رسائل الرسول إلي الملوك والحكام

من يقرأ رسائل رسول الإسلام إلي ملوك وحكام الأمم المجاورة من أجل دعوتهم للإسلام.. يلاحظ أن هذة الرسائل شديدة الاختصار أغلبها لا يتعدي سطرين أو ثلاثة أسطر علي الأكثر, وجميعها بدون استثناء تتضمن عبارة "أسلم.. تسلم" يتبعها إنذار وتهديد صريح بزوال مُلك الحاكم إن لم يخضع لهذا الدين!

.

فمثلا لو أخذنا علي سبيل المثال رسالة الرسول إلي كسري ملك الفرس نجد إنها تبدأ بالتحية ثم الدعوة إلي الدين الإسلامي مباشرة بدون اي مقدمات أو تفاصيل عن هذا الدين.. تقول الرسالة:

.

.

(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فـارس، سـلام على من اتبع الهدي، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، فأسلم تسلم، فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك‏)‏‏.‏

.

مضمون الرسالة فقط عبارة "أسلم.. تسلم"!!

.

لم يوضح نبي الإسلام اي شيء في رسالته عن هذا الإسلام ولم يهتم أن يشرح اي شيء عن هذا الدين..

.

فما هو الإسلام..؟ وما هي العقيدة التي يؤمن بها..؟ وما هي الأوامر والتعاليم التي جاء بها هذا الرسول؟ لا شيء مذكور عن هذة الأمور إطلاقاً.. فقط أسلم تسلم!!

.

وإني لأتسأل علي أي شيء سيسلم ملك الفرس..؟!! وأي إنسان هذا لديه عقل وفكر ليؤمن بدين لا يعلم عنه اي شيء..؟!!

.

فماذا كان يعرف ملك الفرس عن الإسلام أو القرآن حتي يدخل في هذا الدين ويؤمن بمحمد كرسول من عند الله من مجرد قراءة رسالة مثل هذة تتحدث عن دين مبهم لا يعلم عنه أي شيء سوي لا إله إلا الله ومحمد ورسول الله..؟!

.

لماذا لم يرسل نبي الإسلام قرآناً إلي هؤلاء الملوك والحكام ويترك لهم فرصة لدراسة هذا الدين بالتفصيل ويمنحهم حرية الاختيار بدلاً من التهديد المباشر بزوال حكمهم..؟!!

.

علي النقيض تماماً من هذا نجد انه إذا نظرنا مثلاً إلي رسالة بولس الرسول التبشيرية إلي أهل رومية نجد انها تحمل بداخلها كل شيء عن العقيدة والتعاليم المسيحية (16 إصحاح كامل).. ولم يرد فيها ذكر اي تهديد لهم بزوال ملكهم إن لم يؤمنوا بالمسيحية..!!!

.

هذا هو إسلوب التنشير الذي من المفترض أن يكون دعوة ورسالة يخاطب بها عقل الإنسان وتكون قائمة علي الحوار والتفاهم, ليس علي التهديد والوعيد!!