ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة

14 يونيو 2009

لماذا تدعوني صالحاً.. ؟

قال المسيح: "لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًاً. لَيْسَ أحَدٌ صَالِحًا إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ" (مت17:19)، أليس هذا تأكيد بأن المسيح هو إنسان وليس إله؟!

.

يتخذ العديد من منتقدي الكتاب المقدس هذه الآية كدليل قاطع علي أن المسيح ليس هو الله ويقولون أن المسيح برفضه أن يُدعي صالحاً وباعترافه أنَّ الصلاح لله وحده فهو يقر إنه ليس الله لأنه هنا يفصل فصلاً تاماً بين شخصه وبين الله! وهذا (وعلي حد زعمهم) فهو دليل نفي لألوهية السيد المسيح يقر به المسيح بنفسه!! فمثلاً نجد في بعض المواقع الإسلامية كموقع "منتديات أتباع المرسلين الإسلامية" أن أحدهم يستشهد بهذة الآية من الإنجيل كدليل علي نفي المسيح لإلوهيته (وهذا طبعاً علي حد فهمه الخاطيء), فيقول:

"حسب قول المسيح (عليه السلام) في الإنجيل (لماذا تدعوني صالحا... ليس احد صالح إلا واحد هو الله) نقول أن المسيح هنا بكل وضوح يشهد بالوحدانية لله ومن قول المسيح.. المسيح ليس صالحا.. الصالح الوحيد هو الله. إذن المسيح ليس هو الله حسب شهادة المسيح وينفي المسيح الألوهية عن نفسه".

وللرد علي مثل هذة الشبهات الوهمية نقول بنعمة الرب:

.

لم يقصد السيد المسيح بكلامه أنه ليس صالحاً لأنه ليس هو الله! فهو تقدس اسمه لم يقل للشاب "لا تدعوني صالحاً" بل قال له: "لماذا تدعوني صالحاً ؟" وهنالك فرق شاسع بين (لا) النافية و(لماذا) التي للاستفهام. فالسيد المسيح في هذه الآية لا ينفي عن نفسه الصلاح، فالنفي صيغته معروفة أن يقول مثلا (لا تدعوني صالحا لأنه ليس احد صالحا إلا واحد وهو الله( والجملة كما نري لم تكن في صيغة النفي بل هي في صيغة الاستفهام والاستفسار (لماذا تدعوني صالحاً؟). ولقد قصد الرب بقوله للشاب "لماذا تدعوني صالحاً" أمرين:

.

الأمر الأول: أراد أن يكشف عن حقيقة شخصه لذلك الشاب:

.

فقول السيد المسيح للشاب: (لماذا تدعوني صالحاً) لا ينفي عنه صفة الصلاح والألوهية، لكنه قصد أن يقول له: بأي مقياس (أي لماذا) أنت تدعوني صالحاً؟ هل بمقياس الصلاح البشري كما تدعون بعضكم البعض وتلقبون معلميكم؟ أم بمقياس الصلاح الإلهي لأنك رأيت أعمالي ومعجزاتي التي لا يستطيع البشر فعلها؟ بمعني آخر أراد السيد المسيح بهذا السؤال أن يعرف إذا كان ذلك الشاب يدرك فعلاً أنه هو الله المتجسد أم أن هذا شاب يدعو المسيح بالصالح لمجرد أن المسيح كان في نظره معلماً "صالحاً" مثله مثل أي معلم من معلمي اليهود كالكتبة والفريسيين ورؤساء الكهنة؟!

.

إذن المسيح بهذة العبارة أراد أن يقول لذلك الشاب: إن كنت أنت لا تؤمن أنني أنا الله، فلماذا إذن تدعوني بالصالح وهو ذلك اللقب والوصف الذي يليق فقط بالطبيعة الإلهية وحدها، بينما أنت لا تزال تفترض أنني مجرد إنسان مثلك وليس فائقًا علىَّ حدود الطبيعة البشرية؟ في حين إن كنت أنت تقصد أنني صالحا بمقياس الصلاح الإلهي فهذا يعني أنني الله. ولهذا فإن كنت أنت تعترف بصلاحي بالمقياس الإلهي وجب عليك أيضاً أن تعترف بأنني الله وتؤمن بي. وكأن السيِّد الرب يقول له: إن آمنت إني أنا الله فلتقبلني هكذا وإلا فلا فائدة ترجي منك. فهو لم يقل له "لا تدعوني صالحًا"، إنّما رفض أن يدعوه هكذا كمجرد لقب، ما لم يؤمن بحق أنه الصالح وحده. فإن صفة الصلاح بالطبيعة توجد في الطبيعة التي تفوق الكل، أي في الله فقط وهو) الصلاح) الذي لا يتغير؛ أما الملائكة ونحن الأرضيون فنكون صالحين بمشابهتنا له أو بالحرى باشتراكنا فيه.

.

نحن نعلم أنه لا يوجد أحد صالح بين البشر جميعاً بمعنى الصلاح الكامل إلا السيد المسيح "ليس أحد صالحاً إلاّ واحد وهو الله" (مت19: 17) إذن هذه الآية تثبت أن السيد المسيح هو الله.. ومثال لذلك إذا قابل شخص طبيباً لم يكن قد رآه من قبل ولا يعرفه وقال له كيف حالك يا دكتور وهنا يسأله الطبيب لماذا تقول لي يا دكتور؟ بمعنى كيف عرفت إنى طبيب؟ وهل تقـولها على سبيـل المجامـلة، أم أنك تعـلم إنى طبيب فعلاً؟ فالسيد المسيح قد سأله "لماذا تدعوني" لم يقل " لا تدعوني".

.

نعم.. فالمسيح هو وحده الصالح والكلي الصلاح وصلاحه هو الصلاح المُطلق، فهو الذي قال عن نفسه بالحق "أنا هو الراعي الصالح" (إنجيل يوحنا 10: 11). لأنه بالحقيقة الإله المتجسد "عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد" (تيموثاوس الأولى 3: 16). وهو وحده المنَّزه عن الخطأ، حتي أنَّ أعداءه ومبغضيه لم يجدوا فيه علَّة واحدة، فعندما سألهم ذات مرة "من منكم يبكتني علي خطيةٍ" (يوحنا 8: 46). لم يستطع أحد منهم أن يذكر له خطية واحدة فعلها. وشهد له تلاميذه الأطهار فقال عنه بطرس: "الذي لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه مْكْرٌ" (1 بطرس 2: 22). وشهد له بولس قائلاً عنه: "قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصارأ على من السموات" (عبرانين 7: 26). بل فوق هذا وذاك شهد له الآب من السماء قائلاً "هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" (إنجيل متى 3: 17). وليست شهادة أعظم من شهادة الآب.

.

الأمر الثاني: أراد أن يكشف عن حقيقة عجز الإنسان عن

عمل الصلاح:

.

لقد أجاب السيد المسيح الشاب حسب اعتقاده فيه ونظرته اليه، لأنه لم يكن يعتقد أن المسيح هو الله بل كان يعتقد أنه أحد معلمي الدين، فقد اِعتاد اليهود دعوة رجال الدين بلقب "المعلم الصالح" وهذا اللقب لا يليق إلا بالله وحده، لذلك أراد السيِّد تحذيرهم بطريقة غير مباشرة فانتهز المسيح هذه الفرصة، وأجاب الشاب بالإجابة التي تصحّح اعتقاده في هؤلاء المعلّمين وكأنه يقول له: إن كنت تعتقد أنني مجرد معلّم، فاعلم أنه ليس هناك معلم صالح على الإطلاق، إذ أن جميع الناس إن لم يكونوا خطاة بأفعالهم، فهم خطاة بطبيعتهم وأفكارهم، فليس هناك كائن يستحق أن يُقال عنه إنه صالح سوى الله وحده.

.

لقد سأله الشاب: أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية. وهو سؤال يفترض أن لدي الإنسان المقدرة على عمل الصلاح. وهذا غير صحيح إذ "الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد" ( رومية 12:3). وهذا هو السبب الذي من أجله قال الرب للشاب "ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله". لقد أوضح الرب لذلك الشاب خطأه في فهمه لمعني الصلاح. فالسيد المسيح عندما يقول " فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (إنجيل متى 5: 48) لا يقصد الكمال بمعناه المطلق لأنه مقصور علي الله فقط، فالله فقط هو الكامل، ولن يبلغ الإنسان الذي زاغ وفسد وأعوزه مجد الله درجة الكمال المطلق أبداً ولكنه يقصد أن نسير في طريق الكمال ونجاهد قدر استطاعتنا أن نسلك بالكمال وعلي هذا القياس أيضاً أمر الصلاح، فحتي لو وُصف إنسان بأنه كامل أو صالح فهو وصف لسلوكه بطريق الكمال والصلاح.

.

عندما يسبغ الكتاب المقدس صفة الكمال علي إنسان ما كما قال الوحي عن أيوب "وكان هذا الرجل كاملاً ومستقيماً" (إيوب 1 :1). فلا يعني ذلك الكمال المطلق بل يعني أنه يسلك بالكمال، فهل كان أيوب كاملاً حقاً؟! بالطبع لا، فجميعنا نعلم أنَّ نقطة ضعف أيوب وخطيئته كانت في بره الذاتي لذلك سمح الله للشيطان أن يجربه حتي يتنبه ويفيق من وهمه ونجحت معه هذه الطريقة. فأي صلاح يراه الإنسان في ذاته بعد قول الرب "كذلك أنتم أيضاً متي فعلتم كل ما أُمرتم به فقولوا إننا عبيد بطَّالون. لأننا عملنا ماكان يجب علينا" (أنجيل لوقا 17: 10).

.

أيضا شاهد هذا المقطع:

.

.

هناك 4 تعليقات:

صوت الحق يقول...

من يدعم الارهاب :::-
+++++++++++++
يا كل منظمات حقوق الانسان قبل مطالبة أي بلد بمراعاة حقوق الانسان اذهبوا الى أصدقائكم الاغنياء في بلاد الرمال أولا ...ابدأ بنفسك فانها عن غيها فاذا انتهت عنه فأنت رشيد ... هاهو رمز أرض الرمال و علمها السيف مكتوب عليه لا اله الا الله محمد رسول الله و هو رمز كل المنظمات الارهابية في العالم الذين تدعون محاربتها و بأموالكم و عن طريق اصدقائكم يدعمونها ... فأول شئ تفعلونه هو الغاء هذا السيف و تغيير علم مملكة الرمال هذا اذا كنتم تبحثون عن حقوق انسان ... أما المشاهد الان انكم تتخذون مبرر حقوق الانسان للتدخل في شئون أي بلد لتحقيق مصالحكم و الحصول على خيرات هذه البلاد


ان منتهى أمل كل المنظمات الارهابية أو الاسلامية فهما وجهان لعملة واحدة هو تطبيق النظام عينه المطبق في مملكة الرمال من وجود أحكام الشريعة الاسلامية و تطبيق قطع الرقاب و الرجم الى غير ذلك من أحكام كما هو مطبق في مملكة الرمال.

تدعي النظم في مملكة الرمال أنها تحارب الارهاب و أنها أمسكت تنظيم أو أي شئ من هذا القبيل كل هذا كذب فالارهاب و الاسلام هما وجهان لعملة واحدة فكيف تحارب الاسلام و هي معقل الاسلام و هي التي تدعم تنظيم القاعدة و كل المنظمات الاخرى مثل فتح و حماس و كيف تحاربهم و علم السعودية السيف مكتوب عليه لا اله الا الله هو علم كل المنظمات الارهابية ......

الدول الصناعية الكبرى المستهلكة للبترول كانت سعيدة بالاسلام في فترة زمنية و كانت تدعمه لأنه حول شعوب البلاد المصدرة للنفط لمجموعة من المعاقين ذهنيا و في هذه الحالة ضمنت الدول العظمى الحصول على أقصى منفعة ممكنة من هذه الدول و ضمان عدم منافسة هذه الدول لها على الصعيد العالمي ... حيث لو انتهى الاسلام من هذه الشعوب سوف يفكرون و يحاولون بناء مصانع الى غير ذلك من أسباب تقدم الامم و هم شعوب ذكية كدول جنوب شرق اسيا و لكن نور الاسلام طمس على عقولهم و هذا الشيخ الذي يتلوى و يحزق ليخرج كلمات القرآن العظيم،تراه كأنه يدعوا للحرب بهذا الصويت ،فتسعون بالمائه من تأثير القرآن يعتمد على طريقة إلقاؤه و التي هي كنداء الحرب ،في غلبيته و في الجزء الآخر ندب و تحصر




********************************
مسئولية الغرب و الدول العظمى في انتشار الاسلام :-

#################################
هل الدول العظمى و على الاخص الدول المستوردة للنفط مسئولة بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن أنتشار الاسلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و ما الفائدة التي حصلت عليها من انتشار الاسلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ماذا كان يحدث للبلاد المصدرة للنفط لو تركت الاسلام من زمن بعيد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جنس هذه الشعوب في مملكة الرمال يتميز بالذكاء فما الذي عطلهم عن اللحاق بدول جنوب شرق أسيا و البترول عندهم يعطي لهم ميزه في أي منافسة ؟؟؟


هل يمكن لمن يطلع على هذه المدونة أن يحاول الاجابة على هذه الاسئلة و يرسل وجهة نظره للوصول الى الحقيقة سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شكرا جزيلا لك لمجرد الاطلاع على هذه المدونه مهما كان رأيك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

احساس لسه حى يقول...

منقول

فها هو المسيح يجلس مع العشارين والخطاة، فيتذمر الفريسيون والكتبة لذلك قائلين: " هذا يقبل خطاة ويأكل معهم " ( لوقا 15/2 ) فأراهم المسيح حرصه على التوبة وفرحة الله بالتائب "وكلمهم بهذا المثل قائلاً: أي إنسان منكم له مائة خروف وأضاع واحداً منها، ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال، حتى يجده،
وإذا وجده يضعه على منكبيه فرحاً ويأتي إلى بيته، ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم: افرحوا معي، لأني وجدت خروفي الضال.

أقول لكم: إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب... " ( لوقا 15/3-7 )، وعليه فالتوبة مقبولة عند الله كوسيلة للخلاص من الذنب، ولا تتناقض مع قدر الله القاضي بالقصاص من العاصي.

كما ضرب للتوبة وأهلها ومنزلتها مثلين آخرين، فقد شبههم الفرح بالتائب بالفرح بعودة الابن الضال والعثور على الدرهم الضائع. ( انظر لوقا 15/8 - 32 ).

ولقد وعد الله التائبين بالقبول ففي حزقيال " فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها، وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً، فحياة يحيا، لا يموت، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه، بره الذي عمل يحيا، هل مسرة أسر بموت الشرير" (حزقيال 18/21-23).

احساس لسه حى يقول...

منقول

وفي إشعيا يؤكد الوعد فيقول: " ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره، وليتب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران" (إشعيا 55/7)، فالرب الحليم الرحيم يعد عباده العاصين بالرحمة حال توبتهم، من غير أن يتناقض عدله مع رحمته، إذ هو يفعل ما يريد.

ويقول يوحنا المعمدان مخاطباً اليهود مذكراً إياهم بأهمية التوبة: " يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي، فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة، ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً " (متى 3/7 -9)، فالتوبة هي الطريق، وليس النسب كما ليس الفداء.

تقول التوراة: "فإذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلّوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية، فإنني أسمع من السماء " (الأيام (2) 7/14).

ولكن ورغم هذا كله يقول عوض سمعان: " فالتوبة مهما كان شأنها ليست بكافية للصفح عما مضى من خطايانا ".

إذاً لماذا أكدت النبوات عليها وعلى فضلها ومحبة الله لها، ولم أغلق هذا الباب في وجه آدم، وهو أولى الناس به لمعرفته بالله العظيم وجزائه ورحمته، إضافة إلى شعوره بالذنب وأثره الجمّ عليه، وهذا الذي ذكره الله عنه } فعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى { (طه: 121-122).

لكن بولس يصر على أن " أجرة الخطية هي موت " ( رومية 6/23 )، وعليه فهذا الحكم لا نحول عنه، لأن الله لا يكذب، وهو يحب أن يرحم عباده، فلا سبيل للجمع بين إرادتيه إلا بالكفارة، لأن الله رحيم، وهو أيضاً لا يكذب في وعيده.

وهذا المبدأ غريب في تصوره الضعيف والسقيم لله، وحديثه عن الله مشوب بالتهام الرب العظيم بقلة الحيلة أو الخوف على سمعته ومنزلته عند مخلوقاته، وهو بكل حال متناقض مع النصوص التي أكدت أن أجرة الخطية موت، وأن الله يرفعه بالتوبة، من غير أن يتناقض عدله مع رحمته.

إذ يقول سفر حزقيال: "وإذا قلت للشرير: موتاً تموت. فإن رجع عن خطيته وعمل بالعدل والحق، إن رد الشرير الرهن، وعوّض عن المغتصَب، وسلك في فرائض الحياة بلا عمل إثم، فإنه حياة يحيا. لا يموت. كل خطيته التي أخطأ بها لا تذكر عليه، عمل بالعدل والحق، فيحيا حياة" (حزقيال 33/14-16)، فالموت الذي هو جزاء الخطية يرفع بالتوبة والعمل الصالح من غير حاجة إلى سفك دم.

العفو والغفران للمذنبين

ثم إنه ثمة مخرج آخر للجمع بين سنة الله في عقاب الظالمين وعفوه عنهم، ألا وهو سنته في العفو عنهم، فهو لا يتناقض مع العدل، إذ لن يسأل أحد ربه لماذا عفا عمن عفا عنه من المسيئين ؟

وقبل أن نتحدث عن العفو نلاحظ أن لمصطلح العدل عند النصارى مفهوم خاطئ، فالعدل هو عدم نقص شيء من أجر المحسنين، وعدم الزيادة في عقاب المسيء عما يستحق، فهو توفية الناس حقهم بلا نقص في الأجر، ولا زيادة في العقاب.

وعليه فإخلاف الوعيد لا يتعارض مع العدل، بل هو كرم الله الذي قد يمنحه للمسيئين، عفواً منه ومغفرة جل وعلا، فهو العفو الرحيم.

والعفو من الصفات الإلهية التي اتصف بها الرب، وطلب من عباده أن يتصفوا بها، وهو أولى بها لما فيها من كمال وحُسن، وقد عفا عن بني إسرائيل "رضيت يا رب على أرضك، أرجعت سبي يعقوب، غفرت إثم شعبك، سترت كل خطيتهم، سلاه، حجزت كل رجزك، رجعت عن حمو غضبك" (المزمور 85/1-3).

ويقول بولس: " طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم، طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية" (رومية 4/7-، فثمة أناس عفا الله عن خطاياهم وذنوبهم وسترها عليهم، من غير دم يسفك عنهم ولا تناقض بين عدل الله ورحمته بشأنهم.

وقد علّم المسيح تلاميذه خلق العفو، وضرب لهم مثلاً قصة العبد المديون والمدين (انظر متى 18/23 - 34 ).

كشف المستور يقول...

الطهارة الجسدية و الشعور بالطهارة ،هو شعور يشجع على إرتكاب أفعال غير أخلاقية .

لأن الحل معروف فمثلا الإغتسال أو القيام بطقوس معينه بملابس معينه سوف يغفر هذا الذنب ،فلماذا أحرم نفسي ؟

وهنا ترى الإنسان الذي يسرق أو يرتشي لتوفير ثمن الحج فبمجرد أن يذهب للحج يعود كما ولدته أمه من الخطايا

و هذا ما أظهرته الأبحاث الحديثه ،وهو ما أظهره بن كريشان في هذه الرابطة

أدخل لتعرف حقيقة الإسلام

http://benkerishan.blogspot.com/

http://benkerishan.blogspot.com/

Related Posts with Thumbnails