ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الرد علي إدعاء تحريف الإنجيل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الرد علي إدعاء تحريف الإنجيل. إظهار كافة الرسائل

17 ديسمبر 2010

صلب المسيح وتحريف الإنجيل.. أسئلة تبحث عن إجابات!

في مجال الصحافة وكتابة البحوث والتقارير العلمية وأيضاً التحقيقات الجنائية, هناك مصطلح أو مفهوم دائماً ما يُعرف باسم الـ Five Ws وهي عبارة عن خمسة أسئلة (وأحياناً ستة) يستخدمها الصحفي أو الباحث أو المحقق كقاعدة في تجميع المعلومات عن أمر ما (كجريمة قتل مثلاً) بهدف الإحاطة الكاملة بهذا الأمر من كافة جوانبه (كزمان حدوث الحادثة مثلا ومكانها وأسبابها).. إلخ. من خلال طرح هذة الأسئلة الخمسة ومحاولة البحث عن إجابات لها سيخرج الباحث في النهاية ببعض المعلومات والتي من بعد دراستها يقف علي "الحقيقة" التي يبحث عنها. وهذة الأسئلة الخمسة (ما ومن وأين ومتي ولماذا) تبدأ بالإنجليزية بحرف الـW  (ولهذا سُميت بهذا الأسم: Five Ws).


إضغط للتكبير
وكما تري فإن البحث عن إجابات لهذة الأسئلة الخمسة (أو الستة) سيتيح لأي شخص معرفة "القصة الكاملة" لأي أمر يبحث عنه. علي سبيل المثال يذكر لنا الإنجيل قصة صلب السيد المسيح كحادثة تاريخية بكافة التفاصيل. فيذكر لنا:


ما هو الحدث الرئيسي.. والإجابة هي صلب يسوع المسيح.
ومن هو المصلوب.. والإجابة هو يسوع الناصري بن يوسف النجار.
ومتي تم صلبه.. والإجابة بعد عيد الفصح اليهودي بين عامي 29 - 36 بعد الميلاد.
وأين تم صلبه.. والإجابة في موضع اسمه الجلجثة بمدينة أورشليم اليهودية.
وكيف تم صلبه.. والإجابة بتسمير يداه ورجليه علي خشبتين متعامدتين.
ولماذا تم صلبه.. والإجابه لأن رؤساء اليهود اشتكوا عليه للوالي الروماني واتهموه بتهم زائفة كتهمة التجديف وتضليل الشعب.


إذن فالإنجيل يذكر لنا "القصة الكاملة" لحادثة صلب المسيح بكافة تفاصيلها. وكل تفصي من هذة التفاصيل له ما يثبته تاريخياً, بل إن هذة الحادثة ككل لها عشرات بل مئات الشهود الذين شاهدوا يسوع بالفعل مصلوباً بين لصين. إذن ما يؤمن به المسيحيون في أن المسيح قد مات مصلوباً ليس مجرد "إيمان بأمور غيبية" ولا هو إفتراءاً أو كذباً منهم كما يدعي المسلمون بل هو الحقيقة بعينها التي حدثت بالفعل! حتي اليهود والرومان الوثنيين وإن كانوا لا يؤمنون بأن يسوع هو المسيح فهم يؤمنون بأن هذا المصلوب هو "يسوع الناصري" ولا أحد سواه!


والآن لنري ما هي القصة المذكورة في القرآن بشأن صلب المسيح..
يقول القرآن: "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا"  [النساء : 157].


فما هو الحدث الرئيسي.. والإجابة هي صلب "شبيه" عيسي.
ومن هو المصلوب.. القرآن لا يذكر لنا!
ومتي تم صلبه.. القرآن لا يذكر لنا!
وأين تم صلبه.. القرآن لا يذكر لنا!
وكيف تم صلبه.. القرآن لا يذكر لنا!
ولماذا تم صلبه.. القرآن لا يذكر لنا!

إذن فالقصة القرآنية المتعلقة بصلب المسيح هي قصة "مجهولة" لا أحد يعرف جوانبها الأساسية.. فلا يوجد فيها اي تفاصيل.. ولا يوجد حتي عليها شهود عيان! علي الجانب الآخر.. الإنجيل يذكر كل شيء وبأدق التفاصيل عن حادثة "الصلب" وكلها أحداث موثقة بالأدلة التاريخية.. أما القرآن فلا يذكر اي شيء, بل مجرد آية وحيدة "مبتورة" مقابل إنجيل كامل يتحدث عن صلب المسيح!

فأيهما نصدق..؟!

إن كنتم يا مسلمين تريدون للنصاري أن يكفوا عن القول بأن المسيح قد مات مصلوباً.. فلتأتوا لنا بالقصة الكاملة لما حدث في قرآنكم والتي تقول بأن الله قد ألقي شبه عيسي علي شخص آخر حتي نري الأمر بعمق ونصدقه إن كان بالفعل حقيقة!

علي الأقل من حقنا أن نعرف من هو هذا "الشبيه" الذي مات مصلوباً بدلاً عن المسيح!

ننتقل الآن لنقطة أخري ألا وهي التهمة التي يتهمنا بها كل مسلم وهي تهمة تحريف الكتاب المقدس.

بإستخدام نفس الإسلوب السابق.. سنطرح ستة أسئلة رئيسية بشأن هذا الإتهام وسنطالب كل مسلم أن يأتي بالإجابة عليها وأن يوثق ما يأتي به بالأدلة المادية والتاريخية. فإن عجز المسلم عن الإجابة, فهذا سيعتبر دليل ضده هو لأنه في هذة الحالة سيكون متهماً بطعن في مصداقية كتاب دون أن يملك الدليل علي ما يقول. بل الأكثر من هذا سيكون متهماً بالطعن في قدرة الإله الخالق الذي جاء بكتب ورسالات ولم يستطع أن يحافظ عليها من تحريف البشر!

السؤال الأول: ما؟

ما هو التحريف الذي حدث بالضبط؟ هل هو تحريف لفظي في ذات النص نفسه ام هو تحريف في تأويل معني النص ام الإثنين معاً؟ وهل تعرض الكتاب المقدس كله للتحريف ام فقط أجزاء منه؟ وما هي بالتحديد الأسفار التي تعرضت لهذا التحريف؟

السؤال الثاني: من؟                      

من صاحب فكرة التحريف؟ ومن الذي قام به؟ وهل المحرفّين كانوا هم جميع اليهود والنصاري الذين كانوا منتشرين في كل العالم في ذلك الوقت ام كانوا فقط طوائف محددة منهم؟ وما اسم هذة الطوائف ومن هم قادتهم؟ وهل هي مصادفة في أن يتفق كل اليهود مع كل النصاري في كل العالم علي تحريف كتبهم المقدسة؟

السؤال الثالث: متي؟

متي حدث هذا التحريف بالضبط؟ ما هو التاريخ بالتحديد وفي أي قرن من الزمان وفي اي عصر وفي اي عام حدث هذا؟ وكم كانت المدة التي ظل فيها التوراة والإنجيل دون ان يمسه اي تحريف؟ وهل تم تحريف التوراة قبل مجيء عيسي ام بعد مجيئه؟ كذلك الإنجيل, هل تم تحريفه قبل مجيء محمد ام بعد مجيئه؟

السؤال الرابع: أين؟

أين هو المكان الذي تم تحريف التوراة والإنجيل؟ في اي بلد واي مدينة تم ذلك الأمر؟

السؤال الخامس: كيف؟

كيف تم هذا التحريف؟ ما هي الطريقة التي إتبعها المحرفّون في تنفيذ مخططهم لتحريف الكتاب المقدس؟ وهل كانت هناك مقاومة من بعض اليهود والنصاري للوقوف ضد تحريف كتابهم المقدس ام استسلموا للأمر؟ وكيف أقنع المحرفون اليهود والنصاري المنتشرين في كل العالم بضرورة تحريف كتابهم الذي يؤمنون فيه؟ وماذا كان رد فعل هؤلاء اليهود والنصاري من هذا الأمر؟ وماذا فعل المحرفّون بعشرات الآلاف من النسخ والمخطوطات الأصلية من الكتاب المقدس؟ هل تخلصوا منها جميعاً بتجميعها في مكان واحد وإعدامها بالحرق كما فعل عثمان بن عفان مع المصاحف ام ماذا؟

السؤال السادس: لماذا؟

لماذا تم تحريف الكتاب المقدس؟ وماذا كان الهدف من وراء هذا التحريف وما هي الأسباب التي دفعت هؤلاء المحرفين لتحريف كتابهم الذي من المفترض انه الكتاب "السماوى" الذي يؤمنون به؟ وهل الأسباب التي دفعت اليهود لتحريف توراتهم هي نفسها الأسباب التي دفعت النصاري لتحريف إنجيلهم ام أن الأمر مختلف بينهما؟ وما الذي يجعل اي شخص يهودي أو نصراني - بعدما حدث هذا التحريف - أن يظل يتمسك ويؤمن بكتاب يعلم تمام العلم انه كتاب تم تحريفه علي أيدي الآخرين؟

يا من تتهموا كتابنا المقدس بالتحريف.. 
نريد منكم أن نعرف كل هذة الأمور منكم وبالتفصيل!

فهل يمكنكم هذا..؟!!

أنا شخصياً لا أعتقد ذلك!

22 أبريل 2009

مُحرفه ولا مش مُحرفه .. ؟!!

"إحساسي لسه حي":
عزيزى, غريب الكلام اللى بتقوله: "ولا أدري كيف يستشهد هؤلاء بآيات من كتابنا المقدس وهم في داخلهم يعتقدون بإنه كتاب أصابه التحريف". ما التحريف معناه ان فى كلام اتحط واتغير مش معناه ان كل الكلام اتغير.
وما أدراك أن هذة الآية التي تستشهدون بها لم يصيبها اي تحريف مثلها مثل باقي آيات الكتاب المقدس التي تدعون بإنها حُرفت ..؟!! هل تمتلك الدليل علي ذلك يا عزيزي الفاضل ..؟ وكيف يمكنك القول بأن هذة الآية مُحرفة أو تلك الآية غير مُحرفة إن لم تكن تمتلك نسخة أصلية من الكتاب المقدس (والتي من المفترض إنها النسخة السليمة والغير محرفة من وجهتك نظرك). فحينما تمتلك مثل هذة النسخة المزعومة, وقتها فقط ستستطيع أن تقارن بينها وبين الكتاب المقدس الحالي الذي بين أيدينا لتري أي آيات منه تم تحريفها وأي آيات منه لم تُحرف! إنما أن تتدعي مثل هذا الكلام وتقول بكل ثقة أن هذة الآية نجت من التحريف وتطلق هذا الكلام بدون أن تمتلك الدليل علي ذلك, ففي هذة الحالة لن أكترث لما ستقوله علي الإطلاق. وعذراً لن أجادلك إلا لو كان لديك أدلة منطقية علي ما تقول.
اظن الكلمة واضحه والاسلام بيوافق على كلام كتير فى الكتاب المقدس المتوافق مع عقيدتنا.
سيدي الفاضل .. لا أعتقد أن القرآن يتوافق مع الكتاب المقدس في اي شيء سوي في تطبيق بعض شرائع الديانة اليهودية (أو ما نحن نسميه شريعة الناموس) كرجم الزانية مثلاُ وتحريم أكل لحم الخنازير ... إلي غير ذلك من الأمور. أما عن الإنجيل أو كتاب العهد الجديد, ففي الواقع لا أري أي تشابه علي الإطلاق بينه وبين القرآن الكريم. بل بالعكس من هذا, أري أن القرآن جاء ليناقض تماماً كل تعاليم ووصايا السيد المسيح (له المجد).
وانت ليه ليه متقولش ان من اخواتك علشان توضيح انه من العرب اكتر انا لما اقول كلمة واحب احددها اكتر اقول كلمة اوضح لمعناها. من بينكم كابناء ابراهيم وابناء ابراهيم اسماعيل واسحاق ولان الكلام لبنى اسرائيل اوضحلكم اكتر من اخواتكم. الكلام واضح اووووى.
يا عزيزي الفاضل .. أرجو من سيادتك أن تفهم وتعي كلامي جيداً. موسي النبي حينما يقول في سفر التثنية "يقيم لك الله إلهك نبياً من بينكم من أخوتك مثلي له تسمعون", فهو هنا يخاطب شعب بني إسرائيل ولا يخاطب العرب لأنك تعلم جيداً أن الله أرسل موسي كنبي لشعبه بني إسرائيل ولم يرسله للعرب. إذن فعبارة "من بينكم" تعني اي "من بين بني إسرائيل". وهذا معناه أن النبي المًنتظر سيخرج من شعب بني إسرائيل. وهذا ما ينطبق بالفعل علي السيد المسيح الذي كان يهودياً ولا ينطبق بأي حال من الأحوال علي الرسول محمد الذي كان عربياً وليس له أي صله علي الإطلاق بالشعب اليهودي.
.
أما عن عبارة "من إخوتك" فهي تعني أن النبي القادم سيخرج من سبط يهوذا الذي هو أحد أسباط بني إسرائيل الإثني عشر. وكل هذة الأسباط كانوا إخوة لبعضهم البعض علي إعتبار إنهم جميعاً أبناء ليعقوب (إسرائيل). إذن فالإخوة هنا كان المقصود بها تلك الإخوة التي بين أسباط بني إسرائيل اليهودية وليست الإخوة المزعومة التي أنت تقصدها والتي كانت بين بني إسرائيل وبين العرب.

وكمان ما يمكن كانت من اخوتك بس. ومن بينكم موضوعه زى بقيه تحريف الكتاب المقدس.
أستاذي الفاضل .. أنت لسه قايل من شوية إن الآية دي مش متحرفه .. إنت رجعت في كلامك ولا إيه ؟؟ يعني متحرفه ولا مش متحرفه ..؟!! طيب .. طالما إن الآية دي متحرفه زي بقيه الكتاب المقدس, سيادتك ليه بقي بستشهد بيها وواجع دماغك ودماغنا معاك ..؟! حاجة فعلاً غريبة !! يا أخي, هو نص الآية كدة زي ما هي مكتوبه في التوراة منذ آلاف السنين .. مش عجباك الآية بالشكل دا, خلاص سيبك منها وخليك أحسن في حفظ وتجويد القرآن الكريم. يعني عجباك عبارة "من إخوتهم" ومش عجباك عبارة "من بينكم".. ؟! حقيقي يعني مش فاهم إنت عايز مثلاً نجيبلك آية تفصيل علي مزاجك ..؟!!
وغريب كلامك برضوا بكلمة لك. ومديها معنى تانى خالص. ما سيدنا محمد مرسل للبشر كلها لك ولى ولبنى اسرائيل والعرب وللناس كلها.
يا سيدي العزيز .. كلمة "لك" ليس المقصود بها أن هذا النبي المُنتظر سيكون فقط مًرسل من أجل بني إسرائيل. فالمسيح الذي هو المقصود من هذة النبوة لم يأتي لقومه اليهود فقط, بل جاء لخلاص كل العالم والأمم. إنما كلمة "لك" تعني أن هذا النبي سيخرج من شعب بني إسرائيل لأنها مُسبقة بكلمة "يقيم ...". فأن يقيم الله نبي لشعب بني إسرائيل معناها أن النبي سيأتي ويظهر من بني إسرائيل ولكنه مُرسل أيضاً للعالم كله.
ومش عارف هو الاله بيرسل الاه زيه. ما المسيح لو الاه مش هيكون مرسل لسه والكلام هيكون عن المستقبل. الاله موجود من الازل وللابد.
كما سبق وشرحت لك, المسيحية تؤمن بأن المسيح هو إنسان وإله في ذات الوقت. وكون المسيح إلهاً متجسداً لا ينفي أيضاً كونه نبياً عظيماً .. فالمسيح هو الذي تنبأ عن تسليم يهوذا الإسخريوطي له وهو الذي تنبأ عن إنكار أحد تلاميذه له وقت تسليمه لليهود وهو الذي تنبأ عن خراب أورشليم وهو ما حدث بالفعل عندما تدمرت هذة المدينة بالكامل علي يد تيطس في عام 40 ميلادية. والمسيح موجود منذ الأزل بلاهوته ولكنه ظهر بناسوته لنا من خلال ولادته من مريم العذراء. وحينما كان موسي يتنبا عن مجيء المسيح, فهو يتنبأ عن مجيئه كنبي ومُخلص للبشر. أما لاهوت المسيح فهو قائم وموجود من قبل أن يكن موسي موجوداً !
ومش فاهم يعنى ايه اخ غير شقيق هم اخوة يوسف مش اخوة برضوا. وبرضوا الكلام واضح الكلام كان لكل بنى اسرائيل ولو صح قال نبى منكم. كان اكتفا بيها ومكنش قال ووضحها وحددها اكتر بكلمة من اخوتكم. يعنى اوضحها بكلمة ابعد من حقيقتها. هو الكتاب المقدس بيقرب الكلام بكلام ولا لما بيوضح حاجه بيوضحها بكلمة ابعد عن حقيقتها. مش مقنع الكلام بالنسبالى معلش ...
يا عزيزي .. لازم تفهم إن موسي في الآية دي كان بيخاطب شعبه اليهودي. وبعدين لو سلمنا إن عبارة "من إخوتك" تعني العرب زي ما بتقول .. طيب هل أنت شايف إن باقي الآية بتنطبق علي العرب .. يعني مثلاً الآية بتقول:
"يقيم لك الله إلهك نبيا من بينكم من اخوتك مثلي له تسمعون".
.
أولاً: في عبارة "يقيم لك" .. من المقصود بـ"لك" ..؟ هل هم العرب ام بني إسرائيل .. ؟ الإجابة بالمنطق ستكون بني إسرائيل لأن موسي كما نعلم جميعاً هو نبي اليهود وليس نبي العرب.
.
ثانياً: في عبارة "من بينكم" .. نفس الشيء .. المقصود بهم شعب بني إسرائيل. فهل كان هناك عرب بين شعب بني إسرائيل حينما تكلم موسي بمثل هذا الكلام حتي تأتي أنت وتدعي أن العرب هم المقصودين بهذة الآية وليس اليهود .. ؟!!
.
ثالثاً: كلمة "مثلي" .. فما هو وجه الشبه بين موسي ومحمد ليكون محمد مثل موسي .. ؟!! فموسي مثلاُ قام بمعجزات كثيرة وأمام جميع الشعب, بينما محمد لم يقم بأي معجزة أمام قومه. موسي كان متعلماً, بينما محمد كان أمياً. موسي وُلد في أسرة تعرف الله وتؤمن به, بينما محمد وُلد في أسرة مُشركة لا توحد بالله. وهناك العشرات من الإختلافات التي كانت بين موسي ومحمد والتي لا يمكن بسببها أن يكون محمد شبيه بموسي حتي تنطبق عليه هذة الآية.
.
أخيراً .. أنت تقول إنك غير مقتنع .. والسبب في ذلك هو إنك لا تريد أن تقتنع. كلامك انت يا عزيزي ليس له أدلة وغير منطقي .. فمثلاً شوية تقول الآية مش متحرفه وبعدين ترجع تشكك فيها وتقول ممكن تكون أجزاء فيها متحرفه .. طيب بذمتك أنت كلامك دا هو اللي مًقنع ... ؟!!!

15 أبريل 2009

مناظرات إسلامية مسيحية - المناظرة (3)

إستكمالاً لهذة المناظرات, نرد بنعمة الرب علي ما تقوله أختنا الكريمة "حجر كريم" من إدعاءات عن تحريف التوراة والإنجيل. فهي تقول:

أما مسألة النقاط المحتوية على لمحات من الإتهامات .. فأولاً ,نحن لا نتهم لله" حشى لله" فنحن نتيقن أنه السميع البصير العليم القادر على ملكوت السموات والأرض. لكن نعتقد أن من قام بالإحتفاظ على هذه التعاليم والكتب قد قام بخيانة الأمانة. وهذا بسيط ومعقول ولا حاجة ان أذكر فيه الكثير من النقاط فأنت أعلم مني بذلك وإلا لمذا تلك الإختلافات""الحرفية"" بين كتب القبط والكاثوليك والبروتستانت ؟؟

الرد والتعليق:

.

أولاً: تقولين يا أختي الفاضلة إن الله هو السميع البصير العليم والقادر ذو القدرة غير المحدودة, فكيف يتمتع الله بكل هذة الصفات الإلهية العظيمة والخارقة ولا يستطيع أن يحافظ علي كتبه ورسالاته السماوية السابقة من أن تصيبها يد العبث والتحريف..؟! عفواً.. لست مقتنعاً بما تقوليه! فلو كان الله فعلاً ذو قدرة عظيمة كما تقولي لكان استطاع أن يحافظ علي سلامة وصحة التوراة والإنجيل التي أنزلها علي البشرية من قبل تماماً كما أستطاع أن يحافظ علي قراّنه لأكثر من 14 قرناً من الزمان (كما تدعوا ذلك). يقول إله الإسلام في مُحكم آياته: "إن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون".. إذن فهو هنا يتعهد أمام عباده من البشر بأن يحافظ علي رسالته السماوية (التي هي القراّن الكريم) من أي سوء يصيبها.. ولكن السؤال الآن لماذا تعهد الله بالحفاظ علي القراّن الكريم ولم يتعهد بالحفاظ علي كتبه ورسالاته السابقة (كالتوراة والإنجيل)..؟! فهل الله يكيل بمكيالين (وحاشا أن يكون ذلك) ام أن الله الذي أنزل التوراة والإنجيل يختلف عن الله الذي أنزل القراّن الكريم..؟! من فضلك يا أختي الكريمة, أريد منك تفسير لهذا التساؤل إذا سمحتي.

.

ثانياً: تريدين أن تقولي أن اليهود والنصارى الذين كانوا يؤمنون بالتوراة والإنجيل هم الذين لم يحافظوا علي كتبهم وخانوا الأمانة. مرة أخري يا عزيزتي أقول لك أنه لو كان الله فعلاً إله قدير لكان استطاع أن يحافظ علي كلامه دون أن يمسه أي سوء أو تحريف من أي بشر كان!

.

ثالثاً: من هم بالتحديد أولئك الذين تتهمينهم بخيانة الأمانة..؟! هل تقصدين بذلك كل أهل الكتاب من اليهود والنصارى ام طائفة أو فرقة محددة منهم.. ؟ وكيف يقوم هؤلاء النصارى مثلاً بخيانة الأمانة كما تدعي والله يصفهم في ذات الوقت في قراّنه الكريم بأنهم أقربهم مودة ورحمة للمسلمين..؟! فكيف يكون النصارى مًحرفين لكتب الله السماوية وفي نفس الوقت يصفهم الله بالرحمة والمودة..؟! أليس في هذا تناقض غير مفهوم..؟!! سؤال آخر.. كيف يكون إنجيل هؤلاء النصارى مُحرفاً والله يصف هذا الإنجيل في قراّنه الكريم بأنه كتاب أُنزل إلي الناس وفيه نور وهدي وهداية لهم..؟!!

.

رابعاً: ما هي مصلحة اليهود والنصارى في تحريف كتبهم.. ؟! فنحن نعلم مثلاً أن التوراة موجودة قبل مجيء الإسلام منذ آلاف السنين ويوجد بها قصة الخلق وأخبار البشر والأنبياء بداية من اّدم ونوح وإبراهيم وإسحق حتي موسي وداود وسليمان ويونس وغيرهم. ونجد أن هذة القصص والأخبار يتوافق أغلبها مما هو مذكور في القراّن. بل أن النص القرآني نفسه قد اقتبس العديد من أخبار أنبياء بني إسرائيل من التوراة وهذا معلوم ولا يخفي علي أحد. فكيف نأتي بعد ذلك ونتهم اليهود والنصارى بأنهم محرفون لكتبهم والقراّن نفسه يشهد علي أن هذة الكتب هي كتب مرسله من عند الله.. ؟! وما دامت التوراة والإنجيل كتب مرسله من عند الله فهي لابد وأن تكون محفوظة بقدرة الله الذي أرسلها إلي عباده. وكما قلت ليس من مصلحة اليهود أو النصارى أن يحرفوا كتبهم وإلا لوجدنا نص قراّني واضح وصريح يذكر لنا أن هذة الكتب هي كتب مًحرفة وليست سليمة.

.

خامساً: تقولين أنه يوجد اختلافات في الإنجيل بين الطوائف المسيحية المختلفة. أختي الفاضلة, كنت أتوقع أن يكون كلامك أكثر دقة من هذا وأن تتحري عن صحة معلوماتك قبل أن تطلقيها كحقيقة مطلقة. عزيزتي, لا يوجد أي اختلافات في المعني في نصوص الإنجيل بين هذة الطوائف كما تدعي. وأدعوك أن تستعيري إنجيلاً من شخص قبطي وآخر من شخص كاثوليكي أو بروتستانتي ولتقرأي وتقارني بين هذة النسخ بنفسك لترين هل إذا كانت مختلفة فيما بينها في المعني كما تدعي ام لا.

.

سأواصل التعليق لاحقاً ..

تحياتي

9 أبريل 2009

لماذا أربعة أناجيل .. ؟!

وصلني هذا التعليق من شخص مجهول ويقول فيه:
السلام عليكم ...
لما سيادتك بتقول انه مش متحرف (يقصد الإنجيل), تفسر بإيه تعدد الأناجيل ( بولس ، يوحنا ، متى ...)؟
أخي / أختي العزيز(ة) صاحب هذا التعليق ..

نعم .. كتابنا المقدس صادق وسليم 100% وغير مُحرف وهذا ما يؤمن به جميع المسيحيون وحتي علماء التاريخ الملحدون واللادينيون يؤمنون بصحة الكتاب المقدس لإنه لا يوجد دليل تاريخي واحد ومنطقي حتي الاّن يؤكد أو يثبت تحريف الكتاب المقدس كما يدعيّ إخواني المسلمين والذين هم من المفترض أن يكونوا أول من يؤمنوا بهذا الإنجبل كما أمرهم الله عز وجل بذلك في القراّن الكريم .. ! فكيف يكون هذا الإنجيل كتاب مًحرف وهناك عشرات النسخ الأثرية التي يرجع تاريخها إلي القرن الثاني والثالث الميلادي والتي يتطابق معها الإنجيل الذي بين ايدينا الاّن ..؟!! ولتعلم يا أخي أن هذة النسخ الأثرية من الأناجيل تم تحديد تاريخها وتوثيقها بواسطة علماء محايدون. أيوجد بعد ذلك دليل أقوي من هذا يؤكد سلامة الإنجيل من التحريف .. ؟! إن لم تكن تصدق كلامي, فلتذهب إذن إلي المتحف البريطاني ومكتبة الفاتيكان ومتحف مكتبة باريس الوطنية لتري بنفسك هذة النسخ القديمة المعروضة لجميع الناس ولتقارنها بالإنجيل الحالي لتري إذا كان هذا الإنجيل مًحرف ام لا..

هذا عن صحة كتابنا المقدس ..
أما عن موضوع الأربعة الأناجيل .. فهذا هو الرد:

بداية أحب أن أصحح هذة المعلومة .. لا يوجد سفر في الكتاب المقدس باسم "إنجيل بولس" كما ذكرت. ولكنك لعلك تقصد "رسالة القديس بولس" .. علي اي حال الأناجيل الأربعة الموجودة غي كتابنا المقدس هي أناجيل: متي ومرقس ولوقا ويوحنا.

أخي الكريم..

.

لتتخيل معي أنه يوجد قصر عظيم وفخم على ربوة عالية ومن جهاته الأربعة وقف أربعة أشخاص ينظرون إلى هذا القصر, وقد طُلب من هؤلاء الأربعة أن يصفوا لنا منظر وشكل القصر الذي يرونه أمامهم, فقام كل شخص منهم بوصف تفصيلي لما يراه..

.

سؤال: هل تعتقد أن يكون كلام الأربعة أشخاص متشابه..؟

الإجابة: بكل تأكيد نعم.. لأن القصر الذي يصفه كل شخص منهم هو نفس القصر الذي يصفه الشخص الآخر.. فالقصر الموصوف هو في الحقيقة قصر واحد!

.

سؤال اّخر: هل تعتقد أن يكون هناك اختلافات في السرد وطريقة الوصف.. ؟

الإجابة ستكون أيضاً نعم بكل التأكيد لأن زاوية رؤية كل شخص تختلف من شخص إلي آخر!

.

سؤال أخير: إذا كان هؤلاء الأربعة أشخاص مختلفين فيما بينهم.. بمعني أن واحد منهم "رسام" والثاني "طبيب" والثالث "فيلسوف" والرابع "محاسب".. فكيف ستكون رواياتهم وأوصافهم عن القصر ..؟

الإجابة: بالتأكيد سيكون هناك تشابه ولكن الاختلاف في الوصف والسرد سيكون أوضح وأشمل وذلك لاختلاف الشخصيات التي تصف ذلك القصر.

.

أخي الكريم..

هذا المثل نستطيع أن نطبقه على الأناجيل الأربعة بكل بساطة!

.

لعلك تسأل أنت وغيرك.. لماذا أربعة أناجيل .. ؟! بمعني آخر ما هي الحاجة لوجود هذة الأناجيل الأربعة من أجل سرد قصة حياة شخص واحد.. ؟!!

.

هذا سؤال منطقي وإجابته في الحقيقة أكثر منطقية..

تتسألون لماذا أربعة أناجيل .. ؟!

.

في الواقع يوجد سببان لوجود أربعة أناجيل:

.

السبب الأول: وهو أن حدوث أي حدث يمكن أن تتبين صدقه أو كذبه إذا كان هناك أكثر من شاهد عليه.. وهؤلاء أربع شهود شاهدوا المسيح ولازموه معظم أوقات خدمته منهم ثلاثة شهود عيان والرابع يقول في البداية (بحثت بالتدقيق).

.

السبب الثاني: وهو أن اختلاف الرؤيا والتنوع يعطي أبعادا كثيرة لخدمة القارئ. فالقارئ تختلف هويته من بلد إلى بلد ومن عقيدة إلى عقيدة. وكل واحد من الأربع المبشرين كتب لفئة من الناس تختلف عن الفئة التي كتب إليها الآخرون.. فالهدف كان مختلف والاهتمام كان مختلف.. لنرى ذلك بالتفصيل:

.

1- إنجيل متى مثلاً كان موجهه بالأساس إلي اليهود. فالقديس متي البشير يحاول في إنجيله أن يثبت لليهود أن هذا المسيح هو شخص حقيقي جاء إلى العالم لأجلكم وأنتم تنتظرونه ولكنكم رفضتموه.. لذلك نجد متى دائما يستند إلى التوراة في أحاديثه.. ودائما يقول عبارة "كما هو مكتوب" الأمر الذي لم يفعله بقيه أصحاب الأناجيل لأنهم لم يوجهوا رسالتهم إلي اليهود ولذلك لم تكن التوراة بذات الأهمية بالنسبة لجمهور القراء الآخرين. والقديس "متي" هو واحد من التلاميذ الإثني عشر وشاهد عيان عاش مع المسيح أغلب أوقات خدمته.

.

2- أما إنجيل مرقس فقد اهتم بالرومان وكان إنجيله موجه لهم.. وهو أيضا شاهد عيان إلى حد كبير. فقد كان صبيا وأمه من ضمن الذين كانوا يتبرعون بالمال للمسيح حتى تستمر خدمته.. والصلاة الأخيرة كانت في عليه ببيته.. لذلك عاش الصبي الصغير وهو يعرف ما يدور من حوله.. ربما كتب الإنجيل وهو يبشر في مصر وربما قبل ذلك. ولأن القديس مرقس كان يبشر الرومان والدولة الرومانية فقد جاء إنجيله مختصرا وخالي من الاقتباسات التوراتية التي لا يفهمها الرومان.. وأراد أن يوضح للرومان أن المسيح هو الشخص الوحيد الذي يمكن أن يخلص البشر فهو ابرز المسيح الخادم.

.

3- أما إنجيل لوقا فكتبه لوقا البشير وكان ذلك الطبيب اليوناني الذي تتبع كل شئ بالتدقيق فكان المؤرخ الصادق الذي كتب إنجيله لليونان وأراد أن يقول أن المسيح هو ابن الإنسان الذي يدونه لا خلاص..

.

4- وأخيرا يوحنا .. ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه فجاء إنجيله (إنجيل يوحنا) تحفة فنية رائعة أراد أن يوضح طبيعة المسيح الإلهية وليقول لكل الخليقة أن المسيح جاء لهذا العالم لكي يعطي الخلاص.. ويوحنا هو الذي قال في البدء كان الكلمة وبهذا أوضح لنا المسيح الكلمة.. كلمة الله وروح منه.

.

الجدير بالذكر أن كلمة "الإنجيل" هي كلمة يونانية تعنى "الخبر السار".. فالمسيح عندما قال "توبوا وآمنوا بالإنجيل.." لم يقصد أن هناك انجيل منزل عليه وعليهم أن يسمعوه ويؤمنوا به بل أراد أن يقول أن لديه خبر سار يجب أن يؤمنوا به وهو أنه قد اقترب ملكوت السماوات بوصوله إلى الأرض.. لقد أراد أن يقول أن كل المواعيد قد اقتربت وكل وعود الله لشعب إسرائيل ها هي قد أتت وهذا هو الخبر السار الذي أراد المسيح أن يقوله أما الأناجيل الأربعة فهي لأربع شهود نقلوا شهادتهم إلى أربع فئات مختلفة من الناس وبشروا بذلك الخبر السار الذي أتى به المسيح إلى العالم. هذة هي الأناجيل الأربعة والتي كتبها قديسين الله (متي - مرقس - لوقا - يوحنا) مسوقين بالروح القدس. فالجانب البشري لا يمكن إنكاره, ولكن بوحي من روح الله القدوس.

او على الاقل فسر لي ليه هناك العهد القديم والعهد الجديد ؟
أعتقد إنه بإمكانك قراءة الرسالة السابقة, فهي توضح وتجيب علي هذا السؤال بالتفصيل.
لفت نظري تنزيهك لله عز و جل عن اي تحريف في الكتاب المقدس, فلماذا لم تنزه الله (رب العالمين وحده لا شريك له) عن ان يكون له شريكا في الملك والمسيحيين يقولونها صراحة ان المسيح هو الرب او ابن الرب؟
أخي العزيز ..
.
من قال لك أن المسيحيين يشركون بالله .. ؟!
حاشا لله أن نشرك به .. فأنا كشخص مسيحي أؤمن بإله واحد لا شريك له هو الله .. وأشهد أن لا إله إلا الله. يا عزيزي الفاضل, العقيدة المسيحية تؤمن بإله واحد ولكن كالعادة يختلط الأمر عند الإخوة المسلمين ويعتقدون أننا نؤمن بثلاث ألهه نتيجة الفهم الخاطيء لعقيدة الثالوث. ولشرح هذا الموضوع بالتفصيل (عقيدة الثالوث) يمكنك مشاهدة هذة الحلقة (إن أردت) علي هذا الرابط:
اجبني لـِمَ لـَمْ تنزه الله - جل شأنه - عن ان يكون له ولد. هل هو في حاجة لأن يلد ؟
نحن نؤمن أن الله تجسد وظهر في صورة إنسان هو يسوع المسيح الذي وُلد من السيدة العذراء مريم عندما حل عليها الروح القدس. والتجسد الإلهي كان هدفه هو خلاص البشرية وفدائهم من الموت والهلاك. وعبارة "المسيح ابن الله" لا تعني أن الله تزوج من السيدة مريم وأنجب منها طفلاً. حاشا لله .. فهذا كفر! بنوة المسيح لله ليست بنوة جسدية أو جنسية كما تظنها لكنها بنوة روحية وتعني ان المسيح مرسل من الله وإنه الله المتجسد والإله المُخلص.
أليس الله هو القوة المطلقه و الملك المطلق والوجود المطلق و كل ما سواه عدم ؟
نعم .. فالله هو صاحب القوة والقدرة الغير محدودة. متفقين في هذا ..
اشكر سعة صدرك
و اتمنى تتأمل كل سؤال قبل الاجابة
و اتمنى ايضا ان تجيب بصدق
كل احترامي
شكرا لك أخي العزيز وشكرا علي نقاشك المحترم ..
وأتمني أن أكون قد جاوبت علي كل ما يدور في ذهنك.
مع خالص تحياتي لك..

7 أبريل 2009

مناظرات إسلامية مسيحية - المناظرة (1)

عنوان المناظرة:
.
هل الكتاب المقدس مًحرف..؟
.
هذة المناظرة جاءت بناءاً علي طلب الأخت الفاضلة "حجر كريم" التي طالبتني بتوجيه ما أشاء من أسئلة إليها, فقمت بطرح هذا السؤال المباشر عليها, وكان نص السؤال هو:

"إذا كنت أنت كمسلمة يتوجب عليك الإيمان بكتب ورسالات موسي وعيسي وغيرهم من الأنبياء كما يأمرك الله بذلك في القراّن الكريم, لماذا إذن لا تعترفين بكتاب التوراة اليهودي ولا تؤمنين بالإنجيل المسيحي ... ؟!"
وكان نص إجابة "حجر كريم" علي هذا السؤال هو:
"أنا أعترف بالتوراة ولكن أعتقد أنها حُرفت, فجائت الديانة المسيحية ناسخة لها. وأعترف بالإنجيل المسيحي ولكن أعتقد أنه حُرف وان لم تصدق قرآتي فهذا ما أؤمن به بل أسلم به مع احترامي لديانتك ..

لكن أخي ربما لم تلاحظ انك سجلت بسؤالك نقطة لصالحي فأذكر أني علقت مرة وذكرت لك اسم فيلم من انتاج قناة الـ BBC عنوانه "The Lost Gospels" قد قدمه قسيس بنفسة يعرض فيه تناقض الأناجيل وبعض التحاريف من قساوسة أنفسهم. ربما لو رأيته قبل أن تناظرني لكان جوابي أسهل عليك في تقبله.

ما قد يسهل عليك فهم مدى قناعتي بإعتقاداتي أن أبسط مافي الكتب السماوية أن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي حفظ ولم يتغير منه حرف واحد وأنت كشخص مصري فاضل, فتعتبر أعلم وأفهم مني, فأهل مصر مؤسسي المدارس القرآنية وخاصة فن علم الإسناد. إبحث عن تفاصيله من باب الثقافة لن تجد ما هو أدق منه".
الرد والتعليق:

في البداية أرحب بك أختي الفاضلة "حجر الكريم" وأشكرك كثيراً علي ردك وتعليقك المحترم وأتمني أن تكون هذة المناظرات علي مستوي عالي من الموضوعية والتحضر والإحترام المتبادل بيننا. والاّن سأقوم بالرد والتعليق علي كل جزئية من كلامك السابق.

أولاً: هل هناك من أدلة تثبت هذا التحريف.. ؟
.
تقولين في ردك إنك تعترفين بالتوراة والإنجيل ولكنك تعتقدين أن هذة الكتب قد حدث تحريف لها اي أنها كتب مُحرفه! وقد أجاب قداسة البابا شنودة الثالث عن إدعاء تحريف الكتاب المقدس الذي يروجه الكثيرين عن جهل وقد نشرت رسالة من قبل بهذا الرد علي هذة المدونة ومرة أخري أقتبس رد قداسة البابا شنودة الذي يتسأل فيه عن هذا الإدعاء الكاذب, فيقول:

1- من الذى حرّف الكتاب المقدس ؟ وفى أى عصر ؟ وهل كتب ذلك فى أى تاريخ ؟ إن حادثة خطيرة كهذه، ما كان يمكن أن تمر دون أن تثار حولها ضجة كبرى لابد أن يسجلها التاريخ. وواضح أن التاريخ لم يسجل أية إشارة عن مثل هذا الإتهام الخطير. لا فى التاريخ المدنى، ولا فى التاريخ المسيحى، ولا فى تاريخ غير المسيحيين. ولم يحدث إتهام لأحد معين من ملايين المسيحيين بتحريف الإنجيل، ولا أى اتهام لكنيسة معينة، ولا تاريخ لذلك.

2- كذلك كانت نسخ الكتاب المقدس قد وصلت إلى كل أرجاء المسكونة. فالمسيحية بعد حوالى 35 سنة منذ صعود السيد المسيح، كانت قد انتشرت فى آسيا وأوروبا وافريقيا. فانتشرت فى فلسطين وسوريا وبلاد ما بين النهرين وفى تركيا، ووصلت إلى العرب والهند. وفى أوروبا وصلت إلى بلاد اليونان وقبرص وايطاليا ومالطة وامتدت غرباً إلى الهند. وفى افريقيا وصلت إلى مصر وليبيا وامتدت جنوباً وخلال القرون الثلاثة الأولى كانت قد وصلت إلى كل بلاد المسكونة. وكل تلك البلاد، كانت عندها نسخ من الإنجيل... كما تمت ترجمة الأناجيل إلى اللغات المحلية. ومن أقدم ترجماته: الترجمة القبطية فى مصر، والترجمة السريانية فى سوريا التى عرفت بالترجمة البسيطة (البيشيطو)، والترجمة اللاتينية القديمة. كل ذلك فى القرن الثانى، غير الترجمات التى انتشرت فى باقى البلاد، غير اللغة اليونانية الأصلية، يضاف إلى هذا الترجمة السبعينية للعهد القديم التى تمت فى عهد بطليموس الثانى (فيلادلفوس) فى القرن الثالث قبل الميلاد. فكيف كان يمكن جمع نسخ الإنجيل من كل بلاد المسكونة، وجمع كل الترجمات، وتحريف كل ذلك معاً ؟! ألا يبدو الأمر مستحيلاً من الناحية العملية ؟! هذا لو فكر أحد فى ذلك أصلاً !!
.
3- ثم من يجرؤ على ذلك ؟! وهل من المعقول أن يتفق كل مسيحيى العالم على تحريف كتابهم المقدس، ثم يؤمنون به بعد ذلك ؟! المعروف أن المسيحية حينما قامت، كانت تتربص بها اليهودية التى طالما اتهمت المسيحيين عند الحكام الرومان. فلو حرّف المسيحيون إنجيليهم، لفضحهم اليهود. كذلك كان فلاسفة الوثنيين فى صراع مع المسيحيين الذين ينمون فى العدد على حسابهم. وكانوا يدرسون الإنجيل للرد عليه. فلو حرف المسيحيون الإنجيل، لفضحهم الوثنيون وفلاسفتهم.. يضاف إلى كل هذا إنقسامات داخل صفوف المسيحيين، فانحرف البعض منهم عن الإيمان المسيحى، وأسمتهم الكنيسة بالهراطقة، وحاربتهم فكرياً وكنسياً. فلو قامت الكنيسة بتحريف الإنجيل، لوقف ضدها الهراطقة وشهروا بها.. ولو قامت كنيسة معينة بتحريف بعض نسخها أو كلها، لحرمتها الكنائس الأخرى.
.
ولقد شهد القرن الرابع هرطقات عنيفة هزت أركان العالم المسيحى، ومن أمثلتها الهرطقة الأريوسية التى انعقد بسببها المجمع المسكونى الأول الذى اجتمع فيه 318 أسقفاً مندوبين عن كنائس العالم كله سنة 325م وقرروا حرم أريوس. وبقى الأريوسيون شوكة فى جسد الكنيسة وبخاصة لصلتهم بالأمبراطور، مما جعلهم يقدرون على نفى القديس أثناسيوس وعزله أربع مرات.. فهل كان أولئك سيسكتون على تحريف الإنجيل ؟! حدثت بعد ذلك هرطقات عديدة، مثل هرطقات سابليوس وأبوليناريوس، ومانى، ومقدونيوس، ونسطور، وأوطاخى، وغيرهم. كل ذلك فى القرن الرابع وأوائل القرن الخامس. فهل كان أولئك سيسكتون لو حدث تحريف شىء من الإنجيل ؟! ومن غير المعقول أن تتفق كل كنائس العالم مع الهراطقة الذى حرمتهم الكنيسة، على تحريف الإنجيل الذى يؤمن به الجميع.
.
4- يوجد كذلك فى المتاحف نسخ للإنجيل ترجع إلى القرن الرابع، تماماً كالإنجيل الذى فى أيدينا الآن. ونقصد بها : النسخة السينائية، والنسخة الفاتيكانية، والنسخة الافرامية، والنسخة الإسكندرية. وكل منها تحوى كل كتب العهد الجديد التى فى أيدينا، بنفس النص بلا تغيير. وهى مأخوذة طبعاً عن نسخ أقدم منها. وتستطيعين يا أختي الكريمة أن ترى تلك النسخ القديمة في المتحف البريطاني ومكتبة الفاتيكان والمكتبة الوطنية بباريس، وترى أنها نفس إنجيلنا الحالى. وأهم المخطوطات القديمة للكتاب المقدس:
.

** مخطوطات العهد القديم:

.

- لفائف البحر الميت وترجع إلى 100- 250 ق.م.

- بردية ناش وترجع للقرن الثانى الميلادى.

- مخطوطات جينزة - القاهرة وترجع للقرن السادس حتى التاسع الميلادى.

- مخطوطات الترجمة اليونانية السبعينية وترجع إلى 100ق.م.

ـ مخطوطات البحر الميت في قمران (Qumran) سنة 1947.

.

** مخطوطات العهد الجديد:

.

(أ) المخطوطات البردية:

.

- مخطوطة جون رايلاند وترجع إلى 125م

- مخطوطة بودمير وترجع إلى 150م.

- مخطوطة تشستر بيتى وترجع إلى 220م.

.

(ب) المخطوطات البوصية:

.

- النسخة السينائية وترجع إلى 340 م. وهى محفوظة بالمتحف البريطانى.

- النسخة الفاتيكانية وترجع إلى 350م. وهى محفوظة بمكتبة الفاتيكان.

- النسخة الاسكندرية وترجع إلى 450 م. وهى موجودة بالمتحف البريطانى.

- النسخة الافرايمية وترجع إلى 450م. وهى موجودة فى المكتبة الوطنية بباريس.

.

هذه المخطوطات وآلاف المخطوطات الأخرى الموجودة لدينا الآن، والتى حدد عمرها علماء محايدون، تؤكد بكل يقين أن الكتاب المقدس قد تم نقله إلينا بأمانة ودقة تامة.

.
5- كذلك نحب أن نذكر ملاحظة هامة أساسية وهى : كلمة تحريف لا يمكن إثباتها علمياً إلا بالمقارنة : أى مقارنة الإنجيل الأصلى بالإنجيل الذى يُقال بتحريفة. والمقارنة تظهر أين يوجد ذلك التحريف؟ فى أى فصل من فصول الإنجيل ؟ وفى أى الآيات ؟ أما إذا لم تحدث مقارنة كهذه، يكون هذا الإتهام الخطير، بلا بينة، بلا دليل، بلا إثبات، بلا بحث علمى.. وبالتالى لا يكون مقنعاً لأحد.
.
هذا عن رد قداسة البابا شنودة الثالث .. وأظن إنه كافي لبيان صحة كتابنا المقدس وكشف كذب من يدعون تحريفه. ولكن أريد أيضا أن أضيف نقاط أخري عن هذا الموضوع:
.
1- النقطة الأولي وهي في الحقيقة تتعلق بإيمان أخواننا المسلمين. فالكل يعلم جيداً أن كافة المسلمين في الأرض سواء كانوا سنة او شيعة يؤمنون بأن كتب موسي وعيسي (التوراة والإنجيل) هي كتب ورسالات سماوية ووحي من الله عز وجل إلي أنبياءه وهذا طبقاً لما يذكره قراّنكم الكريم بل وهناك الكثير والكثير من الاّيات القراّنية التي تطالب المسلم بالإيمان بالله وبالملائكة وبكافة رسله (مثل: نوح وإبراهيم ويونس وداوود وموسي وعيسي ومحمد) والإيمان والتصديق بكتبهم (كالتوراة والزابور وصحف إبراهيم والإنجيل والقراّن) وعدم التفريق بين رسول واّخر وإلا كان إيمان المسلم في هذة الحالة إيمان ناقص وقد يخرج عن الملة ويكون كافراّ إذا أنكر الإعتراف بما جاء به أنبياء الله السابقين من كتب ورسالات سماوية. والإدعاء بأن التوراة والإنجيل هي كتب مُحرفة هو في الحقيقة ليس إتهام لليهود والنصاري فحسب بل هو أيضاً إتهام إلي الله ذاته لأن هذا الإتهام يصور الله وكأنه إله "فاشل" و"عاجز" عن حماية كتبه التي أوحي بها إلي أنبياءه علي مر التاريخ من العبث والتحريف (وحاشا أن يكون الله كذلك أبداً) وصاحب هذا الإدعاء يكون من المضللين!
.
2- نقطة أخري أيضا وهي تتعلق بالاثار المصرية الفرعونية. فكلنا نعلم أن الفراعنة كانوا يعبدون ويقدسون عدد كبير من الاّلهة يصل إلي المئات كالإله "حورس" و"خنوم" و"أنوبيس" و"جب" و"اّمون" و"ست" و"بتاح" و"رع" وغيرهم كثيرين. وهؤلاء الفراعنة بذلك يكونوا قد أشركوا بالله شركاً عظيماً لأنهم كانوا يعبدون اّلهه من دون الله. فإذا كانت أثار الفراعنة وقدماء المصريين "المشركين بالله" ونصوص كتابتهم الهيلوغروفية كالمسجلة علي أوراق البردي أو كالمنقوشة علي جدران معابدهم لازلت موجودة حتي يومنا هذا ومحفوظة في مختلف المتاحف المصرية والعالمية وذلك بعد مرور أكثر من 7000 عام, فكيف لا يحافظ الله عز وجل علي كتبه ورسالاته السماوية (التي توحد بالله ولا تشرك به) من العبث والفقدان أو التحريف وهو الله العليم الخبير البصير السميع صاحب القدرة الغير محدودة .. ؟! أيحافظ الله علي اّثار وتاريخ الفراعنة الذين اشركوا به شركاً عظيماً ولا يحافظ علي كتبه ورسالاته السماوية التي توحد به .. ؟! أليس في ذلك تناقض غريب يا أختي الفاضلة ..؟!!
.
3- النقطة الأخيرة وهي إذا إفترضنا جدلاً بأن كتب التوراة والإنجيل قد حدث لهما التحريف, فهل هذا التحريف حدث قبل ظهور الإسلام ام بعده .. ؟ وإذا كان التحريف قد حدث قبل ظهور الإسلام, فكيف يأمر الله أتباعه المسلمين في قراّنه الكريم بالإيمان بكتب قد أصابها التحريف .. ؟! ألم يكن الله يعلم إنها مُحرفة .. ؟! أما إذا إفترضنا أن التحريف قد حدث بعد ظهور الإسلام, فكيف يأمر الله أيضاً أتباعه المسلمين بالإيمان بكتب يعلم الله تمام العلم واليقين بأن هذة الكتب سيصيبها التحريف فيما بعد في المستقبل .. ؟! ألم يكن الله يعلم أن كتب الإنجيل والتوراة ستُحرف وهو العليم بكل شيء والخبير بما حدث وبما سيحدث .. ؟!
.
الأخت الفاضلة "حجر كريم" ..
تقولين إنك تعترفين بالتوراة والإنجيل ولكنك تعتقدين بأنهما مُحرفان. فما هي الأدلة والبراهين التاريخية التي تثبت ما تقولين .. ؟! وماذا عن النسخ القديمة والتاريخية من الكتاب المقدس والموجودة في مختلف المتاحف العالمية والتي يرجع تاريخها إلي القرن الثالث والرابع الميلادي .. ؟! وكيف يكون إنجيلنا كتاب مُحرف وهو يطابق هذة الأناجيل الأثرية والموجودة منذ عشرات القرون .. ؟!
.
تعتقدين يا أختي الفاضلة بتحريف الإنجيل والتوراة وتقولين هذا ما نحن نؤمن به طبقاً لما جاء به القراّن الكريم. حسناً إذا كان القراّن الكريم صادقاً فيما يقوله فلابد من وجود إثباتات قاطعة تؤكد وتثبت أن التوراة والإنجيل كتب مُحرفة, إذن فليأتي لنا مشايخ وعلماء الإسلام بهذة الأدلة والإثباتات حتي نقتنع ونؤمن نحن أيضا بهذا الإسلام و"لنحرق" هذا الكتاب المقدس "المُحرف" الذي بين أيدينا إذا ثبت تحريفه فعلاً.
.
ثانيا: البحث عن الحقيقة
.
تقولين في ردك أيضاً بإن القراّن هو الكتاب الوحيد الذي لم يشوبه اي تحريف وأجد الكثيرين من المسلمين يعللون ذلك بالاّية القراّنية التي تقول: "إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون". هنا أسألك سؤال واحد: هل يكتفي "المتهم" بالقول "إني بريء" من أجل أن يحصل علي التبرئة ..؟! الإجابة قطعاً لا .. فلابد من وجود أدلة وبراهين وإثباتات تثبت هذة البراءة حتي يقتنع القاضي ويحكم ببراءة هذا الشخص. السيد المسيح قال في الكتاب المقدس: "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول". نحن نؤمن بصحة الكتاب المقدس ليس فقط لاننا نؤمن بوعد المسيح بحفظ كتابه المقدس, ولكن لأننا أيضا نري ما يثبت هذا الوعد ونري صحة الكتاب المقدس من التحريف والدليل علي ذلك وجود نسخ قديمة من الإنجيل يرجع تاريخها إلي عشرات القرون (اي حتي قبل ظهور الإسلام) وهي مطابقة للإنجيل الذي بين أيدينا الاّن!
.
أيضاً كتابنا المقدس يحمل سلامته في ذاته. وذلك من صدق أقواله وتحقق مواعيده وعظمة تأثيره في تغيير النفس البشرية والسمو بها في مدارج الروح وإنارتها بالحكمة الإلهية وإشباعها بالمعارف الربانية والأسرار السمائية وإسعادها بتذوق الثمار الحلوة للسلوك بوصاياه والخضوع لأحكامه. وهذا دليل عملي حي، نحيا به بل هو يحيا فينا لأنه يجعلنا على قمة العالم في الحكمة والفضيلة والروحانية.
..
الأخت "حجر كريم" ..
أنت تؤمنين بالقراّن الكريم وهذا إختيارك وهذة حريتك الدينية التي أحترمها جداُ, ولكن ليس من العيب أن يقوم كل إنسان بتحري الدقة عن صحة ما يؤمن به, فإذا إكتشف أن ما يؤمن به صحيحاً, فهذا بالتأكيد سيزيد من إيمانه أكثر وأكثر ولكن إذا إكتشف أن ما يؤمن به غير صحيح, ففي هذة الحالة سيتخلي عن هذا الإيمان ويبدأ في البحث عن الحقيقة. أما إذا اصر الإنسان علي الإيمان بمعتقدات هو يعلم إنها خاطئة وتخالف الحقيقة, ففي هذة الحالة سيكون هذا الإنسان مخادعاً لنفسه وللأخرين وسيكون مسئولاً عن ذلك أمام الله في اليوم الأخير !

.
ثالثا: لا ناسخ ولا منسوخ
.
تقولين أيضا في ردك أن المسيحية جاءت "لتنسخ" اليهودية!
.
أختي الفاضلة, يبدو إنك لا تعلمين أن المسيحيين يؤمنون بكل من كتاب اليهودية (وهو ما نحن نسميه كتاب العهد القديم) وكتاب الإنجيل (وهو ما نسميه كتاب العهد الجديد).
المسيحيون يؤمنون بأسفار كتب اليهودية التي كتبها أنبياء الله كموسي وداوود وسليمان وغيرهم بوحي من الله والدليل علي ذلك هو أن كتاب العهد القديم وكتاب العهد الجديد موجودان في كتاب واحد اسمه "الكتاب المقدس" وهذا الكتاب هو ما نحن نؤمن بكل حرف به. إذن فالمسيحية لم تنسخ اليهودية بل جاءت مكمله لها. والسيد المسيح أكد هذا بقوله: "ما جئت لأنقض الناموس (اي الشريعة اليهودية), بل لأكمل".
.
نقطة أخري وهي تتعلق بإيمانك .. فكيف تؤمنين بأن الله قد بعث موسي إلي البشرية برسالة سماوية ثم يأتي الله ليبعث عيسي برسالة أخري لتنسخ رسالة موسي السابقة .. ؟ هل من المنطقي أن يناقض الله نفسه وينسخ رسالته الأولي برسالة أخري لتحل مكانها .. ؟!! نحن نؤمن أن وصايا الله في اليهودية لا تتناقض مع وصايا الله في المسيحية بل تكملها ذلك لأن الله واحد .. فإله اّدم هو إله إبراهيم هو إله موسي هو إله داود هو إله بولس هو إله بطرس هو إله يوحنا وهو إله الأمس وإله اليوم وإله الغد .. فالله واحد لا يتغير أبداً.
.
رابعاً: لماذا لا نؤمن بمحمد .. ؟!
.
والأن أنتقل للإجابة علي سؤالك والتي تقولين فيه:

"إذا أنا أؤمن بالمسيحية كديانة أتى بها سيدنا عيسى وأعلم أنه جاء في الإنجيل ذكر سيدنا محمد, فلماذا لا تؤمن بمحمد ؟ ولماذا لا تعترف بديانة الإسلام رغم توافقنا في كثير من المبادئ الأساسية.. ؟"
الرد والتعليق:

يدعي بعض المسلمون أن هناك إشارات كثيرة في العهد القديم والجديد تشير إلى أن محمد قد تنبأ به الإنجيل. ولكن عندما ندقق جيدا في هذه الإشارات نجد أنها لا تتفق مع صفات محمد. هذه الإشارات تشير إلى المسيح أو إلى الروح القدس وفيما يلي بعض الآيات كمثال:

1. في العهد القديم: "ويقيم الرب إلهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون. أقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به"( تثنية 18 : 15، 18).

لا يمكن أن يكون هذا إشارة إلى محمد. لان محمد هو من نسل إسماعيل، ولم يعتبر اليهود أن نسل إسماعيل هم اخوة. ومن الجانب الآخر تنطبق هذه الصفات على السيد المسيح . فكان المسيح يهودياً وأيضا كذلك موسى النبي في حين محمد لم يكن يهودي. ولم يترك الرسول بطرس مجالاً للشك في حقيقة أن هذه النبؤة تنطبق على المسيح.( أعمال 3 : 20- 26).

2. في العهد الجديد: "ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الاب روح الحق الذي من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي وتشهدون أنتم أيضا"(يوحنا 15 : 26).

يدعي بعض المسلمون أن ترجمة كلمة "المعزي" في اليونانية تعني "المحمود" ، وهذا إشارة إلى محمد. وفي الحقيقة هناك كلمة مشابهة في النطق التي تعني "المحمود". ولكن الكلمة المستعملة في الإنجيل تختلف وهى تشير إلى الروح القدس، وترجمت إلى كلمة "المعزي". الروح القدس هو روح، أما محمد فهو جسد. أرسل الروح القدس إلى الرسل ولكن محمد جاء بعد ستة قرون من موت الرسل. كما قيل أن الروح القدس سيسكن في الرسل (يوحنا 14 : 17) . بينما أن محمد لم ير الرسل أبدا . وقيل أن العالم لن ير الروح القدس وعلى العكس من ذلك أن الناس قد رأوا محمد.

إذن من الواضح للجميع أن كتابنا المقدس سواء كان العهد القديم أو الجديد لم يتنبأ عن مجيء "محمد" بأي شيء. لذلك من الطبيعي أن تجدي المسيحيون لا يؤمنون بنبوة محمد ولا يؤمنون أيضاً بنبوة أي نبي اّخر يدعي النبوة بعد مجيء السيد المسيح. فنحن المسيحيون نؤمن أن المسيح قد جاء إلي العالم لكي يتمم كل مطالب العدالة الإلهية ويفدي كل البشرية في كل مكان وزمان ويخلص الناس من الخطية ونتائجها المميتة .. إذن فنحن لسنا في حاجة إلي أي أنبياء اّخرين بعد نعمة الخلاص التي حصلنا عليها بمجيء المسيح إلينا وفدائه لنا.

والمسيح يقولها صراحة في الكتاب المقدس: "أنا هو الألف والياء .. البداية والنهاية .. الأول والاخر" .. والمعني واضح جداً .. فلا أنبياء يأتون من بعد المسيح وكل من يدعي النبوة بعد مجيء المسيح فهو نبي "كذاب" طبقاً لما يقوله الإنجيل المقدس. وقد تنبأ السيد المسيح عن ذلك بقوله: "سياتي من بعدي أنبياء كذبة كثيرون لكي يضلون الناس ..".

النقطة الأخري يا أختي الكريمة تتعلق بقولك إنك تؤمنين بالديانة المسيحية التي جاء بها عيسي .. عجباً لهذا الكلام !! فكيف تقولين أنك تؤمنين بالمسيحية وأنت في ذات الوقت ترفضين إلوهية السيد المسيح ولا تعترفين به كفادي ومخلص للبشرية وتنكرين واقعة صلبه وموته .. ؟!! لتعلمي أن جوهر العقيدة المسيحية يتمثل في الإعتراف بالسيد المسيح كرب وإله وفادي ومخلص للبشر من خطاياهم .. فكيف تؤمنين بديانة ولا تؤمنين بجوهرها .. ؟!!!

المسيحية تؤمن بأن يسوع هو الله الظاهر في الجسد والذي تجسد من القديسة مريم العذراء وهو المسيح ابن الله الحيّ ومخلص العالم وهو الطريق الوحيد إلي الله وهو الحق وهو الحياة. فهل أنت تعترفين بكل هذة الأمور حتي تقولين أنك تؤمنين بالمسيحية .. ؟!! أعلم إنك ستقولين إنك تؤمنين بيسوع (عيسي) كمجرد نبي عظيم من أنبياء الله .. ولكن السيد المسيح لفي المفهوم المسيحي ليس مجرد نبي كما يدعي القراّن الكريم, بل إنه الله المتجسد والسيد المسيح يرفض هذا الإيمان الذي يجرده من لاهوته, فهو إيمان ناقص وإيمان غير مقبول عند الله!

30 مارس 2009

بماذا نرد على من يقول إن الإنجيل قد حُرف ؟

مقتطفات من كتب قداسة البابا شنوده الثالث – سنوات مع أسئلة الناس

سؤال:

بماذا نرد على من يقول إن الإنجيل قد حُرف ؟

الجواب:

هذا الموضوع يمكن الرد عليه من نواح متعددة منها :
.
1- من الذى حرّفه ؟ وفى أى عصر ؟ وهل كتب ذلك فى أى تاريخ ؟ إن حادثة خطيرة كهذه، ما كان يمكن أن تمر دون أن تثار حولها ضجة كبرى لابد أن يسجلها التاريخ. وواضح أن التاريخ لم يسجل أية إشارة عن مثل هذا الإتهام الخطير. لا فى التاريخ المدنى، ولا فى التاريخ المسيحى، ولا فى تاريخ غير المسيحيين. ولم يحدث إتهام لأحد معين من ملايين المسيحيين بتحريف الإنجيل، ولا أى اتهام لكنيسة معينة، ولا تاريخ لذلك...
.
2- كذلك كانت نسخ الكتاب المقدس قد وصلت إلى كل أرجاء المسكونة. فالمسيحية بعد حوالى 35 سنة منذ صعود السيد المسيح، كانت قد انتشرت فى آسيا وأوروبا وافريقيا. فانتشرت فى فلسطين وسوريا وبلاد ما بين النهرين وفى تركيا، ووصلت إلى العرب والهند. وفى أوروبا وصلت إلى بلاد اليونان وقبرص وايطاليا ومالطة وامتدت غرباً إلى الهند. وفى افريقيا وصلت إلى مصر وليبيا وامتدت جنوباً وخلال القرون الثلاثة الأولى كانت قد وصلت إلى كل بلاد المسكونة. وكل تلك البلاد، كانت عندها نسخ من الإنجيل... كما تمت ترجمة الأناجيل إلى اللغات المحلية. ومن أقدم ترجماته: الترجمة القبطية فى مصر، والترجمة السريانية فى سوريا التى عرفت بالترجمة البسيطة (البيشيطو)، والترجمة اللاتينية القديمة. كل ذلك فى القرن الثانى، غير الترجمات التى انتشرت فى باقى البلاد، غير اللغة اليونانية الأصلية، يضاف إلى هذا الترجمة السبعينية للعهد القديم التى تمت فى عهد بطليموس الثانى (فيلادلفوس) فى القرن الثالث قبل الميلاد. فكيف كان يمكن جمع نسخ الإنجيل من كل بلاد المسكونة، وجمع كل الترجمات، وتحريف كل ذلك معاً ؟! ألا يبدو الأمر مستحيلاً من الناحية العملية ؟! هذا لو فكر أحد فى ذلك أصلاً !!
.
3- ثم من يجرؤ على ذلك ؟! وهل من المعقول أن يتفق كل مسيحيى العالم على تحريف كتابهم المقدس، ثم يؤمنون به بعد ذلك ؟! المعروف أن المسيحية حينما قامت، كانت تتربص بها اليهودية التى طالما اتهمت المسيحيين عند الحكام الرومان. فلو حرّف المسيحيون إنجيليهم، لفضحهم اليهود. كذلك كان فلاسفة الوثنيين فى صراع مع المسيحيين الذين ينمون فى العدد على حسابهم. وكانوا يدرسون الإنجيل للرد عليه. فلو حرف المسيحيون الإنجيل، لفضحهم الوثنيون وفلاسفتهم.. يضاف إلى كل هذا إنقسامات داخل صفوف المسيحيين، فانحرف البعض منهم عن الإيمان المسيحى، وأسمتهم الكنيسة بالهراطقة، وحاربتهم فكرياً وكنسياً. فلو قامت الكنيسة بتحريف الإنجيل، لوقف ضدها الهراطقة وشهروا بها.. ولو قامت كنيسة معينة بتحريف بعض نسخها أو كلها، لحرمتها الكنائس الأخرى. ولقد شهد القرن الرابع هرطقات عنيفة هزت أركان العالم المسيحى، ومن أمثلتها الهرطقة الأريوسية التى انعقد بسببها المجمع المسكونى الأول الذى اجتمع فيه 318 أسقفاً مندوبين عن كنائس العالم كله سنة 325م وقرروا حرم أريوس. وبقى الأريوسيون شوكة فى جسد الكنيسة وبخاصة لصلتهم بالأمبراطور، مما جعلهم يقدرون على نفى القديس أثناسيوس وعزله أربع مرات.. فهل كان أولئك سيسكتون على تحريف الإنجيل ؟! حدثت بعد ذلك هرطقات عديدة، مثل هرطقات سابليوس وأبوليناريوس، ومانى، ومقدونيوس، ونسطور، وأوطاخى، وغيرهم. كل ذلك فى القرن الرابع وأوائل القرن الخامس. فهل كان أولئك سيسكتون لو حدث تحريف شىء من الإنجيل ؟! ومن غير المعقول أن تتفق كل كنائس العالم مع الهراطقة الذى حرمتهم الكنيسة، على تحريف الإنجيل الذى يؤمن به الجميع ؟!
.
4- يوجد كذلك فى المتاحف نسخ للإنجيل ترجع إلى القرن الرابع، تماماً كالإنجيل الذى فى أيدينا الآن. ونقصد بها : النسخة السينائية، والنسخة الفاتيكانية، والنسخة الافرامية، والنسخة الإسكندرية. وكل منها تحوى كل كتب العهد الجديد التى فى أيدينا، بنفس النص بلا تغيير. وهى مأخوذة طبعاً عن نسخ أقدم منها. ويستطيع أى إنسان أن يرى تلك النسخ القديمة، ويرى أنها نفس إنجيلنا الحالى.
.
5- كذلك نحب أن نذكر ملاحظة هامة أساسية وهى : كلمة تحريف لا يمكن إثباتها علمياً إلا بالمقارنة : أى مقارنة الإنجيل الأصلى بالإنجيل الذى يُقال بتحريفة. والمقارنة تظهر أين يوجد ذلك التحريف؟ فى أى فصل من فصول الإنجيل ؟ وفى أى الآيات ؟ أما إذا لم تحدث مقارنة كهذه، يكون هذا الإتهام الخطير، بلا بينة، بلا دليل، بلا إثبات، بلا بحث علمى.. وبالتالى لا يكون مقنعاً لأحد.
Related Posts with Thumbnails