وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ
(التكوير 5)
كالعادة اختلف المفسرون في شرح الآية فمنهم من قال حُشرت البهائم اي ماتت (كابن العباس وغيره) ومنهم من قال حُشرت اي إختلطت (ثني أُبيّ بن كعب) ومنهم من قال حُشرت اي جُمعت (الحسن وقتادة) وهذا المعني هو ما ذهب إليه إمام المفسرين الشيخ الطبري فيقول: "وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى حشرت: جمعت، فأميتت لأن المعروف في كلام العرب من معنى الحشر: الجمع ومنه قول الله { والطَّيْرَ مَحْشُورَةً } يعني: مجموعة." (تفسير الطبري).
أما الإمام ابن كثير فيقول في تفسيره: "وقوله تعالى: { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } أي: جمعت؛ كما قال تعالى: { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَـٰلُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِى ٱلكِتَـٰبِ مِن شَىْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } [الأنعام: 38] قال ابن عباس: يحشر كل شيء، حتى الذباب. رواه ابن أبي حاتم." (تفسير ابن كثير). وفي تفسير الإمام القرطبي يقول ابن العباس: "تحشر الوحوش غداً: أي تجمع حتى يُقتصَّ لبعضها من بعض، فيقتصَّ للجَمّاء من القَرْناء، ثم يقال لها كوني تراباً فتموت." (تفسير القرطبي).
وروى أحمد في "المسند" (5/172) وحسنه المحققون ، وكذا الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" تحت حديث رقم (1967) عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَالِسًا ، وَشَاتَانِ تَقْتَرِنَانِ ، فَنَطَحَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَأَجْهَضَتْهَا ، قَالَ : فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقِيلَ لَهُ : مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : عَجِبْتُ لَهَا ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُقَادَنَّ لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ . أي لَيُقْتَصَّنَّ لها).
ماعزتان تتنطحان |
يقول النووي في شرح صحيح مسلم عند كلامه على قول رسول الإسلام: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء.. قال: هذا تصريح بحشر البهائم يوم القيامة وإعادتها يوم القيامة كما يعاد أهل التكليف من الآدميين.. قال العلماء: وليس من شرط الحشر والإعادة في القيامة المجازاة والعقاب والثواب. وأما القصاص من القرناء للجلحاء فليس هو من قصاص التكليف إذ لا تكليف عليها بل هو قصاص مقابلة والجلحاء بالمد هي الجماء التي لا قرن لها. والله أعلم. انتهى.
الخلاصة إذن أن إله الإسلام سيجمع كل الحيوانات في يوم القيامة ليقتص كل حيوان من الآخر "قصاص مقابلة" قبل أن يتحول الحيوان بعد ذلك إلي تراب.. حتي الحشرات من ذباب وبعوض وبق الفراش سيحشره إله الإسلام في هذا اليوم لتقتص كل حشرة من الحشرة الآخري!
!حتي الذباب سيحشره إله الإسلام ويقتص منه يوم القيامة |
أيأتي الله يوم القيامة ليعاقب ذبابة تشاجرت مع ذبابة اخري
ويقتص منها قبل أن يحولها إلي تراب..؟!!
أيُعقل هذا عزيزي القاريء..؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق