ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة
‏إظهار الرسائل ذات التسميات من معجزات المسيح. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات من معجزات المسيح. إظهار كافة الرسائل

29 يونيو 2009

هل فشل السيد المسيح في شفاء أعمي بيت صيدا من أول مرة؟

نقرأ في إنجيل مارمرقس البشير (22:8-26):

.

"وجاء إلى بيت صيدا فقدموا إليه أعمى وطلبوا إليه أن يلمسه. فأخذ بيد الأعمى وأخرجه إلى خارج القرية وتفل في عينيه ووضع يديه عليه وسأله هل أبصر شيئاً. فتطلع وقال أبصر الناس كأشجار يمشون. ثم وضع يديه أيضاً على عينيه وجعله يتطلع فعاد صحيحاً وأبصر كل إنسان جليا. فأرسله إلى بيته قائلاً لا تدخل القرية ولا تقل لأحد في القرية".

.

وهنا يعلق أحد الإخوة المسلمين علي هذة المعجزة ويعتبرها بمثابة "محاولات فاشلة" من يسوع المسيح لإبصار الأعمى!! ويستنكر أن يكون يسوع إلهاً قائلاً:

"أهذا إله.. ؟! أهذا يستحق العبادة؟! .. محاولات فاشلة لكي يبصر الأعمى وهو يسأله هل تبصر شيئا؟!! .. لو كان المسيح هو الله لما سأل الأعمى هذا السؤال البشري.. ثم فى النهاية يتمكن المسيح عليه السلام بإذن الله أن يشفي الأعمى.. ويوصيه ألا يقول لأحد خوفا من اليهود".

+ وللرد علي هذة الشبهة الشيطانية, نقرأ ما يقوله لنا تفسير الآب انطونيوس فكري عن هذة الآيات الذي يقول فيه:

.

(تمت في هذه المعجزة معجزتين: [1] فتح أعين الأعمى [2] ملأ ذاكرته. ولشرح هذا علينا أن نفهم كيفية الرؤية: فنحن عند ولادتنا، تنفتح عيوننا وتسجل كل الصور التي نراها في ذاكرة المخ، وحين نرى شخص أو أي صورة ترسل العين هذه الصورة إلى المخ ليبحث في ذاكرته عن ماذا تعني هذه الصورة؟ ولمن هذه الصورة (لفهم الكيفية التي تتم بها حاسة الإبصار, اضغط هنا). وهذا يفسر لنا قول الأعمى حين انفتحت عيناه أنه يرى الناس كأشجار يمشون. هو في الواقع بدأ يرى أشياء، ولكن ذاكرته ليس بها شئ، فهو لا يعرف الفرق بين شكل الرجل وشكل الشجرة إذ لم يراهما من قبل ولم تسجل ذاكرته أي صورة من قبل. ولما وضع السيد يديه عليه ثانية ملأ ذاكرته فأبصر جلياً أي استطاع أن يميز بين الناس وبين الأشجار.

.

وأيضاً في المعجزة السابقة، وهي شفاء أصم أعقد، يمكن اعتبارها معجزتين: [1] شفاء الصمم واللسان. [2] التدريب على النطق في لحظة ومن المعروف أن التدريب على النطق يستغرق سنوات.

.

ويمكن أن يقال أن الشفاء هنا كان تدريجياً، على مراحل. وذلك لأن السيد أراد إظهار هذا، فهو شفى عميان مولودين هكذا عدة مرات ولم نسمع عن هذا الشفاء التدريجي (يو9). إذاً فإظهار هذا التدريج له حكمة روحية. فمثلاً في قصة شفاء بارتيماوس الأعمى كان بارتيماوس يصرخ بإيمان "يا ابن داود ارحمني" (مر46:10-52) ولكن هنا نجد أن الجموع هم الذين قدموا الأعمى للسيد المسيح، وهذا يدل على أنه لم يسمع به من قبل، أو سمع به ولكن إيمانه كان ضعيفاً، ومن كان إيمانه ضعيفاً يصير شفاؤه أصعب.. وبالتدريج.. أي مع كل خطوة شفاء ينمو الإيمان فيستحق درجة أعلى من الشفاء. وبالنسبة لنا فنحن نكون في حال الخطية عميان روحياً، ويبدأ الله العمل معنا عن طريق خدامه، كما قدم الناس هذا الأعمى للمسيح، ومع أول استجابة لعمل المسيح تبدأ عيوننا تنفتح ولكننا لا نبصر جيداً، ولكن ما نراه يكون كافياً.. إن أردنا واستمر التجاوب مع عمل الله.. لزيادة إيماننا ومع زيادة الإيمان تأتي اللمسة التالية من السيد المسيح ويفتح أعيننا بالأكثر، فنرى الروحيات أوضح، ويزداد فرحنا ويزداد إيماننا.. وعلينا أن نصرخ دائماً "افتح عيني حتى أراك يا رب"

.

وأخرجه إلى خارج القرية= هي بالتأكيد قرية لا تستحق أن تحدث المعجزة فيها بسبب قلة إيمانهم. وهكذا يدعونا المسيح لترك أماكن الشر حتى يستطيع أن يفتح أعيننا. وبيت صيدا= هذه هي التي قال عنها السيد ويلاته بسبب عدم إيمانهم "ويلّ يا كورزين، ويلّ لك يا بيت صيدا" (مت20:11-22). فلو كانوا قد آمنوا لكانوا قد تابوا. ولاحظ أن السيد يأخذ بيد الأعمى ليخرجه خارج القرية، فالمسيح يعيننا على ترك أماكن الشر، فهل نطيع مثلما أطاع هذا الأعمى السيد المسيح). أ.هـ

.

+ وأيضا نقرأ في تفسير الآب القمص تادرس يعقوب ملطي الذي يقول فيه:

.

(عند شفاء الأعمى استخدم السيد التفل في عينه، ووضع يديه عليه، بالعمل الأول أشار إلى الحكمة الخارجة من فيه، وبالثاني أشار إلى حاجته لليد الإلهية أو الإمكانيات الربانية للعمل، وكأن استنارة البصيرة الداخلية لا تقوم على الحكمة مجردة عن العمل، ولا على العمل المجرد عن المعرفة أو الحكمة الإلهية. استنارتنا الداخلية تقوم على التمتع بالشركة العملية مع الله في المسيح يسوع، فننعم بمعرفته ونسلك بروحه. بمعنى آخر إيماننا ليس فكرًا عقلانيًا نعتنقه، ولا سلوكًا أخلاقيًا نمارسه، إنما هو حياة متكاملة تنبعث عن الإيمان الحيّ العامل بالمحبة، لا فصل فيها بين إيمان وأعمال!

.

سأله السيد المسيح إن كان يبصر شيئًا، لا لكي يكشف للسيد عما يراه، إذ يعرف الرب كل شيء، إنما ليحثه على الإيمان، كما سبق فسأل الله آدم: أين أنت؟ لا ليعرف موضعه، إنما ليحثه على التوبة.

.

ولكن من أجل ضعف إيمانه لم تكن رؤيته كاملة، فاحتاج إلى سؤال الرب ليعينه، وقد أجاب أنه يرى الناس كأشجار يمشون [24]. إنه يرى لكن ليس بروح التمييز، لذلك وضع الرب يديه عليه مرة أخرى، ووهبه هذه العطية ليرى كل إنسان جليًا.

.

ولعل رؤيته للناس كأشجارٍ تعني ما أصابه من إحباط ويأس، فقد حسب الكل أشجارًا عالية تتحرك نحو السماء لتقدم ثمارًا إلهيًا أما هو ففي عيني نفسه يبدو عاجزًا في وسطهم يحتاج إلى من يسنده ويملأه رجاءً، فيصير مغروسًا في بيت الرب، شجرة زيتون خضراء مثمرة (مز 52: 8).

.

وإذ أبصر الناس جليًا أرسله إلى بيته، وكأنه أراد له أن يعود فيتأمل قلبه ليكتشف في داخله ملكوت السماوات. وكما يقول القديس يوحنا سابا: [طوبى لمن كنزه داخله، ومن خارجه لا يتغذى! طوبى لمن شمسه تشرق داخله، ولا يدع الآخرين يبصرونها! طوبى لمن سمعه مسدود عن نغمات اللهو، لكنه ينصت لسماع الحركات النورانية التي للسمائيين! طوبى لمن استنشاقه عبير الروح القدس وتمتزج رائحة جسده بذلك! طوبى لمن اصطبغت نفسه بحلاوة الله وأيضًا عظامه اقتنت منه دسمًا!]

.

وأخيرًا سأله السيد أن يصمت معلنًا له أن ما فعله كان من أجل المحبة، وليس عن حب للمديح أو طلب مجد من الناس) أ.هـ

.

ولإلهنا كل المجد.. آمين

12 مارس 2009

من معجزات يسوع المسيح: شفاء مقعد في كفرناحوم

معجزة شفاء المفلوج في كفرناحوم


أولي تلك المعجزات التي أريد أن أتامّل فيها وإيّاك هي تلك التي حدثت في قرية صغيرة من الجليل تدعي كفرناحوم, وهي علي مقربة من بحيرة طبريّا أو بحر الجليل (مر 2\1 – 12).

.

فبينما يسوع عائد إلي الناصرة من الشمال أدرك الناس أنه سوف يمرّ بكفرناحوم, فتجمع الكثير منهم ليسمعوا تعاليمه. وإذا بشاب مقعد حمله أربعة من أصدقائه إلي المنزل حيث كان يسوع يعلّم. يبدو إنهم كانوا من المسعفين المتمرسين, ولكنهم كانوا أيضا مصممين كل التصميم علي أن يلقوا بذلك المقعد عند أقدام يسوع. فلما تبيّن لهم أن الدخول من الباب أصبح متعذرا بسبب تزاحم الناس, صعدوا بصديقهم سطح المنزل, وهناك أحدثوا فتحة في السقف ودلّوه علي أن استقرّ عند أقدام يسوع. فلبث مستقليا علي فراشه بلا حراك, وفي نفسه خشية من أن يكون ما قام به أصدقاؤه قد أثار غضب المعلّم يسوع المسيح.

.

أما يسوع فقد خفق قلبه رحمة لما أحسّ به من بؤس في نفس ذاك المقعد, كما أنه كان لإيمان أصدقائه في نفسه أعمق الأثر. فتقدم قليلا نحوه وانحني من فوقه وحدّق إلي وجهه. ولما تلاقت أعينهما أحسّ هذا المقعد بأن ما يشعّ من عيني يسوع هو ما اعتاد أن يصادفه من نظرات شفقة تشعره بمدي التعاسة التي فيه. ها هو الآن في حضرة شخص تشعّ من عينيه قوة تشعر بأنها مزيج من الرحمة والاحترام والثقة, وكأنها تتخطي الماضي والحاضر لتستشرف المستقبل, وكأنها تعد لانطلاقة جديدة ملؤها الرجاء, وكان قد هجر نفسه منذ أن خلّع أوصاله المرض فأقعده.

.

فقال له يسوع: "تشجع يا بنّي, فقد غفرت لك خطاياك". وأحدثت تلك الكلمات موجة من الضجيج في القاعة … وبدت علي الوجوه علامات من العجب, وتساءل بعضهم هل ما سمعوه حقيقة أم إن آذانهم قد أخطأت فيما سمعت؟ وراح بعضهم يردّّد في نفسه وبصوت خافت كلمات المعلم: "مغفورة لك خطاياك … مغفورة لك …". وفي ذاك الترداد تساؤل عمّن يمكنه أن يغفر الخطايا إلا الله وحده؟ ومن المعلوم أن يسوع أسند إلي تلاميذه بعد ذلك مغفرة الخطايا باسمه. ولكن حتى تلك اللحظة التاريخيّة كان غفران الخطايا ما زال محصورا بالله وحده. وكان اليهود يدركون تلك الحقيقة. لذلك أثار قول يسوع ما أثار عندهم من عجب: إنه كان في الحقيقة يعني أن القدرة التي هي لله إنمّا هي فيه, أي إنه يدّعي أنه هو الله. وكان ذلك في عرفهم تجديفا صارخا. والتجديف يعني أنه, وهو مجرد إنسان, قد استباح لنفسه مغفرة الخطايا التي هي لله من دون سواه, إذا هو يزعم بوضوح أنه الله.

.

لقد كان في قوله إنه الله تجديف صارخ, لو إنه لم يكن في الحقيقة كذلك. وفي كل ذلك ما كان العجب الذي عمّ تلك القاعة قد بلغ أوجه, ولا الجو "المكهرب" الذي ساد في نفوس بعض الكتبة الحاضرين أخد مساره حتى النهاية, لو أن الأمور استقرت عن هذا الحدّ. بيد أن الذي حدث ما كان في الحقيقة إلا البداية. وعينا يسوع, في كل ذلك, ما فارقت وجه المقعد لحظة واحد. ولكن نظرته الثاقبة التي كانت أنّه ما من عصفور, وهو يباع بنصف فلس, يسقط علي الأرض من دون إرادة الله, وكانت تعي كذلك كل ما يجول في أعماق القلوب, جعلته يسأل بصراحة: "لماذا تقولون هذا في قلوبكم؟", لم يلقّ بالطبع سؤاله إجابة. إنّه لمربك حقا أن يكشف لك إنسان ما في عمق نفسك من أفكار ويطرحها بوضوح علي مسامع الحاضرين!

.

ثم! طرح يسوع سؤالا آخر: "أن يقال للمقعد: غفرت لك خطاياك, أم أن يقال: قم فاحمل فراشك وامش؟", ولا عن هذا السؤال أيضا أجابوا. بيد أن صمتا كبيرا خيّم علي الجمع الذي كانت تعجّ به القاعة, وكان أشبه بالهدوء "المكهرب" الذي بنذر بالعاصفة. فما بدا للعقل جليّا أضرم في القلوب مزيجا من الحقد والغضب الذي وحده التجديف يحدثه في نفوس من نصّبوا أنفسهم مدافعين عن "حقوق الله", ولكن من دون أن يحسبوا لحقوق الإنسان أيّ حساب!

.

وفي حين كان جوّ العداء يتكثّف باضطراد, ما انفكّ يسوع ينظر بذلك العطف نفسه إلي هذا المقعد المطروح علي قدميه, وكأنّ كلّ ما يثور حوله من عواصف في النفوس, وما يجول من مخططات في العقول, هو بمثابة تفاصيل تافهة أمام عنف ألام ذاك الشاب وعمق إيمان أصدقائه. فأعاد الكرة مجددا وكأن شيئا من حوله لم يحدث, وكأنه يريد أن يثبت قوله بالفعل "إنه الله". وقال لكل من له أذنان سامعتان, وعيناه تشخصان إلي المقعد: "لكني تعلموا أن ابن الإنسان له سلطان يغفر به الخطايا في الأرض, لك أقول: قم فاحمل فراشك واذهب إلي بيتك". ويا للدهشة! فها هو ذاك الذي حمله أربعة ودلوه من السقف أمام يسوع, ذاك الذي طالما كان محطّ شفقة أهل البلدة جميعا, ها هو يثب واقفا ويحمل سريره ويخرج بمرأى من جميع الناس. ويقول لنا القديس مرقس: "لقد دهش الناس جميعا ومجدوا الله وقالوا: ما رأينا مثل هذا قطّ".

.

إننا لم نسمع بعدئذ عن ذاك الشاب شيئا. لقد حمل سريره وذهب إلي بيته كما أمره يسوع أن يفعل. ولكنه ما من شك في أنه, طيلة حياته, كان يذكر تلك الكلمات الحاسمة التي محت من الوجود ما كان يقلقه في الماضي, وفتحت له باب الحياة والمستقبل مجددا: "تشجع يا بني لقد غفرت بك خطاياك … قم فاحمل سريرك واذهب إلي بيتك".

.

ولا إخاله يستطيع أن ينسي نظرات يسوع التي ظللته بذلك النوع من العطف والرحمة اللذين أطلقا في نفسه وفي قلبه دفعة جديدة من الحيويّة أعادت له الأمل في الحياة, قبل أن بعثت في جسده القدرة علي أن يقوم ويحمل فراشه ويمشي. وهكذا تمجد الله في خليقته الجديدة هذة.

.

فلو لم يكن المسيح هو الله لكان الله, في شفاء ذاك المقعد, بدا وكأنه يثبت بالفعل قولا رأي فيه من ادعوا المعرفة في أمور الدين أنه تجديف. بيد أن الحقيقة التي تبدو جليّة هي أن المسيح هو الله. وهذا ما سبق وأعلنه صوت الله من السماء قائلا: "هذا هو ابني الحبيب الذي به رضيت".

10 مارس 2009

كفن السيد المسيح - الدليل العلمي علي صلبه وقيامته!

كتاب كفن السيد المسيح
البرهان العلمي القاطع لصلبه وقيامته


يتحدث هذا الكتاب عن أربعون عالما من مختلف الاختصاصات أجروا أبحاثا متواصلة عن كفن السيد المسيح من أكتوبر عام 1978م ولمدة 3 سنوات سبقتها سنة كاملة للإعداد استخدموا أحدث ما وصل له العلم المعاصر من أجهزة يقدر ثمنها بملايين الدولارات ويُظهر النتائج العلمية التي توصل إليها العلماء مع عرض كامل لكل ما يتعلق بكفن السيد المسيح.

سوف أتحدث عن أهم النقاط الرئيسية في الكتاب:

في مقدمة الكتاب يتحدث عن رحلة الكفن ابتداء من ظهوره عام 1357 م عند إحدى الأسر الفرنسية وذلك في مدينة صغيرة تدعى ( ليرى) وهي تقع جنوب باريس. ثم انتقل الكفن بعد ذلك إلى أسرة فرنسية أخرى تدعى (سافوى) عام 1453 م وفي عام 1532 م شب حريق هائل في كنيسة (شامبرى) التي كان موضوع فيها لكن الكفن نجا بإعجوبة من ذلك الحريق ومن ثم نقلت عائلة (سافوى) الكفن إلى مدينة تورينو الإيطالية عام 1694 م وحفظوه في مكان دائم في الكنيسة الملكية.

الفصل الأول من الكتاب:

يتحدث عن صورة الكفن هل هي تكوين إعجازي أم خدعة بشرية ؟؟ ويتساءل هل هذه القطعة التي وجدت هي الكفن الحقيقي الذي دفن به الرب يسوع منذ ألفي عام؟
وقد عُرف الكفن كما يلي:

الكفن المقدس أو كفن تورينو هو قطعة من الكتان القديم مستطيلة الشكل (4.36 × 1.10 م) مصفرة اللون تظهر على أحد وجهيها صورة باهتة غير محددة المعالم كلما اقترب منها الناظر كلما ازداد عدم وضوحها . ويتابع الكتاب في هذا الفصل إثباته بأن هذا الكفن هو كفن السيد المسيح الحقيقي حيث يتحدث عن 10 أدلة لإثبات ذلك.

وفي الفصل الثاني:

يتابع الكتاب إثباته أنه كفن السيد المسيح وذلك من خلال دراسة نسيج الكفن ووجود حبوب لقاح لأنواع متعددة من النبات تعود للقرن الأول الميلادي. وفي نهاية الفصل يصل إلى نتيجة أن احتمال أن يكون كفن تورينو لشخص غير الرب يسوع هو احتمال واحد على 83 مليون !! ... إنه كفن السيد المسيح بكل تأكيد.

ثم يعود ويتحدث الكتاب بالتفصيل عن م
سيرة الكفن منذ عام 57 م وعن الحوادث التي تعرض لها من سرقات و حرائق وغزوات, ونجاته بإعجوبة من كل هذه الكوارث.

الفصل الثالث هو تسجيل كامل لأحداث الصلب و أهم النقاط التي وردت به :


- يتحدث عن كيفية جلد المسيح وعدد الجلدات و نوع السياط حيث استطاع العلماء احصاء 121 أثراًً للجلدات على جسم الرب كما استطاع العالم ريشي معرفة نوع السوط المستخدم وهو سوط روماني يتكون من ثلاثة سيور جلدية كل سير ينتهي بكرتين قطر 2 مم من الرصاص أو العظم.

- بدراسة مسار الدماء النازفة من جروح الجلدات تبين أن الرب يسوع جلد وهو منحني بظهره إلى الأمام ويديه ممددتين إلى الأمام ومرتكزتين على عمود ارتفاعه 64 سم.

- لاحظ العلماء في صورة الكفن وجود مساحتين كبيرتين من اللحم المهترىء في منطقة الكتف وقد وصل العلماء إلى أنها نتيجة الخشبة الأفقية من الصليب التي حملها الرب يسوع (وليس الصليب كاملا كما نرى أحيانا في بعض الصور) وقد قدر العلماء وزنها بحوالي 50 كيلوغرام.

- نرى في صورة الكفن تجمعات للدماء فوق فروة الرأس وآثار دماء منسابة من الرأس على الوجه و الشعر إنها جراحات الشوك الذي وضع فوق رأس المخلص, والجديد الذي يقوله الكفن أن الشوك لم يكن على شكل إكليل كما اعتدنا أن نراه بل طاقية كاملة مضفورة من الشوك غطت كل الرأس.

- اعتدنا أن نرى السيد المسيح مرسوما في صور صلبه معلقا من مسمارين نافذين في راحتي يديه أما الكفن فيقول غير ذلك فالمسمار ليس في راحة اليد بل في المعصم.

- وقد رأى علماء التشريح أن ما نراه في الصور يستحيل حدوثه لأنه في هذه الحالة لا تقدر راحتا اليد أن تحتمل ثقل وزن الجسم الذي يدفعه إلى الأسفل إذ سرعان ما تتمزق أنسجتها وينزلق المصلوب هاويا على الأرض, وتبين أن المكان الوحيد الذي يمكن للمسمار إذا دق فيه أن يحمل جسم المصلوب هو المنطقة الموجودة بالمعصم التي تعرف طبيا بفراغ دستوت "Destot space".

- يظهر في صورة الكفن أن القدم اليسرى وضعت فوق اليمنى وأن مسمارا واحدا نفذ فيهما. ولكي لا يختنق الرب يسوع ارتكز على مسمار القدمين وارتفع بجسده للأعلى ليتنفس.

- الموت على الصليب بالاختناق لا يحدث إلا والجسم في الوضع الهابط حيث يصبح الجسم غير قادر على الارتفاع إلى أعلى لأخذ شهيق. أما صورة الكفن فتقول أن الرب يسوع مات في الوضع الصاعد ... كيف؟؟

كما نعلم فإن جسد المسيح ترك ميتا على عود الصليب من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى غروب الشمس هذه الفترة كافية لحدوث تخشب في كل الجسم على الوضع الذي مات به وفي صورة الكفن نجد البطن بارزة إلى الأمام والكتف الأيسر أعلى من الأيمن دليل أنه مات في الوضع الأعلى.

والسؤال الأهم : ما هو السبب الطبي لموت السيد المسيح ؟ يرجح العالم ريشي أن السبب هو حدوث انفجار في القلب ... كيف؟؟؟

لقد تعرض الرب يسوع لمعاناة نفسية رهيبة حيث تجمعت كل مسببات الحزن معاً من عذابات الصلب و هروب تلاميذه و خيانة أحدهم ووصلت هذه الآلام ذروتها في جثسيماني هناك مع الليل والبرد صار عرقه كقطرات الدم هذا ما يحدث للإنسان من تأثير انفعالات شديدة جدا تفجر الشعيرات الدموية للغدد العرقية, لقد أدت هذه الآلام النفسية إلى حدوث انقباض في الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب وهذا الانقباض المستمر نتج عنه موت جزء من عضلة القلب مما ينتج عنه آلام رهيبة قد تؤدي إلى حدوث صدمة عصبية و لكن الرب نجح في اجتياز هذه الصدمة.

وعلى عود الصلب تجددت الآلام النفسية والجسدية بفظاعة فعاودت الشرايين التاجية انقباضها وهذه الانقباضات المتكررة نتج عنها موت المزيد من عضلة القلب ومزيداً من الآلام. وقد نتج عن موت هذا الجزء بالإضافة إلى المجهود العضلي العنيف الذي بذله الرب على الصليب انفجار القلب عند هذا الجزء فاندفعت الدماء إلى داخل غشاء التامور المحيط بالقلب ، ولأنه غشاء مرن تمدد تحت ضغط الدم مزيحا الرئة. ويعلل ريشى خروج الدم والماء بعد بعد ذلك بأنه داخل غشاء التامور حدث ترسيب للدم إلى أسفل تاركا سائل مائي "serous fluid" إلى أعلى بسبب اختلاف الكثافة.

بعد أن اسلم الرب روحه بفترة كافية لحدوث الترسيب جاءت طعنة الحربة أسفل الخط الفاصل بينهما فخرج الدم أولا و بعد انتهائه اندفع السائل المائي. ويقول ريشي أن هذه هي النظرية الوحيدة التي تتفق مع شهادة القديس يوحنا في انجيله حيث أنه رأى الدم والماء غير ممتزجين إنما منسابين منفصلين وأن الانسياب حدث بمجرد حدوث الطعنة كما عبر عنه يوحنا بكلمة (للوقت) . وهذه الظواهر لا يمكن تفسيرها بغير نظرية انفجار القلب.

الفصل الرابع والأخير:

يتحدث عن أن الكفن يقدم (ولا سيما لمن لا تقنعه سوى النتائج العلمية) برهانا مبدعا لقيامة الرب المجيدة من بين الأموات. وهذة الأدلة هي:

أولا ً: لا وجود لأي أثر للتعفن:

يرى المتخصصون أنه إذا أخذ في الاعتبار درجة الحرارة ونسبة الرطوبة في مدينة أورشليم مكان دفن الرب يسوع فإن أي جسد ميت في هذه البلدة سوف يبدأ بالتحلل والتعفن بعد مدة لا تزيد عن أربعة أيام من تاريخ الدفن ومع هذا فإن كل التجارب العلمية على الكفن لم تخرج بدليل واحد لوجود أي أثر به للتعفن بما يؤكد بأن جسد الرب يسوع قد رفع من داخل الكفن قبل مضي أربعة أيام على الأقل.

ثانياً : الجسد رفع من الكفن بطريقة إعجازية:

لو أن شخصاً جُرح وسالت منه الدماء ثم وضعنا قطعة قماش فوق الجرح وبعد فترة انتزعنا هذه الضمادة فإنه لابد أن تتكسر وتتفتت حواف جلطة الدم التي نشأت مكان الجرح. أما صورة الكفن فتظهر أنه بالرغم من التصاق الكفن بأغلب أماكن الجراح في الصدر والظهر واليدين والقدمين إلا أن كل بقعة دموية تتميز بصفات تشريحية سليمة ولم يحدث أية تشوهات في جميع حواف الجلطات الدموية لكل الجسم مما يؤكد بأن جسد المسيح لي يرفع من الكفن بأية طريقة بشرية.

ثالثاً : المسيح قام من الموت ونحن يتسائل كيف تكونت هذه الصورة العجيبة على الكفن؟

باختصار: لقد وجد العلماء أن صورة الكفن تكونت نتيجة لحدوث تأكسد "oxidation"، وفقدان الماء "dehydration"، والمبادلة وهذه عمليات كيميائية تنشأ عن تعرض لحرارة عالية في برهة زمنية قليلة (لفح حراري) تكون نتيجتها تحول لون شعيرات خيوط نسيج الكتان إلى الأصفر وحدوث اختلاف في كثافة هذه الشعيرات بين نقطة وأخرى وهو ما كون صورة الكفن إن اللفح الحراري الذي كون الصورة لايمكن تفسيره بأمر آخر غير القيامة.

أفلام وثائقية عن الكفن المقدس
الدليل العلمي لصلب وقيامة يسوع المسيح



كلمة أخيرة:

ليس هدفنا هو إظهار كتابنا المقدس وكأنه كتاب يحتوي علي ما يسمي "بالإعجاز العلمي" و
لسنا بحاجة لإثبات قيامة المسيح بأدلة وبراهين ... ولكن لمن لا يؤمن سوي بالأدلة العلمية القاطعة, فها هي كل الأدلة العلمية التي لا تقبل اي شك !
Related Posts with Thumbnails