.
* مرسلة بواسطة شهرزاد:
من مدونة قضايا المرأة والتحرش في الوطن العربي
.
يؤمن المسلمون بأن ما سبقهم من ديانات سماوية تم تحريفها على يد أتباعها لإشباع أهوائهم البشرية. وفي اعتقادي الشخصي وفي منطقي البسيط إنني عندما أؤمن بأن شيئا قد حُرف فإنني لا آخذ به ولا ارجع إليه ولا استشهد به. ولكن في عالمنا الميكيافيلي كل شيء مشروع طالما أنه يصل بنا إلى غايتنا؛ يعني تستطيع لي عنق آيات القرآن للوصل لغايتك، وتستطيع الاستشهاد بما تنكر للوصول إلي هدفك، وتستطيع إرهاب الناس للوصول إلي ما تريد، بل ولك أن تقتلهم أيضا للوصول إلى غايتك. وطالما إن كل الوسائل تم تغليفها بقشرة الإيمان وبحب الله, فلا خوف على الميكيافليين ولا يحزنون.
.
أولاً: من الأمور الملحوظة التي ألاحظها ويلاحظها غيري من المناهضين للحجاب هو استدلال المؤيدين للحجاب في دفاعهم عنه بملابس الراهبات كدليل على صحة وعفة الحجاب. فمعروف أن الراهبة ترتدي زيا يغطي جسدها من رأسها إلى أخمص قدميها ولا يظهر منها إلا وجهها وكفيها. ويستدل المسلمون على صحة وحقيقة الحجاب بملابس الراهبة المسيحية. والغريب والشاذ في ذلك هو كوّن المسيحية ديانة محرفة في عرف المسلمين ومع ذلك يعطوا لأنفسهم حق الاستدلال على صحة ادعائهم بالرجوع إليها. إما أن يتبعوا المسيحية بحذافيرها أو يتركوها في حالها بحذافيرها.
.
ثانياً: الراهبة المسيحية لم يفرض عليها المسيحيون هذا الزى بل اختارته من نفسها ومن نابع حريتها الشخصية التي وهبها لها الله تعالى. الراهبة لم تخير بين الرهبنة أو النار لتضطر مسيرة لاختيار الرهبنة بل اختارت الرهبنة تطوعاً وحباً في الله وإن لم تكن اختارته ما كان الله ليرجمها أبدا من ملكوت سمواته. كذلك الراهبة لم تخير بين وضع زي الرهبنة أو الوضع في النار بل قررت ذلك بنابع من سلطتها الخاصة على نفسها. هذا إلى جانب أن الراهبة تكرس حياتها لخالقها فقط ولا تتزوج ولا تختلط بالناس إلا للأعمال الخيرية والإنسانية. هذا إلى جانب أن الراهب نفسه يفعل نفس الشيء بل ويضع أيضا ثيابا تغطيه من رأسه إلى أخمص قدميه.
.
.
إلى جانب شذوذ اعتماد المسلمون على المسيحية لإثبات صحة حكم من الأحكام الإسلامية، نجد انه لا يوجد اي تشابه بين الحجاب الإسلامي والرهبنة المسيحية!
.
1- لا يوجد رهبنة في الإسلام والمرأة المسلمة ليست مجبرة على التأسي بالراهبة المسيحية، وعليه وإن تم غسل مخها بالكلام عن الراهبات فيجب غسل مخ الرجل أيضا بالكلام عن الرهبان المسيحيين؛ وعلى كل رجل مسلم أن يرتدي زي الرهبان ويغطي رأسه إلى أخمص قدميه.
2- المرأة المسلمة غير مُخيرة مثل الراهبة المسيحية بل هي مسيرة إلى الحجاب كبديل للنار والتعليق من شعرها يوم الحساب. النساء المسلمات تجدهم ينشئن في مجتمع لا تسمعن فيه شيء إلا إنهن من أكثر أهل النار وسيتم تعليقهن من شعرهن! فماذا تتوقعون من المرأة المسلمة..؟!! هل ستضع الحجاب وهي مخيرة مثلما اختارت الفتاة المسيحية الرهبنة وهي مخيرة..؟!! بالطبع لا، بل ستضعه رعباً وكرهاً وهي تقنع نفسها إن تعمل عملاً يرضي الله ورسوله!
.
3- الرجل المسيحي الراهب يغطي جسده بالكامل، ولكن الرجل المسلم يلبس الشورت والفانلة ولا يكتفي بالحرية التي ينعم فيها بل يخدع المسلمة بالكلام المعسول عن جمال ملابس الراهبة التي ترضي الله ويفتح لها أبواب الجنة.
.
ويزعم الكثير من رجال المسلمين فيما هم زاعمون أن مريم العذراء كانت أيضا تغطي رأسها كما تظهر في الأيقونات المسيحية. ويفتنون النسوة المسلمات بكلام عن التأسي بالعذراء التي اصطفاها الله من بين النساء. وكل هذا الكلام يدخل ضمنا في الأساليب المستخدمة لغسل الدماغ بعيداً عن الحقائق والبراهين القرآنية والإنسانية. وينسى هؤلاء الغاسلون للأدمغة البشرية أن مريم العذراء - إن كانت صورها حقيقية - كانت ترتدي زياً لا يخرج عن كونه زي جميع نساء عصرها؛ زي لا يليق إلا بالعصور الأولى.
.
.
وإن قال لي احدهم ولما لا تتقيد النساء بزي العصور الأولي بما إنها عصور العفة والطهارة، أقول إنها لم تكن عصور عفة وطهارة، وإن وافقت هذا الكلام... ففي هذا الحالة فليتقيد الرجل أيضا بزي العصور الأولى الذي يرونه في صور وأيقونات المسيح بن مريم. إذن لنتقيد جميعا بزي العصور الأولى، النساء يتأسين بمريم في زيها والرجال يتأسوا بابن مريم في زيه. وكما تظهر مريم بغطاء على رأسها يظهر أيضا ابنها المسيح بغطاء على رأسه!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق