المسيح ونظرة الفلاسفة والكتاب والنقاد إليه
.
بقلم القمص عبد المسيح بسيط ابو الخير
كاهن كنيسة السيدة العذراء الاثرية بمسطرد
.
كتب الكثيرون من الكتَّاب الغربيِّين من نُقَّاد وفلاسفة ومؤرِّخين وعلماء اجتماع وغيرهم من غير المتبحِّرِين في العلوم اللاهوتيَّة بعض الكتابات التي احتوت علي آراء خاصَّة بهم من جهة شخص الربّ يسوع المسيح والتي نظروا فيها للمسيح كأسمي وأعظم شخصيَّة وُجِدَت علي الإطلاق. كما تكلَّم بعض هؤلاء عن المسيح كالأقل تأثيرًا ونفوذًا من الناحية الدنيويَّة الماديَّة والسياسيَّة والحربيَّة لأنَّه لم يكن قائدًا سياسيًا ولا عسكريًا مع عدم نفيهم لسِمُوِّه وعظمته الروحيَّة كأعظم شخصيَّة ذات تأثير روحيّ علي الإطلاق. وقد تُرْجِمَت بعض هذه الكتب التي من النوع الأخير إلي العربيَّة وهلَّل لها البعض لأنَّها وضعت غير المسيح (رسول الإسلام) كالأكثر تأثيرًا من الناحية الماديَّة الدنيويًّة، خاصَّةً السياسيَّة والحربيَّة، بالرغمِ من عدم نفيها لعظمة وسِمُوّ المسيح كالأعظم والأسمي أخلاقيًا وروحيًا!! ومن هذه الكتابات؛ كتاب "أعظم مائة شخصيَّة مؤثِّرة في التاريخ" الذي كتبه الأمريكيّ، غير المتخصِّص في اللاهوتيَّات، مايكل هارت، والذي كتب قائمة تضمّ مائة شخصيَّة كان لها، من وجهة نظره، تأثيرها الدنيويّ والماديّ في التاريخ، بصرف النظر عن قيمتها الروحيَّة والأخلاقيَّة، سواء كانت شخصيَّات صالحة أو شرّيرة، المهم هو تأثيرها علي أكبر عدد ممكن من الناس. وقد وضع فيها الربّ يسوع المسيح رقم ثلاثة في الترتيب.
وبالرغم من أنَّ هذا الكتاب لم يلتفت إليه أحدٌ سواء في أمريكا أو في الغرب ولم يهتمْ به أحد، فقد هلَّل له البعض هنا وتُرْجِمَت أجزاء منه إلي العربيَّة أكثر من مرَّة بل واستخرج منه أحد الكتاب كتاباً آخر!! نقَّحه علي هواه. ولكن إنصافاً للحقيقة نقول أنَّ مايكل هارت نفسه يُؤَكِّد علي عكس ما يراه هؤلاء:
(1) فهو يُؤكِّد علي أنَّه لا يقدِّم لائحة بمن هو الأعظم والأسمي روحياً وأخلاقياً، بل من هو الأكثر نفوذاً مهما كانت أفعاله، سواء كانت صالحة أم شرِّيرة!! فيقول في المقدمة "يجب أنْ أؤكِّد بقوَّةٍ أنَّ هذه اللائحة هي قائمة الشخصيَّات الأكثر نفوذًا في التاريخ، وليست لائحة أكثرهم عظمة.. مثلاً يجد المرء مكانًا في لائحتي لرجلٍ كبيرِ النفوذ عديم الاستقامة والإحساس نظير ستالين ولكنك لا تجد مكانًا للقدِّيسة الأم كابريني. إنَّ هذا الكتاب يدور فقط حول السؤال: ما هي المائة شخصيَّة التي كان لها أكبر الأثر علي التاريخ وسير العالم ؟.. إن هذه اللائحة من الشخصيَّات الفذَّة – سواء كانت نبيلة أو طالحة يلحقها اللوم، أكانت شهيرة أم غير معروفة، برَّاقة أم متواضعة - تبقي لا محالة مشوّقة"!! وهنا يُؤكِّد هارت أنَّ ترتيبه لا يعتني لا بالعظمة ولا بسموّ الأخلاق! بل يعتني فقط بالتأثير علي أكبر عدد ممكن من الناس في أزمنة وأماكن مختلفة سواء كان تأثيرها سلبيًا أو إيجابيًا، خيراً أم شراً !!
(2) ويُؤكِّد هارت علي أنَّ وضعه للربِّ يسوع المسيح كرقم ثلاثة في قائمته لا يعني أنَّ الأوَّل أو الثاني أعظم منه روحيًا أو أخلاقيًا، بل يقول "لا الصيت ولا الموهبة (العبقريَّة) ولا سموّ الأخلاق ترادف النفوذ. وهكذا لم يوضع في هذه القائمة أي من بنيامين فرانكلين ومارتن لوثر كنج وبيب روث وحتى ليوناردو دافنشي.. ومن جهة أخري، لا يكون النفوذ دائمًا إيجابيًا أو بنيَّة سليمة أنَّ عبقريًا شريرًا مثل هتلر وارد في هذه اللائحة"!! ولذا فقد قال صراحة في أنَّه لم يفكر أنَّ الأوَّل "كان رجلاً أعظم من يسوع". ولم يقل أحد أنَّه وُجِدَ علي الأرض مَنْ هو أعظم مِنْ الربِّ يسوع المسيح. وما جعل هذا الرجل، مايكل هارت، لا يضع الربَّ يسوع كالأوَّل في هذه القائمة باعتباره الأسمي والأعظم روحيًا وأخلاقيًا هو عدم فهمه لحقيقة المسيحيَّة بالرغم من أنَّه مسيحيّ كاثوليكيّ! فهو ليس من رجال الدين ولا من علماء اللاهوت ولا أعتقد أنَّه تمكَّن من قراءة المسيحيَّة أو غيرها قراءة تجعل لأرائه قيمة في هذا المجال، فهو متخصِّص في علوم الرياضيَّات والفُلك والشطرنج ومحامٍ ولكن ليست لديه دراية تُذكر لا بالكتاب المقدَّس ولا بالكتب الدينيَّة الأخرى سواء كانت مسيحيَّة أو غير مسيحيَّة.
ومن هنا جاء عدم فهمه لحقيقةِ المسيحيَّة إذ تصوَّر أنَّ عدم قيام المسيح بدورٍ سياسيّ أو عسكريّ أو كتابته لكتابٍ يُقَلِّل من دوره في تأسيس المسيحيَّة ونسب الفضل الأكبر في تأسيس المسيحيَّة للقدِّيس بولس!! دون أنْ يدري أنَّ كلّ ما كُتِبَ في العهد الجديد هو عن شخص المسيح وحقيقة ربوبيَّته للكون وفدائه الأبديّ الذي قدَّمه للبشريَّة، كقول الكتاب المقدس "وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ" (يو20/30-31). ما أنَّ المسيح لم يأتِ ليكون له نفوذ ماديّ بل كان هو ربّ الكلّ ومملكته سمائيَّة روحيَّة فهو ملك الملوك وربّ الأرباب كقوله " مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ" (يو18/36). وأنَّ بولس الرسول لم يكنْ إلاَّ رسولاً للمسيح يعمل ما يُوَجِّهه به ويُرشده الربُّ يسوع المسيح "بُولُسُ، رَسُولٌ لاَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ بِإِنْسَانٍ، بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (غل1/1).
ولذا فنحن نرفضُ أمثال هذه الكتابات التي لم تفهم طبيعة شخص المسيح ولا طبيعة رسالته الروحيَّة والأخلاقيَّة والفدائيَّة السامية وتضعه في قائمة واحدة مع شخصيَّات شرِّيرة ودمويَّة من أمثال ستالين الدمويّ الرهيب الذي غدر بكلِّ أصحابه قبل أعدائه وهتلر النازيّ الذي دمَّر بلاده وكان السبب في قتل ملايين الناس وجنكيز خان الدمويّ الذي كان يقتل بلا شفقة أو رحمة!! فما يقوله هذا الكاتب يُخالف تمامًا كلّ ما كُتب عن المسيح سواء من المؤمنين بلاهوته أو غير المؤمنين به. بل ويُخالف ما رآه الفلاسفة العقلانيُّون والماديُّون وغير المؤمنين بالوحي أو وجود اللَّه والنُقاد في شخص المسيح والذين نظروا إليه نظرات خاصَّة تراوحت بين قولهم أنَّه الكائن أو الإنسان السوبر الذي لم يُوجد له مثيل عبر التاريخ، سواء في أسلوبه وأخلاقه أو في تعاليمه التي فاقت ما يُمكن أنْ يُنادِي أو يُعلِّم به بشر !! وبين قولهم أنَّ شخصيَّة بهذا الكيان والأسلوب لا يُمكن أنْ تكون قد وُجدت في التاريخ وإنما هو أسطورة من الأساطير!!
هناك تعليقان (2):
خادم المسيح
مش قولنا ترد على القديم قبل ما تنزل جديد
ولا هو حوار من جانب واحد
على العموم ده تاثير بولس واللى عمله فيكم
ايه رائيك بقه
الفاتيكان (ا ف ب) - ذكرت وكالة انسا الايطالية للانباء ان البابا بنديكتوس السادس عشر التقى الجمعة المسؤولين عن الكنيسة الكاثوليكية الايرلندية لمناقشة طريقة مواجهة فضيحة التجاوزات الجنسية في مؤسسات دينية ايرلندية بما في ذلك على صعيد التعويضات.
وقدم الكاردينال شون برادي رئيس اساقفة ايرلندا واسقف دبلن ديارميد مارتن الى البابا افكارهما لاعادة تحسين صورة وصدقية المؤسسات الدينية التي كان تقرير صدر في الفترة الاخيرة اتهمها بتلك التجاوزات ، كما اضافت الوكالة.
فقد نشرت لجنة تحقيق ايرلندية في 20 ايار/مايو تقريرا انتقد تجاوزات جنسية استمرت عقودا، واحيانا "مزمنة" حصلت ابتداء من الثلاثينات في مؤسسات تعنى بالاطفال تتولى ادارتها الكنيسة الكاثوليكية المتهمة بالتزام "الصمت". وتشمل الفضيحة ثماني عشرة منظمة دينية.
وقال الكاردينال برادي والاسقف مارتن ان على منظمات الكنيسة الكاثوليكية الايرلندية التي كانت ترأس هذه المؤسسات تقديم مزيد من التعويضات الى الضحايا. وطالبا باعادة النظر في اتفاق يعود الى العام 2002 حول التعويضات لضحايا هذه التجاوزات.
وقد عقدت الحكومة الايرلندية في 2002 اتفاقا مثيرا للجدل مع المنظمات الكاثوليكية يحدد حصتها من التعويضات التي يتعين دفعها الى الضحايا ب 128 مليون يورو اي 10% من المبلغ الاجمالي.
وفي المقابل، افلتت المنظمات الدينية بالكامل تقريبا من الملاحقات القضائية، ونددت الهيئات التي تمثل الضحايا بذلك.
واكد رئيس الوزراء بريان كوين اواخر ايار/مايو وجود "التزام اخلاقي للمنظمات بدفع مزيد من المساهمات للتعويض".
ودعت الرئيسة الايرلندية ماري ماكاليس ووزير العدل درموت اهيرن الى ملاحقات جزائية ضد القائمين بالتجاوزات الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وطالب ايرلنديون يعيشون في اكثر من 30 بلدا بتعويضات.
ده العادى والطبيعى بس هناك بيعلنوا هنا بقه كله فى طى الكتمان
وياما فى الاديرة مستخبى
اما الموضوع اللى هنا
فسواء ليه تاثير روحى او على الناس او نفسى او عسكرى او اى شئ
فهو اعظمهم فى راى الكاتب
كاتب مسيحى كاثوليكى
مش هتجاوب يقه على سؤالى
بولس لو دخلت عليه النساء بنفس اللبس اللى بيخشوا عليه على شنودة
تفتكر كان بولس قالهم ايه
يلا بقه جاوب بايمانك وبقوة الصليب
إرسال تعليق