ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة

17 فبراير 2012

يخرج بين الصلب والترائب!

الماء الدافق والإعجاز القرآني المزعوم
.
[فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ. خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ. يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ]
.
(سورة الطارق 5-7)
.
ببحث بسيط في معاجم اللغة وجدت شرح لمعني كلمة (الصُلب), فوجدت أنها تعني الشيء الشديد أو القوي, والمقصود بها في هذة الآية هو العمود الفقري الكائن في وسط الظهر (أو بمعني آخر عظام الظهر). أما كلمة (الترائب), فهي جمع (تريبة), والمقصود بها عظام الصدر التي بين الترقوتين, ويستخدمها العرب للإشارة لموضع القلادة من صدر المرأة.
.
وسؤالنا بإختصار.. إن كان المقصود بالماء الدافق في هذة الآية هو المني أو السائل المنوي للرجل, فكيف يخرج هذا من بين ظهر الرجل وعظام صدره مع العلم أنه معروف حتي لتلامذة المدارس أن الحيوانات المنوية (وهي المسئولة عن تلقيج البويضة وخلق الإنسان) نتكون في الخصية وتخرج منها وحدها وليس من مكان آخر..؟!!
.
رسم توضيحي للجهاز التناسلي للذكر
.
لقد قرأت في التفاسير القرآنية عن إجابة لسؤالي هذا فوجدت ما تشيب له الرأس! طبعاً لو جئت بما قاله هؤلاء المفسرين سيرفضه المسلم بالقطع ويقول كل هؤلاء يؤخذ منهم ويرد إلا رسول الله! كذلك سيقول بأن أقاويل المفسرين ليست حجة علي الإسلام!
.
أكثر ما يلفت النظر في هذة التفاسير هو التضارب في الآراء.. فعلي سبيل المثال إختلف المفسرين فيما بينهم إن كانت الترائب المقصودة في هذة الآية هي ترائب الرجل ام ترائب المرأة. (ولا أعلم لماذا يختلفوا في أمر كهذا والقرآن من المفترض انه كتاب واضح المعني ويحمل إعجازاً بيانياً ولغوياً!). فقال بعض المفسرين (كالإمام ابن كثير) بأن المقصود بالترائب هنا عظام صدر المرأة التي يخرج منها سائل أصفر رقيق منه يكون الولد!! طبعاً كلام مثل هذا لا يحتاج إلي اي تعليق!! فماء المرأة الذي هو سائل أصفر رقيق كما يقول المفسر ليست إلا إفرازات مهبلة يفرزها مهبل المرأة أثناء الجماع وذلك لتسهيل عملية الإيلاج, ولا شأن لهذا السائل بالحمل أو الإنجاب! فضلاً عن ذلك فإن هذة الإفرازات تخرج من الغدد الموجودة في جدار المهبل ولا علاقة بعظام الصدر بهذا الأمر إطلاقاً!!
.
أما البعض الآخر من المفسرين فيري أن الترائب في هذة الآية إنما هي ترائب الرجل وليست المرأة! وعلي فرض صحة هذا التفسير, فقد لجأت إلي البحث في بعض مواقع الويب لعلي أفهم كيف يمكن لمني الرجل أن يخرج من بين فقرات ظهره وعظام صدره! وبعد بحث طويل وجدت من يقول في موقع اسمه (حراس العقيدة) بأن الذي يخرج من بين الصلب والترائب إنما هو الخلايا الجنينية الأولية والتي ستتطور فيما بعد لتكوين الخصية!! وقد جاءوا ببعض الرسومات لمراحل تكوين الجنين وجعلوا من هذا الأمر بمثابة إعجازاً علمياً!!
.
طبعاً لم أقتنع بمثل هذا التفسير "الهلامي" لسببين:
.
أولاً: الآية تتكلم عن الماء الدافق (اي عن المني الذي يقذفه الرجل في الجماع), ولا تتحدث عن خلايا جنينية كما يدعي هؤلاء!
.
ثانياً: حتي وإن فرضنا بصحة هذا التفسير, فهل هذة الخلايا الجنينية قادرة علي إنتاج اي حيوانات منوية..؟! إن كانت الحيوانات المنوية لا تتكون إلا عندما يصل الإنسان لمرحلة البلوغ الجنسي, فهل يعقل بنا أن نتصور بأن هذة الخلايا الجنينية - والتي لم تتطور بعد إلي الخصية - ستكون قادرة علي إخراج اي مني.. ؟!! بالطبع مستحيل!!
.
الحقيقة أن تفسير كهذا يعبر عن بؤس عقل صاحبه! فإن كان مني الرجل يخرج من بين الصلب والترائب لمجرد أن الخلايا الجنينية - التي ستتطور فيما بعد إلي الخصية - موجودة في هذا الموضع من جسم الجنين, فهل يمكننا القول بأن إنزيمات الكبد أو البنكرياس هي أيضاً تخرج من بين الصلب والترائب ذلك لأن الخلايا الجنينية الأولية لهذة الأعضاء كانت أيضاً موجودة في هذا الموضع..؟!!
.
هل يمكن لعاقل ان يقبل بهذا المنطق..؟!! إنه بالفعل منطق أعوج..!
.
!صورة للجنين في مراحل تكوينه الأولية والتي يزعم بعض المسلمين انها تحمل اعجازاً علمياً
.
بعض التفسيرات الأخري التي جاء بها هؤلاء "المفسرون الجدد" والتي قرأتها في مثل هذة المواقع قالت بأن المقصود بالصلب إنما هو المراكز العصبية الموجودة في العمود الفقري والتي ترسل الإشارات العصبية للأعضاء التناسلية!! ولا أدري منذ متي وقد أصبحت المراكز العصبية وظيفتها تكوين الحيوانات المنوية!! حتي وإن افترضنا بصحة هذة النظرية, فهذا سيتناقض تماماً مع الآية التي تقول يخرج من بين الصلب والترائب, ولم تقل يخرج من الصلب فقط! فريق آخر من المفسرين الجدد ضربوا بقواميس اللغة ومعاجمها عرض الحائط وذهبوا لتفسير كلمة (الترائب) بالقول إنها تعني عظام الأرجل وليست عظام الصدر!!
.
الحقيقة أن هذة التفسيرات وغيرها هي ترهات لا يمكن لعاقل قبولها أو الإقتناع بها. فمن الواضح أن واضعي هذة التفسيرات إما أشخاص جهٌال ولم يدرسوا أبسط قواعد المنطق والعلوم أو إما أن يكونوا من عديمي الأمانة والضمير الذين يضحكون علي عقول البسطاء من عامة الناس!
.
في انتظار تفسير علمي لهذة الآية.. تفسير منطقي يحترم عقل الإنسان!

عزيزي المسلم.. الإله الذي خلق الإنسان لا يمكن ان يقع في أخطاء كهذة! مستحيل!

هناك تعليق واحد:

بدون اسم يقول...

فى هذا رد منطقي على تساؤلاتك ه رد جديد غير ما قيل من قبل :

http://www.kalemasawaa.com/vb/t15215.html#post126021

هذا من موقع أمريكى ( التعليق من الناحية العلميه )على تلك القضيه :

http://www.hawaii.edu/PCSS/biblio/articles/1961to1999/1976-biological-foundations.html

Related Posts with Thumbnails