ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أراء مسيحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أراء مسيحية. إظهار كافة الرسائل

8 فبراير 2011

ما معني رسالة البابا شنودة لمبارك حينما قال له: نحن معك.. والشعب معك؟

كلمات البابا شنودة لمبارك روحية وليست سياسية


بقلم د.رأفت جندي*

في اتصال هاتفي قال قداسة البابا شنودة للرئيس مبارك "أننا والشعب كلنا معك"، وأضاف قداسته فليحفظه الله لمصر" بالطبع كانت هناك كلمات أخرى عن مدح للقوات المسلحة والشباب لحفظ الأمن ولكن ما أثار التعليق هو دعاء ومساندة قداسة البابا للرئيس مبارك.

يتميز قداسة البابا شنودة بدقة كلماته التي أحيانا يخطئ البعض فى فهمها، وفى موقف سابق ظن الكثيرون أن البابا شنودة يعتذر بسبب خطأ عندما قال قداسته "انه يأسف لجرح مشاعر أخوتنا المسلمين". حتى أوضح قداسته بعدها أن هذا الأسف ليس اعتذارا لأنه لم يخطئ ولكنها مشاركة في المشاعر. والسبب فى عدم الفهم من جانب البعض هو عدم تدقيقهم فى كلمات قداسته وعدم فهمها بطريقة صحيحة.

وفى مكالمة قداسة البابا شنودة للرئيس مبارك تكرر نفس عدم الفهم، فنحن نعلم أن رسالة البابا شنودة روحية وليست سياسية ولهذا لابد من قراءة كل كلماته بهذا المعنى.

فعندما تقول لشخص واقع فى مصيبة ما بسبب حماقة تصرفاته أنك معه، فهذا يعنى أنك تسانده معنويا وتطلب له إرشاد الرب لهدايته للقرار الصحيح، لكنك لا تسانده في أن يخطئ ولن تذهب معه للمحكمة لكي تطلب تبرئته، ولا يفهم البعض أن هذه المساندة الروحية والمعنوية هي مساندة للمخطئ في خطأه. ولو ألمت بك ضيقة شديدة بسبب سوء تصرفك الا تتوقع من الأب الكاهن أن يأتي إليك ويشد من أزرك ويربت على كتفك ويقول لك أنه والكنيسة كلها يرفعون صلاة من أجلك في هذه الضيقة؟

بالطبع لا ينسى احد أن مبارك كان عدوا للكنيسة فلقد ترك قداسة البابا فى المنفى 3 سنوات بدون سبب ومعاناة الكنيسة القبطية وقداسة البابا واستشهاد الكثير من الأقباط فى عصر الطاغية مبارك عم جميع أرجاء البلاد، وشهدائنا من الكشح إلى العمرانية والإسكندرية والمظاهرات المخزية ضد الكنيسة وقداسة البابا مازالت عالقة بالذهن، ولكن رسالة الكنيسة الروحية ليست قاصرة فقط على المؤمنين بل هى للعالم أجمع. وكلمات التعضيد التي قالها قداسة البابا للرئيس مبارك تقدم لنا مثلا فى تطبيق تعاليم السيد المسيح "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ". والكنيسة لها رجاء لكل شخص حتى ولو كان من اعتي المجرمين أمثال مبارك وحبيب العادلي، وقصة القديس موسى الأسود الذي كان رئيس عصابة وسفاح ثم صار بعدها قديسا يخرج النور من يديه وقت الصلاة معروفة للكل.

حقيقي لقد أنكسر الفرعون المتجبر بعد تعنت طويل، لكننا كمسيحيين نشفق عليه شخصيا ونطلب له جميعنا كما قال له قداسة البابا أن يرشده الرب الإله لكي يدبر أمور تركه للحكم تدبيرا حسنا فلا يراق الدم أكثر من هذا. ولنفهم ما قاله البابا لمبارك بطريقة صحيحة لأنها كلمات روحية وليست سياسية. ولنصلى جميعنا للرئيس مبارك لكى يهديه الرب للحق بعد طول بغى ولنحارب شعور الشماتة فيه داخلنا، فهذه هي تعاليم السيد المسيح وكتابنا المقدس.

* رئيس تحرير جريدة الأهرام الجديد الكندية

1 ديسمبر 2010

النصاري وعبادة شنودة..؟


في أحد المنتديات الإسلامية.. يتسأل أحد المسلمين عن سجود النصاري للبابا شنودة قائلاً: لماذا يسجد الاقباط للبابا شنودة؟ ثم يدعي أن في هذا السجود دليل علي عبادة النصاري لرهبانهم وقساوستهم. ثم يستشهد بعد ذلك بسورة التوبة 31: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون).

وكان هذا نص سؤاله:

عبادة الأقباط للبابا شنوده من دون الله
بتاريخ : 02-08-2010 الساعة : 09:27 AM

لماذا يسجد الأقباط للبابا شنوده؟
وفين السجود دا من تعاليم المسيح في الكتاب المقدس؟
طبعا كالعاده مافيش غير انها مجرد سجود لبشر من دون الله.

الرد:

من كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث:

سجود العبادة، وسجود الإكرام:

هل يليق السجود لإحدى رتب الكهنوت، كما يفعل البعض؟
أليس السجود هو لله وحده حسب تعليم الكتاب؟

تعوَّد الناس أن يسجدوا للأسقف احتراماً، باعتباره وكيل الله (تى 1: 7). فهم يسجدون لله في شخصه. ومثال ذلك انهم يستقبلون الأسقف بلحن إب أورو.. "يا ملك السلام، أعطنا سلامك" بينما ملك السلام هو المسيح. ولكنهم يقولون هذا اللحن في وجود الأسقف، للترحيب به، باعتباره وكيلا للمسيح.

وبالمثل حينما يصلى الأسقف الإنجيل، يرتلون لحن "أقسم الرب ولن يندم، أنك أنت هو الكاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق" (مز 110) بينما هذا اللحن هو للسيد المسيح، وهذا المزمور نبوءة عنه. ولكن اللحن يقال في وجود الأسقف باعتباره الوكيل الذي يمثل لرئيس الجمهورية، حتى لو كان  ضابطا صغيراً..

 والسجود للأسقف هو سجود احترام، وله أمثلة في الكتاب:

وكثير من الأساقفة يمتنعون عن قبول هذا السجود، فيحترمهم الشعب بالأكثر بسبب تواضعهم، ويتمسكون بالسجود بالأكثر. فيضطر هؤلاء أن يستسلموا لهذا الواقع، وفى قلوبهم يعتقدون أنهم تراب ورماد..

 ولبحث الموضوع لاهوتيا وكتابيا نقول إن هناك نوعين من السجود: سجود عبادة وسجود احترام.

وسجود العبادة هو الله وحده.

وعن سجود العبادة قال الكتاب عن الأصنام: "لا تسجد لهن ولا تعبدهن" (تث 5: 9). وقال أيضاً: "الرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد" (مت 4: 10). وفى كلا النصين يقترن السجود بالعبادة والايات كثيرة. ولا خلاف في أن سجود العبادة لله وحده.

أما سجود الاحترام، فأمثلته كثيرة في الكتاب. وقد صدر من قديسين يعتبرون أمثلة عليا في الإيمان: سجدوا لغيرهم، وأقبلوا السجود.

أبونا إبراهيم مثلا، أبو الآباء والأنبياء: لما اشترى من بنى حث ارضاً لمقبرة، ليدفن زوجته سارة، يقول الكتاب: "فقام إبراهيم، وسجد لشعب الأرض لبنى حث" و"سجد إبراهيم أمام شعب الأرض" (تك 23: 7، 12).

فهل كان سجود أبينا إبراهيم لبنى حث ضد الإيمان؟! فأبونا إبراهيم من أبرز الأمثلة في الإيمان بشهادة الكتاب (عب 11: 8 – 10).

وابونا يعقوب أبو الأباء "سجد إلى الأرض سبع مرات، حتى اقترب إلى أخيه عيسو" (تك 33: 3). وكذلك سجدت زوجتاه وجاريتاه وأولادهن لعيسو فهل خرجوا جميعاً عن الإيمان؟! حاشا.

وداود النبى سجد أمام شاول الملك لأنه مسيح الرب "ثم قام داود بعد ذلك و خرج من الكهف و نادى وراء شاول قائلا يا سيد الملك و لما التفت شاول الى ورائه خر داود على وجهه الى الارض و سجد" (1صم 24: 8).

إن سجود آبائنا إبراهيم ويعقوب وداود وموسى، أمام بشر، كان مجرد احترام وتوقير. ومن المحال أن نتهم إيمان هؤلاء الأنبياء العظام الذين شهد لهم الرب بنفسه.

تعليق:

إن كان كل سجود للبشر هو سجود للعبادة كما يتخيل بعض المسلمين.. فكيف لهم أن يفسروا سجود "يحيي بن زكريا" وهو جنين في بطن أمه للسيد المسيح الذي هو أيضاً كان جنيناً في بطن امه السيدة العذراء..؟!!

فما معني قول أم يحيى بن زكريا لمريم والدة المسيح: "إني أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك" كما جاء في تفاسير سورة آل عمران 39..؟!

وما نوع السجود هنا يا إخوة..؟؟!

إن قلتم إنه كان سجود عبادة فهذا يعني إعترافكم بإلوهية السيد المسيح.

وإن قلتم إنه كان سجود إحترام وليس عبادة.. فنحن أيضاً نقول لكم أن سجود الشعب للأنبا شنودة هو سجود إحترام وليس سجود عبادة!

كذلك في سورة البقرة 34: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين).

هنا نسأل أيضاً نفس السؤال ونقول: هل كان سجود الملائكة لآدم هو سجود عبادة أم سجود إحترام..؟!

فإن كان سجود إحترام.. فلماذا تعترضون علي سجود الشعب المسيحي لقداسة البابا شنودة ولا تعترضون علي سجود الملائكة لآدم..؟!!

أجيبونا يا مسلمين!

10 سبتمبر 2010

لا لحرق القرآن..

بالرغم من أن القرآن كتاب يلعننا ويدعو لقتالنا واذلالنا وتحقيرنا..

وبالرغم من إعتراضي مع كل ما ورد في هذا الكتاب من تعاليم شيطانية..

وبالرغم من الفتاوي التي تبيح للمسلم حرق الأناجيل والكتاب المقدس..

إلا إنني أرفض فكرة حرق المصاحف في ذكري 11 سبتمبر..

.

.

حرق القرآن هو استفزاز للشعوب الإسلامية..

وإستفزاز الآخر واغاظته ليست من مبادئنا ولا من أخلاقنا..

فليكن نقد العقائد من خلال الحوار والجدال القائم علي التفاهم والإحترام بين

أتباع العقائد الدينية لا علي حرق المصاحف أو الأناجيل..

وكل عام وكل مسلم بخير وصحة وسعادة..

12 يونيو 2009

هل محمد أعظم من المسيح.. ؟!

المسيح ونظرة الفلاسفة والكتاب والنقاد إليه

.

بقلم القمص عبد المسيح بسيط ابو الخير

كاهن كنيسة السيدة العذراء الاثرية بمسطرد

.

كتب الكثيرون من الكتَّاب الغربيِّين من نُقَّاد وفلاسفة ومؤرِّخين وعلماء اجتماع وغيرهم من غير المتبحِّرِين في العلوم اللاهوتيَّة بعض الكتابات التي احتوت علي آراء خاصَّة بهم من جهة شخص الربّ يسوع المسيح والتي نظروا فيها للمسيح كأسمي وأعظم شخصيَّة وُجِدَت علي الإطلاق. كما تكلَّم بعض هؤلاء عن المسيح كالأقل تأثيرًا ونفوذًا من الناحية الدنيويَّة الماديَّة والسياسيَّة والحربيَّة لأنَّه لم يكن قائدًا سياسيًا ولا عسكريًا مع عدم نفيهم لسِمُوِّه وعظمته الروحيَّة كأعظم شخصيَّة ذات تأثير روحيّ علي الإطلاق. وقد تُرْجِمَت بعض هذه الكتب التي من النوع الأخير إلي العربيَّة وهلَّل لها البعض لأنَّها وضعت غير المسيح (رسول الإسلام) كالأكثر تأثيرًا من الناحية الماديَّة الدنيويًّة، خاصَّةً السياسيَّة والحربيَّة، بالرغمِ من عدم نفيها لعظمة وسِمُوّ المسيح كالأعظم والأسمي أخلاقيًا وروحيًا!! ومن هذه الكتابات؛ كتاب "أعظم مائة شخصيَّة مؤثِّرة في التاريخ" الذي كتبه الأمريكيّ، غير المتخصِّص في اللاهوتيَّات، مايكل هارت، والذي كتب قائمة تضمّ مائة شخصيَّة كان لها، من وجهة نظره، تأثيرها الدنيويّ والماديّ في التاريخ، بصرف النظر عن قيمتها الروحيَّة والأخلاقيَّة، سواء كانت شخصيَّات صالحة أو شرّيرة، المهم هو تأثيرها علي أكبر عدد ممكن من الناس. وقد وضع فيها الربّ يسوع المسيح رقم ثلاثة في الترتيب.

.

.

وبالرغم من أنَّ هذا الكتاب لم يلتفت إليه أحدٌ سواء في أمريكا أو في الغرب ولم يهتمْ به أحد، فقد هلَّل له البعض هنا وتُرْجِمَت أجزاء منه إلي العربيَّة أكثر من مرَّة بل واستخرج منه أحد الكتاب كتاباً آخر!! نقَّحه علي هواه. ولكن إنصافاً للحقيقة نقول أنَّ مايكل هارت نفسه يُؤَكِّد علي عكس ما يراه هؤلاء:

.

(1) فهو يُؤكِّد علي أنَّه لا يقدِّم لائحة بمن هو الأعظم والأسمي روحياً وأخلاقياً، بل من هو الأكثر نفوذاً مهما كانت أفعاله، سواء كانت صالحة أم شرِّيرة!! فيقول في المقدمة "يجب أنْ أؤكِّد بقوَّةٍ أنَّ هذه اللائحة هي قائمة الشخصيَّات الأكثر نفوذًا في التاريخ، وليست لائحة أكثرهم عظمة.. مثلاً يجد المرء مكانًا في لائحتي لرجلٍ كبيرِ النفوذ عديم الاستقامة والإحساس نظير ستالين ولكنك لا تجد مكانًا للقدِّيسة الأم كابريني. إنَّ هذا الكتاب يدور فقط حول السؤال: ما هي المائة شخصيَّة التي كان لها أكبر الأثر علي التاريخ وسير العالم ؟.. إن هذه اللائحة من الشخصيَّات الفذَّة – سواء كانت نبيلة أو طالحة يلحقها اللوم، أكانت شهيرة أم غير معروفة، برَّاقة أم متواضعة - تبقي لا محالة مشوّقة"!! وهنا يُؤكِّد هارت أنَّ ترتيبه لا يعتني لا بالعظمة ولا بسموّ الأخلاق! بل يعتني فقط بالتأثير علي أكبر عدد ممكن من الناس في أزمنة وأماكن مختلفة سواء كان تأثيرها سلبيًا أو إيجابيًا، خيراً أم شراً !!

.

(2) ويُؤكِّد هارت علي أنَّ وضعه للربِّ يسوع المسيح كرقم ثلاثة في قائمته لا يعني أنَّ الأوَّل أو الثاني أعظم منه روحيًا أو أخلاقيًا، بل يقول "لا الصيت ولا الموهبة (العبقريَّة) ولا سموّ الأخلاق ترادف النفوذ. وهكذا لم يوضع في هذه القائمة أي من بنيامين فرانكلين ومارتن لوثر كنج وبيب روث وحتى ليوناردو دافنشي.. ومن جهة أخري، لا يكون النفوذ دائمًا إيجابيًا أو بنيَّة سليمة أنَّ عبقريًا شريرًا مثل هتلر وارد في هذه اللائحة"!! ولذا فقد قال صراحة في أنَّه لم يفكر أنَّ الأوَّل "كان رجلاً أعظم من يسوع". ولم يقل أحد أنَّه وُجِدَ علي الأرض مَنْ هو أعظم مِنْ الربِّ يسوع المسيح. وما جعل هذا الرجل، مايكل هارت، لا يضع الربَّ يسوع كالأوَّل في هذه القائمة باعتباره الأسمي والأعظم روحيًا وأخلاقيًا هو عدم فهمه لحقيقة المسيحيَّة بالرغم من أنَّه مسيحيّ كاثوليكيّ! فهو ليس من رجال الدين ولا من علماء اللاهوت ولا أعتقد أنَّه تمكَّن من قراءة المسيحيَّة أو غيرها قراءة تجعل لأرائه قيمة في هذا المجال، فهو متخصِّص في علوم الرياضيَّات والفُلك والشطرنج ومحامٍ ولكن ليست لديه دراية تُذكر لا بالكتاب المقدَّس ولا بالكتب الدينيَّة الأخرى سواء كانت مسيحيَّة أو غير مسيحيَّة.

.

ومن هنا جاء عدم فهمه لحقيقةِ المسيحيَّة إذ تصوَّر أنَّ عدم قيام المسيح بدورٍ سياسيّ أو عسكريّ أو كتابته لكتابٍ يُقَلِّل من دوره في تأسيس المسيحيَّة ونسب الفضل الأكبر في تأسيس المسيحيَّة للقدِّيس بولس!! دون أنْ يدري أنَّ كلّ ما كُتِبَ في العهد الجديد هو عن شخص المسيح وحقيقة ربوبيَّته للكون وفدائه الأبديّ الذي قدَّمه للبشريَّة، كقول الكتاب المقدس "وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ" (يو20/30-31). ما أنَّ المسيح لم يأتِ ليكون له نفوذ ماديّ بل كان هو ربّ الكلّ ومملكته سمائيَّة روحيَّة فهو ملك الملوك وربّ الأرباب كقوله " مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ" (يو18/36). وأنَّ بولس الرسول لم يكنْ إلاَّ رسولاً للمسيح يعمل ما يُوَجِّهه به ويُرشده الربُّ يسوع المسيح "بُولُسُ، رَسُولٌ لاَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ بِإِنْسَانٍ، بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (غل1/1).

.

ولذا فنحن نرفضُ أمثال هذه الكتابات التي لم تفهم طبيعة شخص المسيح ولا طبيعة رسالته الروحيَّة والأخلاقيَّة والفدائيَّة السامية وتضعه في قائمة واحدة مع شخصيَّات شرِّيرة ودمويَّة من أمثال ستالين الدمويّ الرهيب الذي غدر بكلِّ أصحابه قبل أعدائه وهتلر النازيّ الذي دمَّر بلاده وكان السبب في قتل ملايين الناس وجنكيز خان الدمويّ الذي كان يقتل بلا شفقة أو رحمة!! فما يقوله هذا الكاتب يُخالف تمامًا كلّ ما كُتب عن المسيح سواء من المؤمنين بلاهوته أو غير المؤمنين به. بل ويُخالف ما رآه الفلاسفة العقلانيُّون والماديُّون وغير المؤمنين بالوحي أو وجود اللَّه والنُقاد في شخص المسيح والذين نظروا إليه نظرات خاصَّة تراوحت بين قولهم أنَّه الكائن أو الإنسان السوبر الذي لم يُوجد له مثيل عبر التاريخ، سواء في أسلوبه وأخلاقه أو في تعاليمه التي فاقت ما يُمكن أنْ يُنادِي أو يُعلِّم به بشر !! وبين قولهم أنَّ شخصيَّة بهذا الكيان والأسلوب لا يُمكن أنْ تكون قد وُجدت في التاريخ وإنما هو أسطورة من الأساطير!!

17 مايو 2009

الحجاب والمسيحية

الحجاب والمسيحية *
.

* مرسلة بواسطة شهرزاد:

من مدونة قضايا المرأة والتحرش في الوطن العربي

.

يؤمن المسلمون بأن ما سبقهم من ديانات سماوية تم تحريفها على يد أتباعها لإشباع أهوائهم البشرية. وفي اعتقادي الشخصي وفي منطقي البسيط إنني عندما أؤمن بأن شيئا قد حُرف فإنني لا آخذ به ولا ارجع إليه ولا استشهد به. ولكن في عالمنا الميكيافيلي كل شيء مشروع طالما أنه يصل بنا إلى غايتنا؛ يعني تستطيع لي عنق آيات القرآن للوصل لغايتك، وتستطيع الاستشهاد بما تنكر للوصول إلي هدفك، وتستطيع إرهاب الناس للوصول إلي ما تريد، بل ولك أن تقتلهم أيضا للوصول إلى غايتك. وطالما إن كل الوسائل تم تغليفها بقشرة الإيمان وبحب الله, فلا خوف على الميكيافليين ولا يحزنون.

.

أولاً: من الأمور الملحوظة التي ألاحظها ويلاحظها غيري من المناهضين للحجاب هو استدلال المؤيدين للحجاب في دفاعهم عنه بملابس الراهبات كدليل على صحة وعفة الحجاب. فمعروف أن الراهبة ترتدي زيا يغطي جسدها من رأسها إلى أخمص قدميها ولا يظهر منها إلا وجهها وكفيها. ويستدل المسلمون على صحة وحقيقة الحجاب بملابس الراهبة المسيحية. والغريب والشاذ في ذلك هو كوّن المسيحية ديانة محرفة في عرف المسلمين ومع ذلك يعطوا لأنفسهم حق الاستدلال على صحة ادعائهم بالرجوع إليها. إما أن يتبعوا المسيحية بحذافيرها أو يتركوها في حالها بحذافيرها.

.

.

ثانياً: الراهبة المسيحية لم يفرض عليها المسيحيون هذا الزى بل اختارته من نفسها ومن نابع حريتها الشخصية التي وهبها لها الله تعالى. الراهبة لم تخير بين الرهبنة أو النار لتضطر مسيرة لاختيار الرهبنة بل اختارت الرهبنة تطوعاً وحباً في الله وإن لم تكن اختارته ما كان الله ليرجمها أبدا من ملكوت سمواته. كذلك الراهبة لم تخير بين وضع زي الرهبنة أو الوضع في النار بل قررت ذلك بنابع من سلطتها الخاصة على نفسها. هذا إلى جانب أن الراهبة تكرس حياتها لخالقها فقط ولا تتزوج ولا تختلط بالناس إلا للأعمال الخيرية والإنسانية. هذا إلى جانب أن الراهب نفسه يفعل نفس الشيء بل ويضع أيضا ثيابا تغطيه من رأسه إلى أخمص قدميه.

.

.

إلى جانب شذوذ اعتماد المسلمون على المسيحية لإثبات صحة حكم من الأحكام الإسلامية، نجد انه لا يوجد اي تشابه بين الحجاب الإسلامي والرهبنة المسيحية!

.

1- لا يوجد رهبنة في الإسلام والمرأة المسلمة ليست مجبرة على التأسي بالراهبة المسيحية، وعليه وإن تم غسل مخها بالكلام عن الراهبات فيجب غسل مخ الرجل أيضا بالكلام عن الرهبان المسيحيين؛ وعلى كل رجل مسلم أن يرتدي زي الرهبان ويغطي رأسه إلى أخمص قدميه.

.

2- المرأة المسلمة غير مُخيرة مثل الراهبة المسيحية بل هي مسيرة إلى الحجاب كبديل للنار والتعليق من شعرها يوم الحساب. النساء المسلمات تجدهم ينشئن في مجتمع لا تسمعن فيه شيء إلا إنهن من أكثر أهل النار وسيتم تعليقهن من شعرهن! فماذا تتوقعون من المرأة المسلمة..؟!! هل ستضع الحجاب وهي مخيرة مثلما اختارت الفتاة المسيحية الرهبنة وهي مخيرة..؟!! بالطبع لا، بل ستضعه رعباً وكرهاً وهي تقنع نفسها إن تعمل عملاً يرضي الله ورسوله!

.

3- الرجل المسيحي الراهب يغطي جسده بالكامل، ولكن الرجل المسلم يلبس الشورت والفانلة ولا يكتفي بالحرية التي ينعم فيها بل يخدع المسلمة بالكلام المعسول عن جمال ملابس الراهبة التي ترضي الله ويفتح لها أبواب الجنة.

.

ويزعم الكثير من رجال المسلمين فيما هم زاعمون أن مريم العذراء كانت أيضا تغطي رأسها كما تظهر في الأيقونات المسيحية. ويفتنون النسوة المسلمات بكلام عن التأسي بالعذراء التي اصطفاها الله من بين النساء. وكل هذا الكلام يدخل ضمنا في الأساليب المستخدمة لغسل الدماغ بعيداً عن الحقائق والبراهين القرآنية والإنسانية. وينسى هؤلاء الغاسلون للأدمغة البشرية أن مريم العذراء - إن كانت صورها حقيقية - كانت ترتدي زياً لا يخرج عن كونه زي جميع نساء عصرها؛ زي لا يليق إلا بالعصور الأولى.

.

.

وإن قال لي احدهم ولما لا تتقيد النساء بزي العصور الأولي بما إنها عصور العفة والطهارة، أقول إنها لم تكن عصور عفة وطهارة، وإن وافقت هذا الكلام... ففي هذا الحالة فليتقيد الرجل أيضا بزي العصور الأولى الذي يرونه في صور وأيقونات المسيح بن مريم. إذن لنتقيد جميعا بزي العصور الأولى، النساء يتأسين بمريم في زيها والرجال يتأسوا بابن مريم في زيه. وكما تظهر مريم بغطاء على رأسها يظهر أيضا ابنها المسيح بغطاء على رأسه!

23 أبريل 2009

لماذا لا يقبل اليهود المسيح .. ؟

لماذا لا يقبل اليهود المسيح ..؟
.
كثيرين من الناس قد يتسألوا قائلين إذا كان كتاب التوراة اليهودية قد تنبأ عن مجيء شخص المسيح, فماذا لم يؤمن اليهود بالمسيح يسوع, بل بالعكس من هذا نجدهم قد رفضوه وطالبوا بصلبه وقتله.. ؟!!

.

إن النبوات في العهد القديم عن المسيح هي من أهم ما يقرر إلهوية رسالته. وعبثا يحاول المعطلون انكار قوتها لأن اليهود أنفسهم فسروها بأنها تعني اتيان المسيح, أما كونهم رفضوا المسيح فذلك ليس لأن النبوات لا تنطبق عليه بل لأنه لم يأت كما كانوا يشهدون بعدما فسدت آراؤهم وانحطت روحانيتهم. فقد فسروا آيات الأنبياء عن المسيح حسب أغراضهم حتي صاروا ينتظرون شخصاً أخلاقه تخالف بل تنافي أخلاق المسيح حسب ما قيل عنه في النبوات وكان اليهود حينئذ في حالة جعلتهم ينتظرون مجيء المسيح بتلك الصورة وذلك لأنهم كانوا مُحطمين تحت النير الروماني ومحتقرين من الشعوب فلم يكن لهم من سلوي إلا بذلك مجدهم القديم, ولما وُعدوا بالمسيح انتظروه مخلصاً لشعوبهم خلاصاً جسدياً لا روحياً, لأن الروحانية كانت قد تلاشت منهم واشتدت بهم محبة العالم.

.

(1) إن أهم سبب دعا اليهود إلي عدم قبول المسيح قد أوضحه العلامة «مماني» في قوله: « إن اليهود الملتصقة أرواحهم بقذارات المادة بعد أن سُحقت نفوسهم باضطهادات الغرباء وهم ممتلئون من الضغينة والأفكار الشريرة لم يكونوا ليقبلوا مسيحاً كما جاء يسوع فقيراً وضعيفاً محتقراً ذليلاً. بل كانوا ما خلا نفراً منهم من ذوي البصيرة النيرة والأنبياء يحلمون بمسيا أرضي يكون ملكاً مدرعاً مسلحاً وداوداً ثانياً ومحارباً جباراً وسفاكاً للدماء لكي يرق دماء أعدائه ». فهم يحلمون بمسيا ذي ثروة يستطيع بها بناء قصر سليمان وهيكل سليمان. كانوا يحلمون بأن يشاهدوا ملكاً جباراً تخر عند أقدامه جميع ملوك الأرض مقدمين له الجزية وهم صاغرون, الجزية المؤلفة من الذهب الخالص والفضة النقية وليس من المحبة والاحترام. وكان يخيل إليهم أن هذا الملك الأرضي سينتقم لإسرائيل من أعدائهم الذين خربوا بلادهم وأتعسوا حياتهم واستعبدوهم في أرض آبائهم وأجدادهم وأن العبيد سيصيرون أسياداً في مملكته, والأسياد سيصيرون عبيداً, وأن أورشليم ستكون كعبة العالم كله وأن ملوك الأرض سيخلعون تيجانهم ساجدين أمام ملك إسرائيل, وأن حقول إسرائيل ستصير أوفر خصباً من سائر حقول المعمورة. ومراعيهم ستكون أنضر وأكثر من كل مراعي العالم. وقطعانهم ومواشيهم تنمو إلي ما لا نهاية له!, والحنطة والشعير وسائر الحبوب تنبت وتُحصد مرتين في العام, وسنابل القمح تثقل أكثر من ذي قبل بضعفين وتعطي الكرمة عنباً لم تنظر العين مثله فيما مضي من الأزمنة حتي أن رجلين قويين يقدران بالجهد علي حمل عنقود واحد منه! ويكثر الخمر حتي لا يبقي للناس أين يضعون نتاج كرمتهم ولا أين يضعون الزيت والزيتون. ويكثر العسل حتي يجده الإنسان في شقوق الأشجار وزوايا الشوارع والجدران. وتنكسر أغصان الأشجار من ثقل الأثمار اللذيذة الطعم الجميلة المنظر التي لم ير الإنسان ثمرة مثلها منذ أضاع فردوسه الأول.

.

إن خطأ اليهود قام من أنهم نظروا إلي المسيح كرسول أمتهم فقط ودفعتهم الأنانية إلي تصوره مخلصاً عالمياً وملكاً دنياوياً. وهذا جعلهم يلتفتون إلي ما قيل بشأن مجده ولا يلتفتون إلي ما قيل في آلامه حتي أن بعضهم توهم مجي مسيحَييّن: واحد متألم والآخر متمجد. وجُذبت قلوبهم إلي المسيح المتمجد فتغاضوا كل التغاضي عن المسيح المتألم حتي ارتسمت أمامهم بحروف بارزة نبوات المجد واحتجبت أمامهم كلية نبوات الآلام. ولكنهم بذلك يكونوا قد أخطأوا إذ إنه لا يمكن الفصل بين النبوات التي تشير إلي مجد المسيح وتلك التي تشير إلي آلامه. فمثلاً النبوة في سفر أشعياء النبي (إصحاح 53) تتكلم عن شخص واحد, تقول عنه مرة "محتقر ومرذول من الناس" وتقول عنه أخري "وأن مسرة الرب بيده تنجح". وهذا يفسره تاريخ المسيح تفسيراً صحيحاً لأنه هو الذي اُحتقر, وهو الذي نجح. نعم لو كنا عائشين في عصر اليهود ووقفنا علي النبوة بآلام المسيح والنبوة أيضاً بمجده لتحيرنا مثلهم ولكن الآن وقد ظهر المسيح ورأيناه متألماً وممجداً فإنه لا يوجد مكان للحيرة, قال أحدهم "إننا بمعرفة آلام يسوع ونجاح ديانته نتمكن من تفسير النبوات عن كلا الأمرين وإيضاح ما كان مبهماً وبيان كل ما كان غامضاً وإقامة الدليل الراهن علي أن يسوع هو المسيح". وهذا هو العجب أن مجده يتلألأ في آلامه لأنه لما كانت تلك الآلام كفارة عن خطايا العالم آلت إلي الارتفاع شأن ذلك المجد, وصار الصليب أداة الآلام واسطة الغلبة, وتحول إكليل العار إلي إكليل الكرامة وعلي ذلك نقدر أن نجاوب الخصي الحبشي علي سؤاله عن من يقول أشعياء النبي هذا. عن نفسه أم عن واحد آخر, علي تعيين أن أشعياء النبي يقول عن يسوع ربنا الذي مات من أجل خطايانا وقام لأجل تبريرنا. المسيح المتألم والمتمجد معاً الذي مع العظماء يقسم غنيمة من أجل أنه سكب الموت نفسه.

.

(2) علي أن لو ظهر المسيح بين اليهود حسب ما فسروا وحسبما كانوا منتظرين لكان شخصاً خادعاً مضللا لا يقوي علي تطهير البشرية من الخطيئة العظمي لأنهم كانوا يريدونه طامعاً متسلطاً متجبراً مخضعاً كل قوي الحياة لإرادته الدنيا ولشهواته الكثيرة المطامع مشبعاً نفسه بها ومفضلاً إياها. ولم يزل هذا اعتقادهم بل لا يزال هذا انتظارهم حتي اليوم. فإذا جاء شخص من قبل الله ليهييء للناس شريعة كاملة فإنه في هذة الحالة لا يمكن أن يكون حسب أهوائهم ووفق إرادتهم, ولا يمكن أن يتمم قصد الله طالما كان يسايرهم. وإذا جاء منافقاً فإنه فقط هنا يسير علي رأيهم ولكن لا تكون له رسالة سماوية, وعلي ذلك فهم ينتظرون ذلك المخادع الذي يدعي لنفسه ما ليس لها. فرفض اليهود ليسوع المسيح من هذا الوجه هو في الحقيقة أقوي برهان علي صدق رسالته لأنه لو كان شخصاً غير إلهي يريد فقط التسلط أو نشر مبدأ علي سبيل الشهرة لوافق اليهود علي رأيهم في المسيح فجاء كما ينتظرونه ليسود بهم ولكن انتهاج يسوع المسيح لخطة تخالف خطتهم وقبوله للتضحية في سبيل نشر مبادئه يدل علي أنه لم يكن مشعوذاً لأنه لو كان كذلك فما كان أسهل عليه من أن يساير اليهود فينال مآربه.

.

(3) إن يسوع وصف ملكوته بأنه ضد ملكوت الشيطان. وأنه أتي ليؤسس مُلكاً جديداً عماده الفضيلة والمحبة مقابل الملكوت الأرضي الذي تسود فيه المادة الرذيلة وكان لائقاً برب السماء الذي خلق الإنسان أن يحوله عن الارتطام بأرحال المادة لينقله من الحيوية إلي الإنسانية. فيسوع أخبر اليهود أنه هو المسيح لكن مملكته ليست من هذا العالم وهو لا يصدق علي العظمة والفخفخة اللتين كانوا غارقين فيها, بل إنه يملك علي قلوب البشر ويُسر بالقلب المتخشع المتواضع. فخالف بأفكاره كل أفكارهم ومنتظراتهم بل إن قيامه ضد الفكرة اليهودية المؤسسة علي مجيء مسيح يسود بهم العالم, ومقاومته مثل هذة العقيدة الراسخة, وإحباط تلك الآمال المقدسة ونزع المميزات بين اليهود والأمم, وحسبانهم جميعاً متساوين بغير فارق, كل هذا يبدي شجاعة فائقة لو لم يكن المسيح إلها ما استطاعها.

.

أثناء محاكمة المسيح ..

المسيح قائلاً لبيلاطس الوالي الروماني:

« مملكتي ليست من هذا العالم .. »

.

(4) توبيخ يسوع لليهود علي ريائهم. فلم يكن زعيماً دنياوياً همه الوحيد أن يكثر أنصاره ويزدحم حوله المتشيعون له. بل كان كالواقف بنفسه لا يريد أن يستند في تأييده إلي قوة عالمية .. ينظر إلي أولئك المدعين المرائين ويلهبهم بسياط التوبيخ وكشف خفياتهم أما الملأ وشبههم بالقبور المبيضة التي تتبين من الظاهر إنها حسنة ولكن من الداخل مملوءة عظام أموات وكلها نتانة! وهذا طبعاً لم يلائم أغراض اليهود ولا سيما أغنياؤهم وكهنتهم الذين رأوا في المسيح قوة عظيمة لتحطيم سلطتهم وكسر شوكتهم. ورأوا أنه طالما كان ساعياً في سبيله هذا فلا بد وأن ينتهي به الأمر إلي إزالة هيبتهم في أعين الجمهور. فلهذا استعدوا جهدهم في مقاومة وإنكار رسالته واتهامه بكل التهم حتي لكي يضعفوا شأن عجائبه التي كان يتأثر بها الشعب قالوا إنه صنعها في يوم السبت, ولم يتركوا فرصة ليضعفوا شأن إرسال المسيح من أبيه السماوي إلا وانتهزوها, وهذا كله كان بدافع خوفهم علي سلطتهم لأنه كان شديد الوطأة علي مدعاآتهم ولم تلن له قناة في التأنيب والتبكيت.

.

(5) إنه لو أتي يسوع جهاراً إلي أورشليم وأقنعهم بأنه المسيا المنتظر وصنع من العجائب ما لا يترك مجالا للشك فيه. إذن لقام اليهود ثائرين علي الدولة الرومانية ثم نصبوه ملكاً عليهم, علي أنه (أي يسوع) لم يأت للملك والمجد والثورة بل لم تكن عجائبه الكثيرة التي صنعها أمام اليهود علي أهواء العظماء منهم. وخلاصة الأمر أنه لو وافق يسوع المسيح أهواء هؤلاء اليهود وسار علي ما ينتظرونه لكانت عليه ثلاثة أدلة تثبت إنه ليس من الله: الأول لأن انتظارهم كان موافقاً لأغراضهم النفسية وتعصبهم الأعمى. الثاني لو وافق انتظارهم لكان ذلك علي غير إرادة الله ومشيئته. والثالث لم يكن ممكناً له أن يكون حسب انتظارهم وفي ذات الوقت يكمل نبوءات الكتاب. لأنه إذا تمم ما كتبه عنه الأنبياء وسار في الطريق اللائق به فلابد وأن يرفضه اليهود في هذة الحالة. النتيجة إذن أن يسوع المسيح هو المسيا المُرسل من الله لأنه سار سيرة تغاير أفكارهم الدنيا وتجعلهم يمقتونه ويرفضونه بل ويغالون في هذا المقت وهذة البغضاء. ولكن بالطبع نجد أن الشخص المخادع والمُضلل لا يمكن أن ينتهج ذلك النهج الذي سار عليه يسوع المسيح.

.

هكذا كان إستقبال اليهود لملكهم يسوع المسيح ...

.

وقد وصف "أوريجانوس" حال اليهود أوفي وصف في قوله: «الواقع أن كثيرين من اليهود كان يقودهم العناد إلي الإضرار بأنفسهم وحرمان ذواتهم من أشياء ثمينة لا لسبب إلا أنهم ليسوا من رأي جالبيها وأنهم في كبرياء نفوسهم يفضلون الموت جوعا عن تناول فضلات الغير ممن يعتبرونهم أقل منهم علماً أو أدني مقاماً أو غير ذلك. وهذا بالضبط ما حدث لليهود فإنهم مع علمهم التام بأن المسيح يأتي من بيت لحم كما أنبأ أنبياؤهم أغمضوا أعينهم عن تلك النبوة ولم يقيموا لها وزناً ولا اعتدوا بأعمال المسيح العظيمة الفائقة ..». هذا ومن يراجع أقوال "يوسيفوس" المؤرخ اليهودي عن يهود عصر المسيح يجد أنهم كانوا أشراراً للغاية وقد انحط كهنتهم انحطاطاً عظيماً يحتم معه أن لا تقبل مفاسدهم تعاليم المسيح المقدسة الطاهرة.

.

والسؤال الآن لماذا مازال يهود العصر الحالي يصرون علي عدم إيمانهم بيسوع المسيح بالرغم من قيام أدلة المسيحيين القوية علي صدق دينهم..؟

.

والجواب هو أن الأسباب التي دعتهم إلي عدم الإيمان قديماً بيسوع المسيح هي نفسها الأسباب التي تجعلهم يرفضون الإيمان به الآن. وذلك لأنهم ما زالوا أنانيين يعتقدون أن الله لهم وحدهم, وأن النبي الآتي سيكون خاصاً بهم وسيعيد إليهم مجدهم العالمي. وطالما كانت هذة الآمال الباطلة راسخة في نفوسهم فإنهم لا يستطيعون أن يؤمنوا بمسيح الملكوت السماوي وتوحيد الجنس البشري إلي أمة واحدة. ونقول أيضاً إن عدم إيمان اليهود هو بالحقيقة دليل علي صدق الديانة المسيحية لا علي بطلانها. وقد قال باسكال « إن عدم إيمان اليهود بيسوع المسيح هو من أسس إيماننا الصحيحة. ومن الغريب جداً أن نفس الشعب الذي هو أشد تمسكاً بالنبوات وأكثر اعتباراً ومحبة لها يكون أشد إنكاراً لتمامها وألد الأعداء وأعنف المقاومين لمعتقدي ذلك وإن إنكارهم وعداوتهم ومقاومتهم تكون هي نفسها من أعظم النبوات ». وهو يشير إلي أن مضادتهم لذلك لم تحدث بدون أن تُعلم قبلا بل أن أنبياءهم أنبأوا عن عدم إيمانهم, وكذلك الرب يسوع ورسله. وبالحقيقة إن اليهود هم عجيبة ثابتة علي صدق الديانة المسيحية ونبوة منظورة يقدر الجميع أن يروها ويتعزوا بها!!

.

من كتاب .. «شمس البر»
للأب المُتنيح منسي يوحنا - يونيه 1960م

21 أبريل 2009

مرة أخري .. هل تنبأ الكتاب المقدس عن مجيء نبي الإسلام؟

هل نبوة موسى عن "إقامة الرب نبيا من اخوتك"
تشير إلي النبي محمد ..؟

.
ما يزال البعض من أصدقائي المسلمين يُصرون علي أن الآية رقم 15 والواردة في الإصحاح الثامن عشر من سفر "التثنية" بالكتاب المقدس جاءت لتتنبأ عن مجيء نبي المسلمين "محمد" ولا أحد سواه. وتقول هذة الآية "يقيم لك الله إلهك نبيا من بينكم من اخوتك مثلي له تسمعون" . ولا أدري كيف يستشهد هؤلاء بآيات من كتابنا المقدس وهم في داخلهم يعتقدون بإنه كتاب أصابه التحريف والتشويه ويصفون من يؤمن به بالكفر والضلال!! ولكن ليس هذا ما يهم .. ما يهم هو إنهم لازالوا معتقدين بأن النبي المُنتظرالذي يتنبأ عنه موسي في سفر "التثنية" هو محمد نبي الإسلام, معللين ذلك بأن كلمة "من أخوتك" تعني أن النبي القادم سيأتي من العرب, حيث أن العرب كانوا إخوة لبني إسرائيل وذلك لأنهم جاءوا من نسل إسماعيل الذي هو أخو إسحق ابن ابراهيم.
.
وحيث إني ناقشت وتحدثت كثيراً عن هذا الموضوع من قبل, أريد هذة المرة أن أقتبس جزء من رد الأب القمص زكريا بطرس علي هذا الإدعاء .. فيقول في رده:
.

أولا:

.

الواقع أن تعبير من اخوتك هو توضيح للتعبير الذي قبله في الآية وهو "من بينكم". إذن فلنعد إلى منطوق الآية لنتذكرها بتفهمها إذ تقولك: "يقيم لك الله إلهك نبيا من بينكم من اخوتك مثلي له تسمعون" وتعبير من بينكم أي من بني إسرائيل، وجاءت كلمة من اخوتك للتخصيص بعد التعميم أي تخصيص أن النبي سيكون من سبط يهوذا، وهو سبط من أسباط بني إسرائيل، ولهذا فهو يعتبر أخوهم.

.

والواقع أن إسماعيل ليس من بين أسباط بني إسرائيل، فإسرائيل هو يعقوب، وإسماعيل ليس ابن يعقوب ولكنه ابن إبراهيم من هاجر الجارية المصرية، فهو يعتب عما ليعقوب غير شقيق. فكيف يقال عنه أنه من اخوتك. الواقع أنها مغالطة لا تخيل على دارسي الكتاب المقدس، "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" (سورة الأنبياء 7).

.

ثانيا:

.

ثم أيضا هناك ملاحظة أخرى في الآية التي قالها موسى النبي وهي عن قوله "لك" ولنعد إلى نص الآية لنستوضح ذلك، فالآية تقول: "يقيم لك الله إلهك نبيا من بينكم من اخوتك مثلي له تسمعون" فمن كان يقصد بقوله لك؟ بالتأكيد كان يقصد بني إسرائيل وليس بني إسماعيل. فموسى النبي كان يكلم بني إسرائيل الذين أرسل إليهم، فيقول "لك يا إسرائيل" وواضح جدا أن موسى النبي لم يرسل إلى العرب، ولم يكلم بني إسماعيل حتى تؤخذ كلمة "لك" لتعني بني إسماعيل.

.
ثالثا:

.

الواقع أن هذه النبوة التي ذكرها موسى النبي إنما كان يقصد بها السيد المسيح الذي صرح هو نفسه بذلك في إنجيل يوحنا البشير (إصحاح 5 آية 46) التي قال فيها: "لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عني".

15 أبريل 2009

نماذج ممن يطلق عليهن "ناقصات عقل ودين"

نستعرض معكم الان مجموعة من أشهر السيدات اللاتي أثبتن بجدارة أنهن يسحتقن لقب "ناقصات عقل القرن العشرين":
.
ناقصة عقل رقم (1):
مارجريت تاتشر
"المرأة الحديدية"
.
.
رئيسة وزراء المملكة المتحدة (بريطانيا) من عام 1979م حتي عام 1990م. وٌصفت بالمرأة الحديدية لأنها كانت قوية شديدة وتتخذ قرارات كبيرة وتتحمل تبعاتها وتواجه الظروف بقوة تحمل ربما تفوق فيها الكثير من الرجال!
.
ناقصة عقل رقم (2):
جولدا مائير
.
.
القادمة من أوروبا والمهاجرة من أمريكا والتي نجحت في أن تكون أول سيدة تتقلد منصب رئاسة الوزراء لدولة إسرائيل من عام 1969م حتي عام 1974م
.
ناقصة عقل رقم (3):
ماري كوين
.
.
مكتشفة عنصر "الراديوم" ومن أعظم علماء الإشعاع في التاريخ والحاصلة علي جائزة نوبل في الفيزياء عام 1903م وجائزة نوبل في الكيمياء عام 1911م, وبذلك تكون أول شخص في التاريخ يحصل علي جائزتين نوبل في مجالين مختلفين!
.
ناقصة عقل رقم (4):
هيلاري كلينتون
.
.
سيناتور
ولاية نيويورك الأمريكية منذ 2001م وحالياً وزيرة خارجية الولايات المتحدة وكانت من أبرز المرشحين لإنتخابات الرئاسة الأمريكية
في عام 2008م
.
ناقصة عقل رقم (5):
ميشيل اّليو - ماري
.
.
الحاصلة علي الدكتوراة في مجال الحقوق والأستاذ في جامعة باريس ووزيرة الدفاع الفرنسية في الفترة ما بين عامي 2002م إلي 2007م
.
والان مع مجموعة أخري من أشهر النساء الاتي إشتهرن بنقصان دينهم وإستحقن لقب "ناقصات دين القرن العشرين":
.
ناقصة دين رقم (1):
أغنيس غونكزا بوجاكسيو
"الأم تريزا"

.
.
الراهبة والممرضة التي إشتهرت بأعمالها الخيرية لرعاية المرضي والفقراء والايتام والعجائز والمحتاجين في كل بلاد العالم من خلال منظمات "إرساليات الخير" وهي الحاصلة علي جائزة نوبل للسلام في عام 1979م
.
ناقصة دين رقم (2):
السيدة أون سان سو تشي
.
.
الحاصلة علي جائزة نوبل للسلام عام 1991م من أجل دعمها للنضال السلمي واللاعنفي في سبيل تحقيق الديمقراطية والمحافظة علي حقوق الإنسان في قارة اّسيا
.
ناقصة دين رقم (3):
بيتي ويليامز
.
.
من المؤسسين لمنظمة "Community of Peace People" والحاصلة علي جائزة نوبل للسلام عام 1976م من أجل جهودها للتقريب بين المذهبين الكاثوليكي والبروستانتي في أيرلندا الشمالية
.
ناقصة دين رقم (4):
إميلي جرين بالش
.
.
أحد المؤسسين للإتحاد العالمي للمرأة من أجل السلام والحرية والحاصلة علي جائزة نوبل للسلام في عام 1946م
.
ناقصة دين رقم (5):
برتا فون سوتنر
.
.
أول سيدة تحصل علي جائزة نوبل للسلام في عام 1901م ولذلك من أجل نشاطها ودعواتها السلمية في النمسا
.
* * *
.
هذة كانت مجرد أمثلة لنساء إستطعن أن يتغلبن علي إعاقتهن العقلية والذهنية (وذلك بصفتهن ناقصات للعقل بالوراثة) ونجحن في الحصول علي أرفع الأوسمة العلمية والوصول إلي أعلي المناصب والمراكز القيادية في أعظم بلاد العالم شأناً وقيادة شعوبها بالقوة والحكمة والتحكم في مقدراتها ومصائرها.
.
البعض الأخر من النساء نجحن في مقاومة نزعة الشر الداخلية لديهن (وذلك علي إعتبار إنهن بالطبيعية ناقصات دين وكن يحضّن مرة علي الاقل كل 28 يوم حتي سن ال45), ولكن إستطعن بالرغم من كل ذلك أن يكن قدوة جيدة للعالم الحر ودماء حيضهن لم تمنعهن من أن يصبحن مثال عظيم في مجال السلام ونشر الخير والحرية والعدل والديمقراطية في كل بلاد العالم.
.
والحقيقة أن كل سيدة منهن في رأيي الخاص تستحق جائزتان نوبل وليس جائزة واحدة؛ جائزة منهم تكون تقديراً لكفاحها من أجل نشر الخير والدعوة إلي السلام بين البشر وجائزة أخري تكون تقديراً لها كإمرأة إستطاعت أن تثبت لشعوب أهل الكهف ومجتمعات البداوة الصحراوية أن المرأة كائن وإنسان لا يقل شأنه أبداً عن الرجل بل مساوية له تماماً.

.
"وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ:
«لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ»"
(سفر التكوين 2: 18)
.
الكتاب المقدس هنا واضح في وصف المرأة "كنظير" للرجل. وكلمة (نظير) في القاموس المحيط تعني (المثل والمُساوي). وهذا يعني أن الرجل والمرأة بحسب فكر الله وامامه متامثلان ومتساويان في القيمة الإنسانية.
Related Posts with Thumbnails