في ذكري ميلاد
الرب يسوع المسيح.. أتوجه لكل مسلم بسؤال وأقول له:
لماذا يا عزيزي
ترفض فكرة ظهور الإله في صورة إنسان في حين أن قرآنك يقر بحقيقة ظهور الملائكة والكائنات
الروحية في صورة بشرية..؟!!
لنقرأ ما جاء
في سورة مريم 17 والتي تتحدث عن ظهور الملاك جبريل للسيدة مريم العذراء وبشارتها
بولادة المسيح:
(فاتخذت
من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا)
[مريم : 17]
* تفسير جامع البيان
في تفسير القرآن/ الطبري:
{ فأرْسَلْنا إلَـيْها
رُوحَنا فَتَـمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا } يقول تعالـى ذكره: فتشبه لها فـي صورة آدميّ سويّ الـخـلق
منهم، يعنـي فـي صورة رجل من بنـي آدم معتدل الـخـلق.
* تفسير الجامع
لاحكام القرآن/ القرطبي:
{ فَتَمَثَّلَ لَهَا
} أي تمثل الملك لها. { بَشَراً } تفسير أو حال. {
سَوِيّاً } أي مستوي الخلقة؛ لأنها لم تكن لتطيق أو
تنظر جبريل في صورته. ولما رأت رجلاً حسن الصورة في صورة البشر
قد خرق عليها الحجاب ظنت أنه يريدها بسوء فـ { ـقَالَتْ إِنِّيۤ أَعُوذُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ
مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً } أي ممن يتقي الله.
* تفسير تفسير القرآن
الكريم/ ابن كثير:
{ فَتَمَثَّلَ لَهَا
بَشَراً سَوِيّاً } أي: على صورة إنسان تام كامل.
* تفسير تفسير الجلالين/
المحلي و السيوطي:
{ فَتَمَثَّلَ لَهَا
} بعد لبسها ثيابها { بَشَراً سَوِيّاً } تامّ الخلق.
* تفسير زاد المسير
في علم التفسير/ ابن الجوزي:
{ فتمثَّل لها بَشَراً
سويّاً } ، والمعنى: تصوَّر لها في صورة البَشَر التامّ الخِلْقة.
وقال ابن عباس: جاءها في صورة شاب أبيض الوجه جعد قطط حين
طرَّ شاربه.
* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي:
{ فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً } أي فتمثل لها جبريل في صورة آدمى شاب
أمرد وضيء الوجه جعد الشعر { سَوِيّاً } مستوى الخلق. وإنما مثل لها في صورة الإنسان لتستأنس بكلامه ولا تنفر عنه ولو بدا لها
في صورة الملائكة لنفرت ولم تقدر على استماع كلامه.
* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن:
{ فتمثل لها بشراً سوياً } أي سوي الخلق لم ينقص
من الصورة الآدمية شيئاً.
* تفسير روح البيان
في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي:
{ فتمثل لها } يعنى
فتشبه لاجلها فانتصاب قوله { بشرا } على انه مفعول به { سويا } تام الخلق كامل البنية لم يفقد من حسان نعوت الآدمية شيئا
وذلك لتستأنس بكلامه وتتلقى منه ما يلقى اليها من كلماته تعالى اذ لو بدا لها على الصورة
الملكية لنفرت منه ولم تستطع استماع كلامه.
الملاك جبرائيل يبشر مريم العذراء بميلاد المسيح |
وكما طالعنا
أقوال أهل العلم من مفسري القرآن.. فإن الملاك جبريل الذي هو كائن روحاني قد ظهر لمريم
وتمثل لها في صورة بشر تام اي في هيئة إنسان كامل, مستوي الخلقة, لم ينقص من
الصورة الأدمية شيئاً!
فإن كان جبريل
وهو مجرد ملك من الملائكة قد تمثل وظهر في صورة إنسان حتي لا تنفر السيدة مريم منه
ولتستأنس به, فهل يعجز الإله
الخالق عن أن يتمثل في صورة بشر من أجل خلاصنا..؟!!
تقولون أن تجسد
الإله هو ضعف ونقيصة لا تليق بجلال الله تعالي!
ونحن نسألكم.. وهل
ظهور جبريل لمريم (في صورة شاب أمرد, جعد الشعر كما يقول المفسرون) قد إنتقص من
قدره ككائن روحاني نوراني وكملك من أعظم الملائكة الذي كان يأتي الأنبياء والرسل
بالوحي الإلهي..؟!
إقرأوا جيداً
ما يقوله الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسيره لهذا الأمر.
يقول الشيخ
الشعراوي في كتابه (خواطر الشعراوي): "{ فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً
} معنى تمثَّل: أي: ليستْ هذه حقيقته، إنه تمثَّل بها، أما حقيقته فنورانية ذات صفات
أخرى، وذات أجنحة مَثْنى وثُلاَث ورُبَاع، فلماذا ـ إذن ـ جاء الملَكُ مريمَ في صورة
بشرية؟ لأنهما سيلتقيان، ولا يمكن أنْ يتمّ هذا اللقاء خُفْية، وكذلك يستحيل أنْ يلتقيَ
الملَكُ بملكتيه مع البشر ببشريته، فلكل منهما قانونه الخاص الذي لا يناسب الآخر، ولابُدَّ
في لقائهما أنْ يتصوَّر الملَك في صورة بشر، أو يُرقَّى البشر إلى صفات الملائكة..".
ها هو الشعراوي
يقولها بكل وضوح..
إن كان جبريل, الملك
الروحاني, قد ظهر في صورة شاب آدمي من أجل لقاء مريم, الإنسانة البشرية.. فلماذا يا
عزيزي المسلم تستنكر أن يظهر الإله في صورة بشر من أجل لقاء الإنسان الذي هو رأس
وتاج الخليقة كلها والذي قد خلقه الله علي صورته ومثاله..؟!!
إن ظهور الإله
في صورة البشر ليس نقيصة في حق عظمة هذا الإله.. بل هو - طبقاً لمبدأ الشيخ
الشعراوي - ضرورة حتي يمكن للبشر أن يدركوه وإلا يتوجب علي البشر أن يرتقوا إلي
صفة الإلوهية! ولكن لأن الله هو إله محب للبشر, فقد تنازل وتجسد وظهر بيينا في
صورة إنسان وعاش علي الأرض معنا وشابهنا في كل شيء عدا الخطية!
قدوس أنت يا
إلهي العظيم..
هناك تعليقان (2):
انت اسلوبك استفزازي ولن ارد على استدراجك واثارة الفتن وأنت لا تمت للمسيحية السمحاء المحبة للخير والسلام للبشر بصلة ولكن فقط أريد تعقيبا على قولكم ان الله تجسد في صورة بشر من اين لكم هذا وماهو دليلكم على ذلك .... ما اجرأكم على الله
@ مسلمة بكل فخر..
أول شيء أشكرك علي وصفك للعقيدة المسيحية بالتسامح والمحبة والسلام..
اختنا الكريمة.. المسيحية بالفعل عقيدة التسامح والسلام ولكنها ليست عقيدة "التهاون" مع من يحاول - واهما - ان يهدم أساساتها أو يطعن فيها بالكذب والزور أو يأتي بتعاليم ناقضة لها ويدعي إنها من الإله الخالق!
المسيحية تتسامح مع الأعداء ولكنها لا تقبل تشويه صورة "الإله" وإدعاء خرافات ونسب أكاذيب له لا تستند إلي اي دليل!
علي سبيل المثال.. المسيحية تًعلم البشر بأن الله هو إله لا يغير كلامه ولا يبدله.. فتزول السماء والأرض ولكن حرف واحد من كلامه لا يزول! أما الإسلام فيعلم الناس أن الله هو إله متغير لا يحافظ علي كتبه ورسائله السماوية.. فيسمح للبشر بتحريفها.. وينسخ ويلغي آيات ويأتي بآيات اخري.. ويمحو أحكام ويأتي بأحكام مخالفة..!
اما عن إسلوبي "المستفز".. فلا ادري اي استفزاز تقصدينه..؟!!
وما رأيك حينما يأتي المسلم ويدعو بالهلاك والفناء علي "اليهود والنصاري" ويلعنهم في كل صلاة ويصفهم "بالمغضوب عليهم والضالين"..؟!! أليس هذا استفزاز لمشاعرهم..؟!! أما أن المسلم فقط لا يري إلا نفسه ويتجاهل مشاعر الآخرين ويعتبرهم مجرد حيوانات و"احفاد للقردةوالخنازير"..؟؟
اما عن سؤالك الاخير.. فيمكن الإطلاع علي الرسائل المنشورة في المدونة والمختصة بمناقشة إلوهية المسيح من خلال نصوص الإنجيل والكتاب المقدس.
شكرا لكي وعام سعيد :)
إرسال تعليق