ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة

26 فبراير 2009

عندما ننظر إلى الصليب نجد كثيرين

يقفون , يشاهدون , منهم المحبون و منهم الشامتون ..

كما نجد ردود أفعال كثيرة و مختلفة ..


و رغم أن عملية الصلب لم تستغرق سوى بضع ساعات إلا أننا يمكننا أن نأخذ شهوراً نتأمل في معنى الصليب وفي موقف الناس العجيب ...

يمكننا تقسيم من كانوا تحت الصليب إلى خمس مجموعات:

1- المقترعون

2- المشاهدون

3- الأعــــــداء

4- الأحبــــــاء

5- اللصــوص


1- المقترعون ( الجنود الرومان ) :

هذه هي مجموعة الجنود الذين صلبوا الرب يسوع

وعندما ننظر إليهم نشعر بالأسى لحالهم لأنهم كانوا في منتهى الوحشية

وهم لا يدرون أي جرم يفعلون!!

بل كانوا مشغولين بإلقاء قرعة ثوب يسوع لمن يكون ؟

لم يبالوا بالمصلوب ... !!

وقسوة التجاهل كانت أكثر ألماً لقلب يسوع

من قسوة الصليب ...

كم منا يفعلون هذا الأمر يومياً ؟

كم تجاهلنا آلام الآخرين !

كم سخرنا من معاناتهم !

و نحن لا نعلم أن ذلك ربما كان أقسى من القتل..


2- المشاهدون :

يسوع المسيح مرفوع على الصليب

هذا المنظر جذب الكثيرين لأسباب عدة :


+ شخصية المصلوب :

إنه المعلم الباهر, الطبيب الشافي

و الشخص المملوء حباً و حناناً

لقد شاهدوه في ملء مجده و في قوة معجزاته

و لكن كيف يرونه الآن مصلوباً ...

+ كان الكثيرون يتوقعون رؤية معجزة تحدث ..


+ سلوك يسوع على الصليب :

كان من المعتاد أن يرى الناس الشخص المصلوب

يجدف ويلعن و كان وجهه ينم عن الحقد و الغضب

و لكن يسوع كان هادئاً وجهه يشع محبة حتى أنه

كان يصلي لصالبيه و يسأل لهم المغفرة ...


و كان لجماعة المشاهدين آراء مختلفة حول الصليب :


+ منهم من نظر للصليب على أنه جريمة بشعة .

+ منهم من رأى الصليب وفقد إيمانه بالمصلوب

إذ كيف يكون هو الله و لا يخلص نفسه من العار ؟

+ وهناك من نظر للصليب و رأى عليه حمل الله الذي

يحمل خطايا العالم كله ...

و أنت ماذا ترى في يسوع المصلوب ؟



3- الأعداء :

من هم أعداء يسوع ؟

1- الغيورون : الكهنة و رؤسائهم

الذين نظروا ليسوع على أنه منافسهم الخطير

الذي أتى لسرقة مجدهم فأرادوا التخلص منه!


2- المأجورن : لقد دفع اليهود الكثير من المال لأناس كي يشهدوا زوراً ضد المسيح و كان بعضهم لم يسبق له رؤية يسوع من قبل و لكن رؤية المال غيرت قلوبهم .. فالذي يدفع أكثر هو السيد الذي يُطاع أمره .


3- الجهال : هم الذين ينقادون لأراء الآخرين بدون تفكير, هم الذين صرخوا بجهالة : اصلبه اصلبه !! دمه علينا و على أولادنا ...!



و أنت ما هو موقفك من أعدائك ؟

موقف يسوع من أعدائه :

1- خضع لهم

2- صلى لأجلهم

3- أحبهم فهزمهم




4- الأحباء :

لقد تخيلت إني سأجد الكثير من محبي يسوع تحت الصليب ولكني بحثت كثيراً و لم أجد أحداً...

+ أين لعازر الحبيب الذي أقامه يسوع منذ أيام ؟

+ أين أرملة نايين و ابنها ؟

+ أين يايرس و ابنته ؟

+ أين المولود أعمى و المخلع و المفلوج ؟

أين الجميع ؟

أين الجموع التي شفى المسيح مرضاها و أقام موتاها و داوى و ضمد جراحها ؟

أين أحباء يسوع ؟

لقد كان يحتاج إليهم وقت آلامه ...


+ التلاميذ الهاربون :

لقد عاشوا مع يسوع لحظة بلحظة أثناء حياته و شهدوا معجزاته و لكن أتت الساعة حين تفرقوا كل واحد إلى خاصته و تركوه وحيداً...


+ المريمات :

كن واقفات تحتصليبه مريم أمه و أخت أمه

وسالومى ومريم التي لكلوبا و مريم المجدلية


+ التلميذ الذي كان يسوع يحبه :

إنه نور صغير يبدد الكثير من قتامة الصورة, هذا التلميذ الوفي الذي استمر حتى النهاية ليشهد أن المحبة تبقى و تدوم أكثر من الشجاعة ...


إن يسوع ينظر إلينا اليوم

نحن من دُعي اسمه علينا , نحن الذين نذهب للكنيسة لنصلي ونتناول من جسده

و دمه .. إنه يسأل كل منا ماذا سنفعل إذا واجهنا الصليب في حياتنا ؟

+ هل سنهرب مثل التلاميذ ؟

+ هل سنقف مثل المريمات ؟

+ هل سنحب ونبذل للنهاية مثل يوحنا ؟



5- اللصوص :

كان هناك 3 صلبان و3 لصوص ...


+ اللص الطليق :

لم يجدوه و كان أخطرهم

إنه بــارابـــــــــــــــــــاس

لقد أُطلق سراحــه عندما

صرخ الجمع: اطلــــق لنا

بارابــــــــــــــــــــاس ...

إنها حماقة البشر التي تحكم

بإطلاق الشر حراً و تسمير

الخير على الصليب ...

وهكذا صار باراباس حراً

عندما صلب يسوع بدلاً منه ...

هذا اللص الطليق

هو أنا وأنت وكل إنسان صار حراً

عندما صُلب يسوع عنه

الجمـــع كــــــــان ينادى لباراباس يطلق بالإفراج

صلبــــــــك كان مطلبهم أن تجـــــلد أنت بالكرباج

حاكموك عيروك حملوك صليب العار

بين لصوص علقوك أيها القدوس البار



+ اللص المجدف :

لقد سمع عن يسوع أنه ابن الله و كان كل اهتمامه

الخلاص من آلامه و لذلك سأل يسوع :

” إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك و إيانا “

كان يريد معجزة تنقذه من ألم الصلب

و لكنه لم يفكر في خطاياه التي قادته لهذا المصير

هل أنا مثل هذا اللص ؟

اطلب الله و اعرفه لكي يكون وسيلة تريحني من تعبي ؟

فكأني أهتم بالعطية و لا أنظر للعاطي ...




+ اللص التائب :

لقد كان في البداية مثل زميله و لكن شيئاً ما غير

سلوكه أهي الطبيعة الغاضبة أم آلام الصلب

أم وداعة يسوع و صلاته لصالبيه ؟

ها هو يصرخ : اذكرني يا رب

متى جئت في ملكوتك ...

لقد رأى يسوع ملكاً

و طلب أن يكون معه في ملكوته

فهل تفعل مثله ؟





اليوم اطلب منك أن تأتي

إلى الصليب متذكراً أنه طريقك الوحيد للحياة

مثلما كانت الحية النحاسية قديماً

قف تحت الصليب بخشوع واستمع لصوت يسوع :


أين أنت من الجموع ؟

اقبل إلي فلن تجوع ..

أنا وحدي الطريق للرجوع ..

فهل تأتي لتفرح قلب يسوع ؟

ليست هناك تعليقات:

Related Posts with Thumbnails