ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة

17 سبتمبر 2010

القصص القرآنية وإختلاف العلماء المسلمين!

قصة النبي يونان الذي ابتلعه الحوت هي قصة معروفة لنا جميعاً ومذكورة في كلاً من كتاب العهد القديم وكتاب القرآن.

.

ربما الكثير من المسلمين حينما قرأوا هذة القصة في القرآن تساءلوا في أنفسهم عن المدة التي مكثها النبي يونان (او يونس كما يسمونه) في بطن الحوت؟ فهل كانت ساعات ام أيام ام أسابيع ام شهور..؟؟

.

القرآن لا يذكر المدة التي قضاها يونان في بطن الحوت, ولكن إن أراد المسلم البسيط أن يشبع فضوله لمعرفة هذا الأمر, فإنه سيصطدم بكم هائل من المعلومات المتناقضة! فكالمعتاد, اختلف الفقهاء والمفسرون! فما من شيء إلا وقد اختلفوا فيه! وإذا فتحت اي كتاب إسلامي من كتب التفسير او الفقة ستجد دائماً عبارة "وإحتلف العلماء.." متبوعة بعبارة "والله أعلم.."! وكأن هؤلاء العلماء إتفقوا فقط ألا يتفقوا فيما بينهم ليتركوا المسلم في متاهة دائمة!

.

لنري ماذا قال العلماء في المدة التي مكثها يونان (يونس) في بطن الحوت..

.

ذكر ابن كثير في تفسيره عن مدة لبث يونس في بطن الحوت عن سعيد بن أبي الحسن البصري قال: مكث في بطن الحوت أربعين يوماً. رواه ابن جرير، وقال البغوي في تفسيره: فمكث فيه أربعين من بين يوم وليلة. وقال عطاء: سبعة أيام. وقيل: ثلاثة أيام. وقال أبو السعود: قذفه الحوت إلى الساحل بعد أربع ساعات كان فيها في بطنه وقيل بعد ثلاثة أيام. وقال الألوسي: قذفه إلى الساحل بعد ساعات. قال الشعبي: التقمه ضحى ولفظه عشية. وعن قتادة أنه بقي في بطنه ثلاثة أيام وهو الذي زعمته اليهود. وعن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه أنه بقي سبعة أيام. (المصدر: إسلام ويب - رداً علي سؤال احد المسلمين عن المدة التي قضاها يونس في بطن الحوت).

.

إذن هذة هي أقوال العلماء في المدة التي مكثها يونان (يونس) في جوف الحوت.. فهناك من قال انها 40 يوماً.. وهناك من قال انها 7 أيام.. وهناك من قال انها 3 ايام.. وهناك من قال انها فقط بضع ساعات.. وفي النهاية تجد عبارة: الله وأعلم!

.

فأي مدة قضاها هذا النبي في بطن الحوت.. الحقيقة لا أحد يعرف منهم!

.

مسكين هذا المسلم الذي تجرأ وسأل سؤال كهذا! ولكن هذا هو الإسلام.. الإسلام: قال وقيل! مجرد أقوال من هنا وأقوال من هناك غايتها هو تضليل المسلم واحباطه عن البحث والمعرفة..

.

قد يري البعض ان معرفة هذا الأمر لا فائدة من وراءه ولا يهمنا في شيء.. ولكن أقول أن مثل هذة الأمور التي قد يراها البعض بالتافهة هي في الحقيقة أمور توضح صدق مصدرها.. فكيف يمكن لأي شخص ان يثق في مصدر أخبار إن كان هذا المصدر ينقل له اخباراً متناقضة..؟؟ وإن كان القرآن لم يذكر هذة المدة بالتحديد, فمن أي مصدر جاء هؤلاء العلماء بهذة المعلومات..؟؟ هل أصبح هؤلاء العلماء مجرد ناقلي للأقاويل المحيطة بهم..؟؟

.

علي الجانب الآخر.. لا تجد هذا الأمر في الكتاب المقدس.

.

فحينما تقرأ قصة يونان في كتاب العهد القديم, تجد الكتاب يذكر بالتحديد المدة التي قضاها يونان في بطن الحوت "وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتًا عَظِيمًا لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال" (يونان 1: 17). وفي الإنجيل (العهد الجديد), تحدث السيد المسيح عن يونان النبي قائلاً: "لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال" (متي 12: 40).

.

هذا هو وضوح كتابنا المقدس.. كتابنا المقدس يذكر كل شيء بالتفصيل, وهذة التفاصيل هي الدليل علي صدقه. أما المعلومات الغامضة الخالية من اي تفصيل فلا يمكن الوثوق بها. فحينما يحقق وكيل نيابة مع متهم مثلاً, تجده يسأل في ادق تفاصيل, لأن هذة التفاصيل هي التي ستكشف صدقه او كذبه!

.

مثلا لو قال لك شخص انه حاصل علي درجة الدكتوراة.. فهل ستثق في كلامه هذا دون أن تسأله من اي جامعة حصلت عليها, وفي اي عام, وما هي الجهة التي كانت تشرف عليك في ابحاثك, ومن هم أسماء من اشتركوا معك في هذة الأبحاث.. إلخ؟؟

.

فإن لم يدلي بأي من هذة التفاصيل فالمحتمل انه كاذب.. اما اذا ادلي بها, فيمكنك في هذة الحالة الرجوع لهذة الجامعة والاستفسار منها إذا كان هذا الشخص قد حصل علي هذة الشهادة فعلا في هذا العام ام لا..

.

هذة هي أهمية التفاصيل لمن يقول انها لا تهم.. والقرآن في الكثير من قصصه خالي من التفاصيل.. التفاصيل الوحيدة التي يذكرها القرآن هي عن علاقة النبي بزوجاته وجواريه (في سورة التحريم مثلا). أما السنة والأحاديث فحدث ولا حرج.. عشرات الآلاف من الأحاديث تتكلم بالتفصيل عن اسرار الرسول في الفراش مع عائشة (وهي أمور لا تفيد المسلم لأنها من خصوصيات النبي نفس)! لكن أن تجد حديث يقل لك كم مكث يونس في بطن الحوت, فلا تجد!

.

فهل الوحي الإلهي يهتم فقط بأمور الجنس, ويترك باقي الأمور غامضة..؟!

هناك تعليقان (2):

انسان جديد في المسيح يقول...

ربنا يبارك حياتك على المقال ، ولكني ارجو تغيير العنوان الى (اختلاف العلماء المسلمين) فالمسيحيون لا يختلفون في هذا الشأن لانه (كما تفضلت) واضح ومعلن في الكتاب المقدس ، الذي يوضح كل شيء ، اما القرآن فلن تجد فيه اسم (حواء) زوجة آدم، ولن تجد فيه اسم ( سارة) زوجة ابراهيم ، ولن تجد فيه ضربات موسى العشر (ذكر تسعة فقط وقام بحذف الضربة العاشرة التي تستلزم تقديم خروف الفصح الاشارة والنبؤة الى فداء السيد المسيح ، ولم يذكر القرآن اسم الذي كان على الصليب (اذا كان شخصا آخر غير المسيح) بصراحة ، قراءة القرآن تفتح المجال للاسئلة فقط ولا تعطي اجابات الا بقراءة الكتاب المقدس. شكرا لمجهودك والرب يبارك في خدمتك

SERVANT OF JC يقول...

اشكرك عزيزي "انسان جديد في المسيح" علي تعليقك المشجع .. بالفعل قمت بتغيير اسم العنوان إلي : "القصص القرآنية واختلاف العلماء المسلمين.."

كلامك بالتأكيد سليم 100%.. القرآن كتاب لا يشرح ولا يفصل, بل يعتمد علي الغموض في كثير من آياته.. ولهاذا يضطر المفسرون لجمع أقاويل من هنا ومن هناك لإصلاح هذا الأمر وتوضيح مقاصد القرآن.. ولكن في الحقيقة ما يقوم به المفسرون هو محاولة يائسة منهم.. فتجدهم يتخبطون يميناً ويساراً في اقوالهم ليجد المسلم نفسه في متاهة تامة!

أشكرك عزيزي مرة اخري, والرب يبارك حياتك دائما.. آمين :)

Related Posts with Thumbnails