ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة

12 يوليو 2009

هل السيد المسيح يخلق بسلطانه أم بأذن الله؟

هل السيد المسيح يخلق بسلطانه أم بأذن الله؟

للأب القمص مرقس عزيز

.

- المحاور: قد أتفق معك بأن السيد المسيح هو الخالق. ولكنه يخلق كل ما يخلقه لا من ذاته بل بأذن الله!

.

- التعليق: إن الخلق وكل ماعمله السيد المسيح ويعمله وسيعمله من أعمال الهيه انما هو بسلطانه الذاتي. وحين نقول: (أعمال السيد المسيح الإلهية)، فإننا نعني أعمال الله التي عملها السيد المسيح والتي يستحيل علي البشر عملها، لأنها من خصوصيات الله، ولايجوز نسبتها لغير الله، أو التنازل عنها من الله لمخلوق كائن من كان. ويقتضي المنطق السليم لدي الإنسان المستقيم، ضرورة التسليم بأن صاحب هذه الأعمال هو الله وحده بلا شريك. فإذا ثبت ان السيد المسيح قام بهذه الأعمال الالهيه، لتحتم الاعتراف في الحال وبلا ادني شك أو تردد، بان السيد المسيح هو الله.

.

وقبل أن نستعرض أعمال السيد المسيح الإلهية، نحب أن نوجه النظر إلي حقيقة تمهيدية هامة، وهي: ان جميع الأعمال الالهية التي فعلها السيد المسيح، قد قام بها بسلطانه الذاتي، وبارادته الشخصية. ولا عجب في ذلك فإن قوه السيد المسيح وإرادته هما بذاتهما قوة الآب وإرادته، لأنه (هو والآب واحد) (يو 10 : 30). فمن المعروف أن جميع الأنبياء، الذين صنعوا عجائب ومعجزات خارقة للطبيعة، قد استعانوا بقوة الله وبإسمه وباذنه أو بسماح منه. وكذلك الأنبياء الذين تنبأوا بحدوث أمور مستقبله، كانوا يذكرون أنهم يتكلمون باسم الرب، أو أن الله قد أعلن لهم ذلك. وكانوا دائماً يستهلون أقوالهم بعبارة (هكذا قال الرب).

.

أما السيد المسيح فلم يكن كذلك، فهو لم يستعن بقوة خارجية عنه، ولم يعمل شيئاً باسم أو اذن من أحد. ولم يقل أبداً (هكذا قال الرب، ولكنه قال (الحق أقول لكم)، وقال أيضاً: (وأما أنا فاقول لكم).

.

- المحاور: هل تقصد ان السيد المسيح لم يقل قبل عمل معجزاته (بأذن الله)؟

.

- التعليق: نعم .. السيد المسيح هو الشخص الوحيد الذي لم يقل أبداً (بإذن الله). لقد علمنا الكتاب المقدس أن نقول عبارات (إن شاء الرب وعشنا) أو (إن شاء الله) أو (بإذن الله) (يع 4 : 15). وقال الرسول بولس لأهل أفسس (ينبغي أن أعمل العيد القادم في أورشليم، ولكن سأرجع إليكم أيضاً إن شاء الله) (أع 18 : 21).

.

وبذلك يتعين علي الانسان القصير العمر، الذي لا يعرف المستقبل، ان يقدم مشيئه الله قبل الشروع فـــي اي عمــل، وبخـاصة اذا كان يتعلـــق بالمستقبـــل الــذي يدخــل فـي علم الله. أما السيد المسيح فهو الشخص الوحيد الذي لم يقل مطلقاً في حياته عبارة (بإذن الله) أو (إن شاء الله) وما إليها، وذلك لأنه هو الله نفسه،الذي يفعل بسلطانه وعلمه الكامل وإرادته مايشاء.

.

إن الأعمال الإلهية والمعجزات التي صنعها السيد المسيح تعد بالألوف، وماكتب منها أقل بكثير مما لم يكتب (يو 20 : 30، 21 : 25) وفي جميع هذه الأعمال المعجزية لم يقل هو ولا أحد من الرسل عنه إنه صنعها بإذن الله. ولكنه كان يفعلها بسلطانه الذاتي. ومن قبيل ذلك نسوق الأمثلة العشرة الآتية:

.

1- أمر السيد المسيح الشاب الميت ابن أرملة نايين في نعشه قائلاً:

(ايها الشاب لك أقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم) - (لوقا 7 : 14).

.

2- وقال له المجد لإبنة الرئيس يايرس الميتة وهي في فراشها:

(ياصبية قومي. فرجعت روحها وقامت في الحال) - (لو 8 : 54).

.

3- وقبل أن يقيم السيد المسيح لعازر الذي مات، ودفن أربعة أيام في القبر، قال مقدماً لمرثا أخته (سيقوم أخوك.. أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا) - (يوحنا 11 : 31، 52).

.

4- أنتهر السيد المسيح البحر المضطرب والريح العاصفة بقوله للبحر:

(اسكت ابكم، فسكنت الريح وصار هدوء عظيم) - (مرقس 4 : 39).

.

5- سجد له الأبرص قائلاً: (ياسيد إن أرددت تقدر أن تطهرني، فمد يسوع يده ولمسه قائلاً:

(اريد فاطهر. وللوقت طهر من برصه) - (متي 8 : 2، 3).

.

6- أمر السيد المسيح صاحب اليد اليابسة بأن يمدها، فصارت صحيحة كالأخري (متي 12 : 13). كما أمر المفلوج الذي له 38 سنة مشلولاً قائلاً: (قم أحمل سريرك وامش. فحالاً برأ وحمل سريره ومشي) - (يوحنا 5 : 8).

.

7- انتهر السيد المسيح الشيطان في مجنون كورة الجدريين وأمره بالخروج من المريض، فخرج بعد أن توسل للسيد المسيح بأن لا يعذبه ويرسله للهاوية، وأن يأذن له بالدخول في الخنازير (لو 8 : 27- 36).

.

8- خلق السيد المسيح للمولود اعمي عينين جديدتين، كما خلق من الخمس أرغفة والسمكتين الألوف من الأرغفة والأسماك دون أن يقول (باذن الله) - (يو 8، متي 14، 15).

.

9- غفر السيد المسيح خطايا البشر، بل وأعطي سلطان الغفران لتلاميذه (مرقس 2 : 10، يوحنا 20 : 23).

.

10- تنبأ السيد المسيح عن خراب أورشليم والهيكل وكورزين وكفر ناحوم، وعن علامات نهاية العالم، وعن أنكار بطرس، وخيانة يهوذا وغير ذلك. ولم يقل (هكذا قال الرب) مثل سائر الأنبياء. وعلم تعاليم جديدة قائلاً (سمعتم أنه قيل للقدماء. وأما أنا فاقول لكم (مت 11 : 20- 24،، يو 13 : 21، 38، مت 5 : 21، 27، 31، 38، 43).

.

هذه بعض الامثلة لاعمال الهية عملها السيد المسيح- كالخلق والغفران والشفاء واخراج الشياطين واقامة الموتي والتحكم في البحر والريح ونواميس الطبيعة.

.

نعــــــــم .. ولا

.

فإذا قيل لنا إنه عملها (بإذن الله وقوته)، قلنا كلا بمعني، ونعم بمعني آخر ..

كلا.. لأنه ليس كالبشر (الانبياء) الذين أتوا بعض المعجزات باذن الله وقوته الخارجة عنهم.

ونعم.. لأنه هو الله صاحب القوة والأمر. ومن هذه الامثلة السابقة، تبين ان السيد المسيح اجري هذه الاعمال الألهية، بسلطانه الذاتي وباذنه الخاص وبقوته الالهية الشخصية.

.

وهذا واضح ليس فقط من تصريحاته بأنه هو الله وأنه هو والآب واحد، ولكن أيضاً من صيغة الأمر المشمول بالنفاذ المعجل الفوري، دون استعمال عبارات باذن الله وأمثالها التي يستعملها البشر، وإلا تخلت عنهم قوة الله.

.

ولطالما نادي السيد المسيح (صدقوني لسبب الاعمال نفسها) - (يو 14 : 11), وأعلن أن الناس ليس لهم عذر في عدم إيمانهم، بعد أن عمل بينهم أعمالاً- إلهية- لم يعملها أحد غيره (يو 15 : 24), وانه مهما عمل الآب، فهذا يعمله الأبن كذلك. وكما ان الآب يقيم الأموات ويحيي، كذلك الابن أيضاً يحيي من يشاء.. والآب لايدين أحداً ولكن الدينونة للابن, فالسيد المسيح هو الذي يدين.. لكي يكرم الجميع الابن، كما يكرمون الآب (يو 5 : 19- 23), وقال (الذي رآني فقد رأي الآب) - (يو 14 : 9)، (أنا والآب واحد) (يو 10 : 30).

.

- المحاور: هل تقصد بذلك ان الله يتنازل عن اعماله الالهيه لمخلوق؟

.

- التعليق: من الحقائق الهامه والتمهيديه ان الله لايمكن بحال من الاحوال ان يتنازل عن مجده وصفاته وأعماله لآخر. فلا يعقل مطلقاً أن يشرك الله معه مخلوقاً - انساناً أو ملاكاً - ليخلق مثله أو يدين البشر في يوم القيامه أو يتولي الوحي أو يتحكم في الكون أو يعتني بالخليقه ويرعاها أو يشفي أو يخلص. ويحي ويقيم ويريح ويعزي ويستجيب الصلاة والدعاء، ويكون له حق ادخال الفردوس، ومنح الحياة الأبدية لمن يشاء.

.

إذ لو تنازل الله عن أعمال الإلهية لإنسان، فإنه يكون بذلك قد تخلي عن الوهيته وعن أكبر وأعظم مميزات هذه الالوهية. وفي نفس الوقت يكون قد ساهم في تأليه ذلك الإنسان أو النبي. وهذا محال لأنه يتنافي مع طبيعة الله، ويتعارض مع أقواله وتعاليمه، بل ومع العقل والمنطق السليم.

.

- المحاور: هل تقصد أن هناك فروق بين معجزات الأنبياء وأعمال السيد المسيح علي حسب قولك؟

.

- التعليق: يغيب عن البال الفرق بين العجائب التي نسبت- تجاوزاً- لبعض الأنبياء مثل موسي أو إيليا أو اليشع، وبين الأعمال الإلهية التي عملها السيد المسيح. فالعجائب التي صنعها الأنبياء من أجل دعوة الناس للإيمان بالله وتصديق رسالة النبي، كان صانعها هو الله، وتمت بتوسلات الأنبياء كصلوات موسي من أجل الضربات العشر، وصلوات ايليا من اجل نزول نار من السماء، أو منع المطر أو اقامه ابن الأرملة... الخ, ولكن لا موسي ولا إيليا ولا غيرهما من الأنبياء استطاع أن ينسب هذه العجائب لنفسه، أو يدعي أنها بقوته الذاتية.

.

كما انه لم يحدث ان احداً من هؤلاء الأنبياء أو غيرهم، نسب لنفسه الالوهية والربوبية والوحدانية مع الآب السماوي مثل السيد المسيح ولم يحدث أن أحد الأنبياء أدعي القدرة علي الخلق أو الخلاص والفداء والغفران واستجابة الصلاة، أو العناية بالبشر ورعايتهم وسداد أعوازهم، أو حق ادخالهم السماء أو أقامة موتي البشرية في اليوم الأخير، أو منح الحياة الأبدية لمن يؤمنون به، أو حق الدينونة كما هو الحال بالنسبة للسيد المسيح، الذي أجري هذه الأعمال الإلهية، ونسبها لنفسه، بقدرتة وسلطانه وإرادته الذاتية وأمره. بل ان موسي النبي العظيم قد عوقب بالحرمان من (دخول ارض الموعد لانه لم يمجد الله أمام الشعب، وصنع احدي المعجزات بطريقة تختلف عما كلفه به الله، إذ ضرب الصخره في المرة الثانية ليخرج ماء للشعب، بينما قال له الله (كلم الصخرة) فقط فافسد موسي الرمز للسيد المسيح المرموز إليه بالصخرة التي ضربت مرة واحدة، بمعني أن السيد المسيح صلب مرة واحدة لخلاص العالم.

.

اذا سلمنا بان السيد المسيح فعل هذه الاعمال الالهية، لتحتم التسليم بالضرورة بان السيد المسيح هو الله، ولا نكون بذلك قد الهنا إنساناً- كما يتوهم البعض- بل نكون قد آمنا بتجسد الله، كما أعلن هو نفسه لنا في كتابه. وليس في ذلك كفر ولا اشراك ولا استحالة، بل هي أعظم بشري مفرحة ومجيدة، إذ لولاها لما عرفنا الله المعرفة الحقيقية ولما خلص إنسان.

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

الحقيقه انا كان ممكن ادخل مدونتك واخرج من غير ما اعلق واقول هو حر يبشر لدينه زي ما هو عاوز ويمكن كنت هتصعب عليا واقول يا خساره بيتعب نفسه على الفاضي لكن لاقيتك بتهاجم الإسلام فحبيت اقولك بالراحه على نفسك انا عارف إن الإسلام تاعبكم قوي وحارق دمكم بس بالراحه يعني

وعايز اقولك متحاولش , كل يوم المسلمين بيزيدوا والمسيحيين بيقلوا

شوية اسأله كده

فيه دين اهله يختلفوا على طبيعة إلههم ؟ مش بيختلفوا على عباده أو منسك لأ على الإله نفسه له طبيعه واحده ولا اتنين وأقنومه إيه والعدرا هي ام النور ولا أم الإله

من الف وربعمائة سنه والقرآن موجود وواحد مش إنجيل فلان وإنجيل علان

لو القرآن كتاب بشري , تقدر تعمل زيه بنفس بلاغته , تقدر انت وكل اهل ديانتك تألفوا كتاب بشري زيه وتقنعوا بيه الناس ؟
كل محاولاتكم مذريه ومضحكه ومكانها الزباله لكن القرآن في الصدور

عارف ليه ؟ عشان ربنا الإله الحق تعهد بحفظه وهو ده اللي حاصل فعلاً
لو انت جدع بقى تحاول تهده

على فكره انت برضه صعبان عليا

غير معرف يقول...

علمت "المصريون" أن مطالبة البابا شنودة بطريرك الأقباط الأرثوذكس للكهنة والقساوسة بعدم الخوض في التفاصيل عند أخذ الاعتراف، يأتي بهدف تجنب الخوض في التفاصيل الجنسية والعاطفية خلال تلك الاعترافات التي يتم البوح فيها بأسرار تمثل إحراجا لمن يقوم بالاعتراف بها، وقد تدفع ببعض رجال الكنيسة إلى الانزلاق في علاقات غير مشروعة.
وكان البابا شنودة انتقد في عظته الأربعاء قبل الماضي- عشيه توجهه إلى الولايات المتحدة في رحلة علاجية- أسلوب بعض الآباء الأساقفة والآباء الكهنة في أخذ الاعترافات، والخوض في تفاصيل كثيرة قد ترهق المُعترف وتسبب له حرجًا شديدًا، مُطالباً إياهم بمراعاة شعورهم وعدم إرهاقهم في الاعترافات.
وجاء ذلك بعد تلقي البابا العديد من الشكاوى ضد العديد من الكهنة والقساوسة الذين يأخذون اعترافات من الأقباط، خاصة تلك التي تتعلق بالجنس والنواحي العاطفية، وأنه تم شلح بعض الكهنة الذين ثبت إقامتهم علاقات جنسية مع بعض المعترفات، وهو ما أغضب زوجات هؤلاء الكهنة.
وفي الظروف الطبيعية، يوصي الكاهن أو القسيس الشخص الذي يعترف له بأنه ارتكب معصية الزنا بأن يبتعد عن ممارسة ذلك وأن يملأ الفراغ لديه بالتعمق في أمور دينه، كأن ينصح بقراءة الإنجيل أو ممارسة الرياضة، لكبح جماح شهوته.
لكن هناك من يتوغل في معرفة التفاصيل كان يسأل المعترف مثلا من الذي ارتكبت جريمة الزنا معها وأين وكيف وعندما يتحرج الشخص يقول له القس أو الكاهن: "لا حل ولا بركة لابد وأن تحكى لي بالتفصيل"، وهو ما من شأنه إثارة الشخص الذي ارتكب المعصية وقد تتلقب الواقعة في ذهنه ويقرر معاودة الفعل ذاته.
ويتضاعف الحرج خاصة في حالة أن يكون المعترف فتاة أو امرأة، وقد يصل الأمر إلى ارتكاب تجاوزات من قبل بعض الكهنة والقساوسة، وهو ما حدث بالفعل في حالات كثيرة وتمت محاكمة بعض الكهنة وتم شلحهم بسبب ذلك، بعد تعدد شكاوى زوجاتهم وإثبات التهمة بحقهم.
من جانبه، اعتبر كمال بولس حنا، أحد رموز الأقباط العلمانيين أن الخوض في تفاصيل الاعترافات، خاصة الجنسية والعاطفية من جانب بعض الكهنة والقساوسة يعد تجاوزا غير مقبول، لأنه لا يجب أن يُجبر المُعترِف على الإدلاء ببيانات وتفاصيل يرفض الاعتراف بها، ويكفي تحديد نوع الجريمة فقط، على أن يترك للمُعترف حرية الإدلاء بمعلومات حولها أو عدم الإدلاء بها، لأنه لا يعقل أن يطلب القسيس معرفة الضحية؛ فمثلا لا يصح أن يطلب معرفة المرأة التي زنا بها المعترف أو الرجل الذي سرقه المعترف.
ورأى أن الاعتراف هو عملية روحية ومواجهة مع الذات أكثر منها مواجهة مع القسيس، فمن الممكن أن يعترف الشخص بينه وبين ذاته بالجرم الذي ارتكبه، على أن يعتزم على عدم العودة إليها مرة أخرى، مضيفا أنه من المفترض أن يتناسى القسيس عقب انتهاء الاعتراف ما أدلى به المعترف من بيانات حول الخطأ الذي ارتكبه.
أما الكاتب والباحث عادل جرجس فيرى أن الاعتراف هو سر روحي من أسرار الكنيسة، والدخول في تفاصيل الاعتراف يمكن أن يصرف الكاهن والمعترف عن روحانية السر ويتحول السر إلى حوار حياتي عادى.
وأكد أنه يجب على الكهنة أن يضعوا حدودا فاصلة بين أن يقر الإنسان بخطيئته وبين أن يسترجع الإنسان لذة تلك الخطيئة عند الدخول في تفاصيلهاـ وهو ما قد يعيق المعترف عن الإقلاع عن خطاياه، وكما يقول الأنبا موسى أسقف الشباب فإن الاعتراف الجيد يمر بثلاثة مراحل هي الاقتناع والامتناع والإقلاع.
وأوضح جرجس أن المرحلة الأولى هي أن يقتنع الشخص ببشاعة الخطيئة، ثم يمتنع عن ممارستها، وهو بدوره يؤدى إلى الإقلاع عنها؛ فتفاصيل الاعتراف قد تعطل المرحلة الثانية وهى الامتناع، مشيرا إلى أن كثرة عدد الشعب وقلة الخدام تسببت في تقزيم الاعتراف داخل الكنيسة.
واعتبر أن الأصل في الاعتراف هو أن يعترف المؤمن ليتخلص من خطاياه، ثم يعطيه الأب بعض الإرشادات الروحية التي يجب تنفيذها، وهنا يأتي دور المرشد الروحي وكان يسمى قديمًا العراب أو الأشبين، وهو شخص علماني له باع في الإرشاد الروحي يقوم بمتابعة تنفيذ إرشادات المعترف مع أب الاعتراف، موضحا أن الاعتراف يفقد جدواه بدون وجود المرشد الروحي الذي اندثر دور دوره في الكنيسة.
من ناحيته، أبدى إسحاق حنا أحد رموز مجموعة الأقباط العلمانيين تحفظه على التعليق على هذا الأمر، مرجعا ذلك إلى كونه من دقائق العقيدة، ويُفضل عدم طرحه للنقاش العام، وأنه من حق البابا توجيه التعليمات أو الأوامر في هذا الأمر سواء بعدم الخوض في تفاصيل أو الدخول فيها.

غير معرف يقول...

أولاً : ظهور الرهبنة بعد المسيحية بثلاثة قرون :
فيؤكد الأب متى المسكين والذى يعتبر أكبر عالم راهب فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى العصر الحديث أن تاريخ نشأة الرهبنة هو عام 305 وأن مؤسسها هو الشاب القبطى الأرثوذكسى أنطونيوس ( 251 – 360م ) الذى كون أول منشأة رهبانية فى بسبير ( التى تقع بين أطفيح وبنى سويف بمصر ) ومنها أنتقلت الرهبنة إلى باقى الكنائس الأرثوذكسية ثم الكاثوليكية فى العالم كله . ( راجع كتاب الرهبنة القبطية للأب متى المسكين – طبعة 3 / 1995 – ص 47 ) .
ثانياً : ثمار الرهبنة الرديئة :
قال يسوع المسيح " من ثمارهم تعرفونهم ... كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة أما الشجرة الردية تصنع أثماراً ردية ... فإذاً من ثمارهم تعرفونهم " ( متى 16:7-20 ) .
وشتان بين شجرة المسيحية الجيدة التى زرعها يسوع المسيح فى بداية القرن الأول الميلادى وشجرة الرهبنة الأرثوذكسية الردية التى زرعها أنطونيوس فى بداية القرن الرابع الميلادى . فشجرة المسيحية أثمرت رسلا وتلاميذ وأتباع المسيح والذين كان غالبيتهم العظمى من المتزوجين الأسوياء الأطهار والمبشرين الذين ذهبوا إلى العالم أجمع لينشروا نور المسيحية بين الأمم ويقوموا بخدمة الناس فى كل مكان وزمان ويسددوا احتياجاتهم الروحية والنفسية والجسدية أما شجرة الرهبنة ففى عهدها الأول وفى جيلها الثانى والثالث فى أواخر القرن الرابع وأوائل الخامس أثمرت رهباناً معتزلين هاربين من العالم والناس متنصلين من مسئوليتهم تجاه مجتمعاتهم فصار معظمهم ضحايا للأمراض النفسية والكبت الجنسى وانتشر بينهم الشذوذ انتشار النار فى الهشيم وذلك بشهادة قادتهم ومرشديهم الروحنيين وسنكتفى هنا بشهادة اثنين منهم هما :
1- الأب اسحق قس القلالى ( 350 – 440 م ) الذى كان مرشداً وأباً روحياً لـ 210 راهب بين أربعة أديرة وادى النطرون بمصر والذى كان يعزو خراب الأربعة أديرة فى عصره إلى وجود رهبان صغار منحلين وكان يقول " لا تحضروا هنا شباباً صغارا فقد تخربت أربعة أديرة شيهيت بسبب هذا الأمر " ( راجع كتاب الرهبنة القبطية للأب متى المسكين ص 27 ) .
2- الأب أورسيزيدس الذى تولى قيادة رهبنة الشركة بعد وفاة مؤسسها باخوميوس سنة 346م فى صعيد مصر والذى قال فى عظته السابعة : " سأتكلم عن عظمة الرهبنة التى اُحِطَ من قدرها . أيتها الرهبنة أنهضى وأبكى على ذاتك . أنهضى وأبكى على زيك الذى يستحق الاحترام . الذى سيمزقه الذين هم فى منزلة الخنازير والبغال ! أيتها الرهبنة أنهضى وأبكى على أبنائك الصغار الذين أغروهم ... أناشدك يا أخى أمام الله أن تبتعد عن الصداقة الشريرة ... فأنت تراقب حتى تجد اللحظة المناسبة ثم تعطيه ما هو مخبأ فى هدب ثوبك الداخلى حتى يسكب الله أيضاً ومسيحه غضبهما وسخطهما عليك وعليه " ( راجع كتاب فردوس الآباء " بستان الرهبان الموسع " – ج1 – طبعة 1/2007 – ص227 ) .
ثالثاً : أمثلة فى غير محلها يسوقها الأنبا بيشوى :
فالأسينيون المتقشفون كانوا يهوداً ولم يكونوا مسيحيين وكذلك يوحنا المعمدان كان آخر أنبياء اليهودية أما بولس الرسول فلم يكن راهباً على الإطلاق فلم يعيش حياة التقشف الرهبانى القاسى غير الطبيعى بل كان يعيش حياة طبيعية كما لم يعتزل العالم أو يهرب من الناس بل ذهب إلى العالم كله وإلى الناس فى كل مكان ليخدمهم ويبشرهم بالمسيحية وأما المسيح له كل المجد فلم يتبنى يوماً بدعة الرهبنة سواء فى تعليمه أو سلوكه فلم يدعو المسيح إلى الهروب من العالم واعتزال الناس بل على العكس دعى أتباعه أن يكونوا ملحاً للأرض ونوراً للعالم بين الناس ( متى 13:5-16 ) وفى بداية دعوته لتلاميذه قال لهم " هلم ورائى فأجعلكم صيادى الناس " ( متى 19:4 ) وبعد أن أنتهى من تعليمه وتلمذته لهم " ( بعد حوالى ثلاث سنوات ) قال لهم " أذهبوا إلى العالم أجمع وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ... أما هم فخرجوا وكرزوا فى كل مكان " ( مر 15:16-20 ) وقد كان المسيح بنفسه قدوة لهم فى خدمة العالم والاختلاط بالناس حيث " جال يصنع خيراً ويشفى كل المتسلط عليهم إبليس " ( أع 38:10 ) ولم يعزف يوماً عن التعامل مع المرأة والطفل فى طهارة وبراءة وكان يجامل ويشارك الناس فى أفراحهم وأحزانهم فحضر عرس قانا الجليل وساعدهم فى توفير ما يقدمونه للمدعويين من شراب وقَبِل دعوة زكا ودعوة لعازر واختيه مريم ومرثا وأكل مهم جميعاً فهو الذى قال عن نفسه " جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فيقولون هوذا إنسان أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة " ( متى 19:11 ) .

غير معرف يقول...

رابعاً : قيادة الرهبنة الفاشلة للكنيسة :
فمنذ أن سلمت الكنيسة الأرثوذكسية قيادتها للرهبنة وقصرت اختيار قادتها ( الأساقفة وعلى رأسهم البطريرك ) على الرهبان غير المتزوجين وغير المربيين وبلا أى خبرة فى الأبوة والرعاية فى مخالفة صريحة وصارمة لتعليمات الكتاب المقدس الذى يشدد على أنه
" يجب أن يكون الأسقف بعل امرأة واحدة صاحياً عاقلاً محتشماً يدبر بيته حسناً له أولاد فى الخضوع بكل وقار وإنما إن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته فكيف يعتنى بكنيسة الله " ( 1تى 2:3-5 ) منذ ذلك الحين وبداية من النصف الثانى من القرن الرابع الميلادى وبعد أثناسيوس البطريرك العشرين الذى كان آخر القادة المعتبرين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بدأ إنحدارها وتأخرها عن باقى كنائس العالم فى كافة المجالات وأصبح مستوى كليات اللاهوت بها متدنياً وأصبح جهل أساتذة لاهوتها بالكتاب المقدس فاضحاً وأصبحوا غير قادرين على المناظرة أو المواجهة والدفاع عن عقيدتهم مؤثرين الهرب أو الرد فى غير مواجهة وتوغلت مظاهر الوثنية وأنتشرت فى طقوسها وتعاليمها ولم تقف عند حد إمتلأها بالصور فى دور عبادتها والتى يقدم لها أو أمامها الكهنة والشعب العبادة بل دخلتها أيضاً التماثيل حديثاً وتحديداً فى عصر البابا الحالى كما فى كنيسة ودير القديس سمعان بالمقطم بمصر وغيرها الكثير من مظاهر الضعف والانحراف عن الطريق المستقيم .
خامساً : التناقض بين المسيحية والرهبنة :
فهناك تناقض شديد بين تعاليم المسيحية وتعاليم الرهبنة وأختلاف كبير فى نظرة كل منهما تجاه العديد من الأمور الهامة مثل : النظرة للمرأة والطفل والعالم والناس والزواج والجنس والجسد والخلاص وسنكتفى هنا لضيق المجال بالحديث عن التناقض الشديد فى نظرة كل منهما للجسد والتعامل معه .
فالمسيحية تدعو للعناية بالجسد كعطية وهبة صالحة أعطاها الله للإنسان ليحافظ عليها ويستثمرها لمجد الله وخدمة الناس وتدعو للعناية به وبصحته وتغذيته كما يعتنى الرب بالكنيسة " لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب أيضاً للكنيسة " (أفسس 29:5 ) كما يوصى الرسول بولس الزوجين بعدم التقصير فى إشباع الاحتياج الجنسى للطرف الآخر " ليوف الرجل المرأة حقها الواجب وكذلك المرأة أيضاً الرجل . ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل وكذلك الرجل أيضاً ليس له تسلط على جسده بل للمرأة لا يسلب أحدكم الآخر " ( 1كو 3:7-5 ) .

غير معرف يقول...

وتستنكر المسيحية إزلال الجسد وحرمانه وقهره وتعتبر كل هذه التصرفات ليست بقيمة ما من جهة إشباع الإنسان روحياً ولا من جهة وخلاصه " لماذا تُفرَض عليكم فرائض لا تمس ولا تذق ولا تجس حسب وصايا وتعاليم الناس التى لها حكاية حكمة بعبادة نافلة وتواضع وقهر الجسد . ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية " ( كو 20:2-22 ) .
فالشبع الروحى للإنسان وتحرره من سلطان الخطية والشهوة واكتساب القدرة على السلوك بما يرضى الله وبالتالى النجاة من العذاب الأبدى ونوال النعيم الأبدى يناله الإنسان كهبة مجانية من الله بالإيمان به والاتكال على فداءه ونعمته وليس بالمجهود الذاتى والجهاد الشخصى فى محاولات فاشلة للانتصار على الخطية والشهوة " ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح . بالنعمة أنتم مخلصون . وأقامنا معه وأجلسنا معه فى السماويات فى المسيح يسوع ... لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطيه الله ليس من أعمال كى لا يفتخر أحد – لأننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكى نسلك فيها " ( أفسس 8:2-10 ) أما الرهبنة فعلى النقيض من هذا تدعو لقهر الجسد وإذلاله وحرمانه أملاً فى إطفاء نار الشهوات به والإرتقاء بالروح وهو ما فشل فيه الرهبان فشلاً زريعاً فى مختلف العصور والبلدان وتشهد على ذلك تعاليمهم المتطرفة وسيرهم الرديئة وتصرفاتهم المجفوفة إزاء أجسادهم فعلى سبيل المثال لا الحصر اعتاد أنبا أنطونيوس مؤسس بدعة الرهبنة شرب الماء العكر وأوصى بتعجيز الجسد وأضعافه وإيلامه واعتاد أنبا مكاريوس أب أباء رهبنة شيهيت شرب الماء النتن وقطع أنبا أمونيوس الطويل أذنه وحرق أطرافه بالحديد المحمى بالنار وأنبا مقار الاسكندرانى تعرى لمدة سنة ليعرض جسده للدغ الناموس حتى تورم بالكامل والأب اسحق قس القلالى كان يأكل رماد المبخرة مع الخبز ورفض الأكل الطبيعى حتى فى مرضه . والأنبا أرسانيوس كان يضع الخوص المعطن النتن فى قلايته ليشتم رائحته العفنة إذلالاً لجسده . فهل بعد كل هذه الأمثلة والكثير غيرها من تعاليم آباء الرهبنة المهوسون وتصرفاتهم المجنونة والشاذة والتى لا تمت للمسيح ولا للمسيحية بصلة لا تزال الكنيسة الأرثوذكسية ممتلة فى شخص نيافة الأنبا بيشوى تزعم بأن الرهبنة الأرثوذكسية ليست بدعة وتضعها أمام شعبها كنهج للقداسة والوصول إلى الله وتضع آباء الرهبنة المرضى نفسياً والمجانين كأمثلة للشعب الأرثوذكسى وتعتبرهم قديسين وتختار قياداتها من بين الرهبان غير المتزوجين وغير المربيين فى مخالفة صارخة وصريحة للكتاب المقدس ؟!!!

غير معرف يقول...

أرجو ألا أجد رد عن القص و اللصق..فهو مقال وجدته و لم أبحث عنه.. و كاتبه مسيحي..يعني مش مسلم.
و أعتقد إنك عارف دينك برضه كويس

Related Posts with Thumbnails