+ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» يوحنا 6:14 + يسوع المسيح هو الطريق والحق والحياة ... هو الطريق فلا طريق إلاه .. هو الحق فلا حق سواه .. هو الحياة فلا حياة بغيره .. إلي كل من يبحث عن خلاص نفسه, الرب يناديك ويريد أن يخلص نفسك. سر خلاص المسيح هو العقيدة الرئيسية في المسيحية، إنه يُمثـِّل قلب الإيمان المسيحي الذي يعترف بالرب المسيح كفادي ومخلِّص للجنس البشري.
بعد أن أوشك الإقتراب من درجة الوباء .. منظمة الصحة العالمية ترفع مستوي الإنذار من احتمال حدوث وباء جراء انتشار مرض إنفلونزا الخنازير من المرحلة الرابعة إلي المرحلة الخامسة.. وتتوقع رفع حالة الإنذار إلي الدرجة القصوي!
. . جنيف، سويسرا (CNN):
رفعت منظمة الصحة العالمية الأربعاء مستوى الإنذار من احتمال حدوث وباء جراء انتشار فيروس انفلونزا الخنازير من المرحلة الرابعة إلى المرحلة الخامسة، وذلك ضمن مقياسها المؤلف من ست مراحل، ما يعد مؤشراً على أن العالم بات على شفير تعرضه لوباء بسبب فيروس "إتش1 إن1".
وقالت الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية، مارجريت تشان، إن القرار يعني أن على كل الدول أن "تسارع الآن إلى تنشيط خططها واستعداداتها لمواجهة خطر وبائي."
وأضافت تشان "هذا التغيير لمرحلة أعلى من الإنذار يعد مؤشراً للحكومات ووزارات الصحة والصناعة الدوائية وقطاع الأعمال لاتخاذ إجراءات بعينها الآن بصورة عاجلة وبسرعة."
وكانت المنظمة رفعت مستوى الإنذار من خطر انتشار فيروس انفلونزا الخنازير الاثنين من الدرجة الثالثة إلى الرابعة.
وتتسم المرحلة الخامسة بانتشار الفيروس بين البشر في بلدين على الأقل في أحد أقاليم منظمة الصحة العالمية. وعلى الرغم من عدم تعرّض معظم البلدان للوباء في هذه المرحلة، فإنّ الإعلان عنها من الإشارات القوية على وشاكة حدوث جائحة وعلى أنّ الوقت بات قصيراً لاستكمال أنشطة التنظيم والاتصال وتنفيذ التدابير المخطّطة في مجال التخفيف من الأثر.
WHO: تؤكد 154 حالة وتتوقع رفع حالة الإنذار إلى السادسة
رفعت منظمة الصحة العالمية عدد الحالات المؤكدة بفيروس انفلونزا الخنازير في العالم الخميس إلى 154 حالة، منها 91 حالة مؤكدة في الولايات المتحدة، و26 حالة في المكسيك و13 في كندا و10 في إسبانيا و3 في ألمانيا و3 في نيوزيلندا و2 في إسرائيل وواحدة في النمسا.
وتحقق المنظمة حالياً في عدد من الحالات في العالم، ومنها 11 في نيوزيلندا و2 في فرنسا وواحدة في كل من كوريا الجنوبية وسويسرا.
كذلك أعلنت بيرو وسويسرا عن حالة في كل منها، غير أن الحالتين لم تدرجا بعد في تقرير منظمة الصحة العالمية، التي يبدو أنها تسير في طريق رفع حالة الإنذار إلى الدرجة السادسة والأخيرة بحسب مقياسها للأوبئة المتفشية.
ويعود سبب هذا التوقع إلى أن انتشار الفيروس في إسبانيا، بدأ ينتقل بين البشر، كما هو الحال في الولايات المتحدة والمكسيك.
وثبتت المنظمة عدد الوفيات المؤكدة بالفيروس عند سبع حالات في المكسيك وواحدة في الولايات المتحدة، مع وجود أكثر من 2700 حالة مشتبه بها في مختلف أنحاء العالم.
غير أن المكسيك تحدثت عن وقوع ما يزيد على 150 حالة وفاة جراء الفيروس، رغم أن سبعة منها مؤكدة في المختبرات، بينما تشير أرقام المشتبه بإصابتهم بالفيروس إلى وجود نحو 2500 حالة، منها 26 حالة فقط تم تأكيدها.
وآخر الدول التي انضمت للدول التي أعلنت عن وجود إصابات بفيروس A/H1N1 هي ألمانيا والنمسا، فيما ارتفع عدد الإصابات في كل من بريطانيا وإسبانيا، كما أفادت بيرو عن اكتشاف حالة إصابة واحدة.
ما هي المرحلة السادسة؟
يذكر أن المرحلة السادسة من مقياس الإنذار المعتمد لدى منظمة الصحة العالمية، وهي مرحلة الجائحة، التي تتسم بوقوع فاشيات على الصعيد المجتمعي في بلد آخر على الأقل في إقليم آخر من أقاليم منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى المعايير المحدّدة في المرحلة الخامسة، ويشير تحديد هذه المرحلة إلى أنّ ثمة جائحة عالمية طور الانتشار.
وخلال فترة ما بعد الذروة تشهد مستويات انتشار الجائحة في معظم البلدان التي تمتلك آليات ترصد مناسبة انخفاضاً إلى مستويات أدنى من مستويات الذروة المُسجّلة. وتعني فترة ما بعد الذروة أنّ نشاط الجائحة بدأ يظهر ملامح الانخفاض؛ غير أنّه من غير المؤكّد عدم حدوث موجات إضافية، وعليه لا بدّ للبلدان من التأهّب لمواجهة موجة ثانية.
وقد اتسمت الجوائح السابقة بانتشار موجات من النشاط على مدى أشهر. ومن المهام الحاسمة الأهمية في مجال الاتصال، بعد انخفاض مستوى نشاط المرض، الوزن بين هذه المعلومات واحتمال وقوع موجة أخرى. ويمكن أن تفصل بين الموجات شهور عدة وقد يكون من السابق لأوانه "تخفيف مستوى اليقظة".
وفي فترة ما بعد الذروة يعود نشاط مرض الانفلونزا إلى المستويات المُلاحظة، عادة، في حالات الانفلونزا الموسمية. ومن المتوقع أن ينتهج الفيروس الجائح سلوكيات تشبه سلوكيات فيروس الانفلونزا الموسمية A. ومن الأهمية بمكان، في هذه المرحلة، مواصلة الترصد وتحديث خطط التأهّب والاستجابة بناء على النتائج المُسجّلة. وقد يتعيّن تحديد مرحلة مكثّفة في مجالي التعافي والتقييم. .
يرد الأستاذ الفاضل علي سؤالي السابق (هل حد السرقة يعتبر إعجاز تشريعي؟), ويقول:
"الإعجاز في قطع يد السارق هو الحل لمشكلة السرقة.. حل مشكلة السرقة هو قطع يد السارق اليسري لو كان أيمن, واليمنى لو كان أعسر (يستعمل ايده الشمال) حتى لا يفقد القدرة على الكسب.. وتظل العقوبة هي التي تجعل الإنسان يرتدع.. حد السرقة في كام لم يحددها الإسلام.. ربنا قال السارق تقطع يده.. لكن تحديد المقدار الواجب فيه القطع ترك تقديره للزمان والمكان والظروف.. لكن ممكن إنت تقولي إيه الحل عندك لمشكلة السرقة؟"
التعليق:
.
أستاذي المحترم, حضرتك لو بحثت جيداً في التاريخ ستجد أن الرومان مثلاً كانت لديهم قوانين أكثر صرامة وشدة من أي قوانين أخري جاءت بها الشريعة الإسلامية. فعلي سبيل المثال كانت عقوبة السارق في قوانين الإمبراطورية الرومانية لا تكتفي بسجنه أو جلده أو حتي قطع يده كما هو الحال في الإسلام لكنها كانت تأمر بصلبه أي تسمير يديه ورجليه علي خشبتين متعمدتين وتركه يتألم وينزف حتي الموت! ولك أن تتخيل مدي قسوة هذة العقوبة ومدي العذاب والآلام الجسدية الرهيبة التي كان يعانيها المصلوب لعدة ساعات حتي يموت في النهاية أبشع ميتة! بلا شك أن عقوبة الصلب الرومانية هي العقوبة الأكثر ردعاً من عقوبة قطع اليد الإسلامية بل ومن أي عقوبة أخري في التاريخ. فهل كانت قوانين الإمبراطورية الرومانية تُعد إعجازاً "تشريعياً" هي الآخري كالحدود في الشريعة الإسلامية..؟! يا عزيزي الفاضل, لو كان الإعجاز التشريعي يًُقاس بمدي قسوة العقوبات لأصبحت قوانين الرومان هي أعظم القوانين وأكثرها إعجازاً عن أي قوانين أخري!
.
وكما قلت لك لا أظن أنه يوجد عقوبة في التاريخ أبشع من عقوبة الصلب, ومع ذلك دعني أقول أنه بالرغم من صرامة هذة العقوبة المميتة إلا أن حوادث السرقة والإجرام لم تنتهي من الوجود حتي في المجتمعات التي كانت تحكمها القوانين الرومانية. فالتاريخ لم يشهد علي الإطلاق بأن قسوة العقوبة قد ردعت الإنسان في يوماً من الأيام من أن يقوم بارتكاب الجرائم. أخي الفاضل, لتعلم جيداً انه أياً كانت العقوبة وأياً كانت شدتها, فسيظل الإجرام موجود في كل مكان وكل زمان. لأن من يقوم بالجريمة هو غالباً شخص لا يفكر في عواقب ذلك ولا يفكر في العقوبة أياً كانت قسوتها! وإذا كان السارق لا يخشى من عقاب الله له وتعذيبه في نار الجهنم الأبدي, فهل يخشى من قطع يده اليمني أو اليسري..؟!!
.
أما عقوبة قطع اليد في الشريعة الإسلامية فكانت تطبق علي السارق إذا سرق شيء ثمنه أكثر من ربع ديناراً أو أكثر. والدليل علي ذلك موجود في كتب الأحاديث النبوية, فيذكر لنا كتاب البخاري أن الرسول (صلعم) قد قال: "تُقطع اليد إذا سرق شيء ثمنه ربع ديناراً فصاعداً. لعن الله السارق, يسرق البيضة فتقطع يده أو يسرق الحبل فتقطع يده" (راجع صحيح البخاري – جزء 8 \ ص 199- 201). وفي نفس هذة الصفحات يؤكد لنا البخاري أن السيدة عائشة زوجة الرسول قالت أن محمداً (صلي عليه وسلم) كان يقطع يد السارق إذا سرق مجن ثمنه ثلاثة دراهم. إذن يا أخي الفاضل الأحاديث النبوية واضحة وصريحة في هذا الأمر ويمكن أن ترجع إليها وتتأكد بنفسك. تُقطع يد السارق إذا سرق بيضة أو حبل! وجميع المفسرين وليس البخاري وحده قد أجمعوا كلهم وقالوا في ربع دينار أو ثلاثة دراهم كان الرسول محمد يقطع اليد. وبناءاً علي هذة الأحاديث, فإن ادعائك بأن قطع اليد يتم تقديره حسب الظروف والأحوال هو ادعاء غير صحيح. لأنه حتي إذا إفترضنا أن عملة الدينار وقت الرسول كانت لها قيمة مادية أعلي بكثير من الدينار الحالي, فالحديث قد أكد أن حد السرقة واجب حتي إذا قام السارق بسرقة أشياء تافهة لا قيمة لها كالبيضة أو حبل الغسيل مثلاً!! وأعتقد أن تطبيق الشريعة في الإسلام لا يعتمد فقط علي القرآن الكريم بل علي الأحاديث النبوية أيضاً.. أليس كذلك؟
.
أستاذي المحترم, حضرتك تحدثت عن حد السرقة في الإسلام وأكدت أن القطع يتم في اليد اليسري إذا كان الشخص أيمن واليد اليمني إذا كان الشخص أعسر أي أنك تريد أن تقول أن قطع اليد لن يعوق الشخص السارق من أن يعمل عملاً شريفاً يتكسب منه فيما بعد. وقد يكون كلامك صحيحا إلي حد ما. ولكن حضرتك غفلت أمر هام جداً ألا وهو الجانب النفسي للشخص الذي يًُنفذ فيه حد السرقة, وإحساس هذا الشخص الدائم بالخزي كلما نظر أحداً إليه ورأي يديه قد قُطعت. فإنك بقطع يديه تكون قد أوصمته وصمة عار طوال حياته حتي وإذا كان هذا الشخص قد قرر التوبة عن جميع جرائمه التي ارتكبها. فأين الرحمة والمغفرة والتسامح التي جاءت بها الشريعة الإسلامية..؟!! وأين مبدأ "إذا بُليتم فاستتروا" وهذا الكلام الذي تتشدقون به ليلاً ونهاراً في وسائل الإعلام وها أنت تحكم علي شخص بأن تُقطع يديه ليظل موصوماً في مجتمعه بالخزي والعار حتي مماته وذلك لمجرد أنه سرق بيضة ثمنها ربع دينار..؟!!
.
نقطة أخيرة أريد أن أستفسر عنها منك وللأسف لم أجد لها إجابة واضحة من كثيرين وهي ألا تتفق معي في أن عملية بتر اليد والتي كانت تتم بطريقة بدائية في شبه الجزيرة العربية منذ 14 قرناً هي عملية في غاية الخطورة وقد ينتج عنها مضاعفات أشد خطراً بحيث إنها من الممكن أن تؤدي إلي وفاة الشخص المحكوم عليه بالحد..؟! فإذا كانت نسبة الوفيات التي تحدث كمضاعفات لعمليات البتر الكبرى (major amputations)في الوقت الحالي تصل إلي 10% من الحالات وذلك بالرغم من التقدم الطبي الهائل, فكم كانت نسبة الوفيات التي حدثت كمضاعفات لعمليات قطع الأطراف (الأيدي والأرجل) منذ 1400 سنة مثلاً وفي عصر يتسم بالتخلف العلمي والجاهلية كما تقولون..؟! هل تري أن سرقة بيضة واحدة أو حتي بقرة تستحق أن يموت شخصاً من النزف وبهذا الشكل..؟!! هل هذا هو العدل الإلهي.. ؟!! يا أخي, إن الله أرحم بكثير من أن يطالب بقطع يد إنسان وتعريضه لخطر الموت من أجل سرقته لشيء ثمنه ربع دينار!
.
.
وعلي حسب ما أعلمه أن بتر عضو من الأعضاء أو قطع طرف من الأطراف البشرية هي عملية ليست بتلك السهولة ليقوم بها جزار مثلاً, ولكنها تحتاج إلي جراح أو علي الأقل طبيب متخصص لديه علم وخبره ودراية بشأن الشرايين والأوردة التي تمر بهذا الطرف الذي سيقوم ببتره, ذلك لأن أي قطع غائر يحدث في أي شريان أو وريد رئيسي قد يُحدث نزيف شديد ومستمر لن يتوقف إلا إذا تم ربط وخياطة هذا الوعاء الدموي من الجديد وهي عمليه تسمي بالـ ligation.. إذن فكيف يمكن لطبيب أن يقوم بهذة العملية الجراحية المعقدة في ميدان عام ووسط طائفة المؤمنين التي جاءت لتشاهد تطبيق الحدود بعد صلاة كل يوم جمعة..؟!
.
فلا تنسي أيضاً أن عملية كهذة تحتاج أيضاً إلي إجرائها في بيئة معقمة حتي لا يصاب الشخص بأي عدوي ميكروبية قد تقضي علي حياته (لأن وقتها لم يكن هناك شيء اسمه البنسيلين)! السؤال الأخر كيف يتمكن أي طبيب (حتي ولو كان رئيس قسم الجراحة) أن يقوم بإجراء هذة العملية الدقيقة التي تحتاج إلي قطع في العضلات ونشر في العظام وخياطة في الأوعية الدموية.. إلخ, والشخص الذي يُنفذ فيه الحكم غير مخدر ولكنه يعي ما يحدث حوله ويشعر بالآلام ويتأوي يميناً ويساراً من شدتها..؟!! أسئلة كثيرة جداً لا أجد إجابات عليها وأتمني أن أجد شخصاً يأتي بالرد علي هذا الكلام. في النهاية, أنا أكن الإحترام لك ولغيرك وليس هدفي التجريح أو الإساءة ولكن فقط الحوار والنقاش الموضوعي.
يقول إخواننا المسلمون أن فصاحة القرآن وسمو مستواه اللغوي وطلاوة عباراته دليل حاسم علي أن القرآن هو كلمة الله لأن معجزة القرآن هي اللغة العربية المكتوب بها (الإتقان الجزء الرابع ص 8). فيعلق أحد الافاضل علي الفصاحة اللغوية للقرآن الكريم, قائلاً:
"معجزة القرآن أنه كتاب فصيح أذهل العرب بأنه بلغتهم ومع ذلك تحداهم أنيأتو بمثله أو ب10 سور أو بسورة.. و مع ذلك عجز العرب الذين كانت اللغةالعربية ملعبهم.. ولو كان القرآن كذلك وبس ..لكفىولكن معجزةالتشريع أيضا فيه.. ومعجزات لا تنتهي .. و لذلك لم يجرؤ واحد من العرب أنيتحدى القرآن الا ما كان من مسيلمة الكذاب الذي اخذ يسجع و يتكلم بكلامأهبل .. وعرفت العرب كذبه و قال من اتبعه من المتعصبين (كذاب ربيعة أحبالينا من صادق مضر)"
نحن نقول أن القرآن فعلاً في بعض أجزاؤه وفصوله جاء بالحقيقية فصيح العبارة وبليغ الاسلوب. وهذا أمر لا يرقي إليه شك لكل من تذوق اللغة العربية وآدابها وبلاغتها. ولكننا من الناحية الأخري نقول أن القرآن في بعض أجزاؤه يحتوي علي أخطاء واضحة في أبسط مباديء أصول اللغة وقواعدها بل إننا نجد في القرآن كلمات كثيرة ليس لها أي معني وكلمات أخري لم يفهمها أحد! وقد قال ذلك أصحاب محمد (صلعم) أنفسهم كما سنري. ولكن في البداية يجب توضيح أمرين في غاية الأهمية:
.
الأمر الأول: إن فصاحة أي كتاب من الناحية اللغوية لا يمكن أبداً أن يكون دليلاً علي عظمة هذا الكتاب أو أنه صادر من عند الله لأن عظمة أي كتاب تقاس بمعانيه لا بألفاظه البليغة. والله لا يهمه إظهار قوته في بلاغة الاسلوب وقوة الألفاظ ولكن في المعاني الروحية السامية التي يتضمنها كتابه. الله لا يهمه تدريس أصول وقواعد اللغة العربية لسكان الأرض ولكن يهمه قيادة الناس لمستوي روحي عال يليق به حتي يتمتعوا بحياة السلام والفرح ويعيشوا معاً في محبة ووئام. لذلك فالبلاغة في الاسلوب ليست أبداً دليلاً علي أن الكلام موحي به من عند الله أو أن قائلها نبي من الأنبياء, لأن شيلدر الألماني مثلاً ليس نبياً, وقصائد الإللياذة والأوديسا لم يكتبها نبي ولكن شاعر يوناني موهوب. كما أن أشعار وكتابات شكسبير الرائعة التي تُرجمت للغات عديدة وإنتشرت أكثر من القرآن عشر مرات لم تجعل الإنجليز يقولون أن الملاك جبريل أوحي بها لشكسبير. مع العلم أن كتابات شكسبير لم يرد بها أي أخطاء في الأدب أو البلاغة والقواعد اللغوية.
.
الأمر الثاني: أن فصاحة القرآن وسمو اللغة العربية القديمة المكتوب بها أدت إلي صعوبة قرأته وفهمه بوضوح حتي من العرب أنفسهم! فماذا نقول عن غير العرب الذين حتي لو تعلموا اللغة العربية بعد جهد طويل سيظل القرآن بالنسبة لهم صعب الفهم إن لم يكن مستحيل علي الإطلاق. فالأمر يحتاج إلي دراسات في الأدب العربي والبلاغة العربية, لأن اللغة العربية بالذات هي لغة متشعبة جداً وغالبية كلماتها القديمة غير متداولة الآن لكنها كانت موجودة أيام كتابة القرآن. والقرآن بالذات يحوي كلمات وجمل غريبة حتي أن السيوطي كتب علي الأقل مائة صفحة في الجزء الثاني من كتابه المشهور "الإتقان" في محاولة منه لشرح ألفاظ القرآن الصعبة وجاء كلامه تحت عنوان "في معرفة غريب القرآن". هذا جعل الإمام الشافعي يقول "لا يحيط باللغة العربية إلا نبي" (الجزء الثاني – الإتقان - ص 106).
.
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو .. كيف يستفيد الناس من كتاب يرسله الله لهم وهم لا يفهمون الكثير من كلاميه ومعانيه..؟!! وخاصة أن العلماء يقولون أنه يجب قراءة القرآن باللغة العربية فقط. فيقول السيوطي (لا يجوز قراءة القرآن بغير العربية مطلقاً سواء أحسن القاريء العربية أم لئلا يذهب إعجاز القرآن المقصود منه). أما الدكتور أحمد شلبي فيضيف قائلاً: (أن القرآن إذا تُرجم لغير العربية سيذهب إعجازه البياني وهذا مقصود لذاته) – تاريخ التشريع الإسلامي ص 97.
.
وهذة حقيقة أكيدة لأن القرآن لو تُرجم بألفاظه إلي اللغة الإنجليزية مثلاُ, فستذهب قيمته اللغوية ولا يمكن مقارنته بأي كتاب في الأدب الإنجيليزي أو الفرنسي أو الألماني أو أي لغة يُترجم إليها بالإضافة إلي وجود كلمات غير مفهومة أصلاُ باللغة العربية, فكيف يمكن ترجمتها للغة أخري..؟!! لكن هذا يقودنا إلي سؤال آخر: إذا كان كتاب الله لا ينبغي قراءته إلا بالعربية والصلاة أيضاً والشهادتين, لذلك تُمنع الصلاة بغير العربية في كل مساجد العالم. إذا كان الأمر كذلك فهل الله هو إله عربي لا يفهم لغة أخري؟ أم هو متعصب للغة معينة يتكلمها فقط 200 مليون علي الأكثر؟!!!
.
النقطة الأخري الذي يتحدث عنها الأخ الفاضل وهي معجزة التشريع. وأنا أسأله اي تشريع هذا الذي يأمر يقطع يد السارق ويجعله شخصاً معاقاً طوال حياته لمجرد إنها قام بسرقة شيء ثمنه ربع ديناراً أو أكثر! (صحيح البخاري ج8 – ص 199: 201). أي عقل يقبل هذا الكلام يا أخي..؟!! أن يصبح الإنسان صاحب عاهه مستديمة وعاجزاً عن العمل والإنتاج لأنه سرق بيضة مثلاً! فهل يد الإنسان لا تساوي أكثر من ربع ديناراًّ ..؟! ليس هذا فحسب بل إختلف العلماء أيضاُ إذا كان هل من حق السارق بعد قطع يده أن يستعمل يداً صناعية ام لا..!! والأكثر بشاعة من كل ذلك هو أن يد السارق المقطوعة يجب أن تُعلق علي رقبته بعد قطعها!!! هل تسمي هذا إعجاز يا اخي الكريم..؟!! (بعض العبارات مقتبسه من كتاب: هذا هو القرآن).
اطمأن قلبى، وقلوب الملايين، على صحة البابا شنودة، رغم ثقل السنين ووهن المرض، عندما تحدث إلى قناة «المحور» مساء الأحد الماضى، بمناسبة عيد القيامة المجيد، عند المصريين الأقباط، وعندما سئل عن موقفه من قضية «حزب الله» فى مصر، قال بحكمة بالغة بلغته العربية النقية: «الله أقوى من أن يحتاج إلى حزب»، وكرر العبارة مرتين ..
ذكرنى بحكيم آخر من حكماء مصر الذين رحلوا عن عالمنا، وهو الكاتب العظيم نجيب محفوظ، الذى منحه الله القدرة على أن يظل محتفظاً بقدرته العقلية كاملة بعد سن التسعين، عندما قال فى حوار مع «أخبار الأدب»: «لقد جرب المصريون الليبرالية وجربوا القومية العربية والاشتراكية، ويبدو أنهم يريدون تجربة حكم الإخوان، أو الحكم الدينى» ..
والواقع أن المصريين جربوا الحكم الدينى مع «الفتح الإسلامى»، و«الفتح العثمانى»، وتوافقوا على اختيار الليبرالية والقومية المصرية، وعبّروا عن ذلك رسمياً عندما وضعت نخبتهم من كل الطبقات دستور ١٩٢٣، وقد سبق أن أوضحت فى هذا العمود موقفى من حزب الله أثناء حرب لبنان ٢٠٠٦، وحرب غزة ٢٠٠٩، ومن خلط الدين والسياسة عموماً، وهو خلط بين النسبى المتغير والمطلق الثابت الذى لا يتغير.
كما سبق أن نشرت أن تسمية حزب سياسى باسم «الله»، يزج باسم الجلالة فى الصراع السياسى، ويعتبر تطاولاً على الذات الإلهية، والدليل البسيط على ذلك المناقشات التى تدور حول: هل هُزم حزب الله أم انتصر فى هذه المعركة أو تلك؟ وأن نقول الآن «مؤامرة حزب الله»، ونفس الأمر بالنسبة للمسميات الدينية، عموماً، كأن يرخص لبقالة تسمى «مكة»، وفندق يسمى «الحرم»، ودكان لبيع الأزياء باسم «التوحيد والنور»، ثم نقرأ عن تهرب«التوحيد والنور» من الضرائب، أو فرع التوحيد والنور فى حلوان يحترق!!
وكل هذا عبث صريح بالدين يتم تحت أنظار الجميع فى غمرة حلقة الذكر التى دعيت إليها مصر، ولا تزال تقبل الدعوة. إنها الكارثة بألف لام التعريف عن السياسة والدين معاً، عندما يحكم رجال الدين، أى دين فى أى مكان، فالسياسة فى أبسط تعريف هى فن الممكن أو ما يسمى عند عامة الناس «ألاعيب السياسة»، بينما الدين على النقيض تماماً لا يعرف ولا يجب أن يعرف أى ألاعيب. وبرنامج حزب الله اللبنانى مثل أى حزب دينى يقوم على المطلقات ولا توجد مطلقات فى السياسة فى قضية فلسطين ولا فى غيرها من القضايا.
. نقلاً عن جريدة «اليوم السابع» الثلاثاء، 21 أبريل 2009 نور على وعمرو جاد
أثار الجدل الذى أثير مؤخرا، حول تحول البعض من الإسلام إلى المسيحية ردود فعل مختلفة على صعيدى كتلة نواب الإخوان المسلمين فى البرلمان، وبعض «شيوخ» الدين الإسلامى، وقال النائب على لبن لـ«اليوم السابع»، إنه سيتقدم بمشروع قانون لتطبيق حكم الإسلام فى المرتد، لكنه عاد وقال إن هذا الملف فى يد زميله النائب الشيخ سيد عسكر، مضيفا أنه لن يكون هناك قرار بهذا الشأن إلا بعد التنسيق معه، واصفاً التعجل بتقديم قانون «حد الردة» فى هذا الوقت، بأنه «مجرد فرقعة إعلامية»، وأكد النائب الإخوانى الشيخ سيد عسكر أن كتلة الإخوان بالبرلمان، تدرس بالفعل إمكانية التقدم بتشريع جديد لمواجهة «الردة»، مشيراً إلى أنهم سيختارون الوقت والظروف المناسبين، وأرجع النائب سيد عسكر عدم تقدم «الكتلة» بمثل هذا التشريع حتى الآن، إلى موقف الحكومة المعارض لقوانين الشريعة، مشيراً إلى أن الحكومة رفضت مشروعا حول ذلك من قبل.
ومن جانبه كشف الداعية الإسلامى الشيخ يوسف البدرى لـ«اليوم السابع»، عن وجود قانون لحد الردة مكون من 11 مادة، أعده الدكتور صوفى أبوطالب رئيس مجلس الشعب الأسبق، وكان من المقرر أن يصدق عليه الرئيس أنور السادات، لكن القدر لم يمهله، وأضاف يوسف البدرى أنه سيطبع هذا القانون والملابسات التى دارت حوله فى كتاب، مشيراً إلى أنه سيعتزم تنظيم حملة جديدة من أجل تشريعه.
وقال البدرى إن قانون «أبوطالب»، كان ينص فى بعض مواده على توقيع عقوبة الإعدام على المرتد، ويشترط لتوقيع هذه العقوبة أن يستتاب المرتد لمدة 30 يوماً، وإن أصر على ردته تطبق العقوبة، وأن يكون إثبات الردة بالقول أو بالكتابة وأن يكون المرتد عاقلاً وبالغاً. . التعليق: . ألا يعلم السادة نواب هذة الجماعات المشبوهه بأن حرية العقيدة مكفولة بنصوص الدستور المصري حتي وإن كانت غير مُطبقه فعلياً علي أرض الواقع ..؟! هل غفل هؤلاء الغوغائيون من أصحاب اللحي والزبائب حقيقة أن مصر واحده من الدول التي وقعت علي الميثاق العالمي لحقوق الإنسان وتعهدت أمام العالم كله بالعمل علي إحترام الحرية الدينية للمواطن واحترام حقه في تغيير عقيدته الدينية ..؟! . ألا تكفي المعاناة التي يعانيها كل مواطن مسلم يريد أن يترك الإسلام ويستخرج أوراق هوية بديانته الجديدة .. ؟!! ألا يكفي هذا الإضطهاد الذي يواجه كل من يرتد عن هذا الدين..؟!! ألا يكفيهم أن هذا المرتد يظل يعيش مُطارداً طوال حياته من أمن الدولة ومن أهله وأقاربه.. ؟! ألا يكفيهم أنه أحياناً يضطر إلي التزوير من أجل السفر والهروب خارج مصر والإقامة في أي دولة من الدول التي تحترم حقوق الإنسان ليمارس عقيدته هناك بحرية ويعيش وسط الغرباء والأجانب في أمان وسلام لا يجده مثله في وطنه ووسط أهله وشعبه.. ؟!! . قطع رقبة من يرتد عن الإسلام .. أهذا هو "الحل" عندهم .. ؟! أهكذا ستتحرر مصر من جميع أزماتها ومشاكلها وتنهض بعون الله.. ؟!! وأتسأل أي شعب أبله هذا الذي يذهب إلي صناديق الإنتخابات ليصوّت لأمثال هؤلاء الجديان والتيوس.. ؟!! وتريدون أن ترون الديمقراطية في مصر .. ؟!!!! حمداً لله أنه لا يوجد مثل هذة الديمقراطية في هذا البلد حتي الآن! .
النائب المحترم "علي لبن" الذي يريد تطبيق "حد الردة"
الأخ الغير مًعرف يواصل تعليقاته علي الرسالة السابقة ويقول:
"حلو جدا تحليل النص دة..جدع يا وله.."
طيب.. كويس إنه عجب حضرتك.. بس المهم إنه يكون دخل دماغك!
"مرة ثانية هقولكوا هبلغك.. المسيحعيسى بن مريم كلمة الله وروح منه هو انسان عبد وهو نفسه لن يستنكف ولنيستكبر أن يكون عبدا لله.."
إنت ماسك لنا هبلغكم هبلغكم.. إنت فاكر إن دي أول مرة نسمع فيها كلامك دا يا شيخ..؟! يا أخي دا أنا من كتر ما بسمع آيات القرآن في التليفزيون والمواصلات والجامعة والشغل, خلاص حفظته..!! ويكفي إننا كنا بندرسه في المدرسة وإحنا تلاميذ في الابتدائي والإعدادي وكانت النصوص القرآنية من النصوص الإجبارية اللي لازم نحفظها! وبعدين هو إنت لسه هتعرفني بالإسلام..؟! يا أخي, إنت ناسي إننا عايشين في بلد الآلف مئذنة..؟! والجوامع والمساجد ما شاء الله في كل شارع ومشايخ الأزهر الأفاضل عاملين الواجب وكل يوم والتاني علي شاشات التليفزيون المصري وعلي الفضائيات كمان.. وبرامج ركن الفتوى.. والمسلمون يتساءلون.. والشريعة والحياة.. والدين والحياة.. وماما "عبلة " وبابا "العوا" .. يا بني دا أنا عارف وحافظ دينك الإسلامي أكتر من بعض المسلمين نفسهم!! علي العموم.. جزاك الله خيراً يا شيخ. سمعنا الكلام دا قبل كدة كتير من وإحنا عيال وشبعنا منه كمان وقربنا نطُرشّه.. !!!
"أما تأليه البشر فموجود من قبل الديانةالمسيحية.. كل الديانات الوثنية تأله البشر.. وبالمناسبة فدينكم منقول نقلمسطرة من عقائد الدولة الرومانية الوثنية.."
المسيحية لا تأله بشر يا أخي الكريم. بل تؤمن بأن الإله هو الذي تجسد في صورة بشر. ويا رب تكون إتفهمت.. مش صعبة للدرجة دي!!
"رسول الله عيسى بن مريملا يختلف عن أي من الرسل الذين سبقوه سوى انه ولد من غير أب.."
هل تري أن المسيح يختلف عن باقي الأنبياء فقط في مسألة أنه وُلد دون أن يكون له أب بشري..؟!! إسمحلي يا أخي الشيخ أنت لست بقاري جيد للقرآن أو ممكن تكون بتقرأه بس بدون فهم! .. يا فضيلة الشيخ, طبقاً لكتاب القرآن الكريم اللي حضرتك بتؤمن به, فالمسيح يختلف عن باقي الأنبياء في كل ما يلي:
.
(1) ولادته من إمرأة عذراء دون أن يكون له أب بشري, وذلك لأن الله نفخ من روحه في مريم العذراء. فالمسيح إذن يكون هو الإنسان الوحيد الذي وُلد من روح الله (سورة التحريم 12).
.
(2) إطلاق عليه بعض الألقاب الإلهية التي لم ينالها اي نبي آخر جاء من قبله أو بعده مثل: «كلمة الله» (سورة آل عمران 45) و«روح الله» (سورة النساء 170).
.
(3) وصفه بأنه وجيهاً في الدنيا والآخرة (سورة آل عمران 45). وقال مفسروا القرآن بالإجماع بأن "الوجـاهة في الدنيا هي النبوة وفي الآخرة هي الشفاعة", وذلك رغم أن القرآن يحصر الشفاعة بالله وحده (سورة الزمر 44).
.
(4) قيامه بمعجزات عديدة لا حصر لها ولم يسبق لأحد من قبله أو بعده القيام بها, مثل: شفاء الأكمة, إبراء الأبرص, شفاء المولود أعمي بخلق عيون له من الطين, وإقامة الموتى (سورة المائدة 110 وسورة
آل عمران 49).
.
(5) علمه بالغيب (سورة آل عمران 49 وسورة مريم 33). والعلم بالغيب صفة لا تتوفر إلا عند الله عز وجل.
.
(6) عصمته من الخطأ. فالقرآن يشهد بأن لكل الأنبياء والرسل خطايا معينة إلا السيد المسيح الذي كان "زكياً" اي بريئاً وطاهراً (سورة مريم 19).
"وحاشا للهأن يكون أبوه..الله لم يلد و لم يولد..ثم اسمحلي ..لو هو ابن اللهفعلا كان اول حاجة حطها في الانجيل اسمعو كلام ابني ..مش يديله نسب 66 ابهنا و 40 اب هناك (حتى في النسب غلط..حاشا لله("
مشكلتك يا عزيزي إنك مصمم تعتبر كلمة "ابن الله" بأنها كلمة تحمل معني جسدي فقط بمعني إنك فاكر إن المسيحيين بيؤمنوا بأن الله تزوج وأنجب طفلاً وسماه يسوع! طبعاً حـاشـا لله أن يحدث هذا. إنما نحن نؤمن بأن "ابن الله" لها معني روحي وليس معني جسدي علي الإطلاق, و"المسيح ابن الله" عبارة تعني أن المسيح يحمل صفات الله. أما عن كتاب ميلاد المسيح, فمذكور في بداية إنجيل متي. وكان الهدف من ذلك هو إثبات لليهود بأن المسيح جاء من شعب بني إسرائيل ومن بيت داود الملك (تماماً كما جاء ذلك في النبوات القديمة). وحكاية ال66 أب وال40 اب دي سمعتها فين.. ؟!!
"ده بالنسبة للعقائد..اما بالنسبة لحنان الشر..يف. فقدأرسلت اليها الكثير من الردود الهادئة المنطقية لضمان النشر لان اي اساءةستجلب حذف بالتأكيد.. و لم تنشر تلك المنافقة المتحدثة عن الأخلاق (وهيخالية منها) اي تعليق لان كل تعليق سيهدم ببساطة كل كلامها..لذلك هي لاتنشر الا لك..انت و حسن الهلالي و امثالكم"..
حضرتك ممكن تكتب التعليقات بتاعتك هنا علي هذة المدونة وأنا أتعهد أمام الجميع بنشرها.
"نقطة أخيرة.. الإسلامليس المسيحية.."
فعلاً يا أخي.. الإسلام ليس المسيحية. كويس إنك عرفتها لوحدك!
"إسلام محمد عمارة هو نفس إسلام الظواهري وهو نفس إسلامالقرضاوي وهو نفس إسلام الإخوان..الفرق بين الناس هو الفهم وليسالنصوص.."
دا لو كان في فهم أصلاً.. !!
.
ولكن علي أي حال ما هو تفسيرك في أن بعضاً من هؤلاء المسلمين - الذين يسيئون فهم القرآن والحديث - هم في الأصل علماء دين وحاصلين علي درجة الدكتوراة في العلوم الشرعية كالفقه والسُنة والحديث... ؟!! فهل الدكتور محمد عمارة, مثلاُ, الذي هو أستاذ الشريعة الإسلامية لا يفهم نصوص القرآن..؟! وهل الدكتور يوسف القرضاوي الذي كان أحد المنتمين للإخوان والرئيس الحالي للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين يُسيء أيضاً فهم الدين..؟!!! فإذا كان هؤلاء العلماء لا يفهمون دينهم الذي حصلوا فيه علي شهادات الدكتوراة, فمن الذي يمكنه فهم هذا الدين.. ؟!! بالله عليك أجبني يا شيخ.. جزاك الله خيراً
"اما عندك فعن أي مسيحية تتحدث وعن أي سماحة وحب تتحدث؟ مسيحيةهتلر ام مسيحية موسوليني ؟ مسيحية جورج بوش و جوانتنامو يمكن؟ مش برضهالمسيحيين اللي قتلوا 54 مليون هندي في أمريكا؟مش المسيحيين هما اللي قتلوا من بعض 40 مليون في الحرب العالمية الثانية ؟ مين اللي اخترع محاكم التفتيش؟ الحب والحنان المسيحي..مش كده.."
كما قلت لك من قبل, هؤلاء قاموا بتلك الحروب من أجل مصالحهم الذاتية وأغراضهم السياسية. ولا أفهم ما علاقة هتلر بالمسيحية..؟! لو كان هتلر مؤمناً حقاً بالمسيحية, فهل يُعقل أن ينهي حياته بالانتحار ويوصي أتباعه بحرق جثته ويموت بهذة الطريقة البشعة..؟!! هل وجدت مثلاُ أن الديانة المسيحية تشجع أتباعها علي قيامهم بالانتحار لتأتي بعد ذلك وتقول أن هتلر كان يقوم بما يقوم به لأنه كان مسيحي ويؤمن بالمسيحية..؟!! وهل يعقل أن يكون هتلر مؤمناً بالعقيدة المسيحية المسالمة التي تعارض استخدام العنف وهو في نفس الوقت يقوم بارتكاب جرائمه البشعة في حق الملايين..؟! أما موسوليني فكان مثال للشخص المجرم والأناني الذي لا يهتم إلا بنفسه حتي ولو كان هذا علي حساب الآخرين. ولو كان موسوليني مؤمناً حقاً بالمسيحية لكان إتبع السيد المسيح الذي ضحي بنفسه من أجلنا. يا أخي, مرة أخري لا تحكم علي العقيدة من خلال من ينتسب إليها, وإلا فمن حقي أنا أيضاً أن أحكم علي عقيدتك بأنها كذا وكذا ولو كنت ناسي أفكرك. ارجع إلي تاريخ الخلافة الإسلامية وشوف المعارك الطاحنة التي كان يقتل المسلمون فيها بعضهم البعض واشهر هذة المعارك في التاريخ هي معركة الجمل بقيادة خليفة المسلمين "علي بن أبي طالب" والتي راح ضحيتها 10000 قتيل مسلم من الجيوش المتحاربة!!
"وجاي تعيب على الظواهري..الظواهري عمل عملية ضد أمريكا.. و أنت مال أهلكبأمريكا.."
أشعر وكأنك تدافع عن هذا الإرهابي المسمي بالظواهري!! يا أخي المحترم, هذا الإرهابي الذي أنت تدافع عنه لم يقم بعملياته الإرهابية ضد الولايات المتحدة لوحدها, لكنه ارتكب جرائمه البشعة في حق الإنسانية كلها!! ألست تؤمن بأن من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً..؟! أليس هذا ما يقوله كتابك الكريم..؟! فما ذنب نفوس أولئك البشر الذين راحوا ضحايا للانتحاريين من تنظيم الظواهري الإرهابي..؟!! ألا تعلم جيداً ماضي هذا الإرهابي الذي تقول إنه يجاهد أمريكا..؟! ألا تعلم أنه كان أحد أعضاء التنظيمات الجهادية في مصر وقد قام بنفسه بارتكاب عدة عمليات إرهابية في محافظة أسيوط ضد مديرية الأمن المصرية ورجال الشرطة وذلك أثناء فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي..؟! يا أخي.. هل وصلت بكم السذاجة إلي هذا الحد الذي تدافعون فيه عن القتلة والإرهابيين ممن كانوا يذبحون الأبرياء من شعبنا المصري.. ؟! بالله عليكم كفاكم تخلف.. أنا لا أدافع عن أمريكا أو غير أمريكا. أنا أدافع عن الحق والإنسانية التي ترفض هذة الهمجية والبربرية.. !!!
"آه يمكن عشان نصارى المهجر؟ لكن أمريكا سرقت ونهبت وقتلت فيالعالم كله.. أمريكا المسيحية"
أولاً: أقباط المهجر أو نصارى المهجر كما تسميهم هم مواطنين مصريين بالأساس, ولديهم حقوق وواجبات في هذا الوطن مثلك تماماً. وهم لا يقلون وطنية عن باقي المصريين. ولكنهم يريدون أن يروا مصر بلداً للحرية والعدل والمساواة بين المواطنين جميعاً وأن يتم تطبيق ذلك علي أرض الواقع دون أن يكون ذلك مجرد شعارات وهمية, وهذا حقهم كمواطنين يحملون الجنسية المصرية.
.
ثانياً: لا يوجد ما أنت تسميه بـ"أمريكا المسيحية". الولايات المتحدة دولة فيدرالية ولا تحكم بنصوص الإنجيل, لأنها لو كانت تحكم بالشريعة المسيحية لكانت تمنع الإجهاض وزواج الشواذ الذي يحدث في بعض ولاياتها. أما المواطن الأمريكي نفسه, فالعقيدة المسيحية بالنسبة له ليست إلا إيماناً داخلياً بفكرة خاصة وعلاقة شخصية بينه وبين ما يؤمن به. وفي الغالب, العقيدة الدينية بصفة عامة تعتبر من آخر اهتمامات المواطن الأمريكي. حتي وإن كان هناك من يؤمن بالمسيحية, فالعقيدة المسيحية ليست منهج حياة ليتدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياة الإنسان كما هو الحال في الدين الإسلامي الذي يفرض علي المسلم ذكر أدعية كثيرة في كل المناسبات مثل دعاء ركوب الاسانسير ودعاء الخروج إلي السوق ودعاء ممارسة الجماع ودعاء الاستحمام.. إلي أخره, بل ويفرض عليه أيضاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقطع يد السارق وجلد شارب الخمر وضرب عنق من يرتد.. إلخ. أما العقيدة المسيحية فهي ليست فرائض دينية بل علاقة روحية اختياريه بين الإنسان وربه. وطالما إنها علاقة روحية, فهي لا تهتم أصلاً بالسياسة وأنظمة الحكم وغيرها من الأمور والأرضيات الفانية.
.
ثالثاُ: إذا كانت أمريكا تقوم بقتل والسلب والنهب في بعض البلدان, فهذا يحدث لأسباب سياسية ولا علاقة للعقيدة المسيحية بهذا علي الإطلاق, لأني كما قلت لك من قبل المسيحية هي علاقة بين الإنسان وبين الله, واليهود عندما سألوا السيد المسيح قالوا له: هل أنت ملك؟, رد عليهم المسيح قائلاً: "مملكتي ليست من هذا العالم". والمسيح يقصد بذلك أن مملكته هي مملكة غير أرضية ولا تسعي إلي السيطرة علي العالم أو إقامة دولة أو إمبراطورية دينية. إنما الملكوت الحقيقي الذي نؤمن به والذي جاء المسيح من أجله هو ملكوت الله. وهذا الملكوت موجود داخل قلب كل شخص يؤمن برسالة يسوع المسيح. أخيراً لا يجب أن تحكم علي عقيدتنا من خلال بعض من ينتسبون إليها, وإلا فأنه من الممكن أيضا أن أحكم علي عقيدتك من خلال ما يقوم به الظواهري وبن لادن. وأظن أنك سترفض ذلك وستصرخ قائلاً ومردداً العبارة الشهيرة.. إن الإسلام منهم براء!!!
"يابني أنا ما عرفتش مدونتك دي الا من عند كلبة الصحراء (يقصد قطة الصحراء) وانت بتشتم الاسلاموالمسلمين في كل مقال هي تكتبه.. يكورله والقف .. هي تباصي و انت تشوط وجون وجون وجون"
عزيزي الغير مُعرف ..
.
أولاً .. إسمحلي يا سيدي الفاضل في البداية أن أرحب بك مرة أخري, وأن أشكرك علي تفضلك بالقيام بالرد والتعليق ولو أن ردك هذا لا يخلو من ورود بعض الألفاظ القبيحة.
.
ثانياً .. مع إحترامي لك يا أخي العزيز أريد أن أقول لك أنه من الواضح جداً من إسلوبك أنك شخص لا تحترم من يخالفك الرأي. فها أنت تبدأ تعليقك بوصفك لإحدي الأخوات المدونات "بالكلبة" وذلك لمجرد أن مدونة هذة الأخت تقف ضد الجماعة المحظورة وغيرها من التنظيمات المشبوهة. وهي ليست وحدها من تقف ضدهم, بل كلنا أيضاً كذلك كمواطنين أقباط مصريين (مسلمين ومسيحيين) نقف ضد هؤلاء المتطرفين والخبثاء وتتصدي لأفكارهم ومخططاتهم التي تسعي لخراب مصر ..
.
عزيزي الفاضل .. لتعلم أنه كثيراً ما أجد التعليقات التي تسخر من اسمي (بدلاُ من خادم المسيح يقولون شغالة يسوع أو خدامة المسيح الفليبينية), وأيضاً أجد بعض المعلقين الآخرين الذين يستهزئون من معتقداتنا الدينية (قائلين أننا نعبد إله كان يتبول ويتبرز) ويتناولون ثوابت المسيحية بشكل سخيف جداً وبعيداً كل البعد عن الموضوعية والنقد المحترم. ولكن بالرغم من هذا لم أنعت أحد منهم بأنه كلب أو خنزير! فبدلاً من أن أقوم بشتمهم وسبهم ولعنهم علي صفحات المدونات (وما أسهل من هذا الأسلوب!), أحاول علي قدر ما أستطيع أن أتناقش معهم بكل هدوء واحترام, وأن أشرح لهم حقيقة ما أؤمن به وأن أرد علي كذبهم وافتراءهم الذي ليس له أي دليل من الصحة والذي ينم عن جهلهم وضيق أفقهم. فإن رفضوا أن يستمعوا, ففي هذة الحالة أتجاهلهم تماماً لأنني أعلم أن الله إله العدل وأثق في أنه سيجازي كل واحد منهم في النهاية علي حسب أفعاله.
.
وهذا ما يجب أن تفعله أنت أيضاً يا عزيزي الفاضل إن قام أحد بالاختلاف معك. ولكن إسلوب الشتم الذي تمارسه لن يفيدك بشيء بل بالعكس سيُظهرك كشخص ضعيف ليس لك أي حجة أو منطق لتدافع به عن نفسك. يا أخي, إن أردت أن تكون صورة جيدة لدينك, فعليك قبل كل شيء أن تتعلم كيف تستمع للآخرين حتي وإن اختلفوا معك, ثم تتعلم بعد ذلك كيف يمكنك أن تتحاور معهم وتدافع عن إيمانك ومعتقداتك دون أن تلجأ إلي استخدام كلمة واحدة من قاموس الردح والشتائم ..
.
النقطة الأخرى التي لاحظتها من كلامك يا سيدي الفاضل هو إنك لست فقط لا تحترم من يخالفك الرأي, بل إكتشفت إنك في الأصل لا تحترم حرية الآخرين في التعبير عن رأيهم أو ممارسة حقهم في النقد. فأنت من هذة النوعية من البشر الذين لا يرون إلا أنفسهم فقط ولا يريدون للآخر أن يفتح فمه أو ينطق بكلمة. يا أخي, نحن الآن نعيش في عصر غير العصر. لن تستطيع في عصرنا الحالي - عصر الحريات - أن تكمم الأفواه أو أن تقطع الألسنة أو تصادر العقول والأفكار. فكيف يمكنك مثلاً أن تسيطر علي آلاف القنوات الفضائية ومليارات مواقع الإنترنت..؟! وكيف يمكنك أن تمنع شخصاً من التعبير عن أفكاره بحرية والقوانين والمواثيق الدولية تمنح له هذا الحق وتحميه وتتيح له الفرصة لذلك .. ؟!
.
أخي الفاضل, هل تعلم ما هي مشكلتك ومشكلة بعض المسلمين..؟ المشكلة هي إنكم تعتقدون واهمين أن علي البشرية كلها أن تطيعكم وتخضع لأفكاركم أنتم وحدكم! فالمسلمون لا يمثلون سوي 21% من سكان العالم, ومع ذلك البعض منهم يريد السيطرة علي عقول كل البشر والوصاية علي أفكارهم حتي يكون الدين كله لله!! ولكن يا عزيزي لتعلم أن عصر الهيمنة الذي أنت تحلم به قد انتهي تماماً بلا عودة. فهذة الهيمنة لم تكن قائمة سوي علي قوة الجيوش المحاربة التي كانت مسلحة بالسيوف والدروع وكانت تمتاز بكثرة عدد الخيول وقوة عضلات المقاتلين وكان عمادها الوحيد هو استخدام السيف البتّار. أما هذا السيف فلم يعد ممكناً استخدامه الآن لأنه كان يصلح فقط لمقاتلة ومطاردة الكفار في الصحاري والجبال والكهوف في عصور الجاهلية المظلمة وما بعدها. أما السلاح الجديد الذي جاء به العالم الحر والذي لم يعرفه المسلمون من قبل هو سلاح "العقل", فأصبح القلم هو هذا السيف الجديد الأشد فتكاً من أي قوة عسكرية والذي لن تتمكنوا من أن تهزموا أصحابه بإستخدام سيوفكم الحربية التي كنتم تهزمون بها الكفار والمشركين من قبل 14 قرن!
.
نرجع بقي للاسطوانة إياها اللي بتقول: "إنت بتشتم في الإسلام والمسلمين"..
.
أولا يا سيدي الفاضل أنا لا أشتم أي أحد.. لا مسلمين.. ولا يهود.. ولا هندوس.. ولا حتي كُفار. فالسيد المسيح علمنا أن نحب كل الناس. ولو كنت فعلاً بشتم المسلمين, كنت ممكن أبسط حاجة أشتمك أنت كمان حينما وصفك عقول المسيحيين بأنها "عقول وسخة". ولعلمك الخاص أنا أحترم وأقدر جداً أصدقائي المسلمين المعتدلين والمثقفين منهم. والمسلمين بشكل عام لا توجد أي عداوة بيني وبينهم, فهم زملائي وجيراني وأصدقائي وبعضهم أعتبره أعز من أشقائي. ومحاولتك إظهارك لي علي إني شخص متعصب وكاره للمسلمين هي محاولة فاشلة وغرضها باين ومعروف.
.
ثانيا: أي إسلام هذا الذي أنت تتحدث عنه يا أخي وتقول إنه شتمته.. ؟! هل هو إسلام "الإخوان المسلمين" أصحاب التاريخ الأسود في القتل والاغتيالات .. ؟! ام إسلام "المجاهدين والإرهابيين والانتحاريين" الذين يقتلون يومياً عشرات الأبرياء في كل مكان في العالم .. ؟! ام إسلام "الشيخ الظواهري وبن لادن وطالبان والقاعدة" في أفغانستان وباكستان .. ؟! ام إسلام "الدكتور محمد عمارة" الذي يؤلف كتباً يستحل فيها دماء وأموال غير المسلمين.. ؟! ام إسلام "حركة حماس الإسلامية" المنقلبة علي السلطة الفلسطينية والتي فجرت واقتحمت حدودنا المصرية العام الماضي .. ؟! ام إسلام "حزب الله" الشيعي الذي يتآمر مع دول أجنبية لتنفيذ مخططات وعمليات إرهابية داخل مصر .. ؟! ام إسلام "المشايخ السلفيين والوهابيين" من السُنة الذين يحرمون الاحتفال بعيد الحب ويوم شم النسيم ..؟! ام أي إسلام بالضبط الذي تقصده .. ؟! فكل هؤلاء لديهم مفاهيم مختلفة عن الإسلام وكل منهم يعتقد أن إسلامه هو الصحيح ويعتبر الآخرين ضالين وخارجين عن الدين!
"جدع يا خادم .. جدع جدا انت و كلبة الصحرا ..و علىفكرة هيا مابتنشرش تعليقاتي و ردودي .. ياريت تقولها انشري التعليقاتالمضادة ليكي في الراي يا منافقة"
يا سيدي الفاضل, كيف تريد منها أن تنشر تعليقاتك إذا كنت أنا شخصياً لا أجد في تعليقك هذا أي مضمون يُذكر سوي توجيه الشتائم لها..؟! عذراً يا أخي, لو كانت تعليقاتك فعلاً تحمل السباب والشتائم ضد "قطة الصحراء", فهي في هذة الحالة لديها الحق طبعاً في عدم نشرها. أما إذا كانت تعليقاتك تحمل مضمون ويوجد بها رأي محترم, فأنا هنا لا أوافقها إن قامت بحجبها ولكنها حره في ذلك وليس لي شأن بأن أتدخل في مدونتها وأطالبها بنشر تعليقاتك. لذلك إذا كان لديك ما تريد أن تقوله من آراء وتعليقات وردود وهي تمانع ذلك ولا تريد أن تنشره, فماذا لا تقوم أنت بنشر أفكارك وآرائك هذة وتدافع عن ما تريد أن تدافع عنه في مدونة تكون خاصة لك لهذا الغرض..؟!
"ثم اسمح لي.. إنت عايش في وهمكبير يا بني.. عندما يصف القران النصارى بالضالين فلأنهم كذلك.. كل منينزل البشر في مقام أعلى من مقام العبودية لله فهو ضال سواء كان مسيحيايقول بألوهية عيسى أو شيعيا يقول بمكانة خاصة للأوصياء والأولياء".
أليس النصارى هم أقرب مودة ورحمة للذين آمنوا.. ؟
الآن أصبحوا كفرة وضالين.. ؟!!
.
علي العموم.. إذا كنت تعتبر إيماني بألوهية المسيح هو ضلال, فضلالي هذا هو "شهادة" أعتز بها ووسام علي صدري في يوم القيامة.. لتعلم يا أيها المسلم أن وصف المسيحيين بـ"الضالين" هو أمر لا يحزننا بل بالعكس نفرح به لأن أجرنا السماوي يكون عظيماً حينما نُهان ونُشتم من أجل إيماننا المسيح ! إذن فشكراً لك وشكراً أيضاً للقرآنك الكريم ..
"كل البشر بما فيهم عيسى عليه السلام نبي الله هم بشر وعبيد لله..فكيف يتحول العبد المخلوق إلى اله؟"
يا عزيزي.. أولاً: نحن لا نقول أبداً بأن العبد تحوّل إلي إله ولا نقول بأن الإله تحوّل إلي عبد. إنما نقول بأن الإله تجسد في صورة إنسان, ومعني التجسد إنه ظهر في الجسد كالبشر.. لذلك فالإله من قبل أن يتجسد ويُولد من مريم العذراء فهو موجود وموجد منذ الأزل.
.
ثانياً: يسوع المسيح (عيسي) هو إنسان وإله في ذات الوقت, والقرآن يشهد للمسيح بأنه "كلمة الله". فالمسيح دُعيّ بذات كلمة الله و"كلمة الله" تعني أنه هو نُطق الله أو الناطق بذات الله. والكلمة هي "إعلان" المُتكلم لأنها تُبين مقاصد المتلكم, واستنادا لهذا فالمسيح هو إعلان الله للناس. وهذا ما نحن نؤمن به!
"ثم قل لي .. ما ذنب ملايين البشر الذين اتو قبل عيسى و لم يفد عيسى خطاياهم ؟ هل سيدخلون النار ؟ طيب هما كانو عملوا ايه ؟ و ايه ذنبهم في خطيئة ارتكبها ابوهم؟"
هؤلاء كان لديهم الناموس (الشريعة اليهودية) والذي كان يطبق وصايا الله في كتاب التوراة قبل مجيء السيد المسيح ولا يسلك في طرق الشر, فهذايرحمه الله والمسيح سيرفع عنه خطاياه وذنوبه ويغفر له. لذلك كان هناك الكثير من الأنبياء والأبرار الصالحين الذين عاشوا وماتوا قبل مجيء المسيح.ولأنهم كانوا سالكين حسب وصية الله, فهؤلاء تم خلاص نفوسهم عندما مات المسيح علي الصليب. أما الأشرار والخطاة الذين ماتوا بلا توبة, فهؤلاءلا خلاص لهم!
"كلام اهبل بيضحكوا بيه عليكم ف الكنايس وعقيدة مليانة خروم ولولا وساخة مخكو وعندكوا كان زمان ناس كتير منكم مسلمين.."
:D... مين اللي بيضحك علي مين.. ؟!
.
علي الأقل هؤلاء الكهنة والقساوسة لا يقومون بما يقوم به السادة المشايخ الأفاضل الذين يستدرجون الشباب اليائس والمُحطم ويضحكون علي عقول السُذج منهم ويقنعوهم بارتداء أحزمة ناسفة وتفجير أنفسهم إلي أشلاء داخل محطات الأتوبيسات وعربات القطارات من أجل أن ينالوا الشهادة ويذهبوا إلي جنة النعيم مباشرة حيث ممارسة الجنس الأبدي مع حور العين والنساء العذارى وشرب الخمور والسباحة في أنهار اللبن والعسل والقشدة البلدي و"الأنتخة" علي الأرائك لأكل الفواكه من تفاح ومانجة وفراولة!! .. ولا يجب أن تنسي طبعاً الغلمان المُخلدون ودورهم المُشجع للأخ المجاهد والمنتحر في التعجيل بشهادته!!
.
أما عن "وساخة مخنا".. فبرضه مين اللي دماخه وسخة..؟!
.
ياريت يا أخي الفاضل تقولي مين اللي دماغه وسخة.. الرهبان اللي عايشين في زهد عن كل العالم من أجل محبة الله وحده, ولا الناس اللي عايشه من أجل ملذاتها الجنسية والشهوانية ونكاح ما طاب ولذ لهم من النساء + الجواري من ما ملكات يمينهم.. ؟! مين اللي دماغه وسخة.. الناس اللي بتؤمن بأن الجنة هي ملكوت الله اللي هيعيشوا فيه كالملائكة في طهارة وقداسة, ولا الناس اللي مُتخيله إن الجنة مكان لممارسة الجنس وأن كل شهيد من الشهداء سيتناكح مع 72 حورية وهو يشرب الخمر.. ؟! مين اللي دماغه وسخة.. الرجل اللي بيعتبر إن المرأة كائن عورة وشيء نجس وقذر يجب أن يتوضأ إذا لمسها, ولا الرجل اللي بيعتبر المرأة إنسان مساوٍ له ومن خلالها وُلد مخلص العالم وجاء إلينا.. ؟!!
"بصيا بني ..انا كنت معدي على مقابر المسيحيين و معايا مراتي فلاقيتها بتقولبلغناكم بلغناكم.. فسألتها ايه اللي بتقوليه ده.. قالتلي ان المفروض لمانعدي على مقابر غير المسلمين نقولهم اننا بلغناهم الأسلام و هما الليرفضوه ..ساعتها قلت لا ماحصلش انا مابلغتش حد.. لكن من النهاردة بقولكبلغناكم بلغناكم"
جــــزاك الله خيراً يا سيدنا الشيخ أنت والمدام بتاعتك..
.
ربنا يجعله في ميزان حساناتكم إن شاء الله.. ولو إني عارف كويس إنك بتدعوني إلي الإسلام مش علشان تنقذني من الضلال اللي أنا فيه أكتر ما هو علشان إنك طمعان في إن ربنا يكافئك بشوية حور عين من اللي في دماغك.. !! أنا مستعد أفكر في الموضوع يا شيخ .. بس ياريت تهزوا العدد شوية .. 72 حورية قليلين بالنسبة للشباب المصري اللي زي حالتنا!!
"فاعلم انه لا إله الا الله.. واحد أحدليس معه شريك"
الله فعلا واحد لا شريك له وأشهد أن لا إله إلا الله!!
"وليس مجزأ لأقانيم ثلاثة"
الأقانيم الثلاثة (الآب والابن والروح القدس) هي صفات لله. والله غير مُجزأ كما تقول لأن هذة الأقانيم هي جوهر واحد لإله واحد هو الله.
"وأن عيسى نبي الله انسان من البشر (وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام) وأن محمد هو الرسول الخاتم آخر الرسل بآخر الشرائع".
وما أدراك بما تقوله ..؟! هل أنت تعلم الغيب .. ؟!
.
ربما يريد الله أن يجدد الوحي الإلهي في يوماً ما, فيرسل نبي آخر لينسخ الإسلام بديانة جديدة تماماً كما نسخ الله من قبل اليهودية بالمسيحية وكما نسخ المسيحية بالإسلام.
"ومعلش هاطول عليك ؟ ال صحيح المسلمين لازم يعتذروا عن اغتصاب النساء فيالحروب ؟ اغتصاب ايه يا بني ..السبي كان شيء معروف لدى كل الجيوش سواءكانت إسلامية أو مسيحية..و ليست الجيوش الإسلامية التي اخترعته.."
سبي النساء في الحروب حاجة وممارسة الجنس معهن وبيعهن كجواري حاجة تانيه!! لو أنت في ميدان حرب ووقع في يدك رجال أو نساء من الجيش الذي تحاربه, فهؤلاء "أسري حرب" ولهم معاملة خاصة ولهم حقوق إنسانية كأي إنسان, لكن ليس من حقك إنك تبيعهم كعبيد بعدما تكون قد انتهكت حرمتهم الجسدية!!
"ثم كانالمسلمين من أرحم الناس بالبلدان المفتوحة ولولا ده لما كنت انت عايش لحددلوقتي .. كان زمانك يا مسلم يا غير موجود أصلا.. لكن الحمد لله..انتموجود مسيحي.."
فعلاً يا أخي العزيز..
.
بقاء الأقباط علي قيد الحياة حتي هذا اليوم يُعد معجزة بكل المقاييس! .. ومن هنا أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلي الفاتح العربي الإسلامي ووالي مصر العظيم وقائد جيوش المسلمين "عمرو بن العاص" (رضي الله عنه وأرضاه), وذلك لأنه بكرمه الشديد وبتعطفه الكريم قد سمح للأقباط المصريين بالوجود والبقاء علي أرض مصر حتي يومنا هذا (الحمد لله ولله الحمد). ليس هذا فحسب بل نشكره أيضاً من أجل أنه منح الأقباط هذة الفرصة العظيمة لخدمة جيوش المسلمين الرابضة علي أرض مصر .. ولا يجب أن ننسي طبعاً أن نشكر أمير المؤمنين من أجل أنه أعطي الأقباط ذلك الشرف العظيم الذي هم لا يستحقونه فعلاً ألا وهو قيامهم بدفع الجزية والخراج وهم شامخي الرأس والإشراف بنفسهم علي إرسالها إلي خليفة المسلمين بمكة المكرمة! حقاً..إني سأظل مَدين بحياتي لك يا أيها الخليفة (حقيقي رضي الله عنك)... !!
"لا الناس دخلت بالسيف ولا قتلناهم.. مش زي الجيوش الصليبيةالتي قتلت 70000 مسلم في ساعات.. و هنروح بعيد ليه.. مانتو يا مسيحيينقتلتو من بعض 40 مليون في الحرب العالمية..مش كده برضو .. و بعدين اخواتكوالصرب الأرثوذكس مش اغتصبوا خمسين الف مسلمة في البوسنة ؟ مش ده اولىبالاعتذار؟"
كل هذا حدث لأطماع سياسية لا علاقة للدين بها. ولكن إذا كان "عمرو بن العاص" قد جاء إلي مصر من أجل نشر الإسلام, فلماذا لم يترك مصر بعد أن قام بهذة المهمة الجليلة ..؟! ليه قعد مبلط فيها بعد كدة..؟! لماذا لم يعد من حيث أتي إلي موطنه الأصلي شبه الجزيرة البدوية ويترك مصر ليحكمها شعبها القبطي (= المصري)..؟!
"صحيح.. كلم القحبة تدهيك واللي فيها تجيبه فيك.."
ونعم أخلاق المسلمين.. أُمال لو مكنش في 72 حورية, كنت قولت إيه ..؟!!
. كثيرين من الناس قد يتسألوا قائلين إذا كان كتاب التوراة اليهودية قد تنبأ عن مجيء شخص المسيح, فماذا لم يؤمن اليهود بالمسيح يسوع, بل بالعكس من هذا نجدهم قد رفضوه وطالبوا بصلبه وقتله.. ؟!!
.
إن النبوات في العهد القديم عن المسيح هي من أهم ما يقرر إلهوية رسالته. وعبثا يحاول المعطلون انكار قوتها لأن اليهود أنفسهم فسروها بأنها تعني اتيان المسيح, أما كونهم رفضوا المسيح فذلك ليس لأن النبوات لا تنطبق عليه بل لأنه لم يأت كما كانوا يشهدون بعدما فسدت آراؤهم وانحطت روحانيتهم. فقد فسروا آيات الأنبياء عن المسيح حسب أغراضهم حتي صاروا ينتظرون شخصاً أخلاقه تخالف بل تنافي أخلاق المسيح حسب ما قيل عنه في النبوات وكان اليهود حينئذ في حالة جعلتهم ينتظرون مجيء المسيح بتلك الصورة وذلك لأنهم كانوا مُحطمين تحت النير الروماني ومحتقرين من الشعوب فلم يكن لهم من سلوي إلا بذلك مجدهم القديم, ولما وُعدوا بالمسيح انتظروه مخلصاً لشعوبهم خلاصاً جسدياً لا روحياً, لأن الروحانية كانت قد تلاشت منهم واشتدت بهم محبة العالم.
.
(1) إن أهم سبب دعا اليهود إلي عدم قبول المسيح قد أوضحه العلامة «مماني» في قوله: « إن اليهود الملتصقة أرواحهم بقذارات المادة بعد أن سُحقت نفوسهم باضطهادات الغرباء وهم ممتلئون من الضغينة والأفكار الشريرة لم يكونوا ليقبلوا مسيحاً كما جاء يسوع فقيراً وضعيفاً محتقراً ذليلاً. بل كانوا ما خلا نفراً منهم من ذوي البصيرة النيرة والأنبياء يحلمون بمسيا أرضي يكون ملكاً مدرعاً مسلحاً وداوداً ثانياً ومحارباً جباراً وسفاكاً للدماء لكي يرق دماء أعدائه». فهم يحلمون بمسيا ذي ثروة يستطيع بها بناء قصر سليمان وهيكل سليمان. كانوا يحلمون بأن يشاهدوا ملكاً جباراً تخر عند أقدامه جميع ملوك الأرض مقدمين له الجزية وهم صاغرون, الجزية المؤلفة من الذهب الخالص والفضة النقية وليس من المحبة والاحترام. وكان يخيل إليهم أن هذا الملك الأرضي سينتقم لإسرائيل من أعدائهم الذين خربوا بلادهم وأتعسوا حياتهم واستعبدوهم في أرض آبائهم وأجدادهم وأن العبيد سيصيرون أسياداً في مملكته, والأسياد سيصيرون عبيداً, وأن أورشليم ستكون كعبة العالم كله وأن ملوك الأرض سيخلعون تيجانهم ساجدين أمام ملك إسرائيل, وأن حقول إسرائيل ستصير أوفر خصباً من سائر حقول المعمورة. ومراعيهم ستكون أنضر وأكثر من كل مراعي العالم. وقطعانهم ومواشيهم تنمو إلي ما لا نهاية له!, والحنطة والشعير وسائر الحبوب تنبت وتُحصد مرتين في العام, وسنابل القمح تثقل أكثر من ذي قبل بضعفين وتعطي الكرمة عنباً لم تنظر العين مثله فيما مضي من الأزمنة حتي أن رجلين قويين يقدران بالجهد علي حمل عنقود واحد منه! ويكثر الخمر حتي لا يبقي للناس أين يضعون نتاج كرمتهم ولا أين يضعون الزيت والزيتون. ويكثر العسل حتي يجده الإنسان في شقوق الأشجار وزوايا الشوارع والجدران. وتنكسر أغصان الأشجار من ثقل الأثمار اللذيذة الطعم الجميلة المنظر التي لم ير الإنسان ثمرة مثلها منذ أضاع فردوسه الأول.
.
إن خطأ اليهود قام من أنهم نظروا إلي المسيح كرسول أمتهم فقط ودفعتهم الأنانية إلي تصوره مخلصاً عالمياً وملكاً دنياوياً. وهذا جعلهم يلتفتون إلي ما قيل بشأن مجده ولا يلتفتون إلي ما قيل في آلامه حتي أن بعضهم توهم مجي مسيحَييّن: واحد متألم والآخر متمجد. وجُذبت قلوبهم إلي المسيح المتمجد فتغاضوا كل التغاضي عن المسيح المتألم حتي ارتسمت أمامهم بحروف بارزة نبوات المجد واحتجبت أمامهم كلية نبوات الآلام. ولكنهم بذلك يكونوا قد أخطأوا إذ إنه لا يمكن الفصل بين النبوات التي تشير إلي مجد المسيح وتلك التي تشير إلي آلامه. فمثلاً النبوة في سفر أشعياء النبي (إصحاح 53) تتكلم عن شخص واحد, تقول عنه مرة "محتقر ومرذول من الناس" وتقول عنه أخري "وأن مسرة الرب بيده تنجح". وهذا يفسره تاريخ المسيح تفسيراً صحيحاً لأنه هو الذي اُحتقر, وهو الذي نجح. نعم لو كنا عائشين في عصر اليهود ووقفنا علي النبوة بآلام المسيح والنبوة أيضاً بمجده لتحيرنا مثلهم ولكن الآن وقد ظهر المسيح ورأيناه متألماً وممجداً فإنه لا يوجد مكان للحيرة, قال أحدهم "إننا بمعرفة آلام يسوع ونجاح ديانته نتمكن من تفسير النبوات عن كلا الأمرين وإيضاح ما كان مبهماً وبيان كل ما كان غامضاً وإقامة الدليل الراهن علي أن يسوع هو المسيح". وهذا هو العجب أن مجده يتلألأ في آلامه لأنه لما كانت تلك الآلام كفارة عن خطايا العالم آلت إلي الارتفاع شأن ذلك المجد, وصار الصليب أداة الآلام واسطة الغلبة, وتحول إكليل العار إلي إكليل الكرامة وعلي ذلك نقدر أن نجاوب الخصي الحبشي علي سؤاله عن من يقول أشعياء النبي هذا. عن نفسه أم عن واحد آخر, علي تعيين أن أشعياء النبي يقول عن يسوع ربنا الذي مات من أجل خطايانا وقام لأجل تبريرنا. المسيح المتألم والمتمجد معاً الذي مع العظماء يقسم غنيمة من أجل أنه سكب الموت نفسه.
.
(2) علي أن لو ظهر المسيح بين اليهود حسب ما فسروا وحسبما كانوا منتظرين لكان شخصاً خادعاً مضللا لا يقوي علي تطهير البشرية من الخطيئة العظمي لأنهم كانوا يريدونه طامعاً متسلطاً متجبراً مخضعاً كل قوي الحياة لإرادته الدنيا ولشهواته الكثيرة المطامع مشبعاً نفسه بها ومفضلاً إياها. ولم يزل هذا اعتقادهم بل لا يزال هذا انتظارهم حتي اليوم. فإذا جاء شخص من قبل الله ليهييء للناس شريعة كاملة فإنه في هذة الحالة لا يمكن أن يكون حسب أهوائهم ووفق إرادتهم, ولا يمكن أن يتمم قصد الله طالما كان يسايرهم. وإذا جاء منافقاً فإنه فقط هنا يسير علي رأيهم ولكن لا تكون له رسالة سماوية, وعلي ذلك فهم ينتظرون ذلك المخادع الذي يدعي لنفسه ما ليس لها. فرفض اليهود ليسوع المسيح من هذا الوجه هو في الحقيقة أقوي برهان علي صدق رسالته لأنه لو كان شخصاً غير إلهي يريد فقط التسلط أو نشر مبدأ علي سبيل الشهرة لوافق اليهود علي رأيهم في المسيح فجاء كما ينتظرونه ليسود بهم ولكن انتهاج يسوع المسيح لخطة تخالف خطتهم وقبوله للتضحية في سبيل نشر مبادئه يدل علي أنه لم يكن مشعوذاً لأنه لو كان كذلك فما كان أسهل عليه من أن يساير اليهود فينال مآربه.
.
(3) إن يسوع وصف ملكوته بأنه ضد ملكوت الشيطان. وأنه أتي ليؤسس مُلكاً جديداً عماده الفضيلة والمحبة مقابل الملكوت الأرضي الذي تسود فيه المادة الرذيلة وكان لائقاً برب السماء الذي خلق الإنسان أن يحوله عن الارتطام بأرحال المادة لينقله من الحيوية إلي الإنسانية. فيسوع أخبر اليهود أنه هو المسيح لكن مملكته ليست من هذا العالم وهو لا يصدق علي العظمة والفخفخة اللتين كانوا غارقين فيها, بل إنه يملك علي قلوب البشر ويُسر بالقلب المتخشع المتواضع. فخالف بأفكاره كل أفكارهم ومنتظراتهم بل إن قيامه ضد الفكرة اليهودية المؤسسة علي مجيء مسيح يسود بهم العالم, ومقاومته مثل هذة العقيدة الراسخة, وإحباط تلك الآمال المقدسة ونزع المميزات بين اليهود والأمم, وحسبانهم جميعاً متساوين بغير فارق, كل هذا يبدي شجاعة فائقة لو لم يكن المسيح إلها ما استطاعها.
.
أثناء محاكمة المسيح ..
المسيح قائلاً لبيلاطس الوالي الروماني:
« مملكتي ليست من هذا العالم .. »
.
(4) توبيخ يسوع لليهود علي ريائهم. فلم يكن زعيماً دنياوياً همه الوحيد أن يكثر أنصاره ويزدحم حوله المتشيعون له. بل كان كالواقف بنفسه لا يريد أن يستند في تأييده إلي قوة عالمية .. ينظر إلي أولئك المدعين المرائين ويلهبهم بسياط التوبيخ وكشف خفياتهم أما الملأ وشبههم بالقبور المبيضة التي تتبين من الظاهر إنها حسنة ولكن من الداخل مملوءة عظام أموات وكلها نتانة! وهذا طبعاً لم يلائم أغراض اليهود ولا سيما أغنياؤهم وكهنتهم الذين رأوا في المسيح قوة عظيمة لتحطيم سلطتهم وكسر شوكتهم. ورأوا أنه طالما كان ساعياً في سبيله هذا فلا بد وأن ينتهي به الأمر إلي إزالة هيبتهم في أعين الجمهور. فلهذا استعدوا جهدهم في مقاومة وإنكار رسالته واتهامه بكل التهم حتي لكي يضعفوا شأن عجائبه التي كان يتأثر بها الشعب قالوا إنه صنعها في يوم السبت, ولم يتركوا فرصة ليضعفوا شأن إرسال المسيح من أبيه السماوي إلا وانتهزوها, وهذا كله كان بدافع خوفهم علي سلطتهم لأنه كان شديد الوطأة علي مدعاآتهم ولم تلن له قناة في التأنيب والتبكيت.
.
(5) إنه لو أتي يسوع جهاراً إلي أورشليم وأقنعهم بأنه المسيا المنتظر وصنع من العجائب ما لا يترك مجالا للشك فيه. إذن لقام اليهود ثائرين علي الدولة الرومانية ثم نصبوه ملكاً عليهم, علي أنه (أي يسوع) لم يأت للملك والمجد والثورة بل لم تكن عجائبه الكثيرة التي صنعها أمام اليهود علي أهواء العظماء منهم. وخلاصة الأمر أنه لو وافق يسوع المسيح أهواء هؤلاء اليهود وسار علي ما ينتظرونه لكانت عليه ثلاثة أدلة تثبت إنه ليس من الله: الأول لأن انتظارهم كان موافقاً لأغراضهم النفسية وتعصبهم الأعمى. الثاني لو وافق انتظارهم لكان ذلك علي غير إرادة الله ومشيئته. والثالث لم يكن ممكناً له أن يكون حسب انتظارهم وفي ذات الوقت يكمل نبوءات الكتاب. لأنه إذا تمم ما كتبه عنه الأنبياء وسار في الطريق اللائق به فلابد وأن يرفضه اليهود في هذة الحالة. النتيجة إذن أن يسوع المسيح هو المسيا المُرسل من الله لأنه سار سيرة تغاير أفكارهم الدنيا وتجعلهم يمقتونه ويرفضونه بل ويغالون في هذا المقت وهذة البغضاء. ولكن بالطبع نجد أن الشخص المخادع والمُضلل لا يمكن أن ينتهج ذلك النهج الذي سار عليه يسوع المسيح.
.
هكذا كان إستقبال اليهود لملكهم يسوع المسيح ...
.
وقد وصف "أوريجانوس" حال اليهود أوفي وصف في قوله: «الواقع أن كثيرين من اليهود كان يقودهم العناد إلي الإضرار بأنفسهم وحرمان ذواتهم من أشياء ثمينة لا لسبب إلا أنهم ليسوا من رأي جالبيها وأنهم في كبرياء نفوسهم يفضلون الموت جوعا عن تناول فضلات الغير ممن يعتبرونهم أقل منهم علماً أو أدني مقاماً أو غير ذلك. وهذا بالضبط ما حدث لليهود فإنهم مع علمهم التام بأن المسيح يأتي من بيت لحم كما أنبأ أنبياؤهم أغمضوا أعينهم عن تلك النبوة ولم يقيموا لها وزناً ولا اعتدوا بأعمال المسيح العظيمة الفائقة ..». هذا ومن يراجع أقوال "يوسيفوس" المؤرخ اليهودي عن يهود عصر المسيح يجد أنهم كانوا أشراراً للغاية وقد انحط كهنتهم انحطاطاً عظيماً يحتم معه أن لا تقبل مفاسدهم تعاليم المسيح المقدسة الطاهرة.
.
والسؤال الآن لماذا مازال يهود العصر الحالي يصرون علي عدم إيمانهم بيسوع المسيح بالرغم من قيام أدلة المسيحيين القوية علي صدق دينهم..؟
.
والجواب هو أن الأسباب التي دعتهم إلي عدم الإيمان قديماً بيسوع المسيح هي نفسها الأسباب التي تجعلهم يرفضون الإيمان به الآن. وذلك لأنهم ما زالوا أنانيين يعتقدون أن الله لهم وحدهم, وأن النبي الآتي سيكون خاصاً بهم وسيعيد إليهم مجدهم العالمي. وطالما كانت هذة الآمال الباطلة راسخة في نفوسهم فإنهم لا يستطيعون أن يؤمنوا بمسيح الملكوت السماوي وتوحيد الجنس البشري إلي أمة واحدة. ونقول أيضاً إن عدم إيمان اليهود هو بالحقيقة دليل علي صدق الديانة المسيحية لا علي بطلانها. وقد قال باسكال « إن عدم إيمان اليهود بيسوع المسيح هو من أسس إيماننا الصحيحة. ومن الغريب جداً أن نفس الشعب الذي هو أشد تمسكاً بالنبوات وأكثر اعتباراً ومحبة لها يكون أشد إنكاراً لتمامها وألد الأعداء وأعنف المقاومين لمعتقدي ذلك وإن إنكارهم وعداوتهم ومقاومتهم تكون هي نفسها من أعظم النبوات ». وهو يشير إلي أن مضادتهم لذلك لم تحدث بدون أن تُعلم قبلا بل أن أنبياءهم أنبأوا عن عدم إيمانهم, وكذلك الرب يسوع ورسله. وبالحقيقة إن اليهود هم عجيبة ثابتة علي صدق الديانة المسيحية ونبوة منظورة يقدر الجميع أن يروها ويتعزوا بها!!
.
من كتاب .. «شمس البر» للأب المُتنيح منسي يوحنا - يونيه 1960م