.
"من المحتمل جداً أن لا يكون الله موجوداً.. فتوقفوا عن القلق".
.
THERE'S PROBABLY NO GOD
NOW STOP WORRYING AND
ENJOY YOUR LIFE
.
وعندي في هذا الموضوع 4 ملاحظات رئيسية:NOW STOP WORRYING AND
ENJOY YOUR LIFE
.
.
الملاحظة الأولي:
.
يقول الإعلان كما ترونه في الصورة بالأعلي: "من المحتمل أن الله غير موجود. الاّن توقف عن القلق وإستمتع بحياتك". فعدم وجود الله - طبقا لرأي واضع هذة الإعلان - هو مجرد أمر محتمل. ولكن الأخ "بن كريشان" أراد أن يزايد علي صاحب هذا الإعلان, فكتب في صدر رسالته "من المحتمل جدا أن لا يكون الله موجود". فهو بدون أن يعي أو يدرك أراد أن يؤكد هذا الإحتمال بإضافة كلمة "جدا". وأنا بدوري أتوجه بهذا السؤال للأخ "بن كريشان" وأقوله له:
.
وما هي نسبة هذا الإحتمال يا أخي العزيز .. ؟ هل هي 1% ام 10% ام 20% ام 50% ام 80% ام 99.9% .. ؟! هل تملك الإجابة علي هذا السؤال؟
.
فإذا كنت تملك الإجابة, فلتأتي بها وتجاوبني .. وإن كنت لا تملك إجابة, فلتشرح لنا كيف تؤكد هذا الإحتمال وتزايد علي الإعلان وتدعيّ انه "محتمل جداً" .. ؟! فمن أين أتيت بهذة المعلومة يا تري .. ؟! في إنتظار ردك أخي العزيز.
.
الملاحظة الثانية:
.
سنفترض أن ما يدعيه الأخ "بن كريشان" صحيح وأن عدم وجود الله هو أمر محتمل جداً, وسنفترض ايضاً أن إحتمالية عدم وجود الله هي إحتمالية بنسبة 99.999999% ..! ولكن بالرغم من هذا فإن عدم وجود الله هو أمر غير مؤكد 100% .. فالله قد يكون موجود بنسبة تقدر بحوالي 0.000001%. وطبعا طبقاً لهذا الإفتراض فإن إحتمال وجود الله سيكون ضئيل جداً جداً جداً مقارنةً بإحتمال عدم وجوده. ولكن هذة النسبة الضئيلة لا يجب أن نهملها أو نتجاوزها بهذة البساطة خصوصاً ونحن نتكلم عن أمر جوهري وهام ظل يشغل عقل البشرية علي مر العصور والأزمنة وهو هل الله موجود ام لا .. وطبقا لهذا الإفتراض, فإن الإدعاء بأن الله غير موجود هو أمر لا يمكن التسليم به كحقيقة مطلقة او كحقيقة لا تقبل الشك لأنها مهما كانت هذة النسبة العالية جداً (99.999999%) فهي مازلت مجرد "إحتمال" وليست حقيقة مؤكدة 100%.
.
والسؤال الاّن هو .. كيف يؤمن "بن كريشان" بأن وجود الله أمر غير محتمل حتي ولو كانت نسبة هذا الإحتمال هي 99.999999 .. ؟! بمعني اّخر.. كيف يمكن لشخص الإيمان بأشياء هو يري في داخله إنها مجرد إحتمالات وإنها غير مؤكدة 100%.. ؟! فنحن المسيحييون مثلاً عندما نؤمن بأن المسيح هو الله الظاهر في الجسد فإننا نؤمن بهذا كحقيقة مطلقة ولا نقبل أن نؤمن بها لمجرد أن إحتمالها كبير! نحن نؤمن بها وبحدوثها بنسبة 100% .. ولا نشك في عدم صحتها اي شك علي الإطلاق. وهذا هو الفارق بين الإيمان الحقيقي الذي يؤمن بما يؤمن به إيماناّ تاماً وكاملاُ وبين الإيمان الغير حقيقي الذي لا يعتقد سوي في إحتمالات وأوهام!
.
الملاحظة الثالثة والأهم:
.
طبقا لإدعاء الأخ العزيز "بن كريشان", فان وجود الله أمر مازال محتمل.. فالله - في مفهومه وإعتقاده - قد يكون موجود او قد يكون غير موجود. فهو لا يملك الحقيقة التي تجعله يقول بكل تأكيد وثقة ان الله غير موجود! والسؤال الأهم والأخطر للأخ "بن كريشان":
.
أخي العزيز, انت تدعيّ أن عدم وجود الله هو أمر محتمل (جداً), ولكن يا عزيزي ماذا لو كان الله فعلاً موجوداً ... ؟! هل عمرك فكرت في هذة الفرضية وهذا الإحتمال .. ؟! ماذا لو كان الله الذي تنكر وجوده الاّن هو موجود ووجوده واقع وحقيقة أمامك .. ؟! كيف ستتعامل مع الله في هذة الحالة وكيف ستواجه هذا الموقف .. ؟! ياليتك يا أخي العزيز تفكر في هذا ولو للحظات!
.
تذكر هذا جيداً: من يؤمن بوجود الله لن يخسر شيء إذا كان الله غير موجود. ولكن من ينكر وجود الله سيخسر كثيراً إذا كان الله موجود فعلاً! بطريقة أخري, إذا كان الله غير موجود كما تدعيّ, فإنه في هذة الحالة نحن المسيحيون لن نخسر شيئا وحينئذن سيتساوي كل الناس الذي يؤمنون بالله والذين لا يؤمنون بالله! ولكن إذا كان الله موجوداً حقاً, فإنه في هذة الحالة سينجو كل من يؤمن بوجود الله.. أما أنت يا "بن كريشان" فستخسر حياتك الأبدية .. أي ستكون أنت الخاسر في هذة الحالة!
.
الملاحظة الرابعة والأخيرة:
.
تقولون ان الله غير موجود .. فتوقف إذن عن القلق وإستمتع بحياتك. والسؤال هو هل وجود الله يسبب القلق لنا نحن البشر ..؟! وإجابة هذا السؤال يمكن تحديدها من خلال مفهومك عن الله. فهل تتصور يا أخي العزيز أن الله (او رب الرمال كما تسميه) إله مرعب جبار يريد الناس أن تعبده وتنفذ فروضه بالقوة وإلا كان مصيرهم العذاب في الجهنم .. ؟! هل تتصور أن الله إله يتلذذ بأن يري البشر وهم يتعذبون ويعانون في حياتهم بسبب فقرهم وأمراضهم وشعورهم بالحرمان .. ؟! هل تتصور أن الله يأمر أتباعه بالقتال في سبيله لتمكين وفرض عبادته علي جميع البشر .. ؟! بكل تأكيد أقول لك إن الله ليس كذلك ابداً .. إنما البعض - للأسف - يعتقد أن الله هو ذلك الإله المرعب والذي هو السبب فيما يعانيه البشر من قلق وهم وكاّبة وحزن وضيق ورعب بسبب ما ينتظرهم من عذاب اّبدي!!
.
إن مبالغة بعض مشايخ المسلمين في تصوير يوم الحساب (او يوم الدينونة) هي السبب في ذلك. هؤلاء الذي يرعبون الناس بحكايات مثل عذاب القبر والثعبان الأقرع وغيرها حتي يصل الأمر بهم إلي حد الرهبة والفزع لما يتخيلونه عن الاّخرة المروعة. فيبدأوا يستمعون إلي غواية الشيطان, بالإطمئنان إلي الإثم والخطيئة, مقنعين أنفسهم بعدم وجود الإله الديان, وسائرين في طريق الإلحاد والنكران!
.
الله في المفهوم المسيحي ليس كذلك أبداً وأقولها لك بكل ثقة وتأكيد تام. بل الله هو الإله الذي أرسل يسوع المسيح ليصلب ويفدينا يموت بدلا عنا ليخلص نفوسنا.
.
ويسوع المسيح - الذي هو كلمة الله والله الظاهر في الجسد - يريد لجميع البشر أن يعيشوا في حياتهم بلا هم وبلا قلق, فهو الذي قال لنا: "فلا تهتموا للغد". كذلك عبارة "لا تخف" وردت في الكتاب المقدس أكثر من 350 مرة وكأنا الله يريد أن يقول لنا كل يوم لا تخافوا. الله يا أخي العزيز هو خالق الإنسان من العدم, هو الحافظ له كذلك ولكل الخلائق. فإذا كان الله قد خلق الإنسان من العدم وأوجده مما لم يكن, فهو أقدر علي أن يصون حياته من الضياع والفناء.
.
ويضرب السيد المسيح (له المجد) أمثلة من الطبيعة ليطمئن الإنسان علي عناية الله به. فها هي طيور السماء لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلي مخازن .. وليس لها فكر أو عقل لتدبر به أمر المستقبل, ومع ذلك فإنها لا تموت , ولا تحتاج إلي طعام أو شراب, لأن الطبيعة غنية بخيراتها التي لا تفرغ. أليس عجيبا حقاً أن يقلق الإنسان وهو تاج الخليقة وسيدها, الذي أعطاه سلطاناً عليها لم يعطه لمخلوق اّخر؟ وإذا كان الطير لا يقلق, وكذلك الحيوان, فهل يليق للإنسان أن يقلق .. ؟!
هناك تعليق واحد:
ومين قلك انك تاج الخليقة؟ شلون بتحط حالك فوق باقي المخلوقات؟
أن يكون للانسان عقل لا يعني انه افضل المخلوقات, هذه كذبة اخترعها الانسان وصدقها لأنه يريد ان يرى الكون مصنوع من اجله ولكن الطبيعة لا تؤكد هذه الشيء فالانسان اقل عمرا على الارض من الكثير من الاحياء الاخرى مقارنة بها.
الانسان له عقل يعمل بطريقة متطورة جدا على المستوى الفردي أي ان الفرد قادر على محاكاة العقل بنفسه ولكن عقل الفرد على المستوى الجماعي مازال فاشلا والدليل مايجري في العالم من خراب بشري, الانسان لا يريد ان يشارك اي مخلوق محيطه البيئي بل لا يريد ان يشارك نفسه اصلا.
نعود للايمان, والايمان يقسم نوعين ايمان حقيقي وهو ان تؤمن بأمر معين فتعامله على أنه حقيقة وقد يكون, أو أن لا تؤمن به ... وهو الشك .. عكس الايمان.
أن تؤمن ان الله غير موجود لا يعني ان لا تؤمن بوجود الله... انا مثلا اؤمن ان الله غير موجود بينما بن كريشان بـ "احتمالاته" لا يؤمن بوجود الله, الفرق بيننا كبير, أنا "متأكد" من عدم وجود الله بينما هو يبقي الأمر مجرد احتمال.
بالنسبة لنسبة الاحتمال, لا يمكن توصيف وجود أو عدم وجود الله على أنه مشابه لرمي فطعة نقدية وبالتالي لا يمكن وضع نسبة لوجوده .. بل بمكن وضع صيغة أخرى: اما الله موجود واما غير موجود واما يوجد شيء ثالث أو رابع أو أو أو ... اذن احتمال وجود الله تبعا لصيغة بن كريشان أكبر "ربما بكثير" من عدم وجوده .. لوجود العديد من الاحتمالات الغير مدروسة.
النقطة الثانية قبل ان ادخل في "تأكيد عدم وجود الله" هي: ماذا لو الله موجود؟
اذا كنت ستعامل حياتك على مبدأ ماذا لو الله موجود فيمكنك ذلك.. بصراحة يمكنك ان تؤمن بما تريد بشكل عام وهذا حقك .. أنا لا يهمني سبب خيارك لاحتمال وجود الله بل ما يهمني هو جواب على سؤالك الذي يفترض ان يخيفني "ماذا لو الله موجود وتوجد حياة بعد الموت" .. جوابي لك: هذا من مصلحتي لأن الهك المزعوم يغترض انه غفور وأنه رحيم وعطوف ولا اظن أنه سيكون سيئا لدرجة أن يزج بي بنار ابدية لسبب تافه مثل عدم اقتناعي بوجوده ... واذا زج بي بنار ابدية على هذا السبب فأنا عندها سأكون متأكد أنه اله سادي لا يستأهل العبادة ... أي أن الحق سيبقى معي.
أخيراً دعنا من هذا ودعني اشرح لك لماذا الله غير موجود وأنا متأكد من ذلك:
أولا: الكون يشير بطريقة واضحة عبر كل قوانين الفيزياء التي نعرفها والتي حتى نتوقعها أحيانا ثم نثبت صحتها أنه - اي الكون - لايعمل بدفع غير مفهوم بل بطريقة اصبحت واضحة بالنسبة لنا .. وايجاد مفهوم الله ليدفع عجلة الكون اشبه بمن يرى ساعة بندول فيظن ان الجن يعطيها طاقة لتتحرك.
ثانيا: تصميم الكون سيء جدا ولو كنت انا قادرا على تصميم كون لصممته بطريقة افضل وعلى الاقل صححت مسارات الكواكب لتصبح مرتية أكتر ومنعت وجود الاصطدامات الكارثية بشكل عشوائي.
ثالثا: نحن بشر تطورنا على هذه الارض بطريقة بزمان ومكان جعلنا نفهم الكون من حولنا بطريقتنا وبشكل مناسب لحجمنا .. الثانية والفصل والسنة والمتر والقدم واليوم ... الخ كلها مناسبة لنا, ولو تطورنا مثلا على كوكب بطيء جدا يدور بنموذج 8 حول نجمين أو ربما اكثر لتغير الوضع علينا جدا .. ولكن ثق تماما أننا كنا سنرى الكون مجددا بالطريقة التي "تناسبنا" لأنها ببساطة الاسهل .. ببساطة.
أنا متأكد أن الله غير موجود لأنه لو كان موجود لكنت منتأكد - أنا على الاقل - من وجوده.
اسف على النعليق الطويل .. لا تأخذ الأمر بشكل شخصي.. فأخيرا أنا وأنت بشر وهذا متأكدين منه تماما.
إرسال تعليق