مرحباً بالخادم المسيحي ..العزيز الرواندي ..
المسيح كشخص وكبشر عادي فله احترام منا لأننا بشر مثله أما مسألة أنه مخلص ورب وأنه الأب والابن والروح فهذه أشياء لن تدخل رأسي ولا أريد منك شرحها بأسلوب ديني أو أدبي فهذا لا طائل منه.
.
السيد المسيح لم يكن مجرد شخص عادي بل هو الله المتجسد في صورة إنسان. يسوع المسيح هو الرب والإله الفادي ومخلص العالم. بإمكانك يا رواندي أن تتجاهل الإيمان بمثل هذة الأمور ولكن لتعلم أن خلاص البشرية بواسطة السيد المسيح وموته علي الصليب هو الحقيقة التي لا يمكنك أن تغيرها أو تهرب منها مهما فعلت ومهما قلت. سيدنا يسوع المسيح هو الرب ومخلص البشرية .. هذة هي الحقيقة يا رواندي سواء شئت ام أبيت .. سواء اّمنت أو رفضت!
صديقنا أدونيس قال : لم أجد شيئاً يعيب المسيح بتاريخه القصير وهو ثلاث سنوات من الظهور وعليك الرجوع له إن أردت له الإيمان !تقول أن أدونيس لم يجد شيئاً يعيب السيد المسيح طوال تاريخه, إذن لماذا هو لم يؤمن به حتي الاّن .. ؟! هذا عن أدونيس أما أنت فكيف تري السيد المسيح يا رواندي .. ؟ هل تري شيئاً يعيبه طوال حياته .. ؟ هل تري فيه شخصاً مخادعاً أو إنساناً مراوغاً .. ؟ هل تري إنه كان يهتم بما لنفسه ويسعي وراء المال والسلطة .. ؟ هل تري إنه كان قائد يشجع أتباعه علي إستخدام العنف والإرهاب .. ؟ هل تري إنه كان شخص مزواج يحب النساء وتقوده غرائزه الجنسية .. ؟
أنا لا أحب الأديان لأن أهلها يتوجهون للسماء الخالية بدلاً من الأرض العامرة.نحن المسيحيون نتوجه دائما وابدا إلي الله ونحيا في الاساس من أجل التطلع للحياة الأبدية في السماء. كذلك نحن لا ننسي أيضاً أننا نعيش في هذة الأرض من أجل التكاثر فيها وتعميرها وإصلاحها وجعلها مكان أفضل لحياة الإنسان. ولا يوجد تعارض بين هذا وذاك. لكن إعلم أن حياة الإنسان علي الأرض هي حياة قصيرة نسبياً وستنتهي يوما ما اجلاً او عاجلاً. بل أن الأرض كلها بمن عليها ستزول في نهاية الزمان ولن يبقي للإنسان من هذة الحياة الأرضية اي شيء سوي أعماله الدنيوية والتي سيتحدد بها مصيره الأبدي .. هل هو ملكوت السموات ام البحيرة المتقدة بالنار والكبريت .. !
فأنا لا أريد جنة وأتحدى أي رب أن يدخلني النار وأنا حيإطمئن عزيزي الرواندي .. لن تري هذة النار الان وأنت حي. ولكن لكل إنسان خاطيء ورافض للإيمان بالسيد المسيح, فسيكون الجحيم الأبدي هو مصيره الحتمي بعد أن يموت جسدياً اي بعد أن تنفصل روحه عن جسده.
أما بعد الموت فهذا مستحيل وهل يضرني حرقي بعد موتي ؟ هل سأتألم وأصيح ؟؟بعد أن يموت الإنسان البار, فروحه ستنطلق إلي الفردوس وهو المكان المخصص فقط لإنتظار أرواح الأبرار أما عن الخطاة فبعد أن يموت الإنسان الخاطيء, ستذهب روحه مباشرة إلي الهاوية وهي مكان معد لإنتظار كل الأرواح الخاطئة وستظل في هذا المكان حتي يوم الدينونة العظيم حينما تقوم أجساد كل الموتي وتتحد مع أرواحهم. وقتها سيدخل الأبرار الذين في الفردوس إلي ملكوت السموات. أما الأشرار والخطاه فهم سينتقلون إلي البحيرة المتقدة بالنار والكبريت وسيعذبون فيها مع إبليس وغيره من الشياطين وسيكون عذابهم ليلا ونهارا إلي أبد الأبدين!
.
