حينما أتحدث كمسيحي
مع شخص مسلم وأطلب منه ردود منطقية عن بعض التساؤلات في القرآن أو الأحاديث.. لا أجد
منه سوي الهجوم علي الكتاب المقدس وكأن بهجومه علي المسيحية قد انتصر للإسلام ورد
الشبهات عنه! كأنه يريد أن يقول لي: إن كان الإسلام فيه من الأمور التي تتنافي مع
العقل أو الأخلاق السليمة, فالمسيحية أيضاً فيها كذلك.. يعني إحنا كدة خالصين!
يعني بصريح العبارة: لا تعايرني ولا أعايرك.. دة الهم طايلني وطايلك!
وأعطي بعض
الأمثلة علي ذلك.. فمثلا عندما أتحدث مع مسلم عن المرأة التي تقطع الصلاة كالحمار
والكلب الأسود, أجده علي الفور يتهم الكتاب المقدس بوصف المرأة بالنجاسة!
وعندما أتحدث معه
عن آيات القتال وفرض الجزية علي اليهود والنصاري, أجده يقول لي ان المسيحية أيضاً تشجع
علي القتل ويستشهد بمقولة السيد المسيح: ما جئت لألقي سلاماً علي الأرض بل سيفاً!
وعندما أتحدث
معه عن الإعجاز العلمي في التداوي ببول الإبل والحبة السوداء, أجده يتكلم عن فطيرة
حزقيال المخبوزة علي فضلات البشر!
وهكذا أجد أن
الكثيرين من المسلمين لا يهمهم الدفاع عن الإسلام بقدر ما يهمهم أن يثبتوا للطرف الآخر
تحريف الإنجيل وفساد العقيدة المسيحية!
ولنفترض جدلاً
أن المسيحية عقيدة محرفة كما يقولون.. فهل هذا كافي ليثبت بأن الإسلام هو العقيدة
الإلهية الحق..؟؟
فإذا افترضنا أن
الكتاب المقدس قد وصف المرأة بالنجسة.. فهل هذا الأمر سيبرر إشتراك المرأة مع
الحمير والكلاب في قطع الصلاة..؟؟
وإذا افترضنا أن
المسيحية تشجع علي القتل.. فهل هذا سيبرر آيات القتال والإرهاب وفرض الجزية في
القرآن..؟؟
وإذا افترضنا أن
الكتاب المقدس يأمر بأكل فضلات البشر.. فهل هذا سيبرر فضيحة التداوي ببول المعيز
والجمال..؟؟
أم هو الأمر كله
كما قلت في البداية يتلخص في عبارة: لا تعايرني وأعايرك..؟؟
للاسف أري أن
المسلم ينظر للمسيحية وكأنها العدو اللدود للإسلام! فلا يغضب المسلم حينما يري
أمامه أحد المسلمين يلحد أ و
ينكر وجود الله أكثر من رؤيته لمسلم يرتد إلي المسيحية ويؤمن بالإله الحق!
حينما يقوم
شخصاً ما بجريمة السرقة ويتم محاكمته وحبسه.. فإن يصبح في نظر القانون مجرم ويستحق
العقوبة.
فحتي وإن برر
هذا الشخص جريمته بالقول انه سرق المجني عليه لأنه قد وجد الأخرين أيضاً يسرقون..
فهذا لن يبرأه من العقوبة! فحتي ولو كان جميع الناس لصوص, فهو أيضاً سيظل لص في نظر المحكمة ويستحق أن يُعاقب!
فإن كانت
المسيحية عقيدة فاسدة يا عزيزي المسلم, فهذا لن يبريء الإسلام! سيظل الإسلام مُدان حتي وإن كانت كل
عقائد الأرض مُحرفة ومزورة!
ليت المسلم يفهم
أنها ليست مباراة يريد أن ينتصر فيها أو علي الأقل يتعادل! إنه مصيره الأبدي الذي هو
بعد موته لا يمكن إعادة تصحيحه مرة أخري..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق