** عن أبي ذر قال كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار والشمس عند غروبها فقال هل تدري أين تغرب هذه قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تغرب في عين حامية تنطلق حتى تخر لربها عز وجل ساجدة تحت العرش فإذا حان خروجها أذن الله لها فتخرج فتطلع فإذا أراد أن يطلعها حيث تغرب حبسها فتقول يا رب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعي من حيث غبت فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها. الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 5/528 - خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم.
.
** عن أبي ذر قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم على حمار عليه برذعة أو قطيفة ، وذلك عند غروب الشمس فقال لي : يا أبا ذر هل تدرى أين تغيب هذه ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تغرب في عين حمئة تنطلق حتى تخر ساجدة لربها تحت العرش ، فإذا حان وقت خروجها أذن لها فتخرج فتطلع فإذا أراد الله أن يطلعها من حيث تغرب حبسها ، فتقول يارب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعى من حيث غبت. الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الذهبي - المصدر: العلو - الصفحة أو الرقم: 83 - خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن.
.
** هل تدرون أين تغرب هذه ، تغرب في عين حامية. الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - لصفحة أو الرقم: 7026 - خلاصة حكم المحدث: صحيح.
.
ولمن لا يعرف العين الحمئة، فهى عين الماء ذات الحمأ، أى ذات الطين الأسود المنتن!
.
طبعاً لست في حاجة للقول بأن الإدعاء بأن غروب الشمس ناتج عن اختفاءها في عين حمئة او بئر من طين هو فضحية بكل المقاييس وخطأ علمي كارثي لا يُغتفر! فحديث كهذا لا يمكن ان يقبله اي انسان عاقل في يومنا هذا. بل وحتي الأطفال في المرحلة الإبتدائية قد يسخرون منك اذا قلت لهم مثل هذا الكلام! قد يصدق الناس مثل هذة الخرافات منذ 14 قرن من الزمان وقتما كانت البشرية تجهل حقيقة ان الارض كروية وأن غروب الشمس وشروقها سببه دوران الأرض حول محورها امام الشمس وليس ناتج عن حركة الشمس ذاتها كما كان يظن الناس من قبل!
.
ولكن قبل كل شيء أود أن أوضح أن هذا الحديث ليس منكر او ضعيف السند كما سيتسرع البعض بالحكم عليه بذلك. فالحديث قد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (كما ترون في تخريج الحديث). وانكار اي مسلم لهذا الحديث هو كذب علي رسول الله ومن كذب علي رسول الله متعمداً, فليتبوأ مقعده من النار!
.
وكثيراً ما يخلط المسلمون هذا الحديث مع الآية القرآنية المذكورة في سوره الكهف التي تتحدث عن "ذي القرنين": حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا [الكهف : 86], فيظنون ان هذة الشبهة موجودة فقط في القرآن ولا يدرون انها موجودة ايضا في السنة! فيقول أحدهم مدافعاً عن هذة الآية:
.
"ليس هناك أدنى تعارض ـ ولا حتى شبهة تعارض ـ بين النص القرآنى وبين الحقائق العلمية.. ذلك أن حديث القرآن هنا هو عن الرؤية البصرية للقوم الذين ذهب إليهم ذو القرنين، فمنتهى أفق بصرهم قد جعلهم يرون اختفاء الشمس ـ غروبها ـ فى هذه البحيرة ـ العين الحمئة ـ.. وذلك مثل من يجلس منا على شاطئ البحر عند غروب الشمس، فإن أفق بصره يجعله يرى قرص الشمس يغوص ـ رويدًا رويدًا ـ فى قلب ماء البحر. فالحكاية هنا عما يحسبه الرائى غروبًا فى العين الحمئة، أو فى البحر المحيط.. وليست الحكاية عن إخبار القرآن بالحقيقة العلمية الخاصة بدوران الأرض حول الشمس.."
.
الرد والتعليق:
.
حسناً.. إذا كان القرآن في هذة الآية لا يخبرنا عن حقيقة علمية, ولكن يخبر عن رؤية "ذو القرنين" لغروب الشمس وتصوره لها وكأنها تغرب في بئر من طين كما تقول (وهذا احتمال وارد ولا انكره), فما هو إذن تفسيركم لحديث رسول الإسلام مع ابي ذر والذي ذكر فيه بنفس اللفظ "أن الشمس تغرب في عين حمئة" وقت غروبها. فهل كان الرسول مع "ذي القرنين" عند هؤلاء القوم حينما قال هذا الحديث ليجد الشمس ايضاً تغرب في عين حمئة ام من المفترض انه هو الرسول المبعوث من الله والذي لا يتكلم عن الهوي ان هو إلا وحياً يوحي إليه...؟؟!
.
حتى إن حاول البعض من المسلمين إعطاء تأويل آخر لهذة الآية القرآنية (الكهف 86) يخالف معناها الصريح, فإنهم بلا شك سيصطدموا بصراحة ووضوح هذا الحديث. فإذا كان القرآن يتكلم في هذة الآية عن رؤية الرائي وليس عن حقيقة علمية, فكيف يأتي الرسول في هذا الحديث ليؤكد غروب الشمس في عين حمئة وكأنها حقيقة ثابتة..؟! الواضح أن الرسول كان يؤيد "ذو القرنين" في أن الشمس تغرب في عين حمئة وإلا فكيف يقر الرسول هذا الأمر في حديثه مع ابي ذر, وهو من المفترض كونه رسول الله يعلم انها مجرد خرافة خيالية ولا تمت بأي صلة بالحقائق العلمية..؟؟
.
وإن قال قائل أن الرسول كان يتكلم عن رؤيته الشخصية لهذا الغروب, فما الفائدة من حديث مثل هذا..؟؟ إذا كان الإنسان قديماً يعتقد ان الشمس تغرب في مياة البحر, فما الجديد الذي قد جاء به رسول الإسلام في حديث كهذا..؟! أليس ما ينطق به الرسول هو وحي من الله العالم بكل شيء..؟! فهل كان إله محمد يجهل حقيقة ان الشمس لا تغرب في بئر من طين او عجين, وإنها لا تتحرك اصلا من مكانها حيث ان الغروب والشروق ناتج عن حركة الأرض حول محورها امام الشمس..؟!!
.
إن حديث كهذا كفيل لأي مسلم - لديه ذرة من العقل والضمير - أن يترك الإسلام دون رجعه!
.
أخي المسلم.. الحقيقة أمامك صارخة ولا تحتاج منك سوي الأمانة مع نفسك ولو للحظة واحدة..
.
إسأل نفسك هذا السؤال..
.
هل يمكن أن يكون كلام الرسول هذا هو وحي من الله العالم بكل شيء..؟؟
.
والإجابة بالطبع: مستحيل!
.
انه ليس وحي من الله, بل وحي من الشاعر أمية بن أبي الصلت!
.
إليك ما أنشده أمية بن أبي الصلْت في قصيدته عن ذي القرنين والمدونة في (ديوان شعراء النصرانية قبل الإسلام ج1 ص 236) قائلا:
.
[بلغ المشارقََ والمغاربَ يبتغي، أسبابَ أمرٍ من حكيمٍ مرشـدِ]
[فرآى مغيبَ الشمسِِ عند مآبِها، في عينِ ذي خُلُبٍ وثأْطٍ حَرْقَدِ]
.
* خلب: طين. * ثأط: الحمأة. * حرقد: الأسود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق