكان في إبراء الناس ام تعليمهم, سواء أكان في راحته أم سيره – الله معه في كل وقت.
وليس معني هذا أن الله موجود في كل شعور, وفي كل مكان وحسب, بل إنه قريب إلي الإنسان في قصده وعطفه واهتمامه وعنايته, وتأثيره يمتد إلي كل لحظة في الحياة وإلي كل موقف منها. وقد قال يسوع: "ألا يباع عصفوران بفلس, ولكن واحداً منهما لا يسقط بدون أبيكم". وهذا القول يقوم علي فكرة قوامها أن العالم مليء بإله قريب إلي كل شيء, ويُعني بكل شيء.
وتبرز هذة الفكرة بروزاً قوياً في استخدام يسوع لكلمة "الآب" وصفاً لله. ولم تكن هذة الكلمة مستحدثة, بل جاءت من قبل في العهد القديم وفي دين الإغريق, ولكنها كانت تظللها فكرة أخري – هي فكرة قوة الله وسلطانه. فكان القوم ينظرون إلي الله نظرتهم إلي الإمبراطور الروماني, عاقل قوي جبار لا يقربه أحد. كان "ملك الملوك ورب الأرباب" وهذة هي فكرة صحيحة لا عيب فيها, ولكن إلهاً كهذا لا يكون قريباً من الناس. يحكم ويتسلط, ولكنه لا يتخلل نسيج الحياة. ولذا قال يسوع "أبا الآب" – وبهذة الكلمة ذكَر الناس أن الله هنا علي الأرض, وأنه يعني بالبشر, لا يستصغر أحداً في نظره, بل يفهم أقل حاجات خلائقه وأدق أفكارهم.
ولكي نفهم معني هذة الفكرة يجب أن نوازن بينها وبين فكرتين أخريين عن الله – فهناك فكرة تقول ان الآلهة أعظم وأرفع من أن تُعني بشئون البشر, بمعني أن الآلهة تتحكم في الناس, ولكنها لا تهتم بأمورهم. هذة كانت الفكرة اليونانية القديمة, فإن آلهتهم كانت تولم الولائم وتقيم الأفراح فوق جبال الأولمب وهي في شغل شاغل عن البشر, ليس لديها فسحة من الوقت أو الفكر لتعني بشأن عبد حقير. وهذة أيضاً هي الفكرة الإسلامية عن الله, فهو عظيم أكبر, سيد الحياة وربها, ولكنه ليس قريباً إلي حياة الإنسان, لا يعني بمشاكلها ولا يجوز اختباراتها.
وثمة فكرة أخري, هي فكرة العلم الحديث التي تقول ان الله خلق العالم ولكنه تخلي عنه الآن. وكأن الله أشبه بالمهندس واضع التصميم, خلق السموات والأرض ووضع نواميس الطبيعة, ثم كف يده عن العمل وترك الكون يسير علي هدي نواميسه, وهو بعيد عنا اليوم بًُعد صانع قطار السكة الحديد عن الناس الذين يسافرون فيه.
ولكن المسيح يصيح احتجاجاً علي هاتين الفكرتين, فالله ليس أكبر وأعظم من أن يهتم بنا, وهو لم يتخل عن أداة الكون بعد صنعها. إنما هو موجود اليوم, يملاً حياة كل البشر, كما تملاً أفكار الآب حياة ابنه. "وإذا صليتم فقولوا: أبانا....". هذا هو سر الله الذي عرفناه في المسيح, يملأ حياة كل البشر.
الله في الجوهر قوة أدبية روحية:
اقرأ الإنجيل مرة أخري وأسأل نفسك: ما الذي يجعل الله إلهاً, وما سر حياته, وما جوهره, وكيف فكر المسيح في الله.
وقد أجاب البشر علي هذا السؤال القائل: "من هو الله" جوابين. قالوا أولاً ان الله قوة. سرحوا بأبصارهم إلي البحار والحبال, وشعروا بالعواصف والزوابع, فهالهم قوتها وبطشها. فأصطنع الإنسان البدائي لنفسه آلهة القوة وقضي معظم وقته خائفاً ومذعوراً منها لئلا تؤذيه. وقالوا ثانياً ان الله عقل مدبر, رأوا بعيونهم عجائب النواميس الطبيعية, فقالوا ان الله عاقل حكيم, يدبر دقائق الكون بحكمة وعقل. هذا هو إله العلم الحديث, ولقد أطلق أحد العلماء لقباً علي الله فقال انه "الرياضي الأكبر".
وقد اعترف يسوع طبعا أن الله قادر عزيز, وأنه مدبر حكيم. ولكن حين أراد أن يصف الله بأخص أوصافه قال: الله هو الخير والصلاح, هو القوة الأدبية الروحية – فالحق والعدل والقداسة والبر – هذة أخص صفات الله. وفي أقوال الإنجيل المقدس يلقي المسيح أبهر الأنوار علي طبيعة الله الأدبية والروحية, لا يقول إلا القليل عن قوة الله وحكمته, ولكنه يتكلم في كل صفحة من صفحاته عن طبيعة الله الأدبية. وهذا هو معني "محبة" الله. ليست إحساسا من العطف ولا الإشفاق, بل هي عمل الخير والصلاح للناس, محبة الله العامل في الكون. وقد كانت هذة الفكرة في قلب أشعياء النبي حين قال عن الله "تعالي الله في البر والصلاح". فلا الحكمة ولا القوة هي التي تجعل الله إلهاً, بل البر والصلاح.
وأقوي مظهر لطبيعة الله الأدبية نراه ماثلاً في الصليب. وانه ليصعب علي كثيرين أن يروا ضرورة الصليب في العقيدة المسيحية. فإن إخواننا المسلمين يقولون: "إن الله بلا شك قادر أن يمحو الخطية, وان يقول (معلهش) كما نقول نحن في حديثنا". نعم يقدر الله أن يقول هذا, وهو يقوله إذا كان لا يعبأ شيئاً بالصلاح والبر, ولكن لأن الله يهتم اهتماماً جدياً بالصلاح والبر, نراه لا يكتفي فقط بأن يغفر للإنسان, بل يغيره ويجدد ذهنه, ليكون إنساناً أفضل. لا يكتفي الله بأن يمحو الخطية, بل يمحوها علي طريقة تحمل الإنسان علي كرها ومقتها, ومن ثم كان الصليب الذي أعلن فيه كل غضب الله وألمه إزاء مظالم العالم وأخطائه ومساوئه, وتمثل فيه كره الله للخطية وحزنه عليها. هذا هو ما تفعله الخطية بالله – تجرح قلب الله جرحاً عميقاً بحيث يرتضي أن يحملها في نفسه, إذا كان في هذا السبيل الغلبة عليها.
والآخذ بهذة الفكرة أخذاً جدياً يبدل وجه الحياة كلها, فلا نخدم الله فقط بصلواتنا وأصوامنا وعبادتنا, بل بصلاحنا, لأن الحياة الصالحة البارة هي العبادة الحقيقة التي يرضاها الله. وبهذا تغدو الأخلاق, لا شيئاً تكميلياً للدين, بل هي الدين ذاته, لأن حياة الصلاح والبر هي التي يريدها الله منا.
وهذة الحقائق كلها نتعلمها من التجسد
ورب قائل يقول: هذة كلها أفكار نبيلة عظيمة, ولكن كيف نعرف أنها حق؟ ومن ذا الذي رأي الله إلهاً قريباً إلينا, ورآه قوة أدبية روحية؟
وهذا السؤال يأتي بنا إلي النقطة الثالثة في الفكر المسيحي عن الله. فهو إله تداخل إلي عالم الاختبار الإنساني بواسطة تجسده في يسوع الناصري. فإذا سئلنا هذا السؤال, أجبنا: "انظروا إلي يسوع, وادرسوا حياته, واستمعوا إلي أقواله, وأبصروا أفعاله, فتروا قلب الله". كان هذا فكر يسوع نفسه. ألم يقل لفيلبس: "من رآني فقد رأي الآب".
ولا أنكر أن هذا بحث عميق حقاً. علي أنني أعتقد أن أساس التجسد لا يحتاج إلي عناء الفكر. فإننا إذا أردنا أن نعرف شيئاً عن أمر ما, وجب علينا أن نتصل بهذا الأمر عن قرب. وإذا أنا أخفيت شيئاً في يدي, فأنت لا تعرفه إلا إذا جسسته ولمسته ورأيته وذقته وشممته. وبدون هذا تقدر فقط أن تذهب إلي الحدس والتخمين ما شئت أن تذهب. هكذا مع الله, إذا أردنا أن نعرفه, فلابد أن يكون بيننا وبين صلة.
فما هذة الصلة؟ يقول البعض انها الطبيعة التي تعلن مجد الله وحكمته, ويقول آخرون انها كتاب ديني مثل الكتاب المقدس أو القرآن الكريم, حيث دونت شرائع الله وأحكامه. ولكن الفكر المسيحي عن الله لا يتمشى مع هذا الراي ولا ذاك.
فإن كان الله في جوهره وذاته صلاحاً أدبياً وبراً, لابد أن يعلن ذاته في حياة, لأن البر والصلاح لا يتمثلان إلا في حياة إنسانية. فأنت لا تقدر أن تقول مثلاً علي الأحجار أو الكتب انها صالحة بارة. ولن تقدر أن تقول إلا رجالاً أبراراً أو نساء صالحات. ولذلك لا يمكن أن يعلن لنا الله قلب بره وصلاحه وقوته الأدبية إلا عن طريق حياة إنسانية كاملة. ويسوع المسيح هو الله يتصل بنا في حياة البشر. وهذا هو السبب الذي يحمل المسيحي علي الإيمان بأن "كلمة" الله ليس كتاباً – ولا الكتاب المقدس ذاته – بل هو شخص حي – يسوع المسيح الذي يشع نور الله في وجهه. وهذا ما يجعل المسيحي واثقاً أن الله قريب إليه, وأن الله في جوهره بر وصلاح. والمسيح هو هذة الأشياء كلها, نري إلي وجهه, فنبصر صفات الله متلمعة فيه.
المصدر: كتاب (أديان العالم)
للمؤلف حبيب سعيد
28 سبتمبر 2009
من لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة!
هذة قصة قصيرة يرويها أحد الأشخاص الأفاضل لتوضح مدي التعصب الطائفي في مجتمعنا المصري:
(( حدث فى المترو أن قام أحد الركاب من مكانه لوصوله محطته, وعندما اكتشف أن أقرب شخص للكرسي إحدى السيدات المسيحيات قام بالإشارة لرجل بعيد نسبيا كي يأتي ويحتل الكرسى بدلاً منها وعندما عاتبته السيدة بكلمات بسيطة, وقالت له: يا بني شايفني ست كبيرة أد والدتك وواقفة تعبانه ومستخسر فيا أقعد..؟!!
رد هو قائلاً: بس متقوليش أمي.. أنا أمي مسلمة.. ومش عايزينكو جنبنا لا دنيا ولا آخره!
وعندما دمعت عيناها قام أحد الشباب وحاول إجلاسها مكانه, فرفضت وقالت له: (بلاش أحسن أنجسكو)!
أما هي فقد آثرت أن تنزل المحطة التالية لتركب المترو التالي وهي تكفكف دموعها... ))
تعليق:
أنا أريد أن أسأل كل مسلم بهذة الأخلاق..
لماذا تكرهونا هكذا وتعاملونا معاملة العبيد..؟!! ألسنا جميعنا مواطنين في دولة واحدة..؟!! أليس لنا حقوق في هذة البلد مثلكم ام أنه قد أصبحنا مجرد رعايا أو أهل ذمة صاغرين..؟!! وهل أصبحت الإخوة بين البشر تحكمها الديانة فقط..؟! بمعني آخر هل أصبح الماليزي أو الاندونيسي المسلم هو الأخ البديل لك لمجرد انه يدين مثلك بالإسلام, بينما ابن بلدك القبطي ترفض أن تعتبره أخاً لك لأنه والعياذ بالله نصراني كافر ويشرك بالله..؟!!
لو كنت يا أخي المسلم تؤمن حقاً بأن الله محبة,
لكنت تحب كل الناس بدون استثناء!
إليك ما يقوله الكتاب المقدس.. الرسالة الحقيقة للحب والسلام..
في إنجيل معلمنا متي البشير (الإصحاح الخامس), يوصي السيد المسيح بمحبة الأعداء والتسامح معهم والصلاة من أجلهم, فيقول:
43 سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك
44 وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم
45 لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين
46 لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم، فأي أجر لكم؟ أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك
47 وإن سلمتم على إخوتكم فقط، فأي فضل تصنعون؟ أليس العشارون أيضا يفعلون هكذا
48 فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل
وأيضا في إنجيل معلمنا لوقا البشير (الإصحاح السادس), يقول المسيح له المجد:
27 لكني أقول لكم أيها السامعون: أحبوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم
28 باركوا لاعنيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم
35 بل أحبوا أعداءكم، وأحسنوا وأقرضوا وأنتم لا ترجون شيئا، فيكون أجركم عظيما وتكونوا بني العلي، فإنه منعم على غير الشاكرين والأشرار
.
وإذا كان الإنجيل يوصينا بمحبة الأعداء, فألا نحب أخواتنا وشركاءنا في وطننا العزيز مصر..؟!!
يقول الإنجيل في رسالة يوحنا الأولي:
كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس وانتم تعلمون ان كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه (3: 15)
أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله (4: 7)
ومن لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة (4: 8)
أيها الأحباء ان كان الله قد أحبنا هكذا ينبغي لنا أيضا ان يحب بعضنا بعضا (4: 11)
ان قال احد إني أحب الله و ابغض أخاه فهو كاذب لان من لا يحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر ان يحب الله الذي لم يبصره (4: 20)
وفي رسالة بطرس الأولي:
طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ (1: 22)
ليتك أيها الأخ المسلم أن تأتي لي بآية واحدة من قرآنك توصيك
بهذة المحبة الكاملة النابعة من قلب طاهر نقي لا يعرف النفاق أو الريّاء..!!
27 سبتمبر 2009
برنامج شبهات وردود - أسئلة عن عقيدة التجسد
(من له أذنان للسمع, فليسمع)
برنامج: شبهات وردود
.
هل الله موجود في كل مكان؟؟
.
وهل الله بتجسده في شخص المسيح
.
أصبح إلهاً محدوداً في الجسد..؟!!
لمشاهدة الحلقة بالكامل أو تحميلها, اضغط هنا
13 سبتمبر 2009
هل يؤمن المسيحيون بأن الله "ثالث ثلاثة"؟
مرة أخري نتسأل..
.
هل فهم القرآن عقيدة الثالوث المسيحية..؟؟
.
وهل حقاً يؤمن المسيحيون بأن الله "ثالث ثلاثة"..؟؟
.
يقول القرآن: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً [النساء : 171]
.
ويقول أيضاً: لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [المائدة : 73]
.
يفترض القرآن في هذة الآيات أن المسيحيين (أو النصارى كما يطلق عليهم) يؤمنون بأن الثالوث المسيحي هو (ثلاثة آلهة مكونة من الله ومريم وعيسي), وبالتالي فالقرآن يعتقد بأن المسيحيين يجعلون من الله "ثالث ثلاثة".. أي أن الله هو إله شريك مع إلهين آخرين هما عيسي ومريم!!
.
فما مدي صحة هذة الافتراض..؟؟
.
إليكم الإجابة عن هذا السؤال في برنامج (سؤال جري)
وحلقة خاصة عن العقائد المسيحية في القرآن:
.
8 سبتمبر 2009
الحشمة بين الإسلام والمسيحية (2-2)
.
في المرة الماضية ناقشنا نظرة الإسلام إلي المرأة وكيف أن الإسلام قد فرض زي معين علي نساء المسلمين وتكلمنا أيضاً عن النقاب وسبب تشريع الحجاب.. واليوم نستكمل هذا الموضوع ونتحدث بمعونة الرب عن مفهوم المسيحية عن الحشمة.. ولم أجد من ناقش هذا الموضوع أفضل من كتاب (ثياب الحشمة) للكاهن أنطونيوس فهمي. وإليكم مقطفات
.
كتاب: ثياب الحشمة
.
للقس أنطونيوس فهمي
.
.
لتحميل الكتاب .. إضغط هنا
.

الإنسان جسد وروح:
† بحسب تعبير القديس إيريناؤس أن الجسد هو علامة الشخص وظهوره بمعني أن الجسد هو الهيكل الذي يحوي نسمة الحياة الإلهية التي نفخها الله في الإنسان (تكوين 2:7).. وقد يتهم البعض الجسد أنه مصدر كل الشرور أو يتعامل أحد مع جسده باحتقار.. وهذا يتعارض مع الفكر المسيحي الإنجيلي السليم.. لأن الإنجيل يعلمنا أن مصدر الخطية ليس في الجسد بل في القلب الذي هو مركز النفس.. فمن القلب تخرج سرقة وزنا وقتل (متي 6: 28), وما الجسد إلا وسيلة تعبير عن رغبات القلب..
الجسد هيكل لروح الله:
† من هنا علينا أن ننظر نظرة جديدة لأجسادنا أكثر إكراماً ووقاراً يكفي أن الله حين أعلن محبته للبشرية أخذ جسداً وحل بيننا بهذا الجسد.. أكل وشرب ونام وتعب.. فصار الجسد شيئاً مقدساً وصار مسكناً لله وهيكل له فتباركت طبيعتنا بحلول الله المتجسد في وسطنا..
† وبعد أن عرفنا مقدار كرامة الجسد وأنه ليس مجرد تمثال بل مسكن لروح الله.. ويخفي كل ما هو غال ونفيس.. من هنا يليق ستر هذا الجسد لكي يخفي ما في داخل هذا الهيكل المقدس من كنوز.. ولكن إن تعري هذا الجسد فقد فَقَدَ هذا الهيكل كرامته وانسكبت قِيَمه الغالية النفيسة علي الأرض وتصير للنهب والسرقة بكل ما فيه من غالٍ ثمين وبحسب تعبير آباءنا القديسين "ها نحن سائرون في طريق اللصوص فلنحذر.. ونتحفظ". وكلما حرصت النفس علي زينة الداخل بالفضائل الروحية كلما امتلأ كنز القلب بالصلاح.. صارت الحشمة مطلباً داخلياً كستار يخفي ما في الداخل من جواهر ثمينة.
.
† ولأننا نحيا في بركات فداء الله للإنسان.. وقد تصالح الإنسان مع الله بالتجسد والصليب وأصبح الروح القدس ساكن في الجسد فصار الجسد في كرامة هيكل الروح القدس (ا كو 6: 19).. ولأن أيضاً أجسادنا هي أعضاء المسيح نفسه (1 كو 6: 15).. فصار يليق بالجسد كل وقار واحترام فصارت الحشمة تعبر عن معرفة الله.. إذ تكشف عن أمور روحية باطنية تنبع من قلب وعقل متحدان بالله ويملك عليها مخافة الله.. هنا ستجد الفتاة المسيحية في ملبس محتشم ملتزم بحسب قول معلمنا بولس الرسول: "وكذلك أن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل" (ا تي 2:9).
† من هنا يأتي اللباس المحتشم الملتزم في حرية كاملة وليس فرضاً أو كبتاً.. لأنه لا يمكن أن تكون الحشمة بسبب تقاليد اجتماعية بفرض زي معين أو أي ضغوط خارجية.. فلا نستطيع أن نُسمي هذا الزى حشمة لأنه لا يعبر عن عفة داخلية حقيقية.. أو احتراماً وتوقيراً لجسد منير مبارك موضع لسكنى الله.. والحشمة تعبيراً عن تناغم الداخل مع الخارج.. النعمة الداخلية والعفة الخارجية وبهذا تصبح الحشمة ضرورة لذيذة ومفرحة إذ إنها نابعة عن قناعة داخلية.
† إن في حشمة الشابة المسيحية وهي تغطي جسدها ليس لأنه قبيح أو شر ولا لمجرد التزام بشكل موحد, أو حتي مجرد حفظ لها.. بل لأن جسدها مبارك وكريم يليق به الغطاء والستر, لأنه بحسب تعبير أشعياء النبي أن لكل مجد غطاء (أش 4: 5) فالجسد يُغطي لأنه مسكن لله.. هيكل لله.. وعضو في جسد المسيح المقدس وليس لأنه رديء أو قبيح..
.
رأي لقداسة البابا شنودة عن الحشمة وملابس النساء:
† أتذكر في اجتماع لقداسة البابا شنودة الثالث سُئل قداسته هل ارتداء البنطلون للشابة خطاً؟ وما يجب أن ترتديه الشابة المسيحية؟!.. أجاب قداسة البابا إجابة رائعة شاملة وراقية في معناها وتعبيراتها فقال: أن هناك ثلاثة أنواع من الملابس لابد من الابتعاد عنها للشابة المسيحية.. ويجب أن تختار ملابسها في ضوء ثلاثة معايير:-
1) الملابس الضاغطة.. أي الضيقة التي تبرز ملامح الجسد.
2) الملابس المكشوفة.. أي الغير محتشمة التي تكشف الجسد.
3) الملابس الشفافة.. أي التي يُري من خلالها ملامح الجسد.
† ليتنا نتبع هذة النصيحة الغالية أثناء اختيارنا ماذا نلبس.. ولكن العجيب أن نري أن غالبية المرتديات لهذة الملابس مسيحيات.. وربما مرتديات صلبان في أعناقهن.. وأصبح المجتمع ينظر إلي الشابة المسيحية أنها غير ملتزمة.. وربما أرجع البعض اللذين يفتقرون إلي المعرفة المسيحية أن هذا السلوك يرجع إلي المبادئ لمسيحية لا تتدفق في هذة الأمور.. وهناك من يتصور أن المسيحية تدعو إلي هذة الخلاعة!
.
† نري أن أشعياء النبي يتحدث عن الجمال الجسدي في قوله: "كل جسد عشب وكل جماله كزهر الحقل. يبس العشب ذبل الزهر لأن نفخة الرب هبت عليه" (أش 40: 6-7).. ويتفق سليمان الحكيم مع أشعياء النبي ويقول "الحسن غش والجمال باطل" (أم 31: 30).. حقاً فإن جمال الجسد كزهر الحقل ييبس ويذبل!
† ومن هنا نري أن هناك جمالاً آخر دائم, يجب الاعتناء به كنصيحة معلمنا بطرس الرسول: "وَلاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ، مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ، بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ. فَإِنَّهُ هكَذَا كَانَتْ قَدِيمًا النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أَيْضًا الْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ، يُزَيِّنَّ أَنْفُسَهُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ" (1 بط 3: 3-5).
† إن الحشمة لها ينبوع داخلي.. والزينة الخارجية مرتبطة بالداخل.. فكلما كانت الفضائل ساكنة ومستقرة داخلياً تكون مثمرة خارجياً.. كلما زاد الاهتمام بالداخل يقل الاهتمام بالخارج.. ومن هنا نري ضرورة الحديث عن خطورة الاهتمام بالزينة الخارجية.. وكيف يستمد الجسد جماله من جمال النفس والروح.
.
† † †
.
والآن يا اخي (إحساس).. هل وصلت إليك الإجابة علي سؤالك..؟!!
.
وبين المسيحية التي توصي بالحشمة والعفة الداخلية
وعدم الإهتمام بالزينة الخارجية..؟!!
3 سبتمبر 2009
هل يؤمن المسيحيون بأن عيسي ومريم هما إلهين من دون الله؟
مرة أخري نتسأل..
.
هل فهم القرآن عقيدة الثالوث المسيحية..؟؟
.
وهل يؤمن المسيحيون بأن عيسي ومريم
هما "إلهين" من دون الله؟
.
يفترض القرآن أن المسيحيين (أو النصارى) يؤمنون بأنهم قد اتخذوا المسيح عيسي ومريم امه إلهين من دون الله (وبناءاً علي هذا الإفتراض إعتقد كاتب القرآن أن مريم والمسيح هما إلهين بجانب الله ويمثلون "الثالوث" المسيحي!!), وقد ورد هذا في سورة المائدة:
.
وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ [المائدة: 116]
.
فما مدي صحة هذا الإفتراض ..؟
.
وهل هذا هو إيمان المسيحيين الصحيح
فيما يتعلق بعقيدة الثالوث المسيحية؟
.
الإجابة عن هذا السؤال في برنامج (سؤال جري)
بالدليــــــــــــــــــــــــــــل والبرهـــــــــــــــــــــــان
وحلقة خاصة عن العقــــائد المسيحية في القرآن:
.
2 سبتمبر 2009
هل يؤمن المسيحيون أن الله هو المسيح؟
هل يؤمن المسيحيون أن الله هو المسيح؟
يتهم القرآن المسيحيين (أو النصارى بالمصطلح القرآني) إنهم يؤمنون بأن "الله هو المسيح", ويكفرهم بوضوح لاعتقادهم بهذا.. وقد ورد هذا في موضعين في القرآن وذلك في سورة المائدة 17 و72:
- لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [المائدة : 17].
- لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة : 72].
فما هو مدي صحة ودقة هذا الاتهام التكفيري..؟
هل فهم القرآن إلوهية السيد المسيح..؟
وهل حقاً يؤمن المسيحيون أن "الله هو المسيح"..؟
.
إليكم الإجابة عن هذا السؤال في برنامج (سؤال جري)
وحلقة خاصة عن العقائد المسيحية في القرآن:
.
31 يوليو 2009
لقاء الأنبا بيشوي في البيت بيتك
لأول مرة في تاريخ التلفزيون المصري, فقرة أسبوعية للمسيحيات ولشرح العقيدة المسيحية يقدمها نيافة الأنبا بيشوي مع الإعلامي محمود سعد.
.
الجزء الأول
.
الجزء الثاني
.
الجزء الثالث
.
الجزء الرابع
.
الجزء الخامس
.
5 يوليو 2009
الأسرار الإلهية
ما هي الأسرار الإلهية؟
.
كثيراً ما نسمع عن أن تجسد الله في صورة إنسان هو "سر إلهي" عظيم لا يدركه البشر, فما هو السر بحسب تعريف الديانة المسيحية؟..
.
وللإجابة نقول أن السر هو"حقيقة أعلنها الله في كلمته وهي تفوق العقل ولذلك ينبغي أن نصدقها وإن كنا لا ندركها". فلا نقول إن السر هو ما يناقض العقل بل ما يفوقه ويسمو عليه, والله الذي خلق العقل فينا له الحرية في أن يعلن لنا من الحقائق ما يسمو علي العقل, لذا لابد من السر في الديانة.
وفي وجود السر في الديانة إعلان عظمة الله وسموه وعلو أفكاره عن أفكارنا لأننا لو كنا نفهم كل ما يفهمه هو لما فاقنا بشيء. فلكي يشعرنا بأنه كما علت السموات عن الأرض هكذا علت أفكاره عن أفكارنا وطرقه عن طرقنا, أعلن في كلمته بعض الحقائق وجعلها في صورة تسمو بها علي مدارك العقل بشيء حتي يكون السر مدركاً ومفهوماً من الله, ومفهوماً بحدوده فقط عند الإنسان وغير قابل أن يدرك منه بالنظر إلي الحقيقة التي يعلنها تعالي لكونها تسمو مدارك العقل دون أن تكون متناقضة معه.
فالدين هو علاقة واتحاد بين الله الغير متناهي والإنسان المتناهي, وإلا يلزم من ذلك أن يكون هناك فارق في أمر حقائق الدين بين الله وبين الإنسان فتكون فيه حقائق مفهومة من الإنسان لكي يعلم أنها موضوعة للإنسان العاقل, وحقائق تفوق فهمه لكي يفهم أنها موضوعة من الله. ففي الدين المسيحي وجهان: وجه ظاهر بيَن قابل للإدراك وهو الحقائق الطبيعية والعجائب والنبوات ونشأة المسيحية وديمومتها. ووجه غير ظاهر غامض وهو ما فيه من الأسرار القليلة التي يتأسس عليها الدين, ووجودها في الدين إشعار بأن الدين من الله لأنها لو كانت موضوعة من الإنسان لفهمها لأن الإنسان لا يخترع شيئاً لا يفهمه!
.
وفضلاً عن ذلك فإن في الوجود أسراراً عديدة لا يدرك الإنسان أصولها. فأي إلمام لنا بالعلوم الرياضية والطبيعية والكيماوية؟ قال العلامة موانيو "إننا لسنا علي شيء منها أو علي ما هو دون الطفيف". وقال أيضاً "إن ما نعرفه معرفة طفيفة غير جلية ولسنا علي حكم نهائي في شيء, فما هو تقدم العلوم وارتقاء المعارف إذاً؟ إن هما ليسوا سوي تكثير المشكلات والأسرار. فالعالم المادي كان لدي آبائنا سراً رباعياً أي مؤلفاً من أربعة أسرار هي: التراب والماء والهواء والنار. والماء والهواء كانا لديهم سرين بسيطين أي غير مركبين. أما نحن الذين اكتشفنا علي ما ينيف علي الستين جوهراً. فقد أضحي العالم لدينا سراً مؤلفا ازدادت صعوبة إدراكه خمس عشرة مرة من ذي قبل. وبات الماء لدينا سراً مزدوجاً مذ عرفناه مركباً من هيدروجين وأوكسجين. والهواء صار سراً ثلاثياً مذ عرفناه أنه مركب من أجزاء محدودة تقريباً من الأكسجين والأزوت والحامض الكاربونيكي. ومثل ذلك أشياء كثيره كالروح والمادة والأثير والفضاء والزمان والثقل والكهربائية والحرارة والنور وما أشبه من مسميات محاطة بالنسبة إلينا بأسرار غامضة وما ضاهاها من أحاج ومبهمات تقف دون إدراكها" أ.هـ.
.
وقال العلامة أوجانيوس كوليه "تأمل بألوف من الكواكب البازغة في الفضاء وبأشعتها وحركاتها وبالشمس التي هي كوكب من الدرجة السادسة في العظم والأرض التي نخالها ثابتة بيد أنها متحركة بحركاتها الثلاثة السريعة وهي حركتها علي محورها ودورانها حول الشمس وتنقلها حول الشمس التي تتجاذب حول احدي نجوم الثريا (سبعة كواكب في عنق الثور). تأمل أيضاً بنقطة الماء مع ألوف من ذراتها وجواهرها الفريدة المركبة مهنا وبالغازات أو حرارتها المتنوعة العديدة وكم من أسرار لا يسبر كنهها! تفرس بهذا الشكل الهندسي وذلك أن تمد إلي ما لا حد له خطاً منحنياً وخطاً مستقيماً فوقه متباعدين عن بعضهما في الأصل مسافة سنتيمتر أو مليمتر واحد فيتقاربان دوماً لكنهما لا يلتقيان أبداً. وبذلك السر الغامض أعني اتحاد النفس بالجسد اتحاداً جوهرياً وبحادث الحياة وبمليارات الكائنات التي تتناول الأجسام الجمادية والسائلة والآلية. أليس ذلك جميعاً سراً مكنوناً في الطبيعة؟" أ.هـ.
غير أننا نعلن هذة الحقيقة وهي أنه ولئن كان في الدين المسيحي أسرار إلا أن هذة الأسرار لا نخفيها عن الناس بل نشهرها, ووجه السر فيها أنها غير محدودة وعقل الإنسان محدود ولا يستطيع المحدود أن يدرك غير المحدود كما يجب.