ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة

18 أكتوبر 2010

في التفاسير القرآنية.. يوسف الصديق يخلع سراويله ويجلس بين رجلي زوجة فوطيفار!


يوسف العفيف بين الكتاب المقدس والقرآن..

نقرأ في سفر التكوين 39: 7-12

7 وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ امْرَأَةَ سَيِّدِهِ رَفَعَتْ عَيْنَيْهَا إِلَى يُوسُفَ وَقَالَتِ: «اضْطَجعْ مَعِي».

8 فَأَبَى وَقَالَ لامْرَأَةِ سَيِّدِهِ: «هُوَذَا سَيِّدِي لاَ يَعْرِفُ مَعِي مَا فِي الْبَيْتِ، وَكُلُّ مَا لَهُ قَدْ دَفَعَهُ إِلَى يَدِي.

9 لَيْسَ هُوَ فِي هذَا الْبَيْتِ أَعْظَمَ مِنِّي. وَلَمْ يُمْسِكْ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَكِ، لأَنَّكِ امْرَأَتُهُ. فَكَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟».

10 وَكَانَ إِذْ كَلَّمَتْ يُوسُفَ يَوْمًا فَيَوْمًا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ لَهَا أَنْ يَضْطَجعَ بِجَانِبِهَا لِيَكُونَ مَعَهَا.

11 ثُمَّ حَدَثَ نَحْوَ هذَا الْوَقْتِ أَنَّهُ دَخَلَ الْبَيْتَ لِيَعْمَلَ عَمَلَهُ، وَلَمْ يَكُنْ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ هُنَاكَ فِي الْبَيْتِ.

12 فَأَمْسَكَتْهُ بِثَوْبِهِ قَائِلَةً: «اضْطَجعْ مَعِي!». فَتَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ.

هذا إذن هو يوسف العفيف الذي رفض الخطية بل وهرب منها.. وهذة هي سيرته الطاهرة كما نعرفها من كتابنا المقدس..

لكن علي الجانب الآخر.. نقرأ في القرآن:

ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين  [يوسف : 24]

هذا القرآن الذي طالما سمعنا انه كرم الأنبياء نجد أنه يدعي بأن يوسف الصديق قد همّ بفعل الخطية مع إمرأة فوطيفار. والهمّ في اللغة معناه القصد والمقاربة من الفعل! الأكثر من ذلك أن المفسرين المتقدمين قد بينوا أن همّ يوسف كان بحل سراويله والجلوس بين رجلي أمراة فوطيفار استعداداّ لممارسة الخطية معها!!

أهذا هو تكريم الأنبياء في نظركم يا مسلمين..؟؟

جعلتم يوسف الصديق يخلع سراويله ويهّم ليمارس الزنا..؟!!

إقرأ معي ما قاله مفسري قرآنك في هذة الآية:

* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق

{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ } ، يقول: همت المرأة بيوسف حتى استلقت للجماع، { وَهَمَّ بِهَا } يوسف حين حل سراويله وجلس بين رجليها، { لَوْلاۤ أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } ، يعني آية ربه لواقعها، والبرهان مثل له يعثوب عاض على إصبعه، فلما رأى ذلك، ولى دبراً واتبعته المرأة { كَذَلِكَ } ، يعني هكذا، { لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوۤءَ } ، يعني الإثم، { وَٱلْفَحْشَآءَ } ، يعني المعاصي، { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُخْلَصِينَ } [آية: 24] بالنبوة والرسالة، نظيرها.

* تفسير تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ) مصنف و مدقق

{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ } قصدت منه الجماع { وَهَمَّ بِهَا } قصد ذلك { لَوْلآ أَن رَّءَا بُرْهَانَ رَبّهِ } قال ابن عباس:( مَثَلَ له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله) وجواب «لولا» لجامعها { كَذٰلِكَ } أريناه البرهان { لِنَصْرِفَ عَنْهُ ٱلسُّوءَ } الخيانة { وَٱلْفَحْشَآءَ } الزنا { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُخْلَصِينَ } في الطاعة. وفي قراءة بكسر اللام: أي المختارين.

* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق

{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا } ، والهمُّ هو: المقاربة من الفعل من غير دخول فيه، فهمُّها: عزمُها على المعصية والزنا. وأمّا همُّه: فروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: حلّ الهميان وجلس منها مجلس الخائن. وعن مجاهد قال: حلّ سراويله وجعل يعالج ثيابه. وهذا قول أكثر المتقدمين مثل سعيد ابن جبير والحسن. وقال الضحاك: جرى الشيطان فيما بينهما فضرب بإحدى يديه إلى جيد يوسف وباليد الأخرى إلى جيد المرأة حتى جمع بينهما.

* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ) مصنف و مدقق

{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ } هم عزم { وَهَمَّ بِهَا } هم الطباع مع الامتناع قاله الحسن. وقال الشيخ أبو منصور رحمه الله: وهم بها هم خطرة ولا صنع للعبد فيما يخطر بالقلب ولا مؤاخذة عليه، ولو كان همه كهمها لما مدحه الله تعالى بأنه من عباده المخلصين. وقيل: همَّ بها وشارف أن يهم بها، يقال: هم بالأمر إذا قصده وعزم عليه. ويجوز أن يكون { وهم بها } داخلاً في حكم القسم في قوله { ولقد همت به } ويجوز أن يكون خارجاً. ومن حق القارىء إذا قدر خروجه من حكم القسم وجعله كلاماً برأسه أن يقف على { به } ويبتدىء بقوله { وهم بها } وفيه أيضاً إشعار بالفرق بين الهمين. وفسر همَّ يوسف بأنه حل تكة سراويله وقعد بين شعبها الأربع وهي مستلقية على قفاها.

* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق

{ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا } وقصدت مخالطته وقصد مخالطتها، والهم بالشيء قصده والعزم عليه ومنه الهمام وهو الذي إذا هم بالشيء أمضاه، والمراد بهمه عليه الصلاة والسلام ميل الطبع ومنازعة الشهوة لا القصد الاختياري، وذلك مما لا يدخل تحت التكليف بل الحقيق بالمدح والأجر الجزيل من الله من يكف نفسه عن الفعل عند قيام هذا الهم، أو مشارفة الهم كقولك قتلته لو لم أخف الله. { لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ } في قبح الزنا وسوء مغبته لخالطها لشبق الغلمة وكثرة المغالبة.

* تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ) مصنف و مدقق

وقوله: { ولقد همت به } الآية، لا شك أن " هم " زليخا كان في أن يواقعها يوسف، واختلف في " هم " يوسف عليه السلام، فقال الطبري: قالت فرقة: كان مثل " همها " ، واختلفوا كيف يقع من مثل يوسف وهو نبي؟ فقيل ذلك ليريه الله تعالى موقع العفو والكفاية، وقيل الحكمة في ذلك أن يكون مثالاً للمذنبين ليروا أن توبتهم ترجع بهم إلى عفو الله كما رجعت بمن هو خير منهم ولم يوبقه القرب من الذنب، وهذا كله على أن هم يوسف بلغ فيما روت هذه الفرقة إلى أن جلس بين رجلي زليخا وأخذ في حل ثيابه وتكته ونحو هذا، وهي قد استلقت له؛ قاله ابن عباس وجماعة من السلف.

والآن انظروا إلي الكذب الإسلامي في محاولة للتستر علي هذة السقطة!

في موقع طريق الإسلام, مسلم يسأل ويقول:

ما تفسير الآية : { ولقد همت به وهم بها } في سورة يوسف ، مع أن يوسف عليه السلام " عفيف " وقد رفض الانصياع لنزوة امرأة العزيز ، فكيف يهم بها ؟

الإجابة:

الحمد لله

قال تعالى : { ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان } [يوسف:24]

كان همها للمعصية ، أما يوسف عليه السلام فإنه لو لم ير برهان ربه لهم بها - لطبع البشر - ولكنه لم يهم ؛ لوجود البرهان. إذا في الكلام تقديم وتأخير ، أي : لولا أن رأى برهان ربه لهم بها.

وهنا نسأل.. هل لغوياً يجوز التقديم والتأخير في هذة الآية كما يقول هذا المفتي..؟!

والرد من أقوال المفسرين أنفسهم:

** تفسير البغوي: وزعم بعض المتأخرين: أن هذا لا يليق بحال الأنبياء عليهم السلام، قال: تمّ الكلام عند قوله: { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ } ، ثم ابتدأ الخبر عن يوسف عليه السلام فقال: { وَهَمَّ بِهَا لَوْلاۤ أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } ، على التقديم والتأخير، أي: لولا أن رأى برهان ربه لهمَّ بها، ولكنه رأى البرهان فلم يهم. وأنكره النحاة، وقالوا: إن العرب لا تُؤخّر لولا عن الفعل، فلا تقول: لقد قمت لولا زيد، وهو يريد لولا زيد لَقُمْتُ.

** تفسير البيضاوي: ولا يجوز أن يجعل { وَهَمَّ بِهَا } جواب { لَوْلاَ } فإنها في حكم أدوات الشرط فلا يتقدم عليها جوابها، بل الجواب محذوف يدل عليه.

**  تفسير النسفي: وجواب { لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ } محذوف أي لكان ما كان. وقيل: { وهمّ بها } جوابه ولا يصح، لأن جواب « لولا» لا يتقدم عليها لأنه في حكم الشرط وله صدر الكلام والبرهان الحجة.

ليست هناك تعليقات:

Related Posts with Thumbnails