ألم يسأل المسلم نفسه لماذا لم يتم
ترتيب السور والآيات القرآنية ترتيباً زمانياً وفقاً لوقت نزولها..؟؟
من يقرأ الكتاب المقدس, مثلاً, سيجد
أسفار العهد القديم تسبق أسفار العهد الجديد. وهذا بالطبع أمر منطقي. فكتاب العهد
القديم كتبه الأنبياء بالوحي الإلهي قبل أن يولد السيد المسيح بمئات وآلاف السنين.
والكثير من هذة الاسفار يحتوي علي عشرات النبوات الكتابية التي تتحدث عن مجيء المسيح
كمخلص للعالم وعن ولادته في بيت لحم اليهودية من إمرأة عذراء. أما العهد الجديد
فهو إنجيل وبشارة المسيح الذي فيه سرد لمعجزاته وأهم الأحداث التي مر بها كهروبه
إلي مصر وهو صبي صغير من هيرودس وكمحاكمته أمام بيلاطس الوالي الروماني وصلبه
وموته ودفنه وقيامته في اليوم الثالث وظهوره لتلاميذه واخيراً صعوده للسماء
وهي كلها أمور تتفق مع ما جاء من نبوات كتاب العهد القديم.
لذا من الطبيعي أن تكون أسفار العهد
القديم وما فيها من نبوات في بداية الكتاب المقدس وليس في آخره!
كذلك فإن أسفار كتاب العهد القديم هي نفسها
مرتبة ترتيباً زمانياً. فالكتاب يتحدث في البداية عن خلق الكون فيقول: "في
البدء خلق الله السموات والأرض". ثم يتحدث عن خلق آدم وعن سقوطه في الخطية ثم
ظهور الأنبياء وإنذارتهم لشعب الله.. إلخ.
إذن فالكتاب المقدس يبدأ مع القاريء
منذ أول لحظة في نشأة الكون وينتهي به في سفر الرؤيا وما سيحدث في نهاية الآيام.
لم نجد كتابنا المقدس مثلاًُ يتحدث في آية عن موسي والضربات العشر التي ضُرب بها
فرعون مصر ثم في الآية التي تليها يتحدث عن كيف خلق الله حواء من ضلع آدم!
أما في القرآن.. فلن تجد سوي
"العشوائية" في ترتيب الآيات والسور القرآنية. فتجد آية تتكلم عن بني
إسرائيل وعبادتهم للعجل ثم تقفز الآية التي تليها لموضوع لا علاقة ولا ترابط له بالموضوع
السابق لا زمنياً ولا تاريخياً! فالذي يقرأ القرآن لن يدري مثلاً هل ظهور موسي سبق ظهور نوح
ام ظهور نوح هو الذي سبق ظهور موسي! ناهيك أن الآيات القرآنية نفسها غير مرتبة
زمانياً وفق وقت "نزولها" علي رسول الإسلام. فتجد الآيات الناسخة سابقة
للآيات المنسوخة والسور المكية متأخرة عن السور المدنية!
هكذا تجد القرآن.. لن تجد فيه اي ترابط
أو تسلسل زمني في الأحداث.. مجرد آيات تم تجميعها ووضعها في عشوائية تربك من يقرأه
وتجعله لا يعرف رأسه من قدمه! وهذا كان هو غرض محمد!
كان محمد هو من يأمر كتبة الوحي بكتابة
كل ما ينزل من القرآن في سورته المحددة فيقول: "ضعوا هذه الآية أو الآيات في السورة
التي يذكر فيها كذا، أو ضعوها في سورة كذا. فمحمد إذن هو الذي من رتب هذة الآيات
بغير وقت نزولها عليه حتي لا يدري من يقرأ قرآنه حقيقة "التحوّل" الجذري
الذي طرأ علي الرسالة المحمدية بعد الهجرة من رسالة مسالمة لا تكره أحد علي الإسلام
وتقبل التعايش مع أهل الأديان المختلفة إلي رسالة أخري مخالفة لما سبق ولا تقبل
سوي بالإسلام ديناً وتأمر بالجهاد والقتال لفرض الدين بالقوة وبالإكراه!
وقد نجح محمد بهذا التكتيك في أن يخدع
الكثيرين. فنجده يضع الآيات المدنية (وهي آيات العنف والقتال ضد غير المسلمين) وسط
سورة مكية والتي هي بطبيعة الحال تتحدث عن المسالة والتسامح وقت أن كان محمد ضعيفا بلا أنصار وبلا قوة عسكرية! لقد أراد محمد بهذا
الترتيب أن يخفي الآيات المدنية وسط السور المكية تماماً كالذي يريد اخفاء الثمار المعطوبة
بين الثمار الجيدة . فيقوم بتوزيعها . بوضع بعض الثمار الجيدة علي وجه القفص ، والبعض
في المنتصف والبعض الآخر في قاع القفص . وتوزيع الثمار المعطوبة وسط الأخري الجيدة
…!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق