ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة

30 مايو 2009

لماذا "فساء" المسلم يبطل صلاته؟

يقول موسي عبد الواحد في كتابه (هذا هو القرآن – ص97): " يصرف المسلم علي الأقل خمسة دقائق في الاغتسال قبل أن يتقدم للصلاة, لكنه قد يعيد الاغتسال مرة أخري في عدة حالات يعتبرها "محمد" من الأمور التي تفسد وضوءه, لذا يجب إعادة الوضوء بالكامل, وذلك مثل لمس يد امرأة أو إذا حدث أمر آخر لا يد للمسلم فيه وهو خارج عن إرادة أي إنسان وأقصد الفساء علي حد قول "محمد" كما جاء في كتاب البخاري (ج1 – كتاب الوضوء – باب: لا تقبل صلاة بغير طهور – ص46): حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه: أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ). وقال رجل من حضرموت: ما المحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء أو ضراط".

.

فمن المعروف إذن إن أحد مبطلات الصلاة هو إخراج ريح من الجسم (أو ما يسمي بالفساء أو الضراط كما ورد في الحديث النبوي الشريف), و هنا نقول أن العلم الحديث أثبت أنه من المستحيل التحكم في إخراج الريح من الجسم لأنها عبارة عن غازات, فمهما حاول الشخص إمساكها بالعضلة القابضة لفتحة الإست, فإن ذلك يمنع خروجها مرة واحدة ولكنها قد تخرج بصمت دون أن يكون لها ريح أو صوت، فضلاُ عن ذلك فإن حبس هذة الغازات داخل الجسم يسبب ألم وتقلصات في عضلات البطن وقد يؤدي إلي التسبب في ضرر بوظائف القناة الهضمية. وإخراج الريح هذا ليس إلا عملية وظيفية (فسيولوجية) يقوم الجسم من خلالها بتفريغ هذة الغازات خارج القناة الهضمية, والجسم غالبا ما يشعر بالراحة عند القيام بإخراج الريح نتيجة لإفراغه هذة الغازات الزائدة التي تملأ البطن.

.

.

ويتابع موسي عبد الواحد كلامه في ص98, قائلاً: "بعد أن يتوضأ المسلم ويغتسل ويبدأ الصلاة بل ويقترب من نهايتها, ربما يحدث أن يمر من أمامه أخته مثلاً أو أي إمرأة أخري أو انه يخرج ريحاً, فإنه يكون مضطراً في هذة الحالات أن يعيد الوضوء ويعيد الصلاة من البداية!! ومما يلفت النظر في كل هذة الأمور أن الصلاة ليست علاقة شخصية وشركه وحديث بين الإنسان والله, بل مجرد فريضة ومجرد تأدية أمر مظهري لا جوهر فيه. وإلا فما معني أن الصلاة تلغي أو لا تقبل منه ويجب إعادتها مرة أخري إذا مر من أمام المصلي حمار أو كلب أو إمرأة أو إذا خرجت منه الريح؟!! كيف تًلغي وقد تم فيها حديث بين الإنسان وخالقه؟! أليست الصلاة هي وجود في محضر الله وتسليم القلب والكيان له؟!! فما معني إنها لن تًقبل ويجب أن تًعاد؟!!

29 مايو 2009

من مكارم الأخلاق!

إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق..
.
.

ومن مكارم الأخلاق يا أمة الإسلام أن:

.

"لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام،

وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه!"
.
(رجاءاً من كل أخ مسلم صادق مع نفسه عدم التعليق هذا الأمر بمحاولة الكذب والتدليس والتذرع بحجج وهمية والإدعاء بأن هذا الحديث مُلفق وغير صحيح وأنه حديث مدسوس من الإسرائيليات أو الأمريكانيات ونظرية المؤامرة إياها اللي زهقنا منها!
(!
.
فهذا حديث صحيح لأسعد خلقكم ولن تستطيع إنكاره,

ورواه أحمد ومسلم وغيرهما, وإليك الأدلة علي ذلك:

.

"لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام.

فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه"
الراوي
: أبو هريرة
خلاصة الدرجة
: صحيح
المحدث
: مسلم
المصدر
: المسند الصحيح
الصفحة أو الرقم:
2167

.

"لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام،

فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه"

الراوي: أبو هريرة
خلاصة الدرجة
: صحيح
المحدث
: الألباني
المصدر
: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم:
2700

.

"لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام،

وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه"
الراوي: أبو هريرة

خلاصة الدرجة
: صحيح
المحدث
: الألباني
المصدر
: صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم:
7204

.

"إذا لقيتم المشركين في الطريق فلا تبدؤهم بالسلام،

واضطروهم إلى أضيقها"
الراوي
: أبو هريرة
خلاصة الدرجة
: صحيح
المحدث
: الألباني
المصدر
: صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم:
791

.

"إذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه"
خلاصة الدرجة: صحيح

المحدث: ابن القيم

المصدر:
شرح الشروط العمرية
الصفحة أو الرقم:
49

.

"لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام،

وإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضيقه"
الراوي
: أبو هريرة
خلاصة الدرجة
: صحيح
المحدث
: الألباني
المصدر
: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم:
1602

.

"إذا لقيتم المشركين في الطريق فلا تبدؤهم بالسلام،

واضطروهم إلى أضيقها"
الراوي
: أبو هريرة
خلاصة
الدرجة: صحيح
المحدث:
الألباني
المصدر
: صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم:
791

.

وإليكم الآن أحد تعليقات الإخوة المسلمين علي هذا الحديث النبوي الشريف,

فقد كتب أحد "المجهولين" منهم قائلاً:

.

"أظن أن هذا الحديث أحد فوائده إنكم ..

تبعدوا شوية عن الناس بريحتكم المزيّتة علشان الناس ماترجعش!"

.

التعليق:

.

من المتناقضات الطريفة التي وجدتها في تعليقات هذا الأخ المحترم هو مطالبته للمسلمين بعدم الدخول مع النصارى في اي مناقشات دينية إن لم يكونوا علي دراية جيدة بدينهم الإسلامي! وبناءاً علي هذا, فقد توقعت أن تكون تعليقات هذا الأخ الفاضل أكثر موضوعية ومنطقية ممن سبقه من المسلمين الذين يتهمهم بالجهل! ولكن لأسف يأتي هذا الشخص بحماقة يحسد عليها ليناقض نفسه ويعلق بهذا التعليق الطريف الذي ينم عن قصور قدراته الذهنية ومدي بدائية إدراكه وتفكيره! علي اي حال.. الظاهر إن التعليق دا هو كل اللي ربنا قدره عليه! وعلي العموم, ألف شكر لك يا عزيزي المحترم علي هذا الرأي السديد, وإن شاء الله ربنا يجعله في ميزان حسناتك في يوم الحشر!! وألف سلامة عليك من "الترجيع"!!

وهم الإعجاز العلمي

نواصل الرد والتعليق علي الأخ "إحساس حي" الذي يعلق علي ملابس النساء, قائلاً:

"أنا بسالك سؤال واضح بولس لو بتخش عليه الستات زى ما بيخشوا على شنودة كان هيقول ايه ايه الجمال دة لبسكم مفهوش حاجه. يا تكون راجل وتجاوب بصراحة يا تقول معرفش أما المنقبات اللي بتشتغل فى الدعارة دي وحده مومس ولبسه نقاب زى ما قسيس وراهبة وبيسرقوا أطفال يبقا نقول على القسيسين والراهبات أنهم مش مظبوطين لان حد استغل مكانتهم أو لبسهم".

الرد:

.

إنت مالك شاغل نفسك بموضوع لبس الستات كدة ليه؟ يا أخي, المفروض إنك تتكلم في جوهر الأمور العقائدية ولا أنت بتحاول بس تهرب إلي مواضيع فرعية؟! وبصراحة حاجة بقت مستفزة جداً وزادت عن حدها. يا أخي, كل واحده حره تلبس زي ما هي عايزه.. إن شاء الله حتي تمشي عريانة! إنت مالك بيها..؟!! وإحنا ليه أصلاً بقي هنتدخل وهنتكلم في تافهات زي كدة؟!! وبعدين ما إحنا قولنا أكتر من مرة إن اللبس المناسب بيختلف من مكان لمكان ومن وقت للتاني.. يعني مينفعش حضرتك النهاردة تطالب النساء بانهن يلبسن البراقع اللي كانت بتلبسه الستات في مصر في القرن الماضي أيام الملكية, ودا للسبب بسيط وهو لإن الحياة الآن اختلفت تماماً عن ما كانت عليه في هذة القرون فأصبحت المرأة في الوقت الحاضر تتعامل مع الأخرين وتتعلم وتعمل وتساهم في بناء هذا المجتمع.

.

ولو كنت أنت واحد من الذين يطالبون بالعودة إلي ارتداء ملابس القدماء التي تري فيها الحشمة والعفة, لكان عليك كرجل أن تلتزم أيضاً بارتداء الجلباب والنعال والشباشب أسوة برسول الله وأنت ذاهب إلي جامعتك أو شغلك! واختصارا للكلام, إحنا مش ضد أن الملابس تكون محتشمة ومحترمة, لكن ربط الحشمة بالحجاب والخمار والنقاب فهذا مرفوض تماماً. وعندك المحجبات أنفسهن خير مثال علي ما أقوله.. يعني تلاقي واحدة محجبة من فوق ومكتفة دماغها بحجاب 3 متر ومن تحت بنطلونها ولا بنطلون شاكيرا!! هي دي بقي الحشمة في نظرك؟؟ يا إخوننا كفاية بقي الشيزوفرينيا اللي انتم فيها!! دا الواحد بيشوف مهازل في لبس المحجبات وحاجات تموت من الضحك!

.

ثم يتهم كتابنا المقدس بأنه كتاب خالي من "الإعجاز العلمي" وملي بالمغالطات! فيقول:

"أكيد كتابك مش محتاج لاى أعجاز علمي.. كفاية ما به من مغالطات تاريخية وعددية وأخلاقية فى نشيد الإنشاد".

الرد:

.

أيوا.. كتابنا المقدس ليس في حاجة إلي اي إثبات علمي, فنحن نؤمن بصدق هذا الكتاب ونؤمن إنه كلام موحي به من الله. والكتاب المقدس هو كتاب روحي وليس كتاباً في الفيزياء أو الكيمياء لنحاول أن نستنتج منه حقائق كونية أو قوانين علمية. وحكاية الإعجاز العلمي القرآني دي مجرد كذبة كبيرة ووهم زي ما قال الدكتور خالد منتصر. وأنصحك إنك تقرأ كتابه "وهم الإعجاز العلمي", وأهو الراجل دا مسلم زيك برضه وأكيد مش حاقد علي الإسلام زي حالتنا كدة!!

.

.

نأتي بعد ذلك إلي نقطة المغالطات التاريخية والعددية.. ياريت يا عزيزي, تستخدم إسلوب آخر غير الكلام المرسل وتوضح لنا ما هي تلك المغالطات التي تقصدها, وأطلب منك أيضاً أن تذكر لنا آية واحدة من الكتاب المقدس تحتوي علي أي مغالطة تاريخية أو عددية كما تدعي. أما عن "المغالطات الأخلاقية" التي تدعي بوجودها في سفر نشيد الأنشاد, فقد سبق وشرحت هذا الأمر بالتفصيل وارجع إلي الروابط التالية: الاعتراضات علي سفر نشيد الأنشاد والرد عليها ونشيد الأنشاد وأشعار العشق الإلهي.

28 مايو 2009

يسوع المسيح وكتاب العظماء مائة

"إحساسي لسه حي" يدعي أن بولس الرسول هو مؤسس الديانة المسيحية, فيقول:

"دة شئ معروف إن الديانة المسيحية مبنية على كلام بولس".

الرد:

.

في الحقيقة, معلمنا بولس الرسول لم يكن إلا رسول وخادم لرسالة سيدنا يسوع المسيح, ودائماً ما كان بولس الرسول يبدأ رسائله المقدسة بعبارة "من بولس رسول يسوع المسيح إلي...". وقد تكررت هذة العبارة أكثر من مرة وفي أكثر من رسالة, فيقول مثلاً في بداية رسالة رومية: "مِنْ بُولُسَ عَبْدِ يَسُوعَ المَسِيحِ، الرَّسُولِ الْمَدْعُوِّ وَالْمُفْرَزِ لإِنْجِيلِ اللهِ.." (روميا 1:1). وأيضا في بداية الرسالة الأولي لأهل كرونثوس, يقول فيها: "مِنْ بُولُسَ، رَسُولِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الْمَدْعُوِّ بِمَشِيئَةِ اللهِ.." (رسالة كرونثوس الأولي 1: 1). وأيضاً في مقدمة الرسالة الثانية لأهل كرونثوس, يكرر نفس العبارة مرة ثانية, قائلاً: "مِنْ بُولُسَ، رَسُولِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِمَشِيئَةِ اللهِ" (رسالة كرونثوس الثانية 1: 1).

.

إذن فبولس الرسول لم يبتكر المسيحية من وحي خياله الشخصي كما أنتم تعتقدون, فهو لم يكن سوي "رسول" للمسيح, وكلامه المكتوب في رسائله المقدسة بالإنجيل هو كلام موحي به من الروح القدس. وكما ذكرنا من قبل في رسالة "مفهوم الوحي بين الإسلام والمسيحية", نؤكد مرة أخري علي أن الوحي الإلهي في المسيحية يتم من خلال الروح القدس. وهذا الروح القدس هو روح الله القدوس الذي يقود أنبياء الله ورسله القديسين وهو الذي ينير قلوبهم ويفتح عقولهم وهو الذي يرشدهم ويوحي إلي أذهانهم بكل الأفكار والمعاني الإلهية المقدسة التي يريد الله إيصالها إلي كل البشرية, فيعبرون عن تلك الأفكار وغيرها من الوصايا والتعاليم الإلهية من خلال كتابتهم البشرية "المسوقة" من الروح القدس. إذن فالكلام الذي تكلم به بولس الرسول لم يكن مجرد كلاماً خارج عن أهوائه الشخصية, بل هو كلام مقدس مصدره روح الله القدس.

.

ويعلق الأخ علي كتاب "العظماء مائة", قائلاً:

"إنت عارف العظماء مائه وأولهم سيدنا محمد إنت عارف الثاني مين طبعا متعرفش بولس وروح اقرى هو اختاره ليه قبل سيدنا موسى وقبل المسيح كما تعرفونه".

الرد:

.

في الحقيقة, السيد المسيح أعظم من أن يتم تصنيفه ووضعه ضمن شخصيات بشرية تدعوا إنها من العظماء. فيسوع المسيح لم يكن مجرد شخص أو إنسان صالح جاء بتعاليم ووصايا جديدة لهذا العالم, بل إنه الإله والله المتجسد الذي جاء إلي العالم بإرادته من أجل خلاص البشرية كلها, وهو الوحيد الذي يستحق منا كل تمجيد وتقديس وتعظيم. ولا أدري كيف يمكن وضع المسيح في مقارنة مع البشر وتصنيفه كواحد من أعظم مائة شخصية في التاريخ! إذ كيف يمكن مقارنة السيد المسيح وهو الإله صاحب القدرة الغير محدودة مع شخصيات بشرية أكثر ما يقال عنها أنها كانت شخصيات عسكرية حققت إنتصارات حربية وأسست إمبراطوريات ودول سياسية ذهب بعضها قبض الريح وانتهي بعضها إلي الزوال, والأهم من ذلك كله هو أن كل تلك الشخصيات "العظماء" انتهت حياتها بالموت والفناء, بينما إلهنا يسوع المسيح موجود وحيّ بيننا وهو مصدر كل حياة. كذلك كيف يمكن لإلهنا يسوع المسيح وهو الخالق ومبدع الكون وكل ما فيه من قوانين وأنظمة أن يتم وضعه في مقارنة مع بعض الشخصيات العلمية (كنيوتن) الذي لم يقم بإبتكار أي شيء جديد سوي أنه فقط إكتشف هذة القوانين الطبيعية التي وضعها الخالق منذ إنشاء هذا الكون؟!!

.

كتاب العظماء مائة - تأليف "مايكل هارت" وترجمة "أنيس منصور"

.

الكاتب الأمريكي ومؤلف هذا الكتاب "مايكل هارت" قام بتصنيف هذة الشخصيات التاريخية بناءاً علي إسهاماتها في الحياة الدنيوية. وقد أغفل هذا الكاتب حقيقة أن رسالة يسوع المسيح تختلف تماماً في مضمونها عن الرسالة التي جاء بها محمدكم صاحب المركز الأول في هذا التصنيف العالمي! فالمسيح (له كل المجد) لم يأتي إلي هذا العالم ليقيم ممالك أرضية أو ليؤسس إمبراطوريات دينية كما فعل رسولكم الكريم, والكل يعلم جيداً أن السيد المسيح لم يكن أبداً في حياته محارباً عسكرياً أو قائداً سياسياً ولم يسع إلي أي سلطة أرضية. وهذا طبعاً علي عكس ما قام به أسعد خلقكم الذي كان هدفه الأول هو السيطرة علي مكة وشبه الجزيرة العربية وإقامة دولة للعرب المسلمين ونشر دينه الإسلامي من خلال إرسال السرايا والجيوش المحاربة التي قامت بتنفيذ عشرات الغزوات ومئات الحروب العسكرية التي راح ضحيتها الآلاف!

.

فإذا كانت العظمة المزعومة التي يتحدث عنها الكاتب في كتابه هي تلك العظمة القائمة علي القيادة السياسية والعسكرية, فبالطبع يكون محمدكم من أعظم تلك الشخصيات التاريخية شأنه شأن غيره من القادة العسكريين الذين نجحوا في السيطرة علي أجزاء كبيرة من العالم, كالقائد الإغريقي الإسكندر الأكبر والإمبراطور الروماني يوليوس قيصر والقائد الفرنسي نابليون بونابرت والزعيم الألماني أدولف هتلر والرئيس السوفيتي جوزيف ستالين وغيرهم من القادة العسكريين. أما المسيح (له المجد) فعظمته لم تكن لتكمن في قيادته للحروب والغزوات, بل تكمن في عمق محبته للبشرية وفدائه لنا وموته بدلاً عنا. ولا أعتقد أن هذة العظمة الفائقة والقائمة علي المحبة الأبدية قد أتي بها أحد من قبل غير إلهنا يسوع المسيح! فهذة هي العظمة الحقيقية!

.

لم يبقي في النهاية سوي أن اقول لك أن قيام الكاتب بإختيار شخصية ليضعها ضمن "العظماء المائة" لا يعني بالضرورة أن هذة الشخصية هي مثال جيد أو قدوة عظيمة. فيكفي مثلاً أن تعرف أن من بين هؤلاء العظماء المائة يوجد علي الأقل عشر شخصيات قد تراها كافرة أو ملحدة أو علي الأقل نماذج سيئة, مثل:

.

1. مؤسس الشيوعية الأول "كارل ماركس".

.

2. الزعيم السوفيتي الشيوعي "لينين".

.

3. صاحب نظرية تطور القردة إلي بشر "تشارلز دارويين".

.

4. القائد المغولي "جانكيز خان" الذي كان قاد جيوش التتار لغزو وإحتلال بلاد المسلمين.

.

5. القائد الفرنسي "نابليون بونابرت" الذي إحتل مصر ودخل بخيوله إلي داخل جامع الأزهر الشريف.

.

6. الزعيم الألماني "أدولف هتلر" صاحب المحرقة والذي إرتكب المذابح في حق الملايين.

.

7. الزعيم السيوفتي الشيوعي "جوزيف ستالين".

.

8. الزعيم الديني "ماني" مؤسس الديانة المانيشية وهي خليط بين البوذية والزرادتشتية.

.

9. النبي الإيراني "زرادشت" مؤسس الديانة الزرادتشتية التي تؤمن بتعدد الألهة.

.

10. الزعيم الديني "بوذا" مؤسس الديانة البوذية.

.

يا عزيزي ..

.

إن كنت تفتخر بأن رسولك هو أعظم العظماء في التاريخ طبقاً لراي مؤلف هذا الكتاب, فلابد وأن تعترف أيضاً بأن "بوذا" و"نابليون" و"هتلر" و"جنكيز خان" هم أيضاً من العظماء كما قال مؤلف نفس الكتاب!!

أهلاً بالرئيس المرتد اوباما!

من المنتظر في خلال الأيام القليلة القادمة أن يقوم الرئيس الأمريكي باراك اوباما بأول زيارة رسمية له لمصر منذ توليه منصب الرئاسة الأمريكية في شهر يناير الماضي. وإذ أننا كمواطنين مصريين نرحب بالرئيس اوباما في بلدنا مصر وننتهز هذة المناسبة لنهنئه علي فوزه التاريخي في سباق الرئاسة الأمريكية ودخوله للبيت الأبيض كأول رئيس أمريكي أسود يأتي من أصول أفريقية ومن خلفية دينية إسلامية. أيضا ننتهز ذات الفرصة ونهنئ سيادة الرئيس اوباما علي "ردته" المباركة, ونبارك له علي تحرر عقله من نصوص التكفير وإهدار الدماء ونحر الرقاب التي كان يعتنقها والده المسلم والتي كان من المفترض أن يعتنقها اوباما أيضا لكونه ابناً لأب مسلم.

.

نعم.. لقد أتي هذا اليوم الذي نسمع فيه أن مرتداً يزور أحد أكبر الدول الإسلامية دون أن يخشى من إهدار دمه أو ضرب عنقه!! نعم.. يأتي اليوم الذي سنري فيه مرتداً يقف في وسط القاهرة "بلد الألف مئذنة" ليلقي خطابه إلي الملايين من شعوب العالم الإسلامي!! نعم.. إنها للحظة فريدة في حياة كل مرتد حينما يري أن مرتداً مثله قد وصل إلي قمة المناصب القيادية ليصبح رئيس أقوي دولة في العالم ويزور دولة الإسلام "السعودية" ويجلس بجوار خادم الحرمين الشريفين وكل ذلك يحدث دون أن يجرؤ أحداً علي أن يمس شعره واحده من رأسه!! هذا هو ما يحدث الآن, ولكن هل كان لرسول الله "صلعم" أن يقبل ويوافق علي أن يجلس ويتحاور مع من أرتد عن دينه ام أن السيف البتار كان أقرب إلي عنقه؟!!

.

أوباما خلال لقائه الملك عبدالله في أبريل الماضي بلندن

.

كذلك ماذا سيكون موقف علماء الأزهر الشريف من زيارة هذا المرتد إلي مصر؟! ألم يقل "صلعم" في حديثه الشريف أن كل من يترك دين الإسلام ويبدله بدين آخر فهو مرتد وجزاءه القتل ؟! فهل يجوز الاستقبال والترحيب بمثل هذا المرتد.. ام أن للأحاديث المحمدية رأي آخر.. ام أن لأمريكا الكلمة العليا في ذلك الشأن حينما يقف تطبيق شرع الله عند أقدام أوباما "المباركة"..؟!!

.

ولمن يدعي أن اوباما ليس بمرتد, نرد عليه ونقول أن اوباما وُلد لأب مسلم وأم مسيحية, وطبقا للقوانين الشريعة الإسلامية "السمحاء" ينبغي أن يكون اوباما مسلماً كأبيه, والدليل علي ذلك واضح أمامكم في قضية الطفلين "ماريو" و"أندرو" اللذين من المفترض أن يتحولا إلي الإسلام لأن أباهم المسيحي قد تحول إلي هذا الدين, وطبقا لشريعة الإسلام, لابد أن يكون الأبناء "مسلمين" كالوالد. إذن فاوباما في الشرع الإسلامي وبالمقاييس الدينية يعتبر في حكم "المرتد", ولكنه وعلى العلن يعلن مسيحيته, ويتصدى بشدة لكل من يصفه بالعكس, بل أنه في أحد المرات رفض أن تؤخذ له صورة مع اثنتين من المحجبات لكي لا تلحق به شبهه, وكان مداوم الحضور على الكنيسة قبل الانتخابات وبعدها.

.

طبعاً سيخرج بعض الإخوة كالعادة ليقول لنا أن قوانين الشريعة الإسلامية لا يتم تطبيقها في الولايات المتحدة وأن اوباما غير مرتد وأنه مسيحي وانه لم يعتنق الإسلام ليرتد عنه .. إلخ!! إذن إذا كان كل ذلك صحيح, فهذا من حسن حظ الرئيس اوباما الذي وُلد وعاش وتربي في بلد مثل أمريكا. فلو كان يعيش في دولة إسلامية تطبق مباديء هذة الشريعة "السمحاء" لما إستطاع أن يتحول إلي المسيحية ويجاهر بذلك وهو إبناً لأب مسلم وربما كان مصيره الإعتقال والتعذيب أو إيداعه في الخانكة!!

26 مايو 2009

هل يستطيع الشيطان أن يتجسد في صورة إنسان؟

رسالة من آدم يقول فيها:

الأستاذ خادم المسيح..

هناك آية قرآنية تقول "لكم دينك ولي دين".

أعتقد انك تعرفها جيدا.

اعتقادك في محله يا أخ آدم.. طبعاً أعرف هذة الآية القرآنية جيداً وليس فقط هذة الآية, بل أعرف أغلبية آيات قرآنكم الكريم البالغ عددها حوالي 6000 آية والموزعة علي 114 سورة. وأعتقد أيضاً إنك تعلم جيداً أننا قد درسنا هذا القرآن منذ كنا أطفالاً في المرحلة الابتدائية وكنا مطالبين ونحن تلاميذ أن نحفظ العشرات من النصوص القرآنية والأحاديث المحمدية, واستمر تلقيننا وتحفيظنا للقرآن وأحاديث السُنة عدة سنوات حتي وصلنا إلي المرحلة الثانوية. وكان حفظ هذة النصوص الدينية التي كانت تمتلي بها المقررات الدراسية هو أمر إجباري وشرط من شروط النجاح في إمتحانات اللغة العربية. وإلي الآن مازلت أسمع هذة الآيات القرآنية يومياً في كل وسائل المواصلات التي لا يكف سائقيها عن تشغيل شرائط القرآن بصوت عالِ وإجبار الركاب علي سماعها.

.

هذا من جهتي.. أما بالنسبة لك أيها الأخ العزيز, فمن الواضح أنك أنت الذي لا تعرف قرآنك جيداً وتجهل أن تكتب آيات قرآنك بشكل صحيح. فأنت قد أخطأت في كتابة الآية فقلت "لكم دينك..", والصحيح أن الآية تقول: "لكم دينكم..". فمن أنت لتخطيء في كتابة آيات هذا الإله العزيز الجبار وتحذف حرف من آياته المحفوظة في اللوح منذ الأزل؟!!

.

علي أي حال, هذة الآية وردت في سورة الكافرون (الآية 6) وهي كانت موجهه إلي الكافرين, إذ تقول: "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ (4) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)".

.

أما عن سبب نزول هذة الآية, فلنقرأ ما كُتب عن ذلك في كتب التفاسير التي تقول: (أخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس: "أن قريشاً دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعطوه مالاً، فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوِّجوه ما أراد من النساء، فقالوا: هذا لك يا محمد، وتكفّ عن شتم آلهتنا، ولا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة، قال: حتى أنظر ما يأتيني من ربي، فأنزل الله: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} إلى آخر السورة، وأنزل: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونَنِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} [الزمر: 64]". و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} أي قل يا محمد لهؤلاء الكفار الذين يدعونك إِلى عبادة الأوثان والأحجار {لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} أي لا أعبد هذه الأصنام والأوثان التي تعبدونها، فأنا بريءٌ من آلهتكم ومعبوداتكم التي لا تضر ولا تنفع ولا تغني عن عابدها شيئاً).

.

إذن من قراءة كتب التفاسير, نجد أن الآية موجهة فقط للكفار الذين كانوا يعبدون الأصنام ولا يؤمنون بوجود الله. ولكن كيف تأتي أنت وتطبق هذة الآية علي المسيحيين الذين هم يؤمنون بالله ويحرمون عبادة الأوثان؟!! فهل معني كلامك هذا أن العقيدة المسيحية تشبه عبادة الأصنام والأحجار وغيرها من أديان الكفار؟!! وكيف هذا والمسيحيون (أو النصارى بالمصطلح القرآني) قد وصفهم الله في "قرآنه" بأنهم من "أهل الكتاب"؟!!

ومن الواضح إن النقاش معاك مالوش اي طريقه غير انك بتحاول تفرض رأيك.

رأي إيه اللي بحاول أفرضه يا عم آدم؟!

هو أنا كنت مانع حد إنه يتكلم ويقول رأيه؟!!

ولا إنت شايفني ماسك لك سيف علي رقبتك عشان تقولي بفرض رأيي عليك؟!! يا أخ آدم ما إنت عندك مدونة, قول فيها رأيك بحرية. لكن بلاش تحاول إنك تظهر في صورة المتمسكن والمغلوب علي أمره.. ولو عندك كلام عايز تقوله, فياريت تتفضل تقوله وورينا شطارتك. وبمناسبة فرض الرأي.. ألا تتفق معي أن الإسلام هو دين "مفروض" علي كل مسلم ذلك لأن من يرتد عنه فإن مصيره المحتوم هو القتل وإقامة حد الردة عليه؟! ياريت تقولنا ليه مش بتسمي دا فرض رأي كمان؟!!

وبس عامتا يا سيدي الدليل الوحيد علي كلامك هاتلاقيه انشاء الله في القبر لما تموت يعني وهاتعرف إن كل الكلام اللي إنت بتقولوا ما هوا إلا محاوله لتضليلك أنت وغيرك.

بتتكلم زي ما تكون جرَبت الموت قبل كدة!! علي العموم في إنتظار المزيد من التفاصيل والحكايات عن عذاب القبر وناكر ونكير والثعبان الأقرع!

أبسط حاجه لازم تعرفها إن الإله عمره ما يتجسد في شكل بشر لان أكيد أنت عارف إن الشيطان يتجسد هو الأخر في شكل بشر والله أعظم واقوي من ذلك مع احترامي الشديد لمعتقداتك.

وما هو دليلك علي أن الشيطان يتجسد في صورة بشر؟

.

أولاً: هناك فارق كبير جداً بين أن يظهر الشيطان في شكل البشر وبين أن يتجسد في صورة إنسان. فليس ظهور الشيطان في شكل إنسان يعني أن الشيطان قد تجسد أو أصبح إنساناً له جسد!

.

ثانياً: الحقيقة المعروفة لدينا أن الشيطان لم يتجسد من قبل في صورة بشر أو إنسان, لكنه من الممكن أن يسكن داخل جسد إنسان (وهو ما يُعرف بالمس الشيطاني).

.

ثالثاً: الشيطان روح ومن الممكن أن يغير شكله وأن يظهر في اي هيئة سواء كان ذلك في هيئة إنسان أو في هيئة حيوان (كما ظهر لحواء في صورة الحية) أو حتي في هيئة ملاك من نور!! ولكنه بالرغم من ذلك فالشيطان لا يمتلك القدرة علي أن يتجسد ويصير إنساناً له جسد, ذلك لأن التجسد هو سر إلهي عظيم وهو أمر إختص به السيد المسيح وحده الذي هو كإله غير محدود قد تجسد في صورة إنسان من أجل فداء الإنسان, فأصبح للسيد المسيح طبيعتان؛ طبيعة إلهية وطبيعة بشرية. أما الشيطان فليس له اي طبيعة جسدية لأنه روح ولا يستطع أن يتجسد, لكنه من الممكن أن يظهر في شكل إنسان (اي انه مجرد ظهور في شكل بشر وليس تجسد بشري حقيقي).

اقرأ كتاب عزازيل يا خادم المسيح وده كتاب مكتوب بيد مسيحية وشوف اللي فيه وافهمه يمكن توصله المعلومة بشكل مختلف.

رواية عزازيل مكتوبة بيد مسيحية؟!!!

بلاش كذب وتضليل يا أخ آدم.. رواية عزازيل مؤلفها كاتب إسلامي اسمه يوسف محمد أحمد طه زيدان (الشهير بيوسف زيدان), وهو ليس فقط مسلم الديانة بل إنه مفكر وباحث متخصص في الفلسفة الإسلامية! شوف بقي مين اللي بيضحك عليك ويقولك الكلام دا والرابط أهو عشان تصدق كلامي:

http://www.ziedan.com/index_o.asp

طبعا أنا مش انسان ذو علم ودين حتي ادخل في نقاش ديني معاك.

ربما أردت أن تقصد أنك أيضاً من "الناقصين عقلاً وديناً" شأنك شأن النساء! .. علي أي حال الاعتراف بالحق فضيلة يا أخي العزيز.. أنت فعلاً لا تريد أن تدخل معي في مثل هذة المناقشات لأنك في أعماق داخلك تعلم جيداً إنك لا تتكلم بالحق!

لان من الواضح انك حافظ كويس

أنا فعلاً حفظت ردودكم "الخايبة"..

نفس الردود.. نفس الكلام.. نفس الاتهامات..

ارجع للتعليقات القديمة.. هتلاقي إن كلامك لا يختلف كثيراً عن كلام ممن سبقوك!

بس صدقني والله إن الإسلام والقران إن حرموا شيء أو قالوا علي قوم بالضالين فهو لم يكذب أبدا.

لست مطالب أن أصدقك, وأكرر ما قلته من قبل.. إذا كان إيماننا بالسيد المسيح كإله ومخلص للبشرية هو ضلال في رأيك, فنحن نفتخر بهذا "الضلال"!!

أنا ليا سؤال واحد وياريت هو ده اللي ترد عليه مش تجيبلي كل جمله وترد عليها. لما أنت تغلط مين يغفر لك ذنبك؟؟

الإجابة بكل بساطة.. الله وحده القادر علي غفران الخطايا والذنوب.

ولما الاسيس يغلط مين يغفر ذنبه؟؟

الله وحده..

واما البابا يغلط مين يغفر ذنبه؟؟

الله وحده..

الأستاذ خادم المسيح, أتمني من الله إن ينور بصيرتك إلي الصحيح الذي لا يصح غيره فاكتشفه أنت بنفسك عندما تبحث في الكتب والمعتقدات الغير مؤيده لأي من الطرفين واحكم أنت بنفسك عندما تري السماء والأرض والنجوم والكواكب مرفوعة أمام عينيك. أرجوك اعتقد فيما تعتقد ولكن لا تهاجم أبدا الإسلام والقران الكريم. فان لكم دين ادرسوه جيدا وتعلموه جيدا ربما ينور الله بصائركم جميعا.

لاحظ إنك قد اعترفت منذ قليل بأنك إنسان عديم العلم والدين!! ولكنك الآن تدعوني إلي دراسة ديني جيداً حتي ينور الله بصيرتي!!! سبحان الله علي الازدواجية!! .. أليس من الأفضل لك يا عزيزي المحترم أن تقوم أنت أولاً بدراسة دينك قبل أن تنصحني بذلك؟!!

22 مايو 2009

الرد والتعليق علي رسالة المدعو "موريس صادق"

كتب أحد أقباط المهجر ويدعي "موريس صادق" مقالة علي الإنترنت يشمت فيها في وفاة حفيد الرئيس المصري حسني مبارك ويتوعده بمزيد من الانتقامات الإلهية, قائلاُ:

"لم يمر أسبوع واحد على الدعاء على الطاغية محمد حسنى مبارك وعلى نساءه وأولاده وأحفاده وبقلوب الأقباط الطاهرة وصلواتهم المقدسة واليوم استجاب رب المجد للأقباط الغلابة في مصر فضرب حسنى مبارك في حفيده ولينتظر مبارك الضربات الاتيه عليه وعلى كل حكام مصر الذين يشاركونه ظلم الأقباط وليعلم المسلمون أحفاد الغزاة العرب في مصر إنهم لن يفلتوا من العقاب الالهى هذه هي البداية يا مبارك واللعنات والمصائب أتيه عليك يا يسوع ربنا يا قوى يا جبار يا حاضر وسطنا أرنا مجدك في الانتقام من حسنى مبارك وكل مسلم جبار يا رب الملكوت.. آمين"

الرد والتعليق:

.

الأستاذ المحترم موريس صادق..

.

بدون أي مقدمات أو عبارات إنشائية..

إن كنت أنت بالفعل من قمت بكتابة ونشر هذة المقالة الحقيرة, فدعني أقول لك إنني قد صُدمت من مجرد قراءة عنوانها الذي تقول فيه بمنتهي الوقاحة: "يسوع المسيح ينتقم من الطاغية حسني مبارك"!

.

أستاذ موريس, دعني أصارحك بأنني بمجرد قراءة مقالتك السابقة شعرت بالخزي والعار لكونك واحد ممن ينتمون للأقباط. كذلك لن أتحرج منك إذا قلت لك إنك مثال سيء للشخص المسيحي وإنسان ذو قلب أسود مليء برائحة الحقد والتعصب والكراهية. لتعلم يا أستاذنا المحترم أن إلهنا يسوع المسيح ليس إلهاً منتقماً أو جباراً أو متكبراً كما تصفه, ولكنه إله الرحمة والشفقة والمغفرة. وأتعجب بشدة أن يصدر مثل هذا الكلام من شخص قبطي مثلك وأنت تعلم أن إلهنا لم يأتي ليهلك الناس بل ليخلصهم. وإن كنت لا تعلم ذلك, فإني أدعوك إلي قراءة إنجيل معلمنا لوقا البشير (الإصحاح التاسع: آيات 51-56) الذي يقول فيه:

.

"وحين تمت الأيام لارتفاعه ثبّت وجهه لينطلق إلى أورشليم. وأرسل أمام وجهه رسلاً. فذهبوا ودخلوا قرية للسامريين حتى يعدوا له. فلم يقبلوه لأن وجهه كان متجها نحو أورشليم. فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا قالا يا رب أتريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضا. فالتفت وانتهرهما وقال لستما تعلمان من اي روح أنتما. لان ابن الإنسان لم يأت ليهلك الناس بل ليخلّص".

.

فالسيد المسيح رفض أن يستجيب لدعوات الانتقام التي طالب بها تلاميذه, وعندما قال لتلاميذه "لستما تعلمان من أي روح أنتما" قصد بذلك أن ينبهم إلي أنهم قد تغافلوا عن ماهية الروح الذي فيهم، والذي يريده المسيح لنا، والذي يقود للسلام والوداعة والمحبة وعدم مقاومة الشر بالشر، والرغبة في خلاص الأشرار وليس روح النقمة والإفناء. أما روح الانتقام والإفناء التي أجدها في كلامك, فهي من عدو الخير وليس من روح الله القدوس الذي يسكب المحبة في قلوبنا.

.

وصفت الأقباط الذين ظلوا يدعون علي رئيس الدولة ويصلون إلي الله من أجل أن ينتقم منه ومن أسرته بأنهم أصحاب "قلوب طاهرة" ولكنك تناسيت حقيقة أنه لا يوجد قلب طاهر يمكنه أن يتنمي الشر لغيره, لأن القلب الطاهر الحقيقي هو الذي يمتليء بحب الآخرين ويتنمي الخير والسعادة والسلام حتي لألد أعدائه! وكما قلت مراراً وتكراراً من قبل, فإن أمثالك من الأقباط هم من يتسببون في إشعال الصدور بالكراهية ضدنا, ويشوهون صورة المسيحيين في الداخل والخارج. وأنا كقبطي أعلن إنني بريء من هذة القاذورات التي تهذي بها علي مواقعك ومدوناتك. ونحن المسيحيون الذين نؤمن بإلهنا يسوع المسيح لا نتمنى الشر لأي أحد كان, ولا ندعو إلي الله أن ينتقم ممن تدعي أنهم يظلموننا, بل نطلب من الله أن يغفر لهم (ولك أيضاً) وأن ينير عقولهم ويفتح قلوبهم نحو معرفة الطريق والحق والحياة.

.

وحينما يصلي القبطي إلي الله, فصلاته لا تكون بهدف الدعاء علي شخص أو تمني الشر له فهذة ليست المسيحية التي نؤمن بها وإلا ماذا سيكون الفرق بيننا وبين خطباء صلاة الجمعة الذين يملأون السماء بأصوات دعوات الأنتقام من الكفار في كل مكان وزلزلة الأرض من تحت أقدامهم! إنك كنت لا تعلم معني الصلاة, فالصلاة هي أن يتحدث الإنسان إلي الله ويطلب منه حل مشاكله وهمومه ولكن دون أن يكون هذا الحل يتمثل في إيذاء الآخرين. فنحن لا نتمني الشر لأي أحد (أكرر مرة أخري.. لا نتمني الشر لأي أحد).

.

أستاذ موريس, يؤسفني بالفعل أن أجد قبطي مثلك "يشمت" في وفاة طفل بريء أصابه المرض اللعين واختطفه الموت فجاءة من بين أحضان عائلته, فهذة الشماتة أقل ما يُقال عنها إنها من أخلاق البرابرة وهي بعيدة كل البعد عن أخلاق من يؤمن بإنجيل يسوع المسيح. كذلك أجدك تطلب من المسيح أن "يريك مجده" في الانتقام من رئيس الدولة, وكأن السيد المسيح لا يتمجد إلا في معاقبة البشر وابتلائهم بكل المصائب والكوارث! لا أعلم من أين أتيت بكل هذة الكراهية التي تملا قلبك؟! أخيرا أقول لك إننا لسنا في حاجة إلي مساعدة أقباط المهجر إذا كانوا كلهم بمثل هذة الحقارة. ويكفي أن الرب يدافع عنا فإن كان الله معنا, فمن يكون علينا؟!!

حكم الإعدام في الكتاب المقدس

الرد علي أحد المعلقين الذي علق علي نشري لخبر إعدام هشام طلعت مصطفي ومحسن السكري وقال فيه:

"لماذا توافق على ذلك الحكم..؟!! أليس الحكم بالإعدام حكم دموي..؟!! بل لماذا لا نتركه ونعطيه فرصه أخرى ليصحح أخطاؤه..؟! فاذا كنت بلا خطيه فلترمه بأول حجر وكذلك بالنسبة للمجرمين من كل صنف ونوع.. علينا أن نغفر لهم كما غفر يسوع اله المحبة وباريت نلغى أجهزه الشرطة والمخابرات والجيش ونجردهم من أسلحتهم ونحرقها لندع الكون يعيش في سلام وأمان تبعا لتعاليم الإنجيل المقدس. أليست تلك هي المسيحية..؟! ياريت تكون روحاني اكتر من كده.. بلاش العنف والشماتة اللي في كلامك دي".

حكم الإعدام في الكتاب المقدس

.

بقلم القمص مرقس عزيز خليل

.

نصت الشريعة الإلهية علي أن "سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه" (تكوين 9: 6). ففي العهد القديم (الشريعة اليهودية), حصن الله الحياة البشرية بالوصية السادسة من الوصايا العشر والمعروفة بوصية "لا تقتل" (خروج 20: 13). ولكننا نجد أن الله في الوقت نفسه قد صرح بالقتل أو الإعدام في حالات معينة, بل إننا نستطيع أن نقول أن الله في العهد القديم لم يصرح فقط بالقتل والإعدام بل إنه قد أمر به كعقوبة لمن يقترف بعض الذنوب (كالزني وعبادة الأوثان والتعدي علي الوالدين وكسر وصية حفظ السبت) بالإضافة طبعاً إلي ارتكاب جريمة القتل, حيث كانت عقوبة القتل هي قتل القاتل أيضا, سواء كان هذا القتل قد تم بغدر (خروج 21: 14) أو كان ضرباً أفضي إلي الموت "من ضرب لأنسانا فمات يقتل قتلا" (خروج 21: 12), بل كانت عقوبة القتل تنفذ علي القاتل الذي يقتل قتلاً غير مباشر كأن يترك انسان ثوره النطاح طليقا فيقتل إنسانا كقول الكتاب المقدس "إن كان ثورا نطاحا من قبل وقد اشهد علي صاحبه ولم يضبطه فقتل رجلا أو امرأة فالثور يرجم و صاحبه أيضا يقتل" (خروج 21: 29).

.

هذا كان عن حكم الإعدام في العهد القديم, حينما كانت الوثنية والشر خطران يهددان الأيمان بالفناء. أما في المسيحية, فلم يعد أحداً من الزناة أو الوثنيين أو المجدفين علي اسم الله يُقتل أو يًُرجم كما كان حادثاً في الشريعة الموسوية. ولكن بالنظر إلي جريمة القتل, نجد أن عقابها في المسيحية مازال هو القتل لأن كل قاتل هو في الحقيقة مجرم ويطارده قول السيد المسيح "من أخذ بالسيف فبالسيف يهلك" (متي 26: 52).

.

القتل (الإعدام) حق لله و للدولة:

.

وصية "لا تقتل" لا تعني أن الله حرم القتل عموماً, بل وجدناه يأمر بالقتل في حالات محددة كما أشرنا فهو صاحب الأرواح جميعا, و من حقه أن ينهي حياة الناس في أي وقت يشاء و بأي طريقه يشاء. إن وصيه "لا تقتل" كانت وصيه للمعاملات الفردية, و لكن جماعه المؤمنين وقتذاك, والدولة حاليا كدولة, لها الحق أن تقتل في نطاق القانون.

.

فاذا وُجد شخص مجرم, فمن حق الدولة أن تحكم عليه بالإعدام وتقتله, ولا تكون بفعلها هذا قد كسرت وصية "لا تقتل" لأن الله يأمر بقتل القاتل "سافك دم الإنسان بالإنسان يسفك دمه" ( تكوين 9: 6 ), و قد قال السيد المسيح لبطرس "رد سيفك إلي غمده, لأن كل الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون" (متي 26: 52). فعندما يتم قتل مثل هؤلاء السفاحون يكون هذا تنفيذا لأمر الله فيهم.

.

صورة القاتل ..

.

.

وصورة القتيلة ..

.

Related Posts with Thumbnails