ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة

17 ديسمبر 2010

صلب المسيح وتحريف الإنجيل.. أسئلة تبحث عن إجابات!

في مجال الصحافة وكتابة البحوث والتقارير العلمية وأيضاً التحقيقات الجنائية, هناك مصطلح أو مفهوم دائماً ما يُعرف باسم الـ Five Ws وهي عبارة عن خمسة أسئلة (وأحياناً ستة) يستخدمها الصحفي أو الباحث أو المحقق كقاعدة في تجميع المعلومات عن أمر ما (كجريمة قتل مثلاً) بهدف الإحاطة الكاملة بهذا الأمر من كافة جوانبه (كزمان حدوث الحادثة مثلا ومكانها وأسبابها).. إلخ. من خلال طرح هذة الأسئلة الخمسة ومحاولة البحث عن إجابات لها سيخرج الباحث في النهاية ببعض المعلومات والتي من بعد دراستها يقف علي "الحقيقة" التي يبحث عنها. وهذة الأسئلة الخمسة (ما ومن وأين ومتي ولماذا) تبدأ بالإنجليزية بحرف الـW  (ولهذا سُميت بهذا الأسم: Five Ws).


إضغط للتكبير
وكما تري فإن البحث عن إجابات لهذة الأسئلة الخمسة (أو الستة) سيتيح لأي شخص معرفة "القصة الكاملة" لأي أمر يبحث عنه. علي سبيل المثال يذكر لنا الإنجيل قصة صلب السيد المسيح كحادثة تاريخية بكافة التفاصيل. فيذكر لنا:


ما هو الحدث الرئيسي.. والإجابة هي صلب يسوع المسيح.
ومن هو المصلوب.. والإجابة هو يسوع الناصري بن يوسف النجار.
ومتي تم صلبه.. والإجابة بعد عيد الفصح اليهودي بين عامي 29 - 36 بعد الميلاد.
وأين تم صلبه.. والإجابة في موضع اسمه الجلجثة بمدينة أورشليم اليهودية.
وكيف تم صلبه.. والإجابة بتسمير يداه ورجليه علي خشبتين متعامدتين.
ولماذا تم صلبه.. والإجابه لأن رؤساء اليهود اشتكوا عليه للوالي الروماني واتهموه بتهم زائفة كتهمة التجديف وتضليل الشعب.


إذن فالإنجيل يذكر لنا "القصة الكاملة" لحادثة صلب المسيح بكافة تفاصيلها. وكل تفصي من هذة التفاصيل له ما يثبته تاريخياً, بل إن هذة الحادثة ككل لها عشرات بل مئات الشهود الذين شاهدوا يسوع بالفعل مصلوباً بين لصين. إذن ما يؤمن به المسيحيون في أن المسيح قد مات مصلوباً ليس مجرد "إيمان بأمور غيبية" ولا هو إفتراءاً أو كذباً منهم كما يدعي المسلمون بل هو الحقيقة بعينها التي حدثت بالفعل! حتي اليهود والرومان الوثنيين وإن كانوا لا يؤمنون بأن يسوع هو المسيح فهم يؤمنون بأن هذا المصلوب هو "يسوع الناصري" ولا أحد سواه!


والآن لنري ما هي القصة المذكورة في القرآن بشأن صلب المسيح..
يقول القرآن: "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا"  [النساء : 157].


فما هو الحدث الرئيسي.. والإجابة هي صلب "شبيه" عيسي.
ومن هو المصلوب.. القرآن لا يذكر لنا!
ومتي تم صلبه.. القرآن لا يذكر لنا!
وأين تم صلبه.. القرآن لا يذكر لنا!
وكيف تم صلبه.. القرآن لا يذكر لنا!
ولماذا تم صلبه.. القرآن لا يذكر لنا!

إذن فالقصة القرآنية المتعلقة بصلب المسيح هي قصة "مجهولة" لا أحد يعرف جوانبها الأساسية.. فلا يوجد فيها اي تفاصيل.. ولا يوجد حتي عليها شهود عيان! علي الجانب الآخر.. الإنجيل يذكر كل شيء وبأدق التفاصيل عن حادثة "الصلب" وكلها أحداث موثقة بالأدلة التاريخية.. أما القرآن فلا يذكر اي شيء, بل مجرد آية وحيدة "مبتورة" مقابل إنجيل كامل يتحدث عن صلب المسيح!

فأيهما نصدق..؟!

إن كنتم يا مسلمين تريدون للنصاري أن يكفوا عن القول بأن المسيح قد مات مصلوباً.. فلتأتوا لنا بالقصة الكاملة لما حدث في قرآنكم والتي تقول بأن الله قد ألقي شبه عيسي علي شخص آخر حتي نري الأمر بعمق ونصدقه إن كان بالفعل حقيقة!

علي الأقل من حقنا أن نعرف من هو هذا "الشبيه" الذي مات مصلوباً بدلاً عن المسيح!

ننتقل الآن لنقطة أخري ألا وهي التهمة التي يتهمنا بها كل مسلم وهي تهمة تحريف الكتاب المقدس.

بإستخدام نفس الإسلوب السابق.. سنطرح ستة أسئلة رئيسية بشأن هذا الإتهام وسنطالب كل مسلم أن يأتي بالإجابة عليها وأن يوثق ما يأتي به بالأدلة المادية والتاريخية. فإن عجز المسلم عن الإجابة, فهذا سيعتبر دليل ضده هو لأنه في هذة الحالة سيكون متهماً بطعن في مصداقية كتاب دون أن يملك الدليل علي ما يقول. بل الأكثر من هذا سيكون متهماً بالطعن في قدرة الإله الخالق الذي جاء بكتب ورسالات ولم يستطع أن يحافظ عليها من تحريف البشر!

السؤال الأول: ما؟

ما هو التحريف الذي حدث بالضبط؟ هل هو تحريف لفظي في ذات النص نفسه ام هو تحريف في تأويل معني النص ام الإثنين معاً؟ وهل تعرض الكتاب المقدس كله للتحريف ام فقط أجزاء منه؟ وما هي بالتحديد الأسفار التي تعرضت لهذا التحريف؟

السؤال الثاني: من؟                      

من صاحب فكرة التحريف؟ ومن الذي قام به؟ وهل المحرفّين كانوا هم جميع اليهود والنصاري الذين كانوا منتشرين في كل العالم في ذلك الوقت ام كانوا فقط طوائف محددة منهم؟ وما اسم هذة الطوائف ومن هم قادتهم؟ وهل هي مصادفة في أن يتفق كل اليهود مع كل النصاري في كل العالم علي تحريف كتبهم المقدسة؟

السؤال الثالث: متي؟

متي حدث هذا التحريف بالضبط؟ ما هو التاريخ بالتحديد وفي أي قرن من الزمان وفي اي عصر وفي اي عام حدث هذا؟ وكم كانت المدة التي ظل فيها التوراة والإنجيل دون ان يمسه اي تحريف؟ وهل تم تحريف التوراة قبل مجيء عيسي ام بعد مجيئه؟ كذلك الإنجيل, هل تم تحريفه قبل مجيء محمد ام بعد مجيئه؟

السؤال الرابع: أين؟

أين هو المكان الذي تم تحريف التوراة والإنجيل؟ في اي بلد واي مدينة تم ذلك الأمر؟

السؤال الخامس: كيف؟

كيف تم هذا التحريف؟ ما هي الطريقة التي إتبعها المحرفّون في تنفيذ مخططهم لتحريف الكتاب المقدس؟ وهل كانت هناك مقاومة من بعض اليهود والنصاري للوقوف ضد تحريف كتابهم المقدس ام استسلموا للأمر؟ وكيف أقنع المحرفون اليهود والنصاري المنتشرين في كل العالم بضرورة تحريف كتابهم الذي يؤمنون فيه؟ وماذا كان رد فعل هؤلاء اليهود والنصاري من هذا الأمر؟ وماذا فعل المحرفّون بعشرات الآلاف من النسخ والمخطوطات الأصلية من الكتاب المقدس؟ هل تخلصوا منها جميعاً بتجميعها في مكان واحد وإعدامها بالحرق كما فعل عثمان بن عفان مع المصاحف ام ماذا؟

السؤال السادس: لماذا؟

لماذا تم تحريف الكتاب المقدس؟ وماذا كان الهدف من وراء هذا التحريف وما هي الأسباب التي دفعت هؤلاء المحرفين لتحريف كتابهم الذي من المفترض انه الكتاب "السماوى" الذي يؤمنون به؟ وهل الأسباب التي دفعت اليهود لتحريف توراتهم هي نفسها الأسباب التي دفعت النصاري لتحريف إنجيلهم ام أن الأمر مختلف بينهما؟ وما الذي يجعل اي شخص يهودي أو نصراني - بعدما حدث هذا التحريف - أن يظل يتمسك ويؤمن بكتاب يعلم تمام العلم انه كتاب تم تحريفه علي أيدي الآخرين؟

يا من تتهموا كتابنا المقدس بالتحريف.. 
نريد منكم أن نعرف كل هذة الأمور منكم وبالتفصيل!

فهل يمكنكم هذا..؟!!

أنا شخصياً لا أعتقد ذلك!

ليست هناك تعليقات:

Related Posts with Thumbnails