عزيزي الرواندي, إنه لن يكون مجرد تألم ناتج عن لسعة طرف إصبع من أصابع يديك بل سيكون عذاب لا يوصف وسيتمني الإنسان في هذة الحالة أن يرجع إلي الأرض ولو لمدة لحظة واحدة ليقدم فيها التوبة ويطلب الغفران من السيد المسيح. ولكن للأسف سيكون قد فات الأوان ولن تجدي او تنفع اي توبة بعد موت الإنسان! إنه أمر في غاية الخطورة يا عزيزي الرواندي وعليك أن تفكر في هذا الأمر ولو قليلا .. وتطلب التوبة الاّن قبل فوات الأوان!
لم يعتني بي أي رب ولو أنني غبي وتوكلت على الله العربي أو المسيحي ليغسل لي رأسي أو ليلبسني ثوبي لانتظرت طويلاً.الله يعتني بالجميع والدليل علي ذلك هو إنك لا تريد أن تؤمن به ومع ذلك فأنت تعلم جيداً أن حالك أفضل من حال الكثيرين.
وأين المسيح عن إنسان الناندرثال وعن الدينصورات ؟؟ تاريخ المسيحية يقول أنها جاءت منذ ألفين وخمسمائة عام فكيف خلص المسيح البشر وأين هو قبل ذلك ؟؟؟ أي تفسير لن يدخل مخي.السيد المسيح كائن وموجود بلاهوته منذ الأزل ومن قبل إنشاء الكون والخليقة. وعندما وقع اّدم في الخطيئة ودخل الشر إلي طبيعة الإنسان, وعدنا الله بأنه يأتي من نسل المرأة ليسحق الشيطان ويخلص الإنسان من الموت والهلاك. وتحقق هذا الوعد حينما تجسد الله في صورة إنسان هو السيد المسيح الذي تنازل عن مجده السماوي ليعيش بينا علي الأرض حتي يموت علي الصليب ويتم الفداء الإلهي وخلاص البشرية. إذن فالمسيح موجود بلاهوته الإلهي من قبل حتي خلق الأرض والكون ولكنه ظهر بناسوته البشري الإنساني حينما ولد من السيدة العذراء مريم من قبل حوالي 2000 وليس 2500 عام كما ذكرت.
من أخطاء المسيح التي قرأتها : أنه كان يتمشي حافياً كراهب متقشف فلماذا يترك أحذيته ؟؟تقول أن المسيح كان يتمشي حافياً .. ففي أي كتاب قرأت مثل هذة المعلومة وما هو مرجعك ودليلك علي ما تقول.. ؟ في الحقيقة أنا لا أعلم من أين تأتي بهذة المعلومات الغريبة فالكتاب المقدس لم يذكر علي الإطلاق أن السيد المسيح كان يتمشي حافياً ويترك حذائه كما تقول في كلامك. ولكن إذا إفترضنا جدلاً أن المسيح كان يتمشي حافياً كراهب متقشف, فلماذا تعتبر ذلك خطأ ..؟!
لماذا ترك أمه وسبب لنفسه بهدلة ليس بحاجة لها ؟؟؟ لماذا جعلها تحزن عليه ولم يطعها ويحترمها ؟؟السيد المسيح لم يترك أمه السيدة العذراء بل بالعكس من ذلك كان خاضعاً ومطيعاً لها ولأبيه القديس يوسف النجار. ولكن هل أنت تقصد بما تقوله قصة مكوث يسوع في الهيكل .. ؟ لنقرأ أولاً ماذا يقول إنجيل لوقا (الإصحاح الثاني : 41 - 52) عن هذة القصة:
.
"41 وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح 42 ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا إلى أورشليم كعادة العيد 43 وبعدما أكملوا الأيام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم، ويوسف وأمه لم يعلما 44 وإذ ظناه بين الرفقة، ذهبا مسيرة يوم ، وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف 45 ولما لم يجداه رجعا إلى أورشليم يطلبانه 46 وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل ، جالسا في وسط المعلمين ، يسمعهم ويسألهم 47 وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته 48 فلما أبصراه اندهشا . وقالت له أمه: يا بني، لماذا فعلت بنا هكذا ؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين 49 فقال لهما : لماذا كنتما تطلبانني ؟ ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي 50 فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما 51 ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعا لهما. وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها 52 وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة ، عند الله والناس".
الاّن نأتي لشرح وتفسير هذة الاّيات:
لم تروِِ لنا الأناجيل المقدَّسة شيئًا عن شخص السيِّد المسيح منذ عودته من مصر وهو طفل، ربَّما في الثالثة من عمره وحتى بدء الخدمة في سن الثلاثين سوى قصَّة دخوله الهيكل في سن الثانية عشر من عمره. هذه القصة الفريدة تكشف لنا عن صبُوَّة السيِّد المسيح وتقدِّم لنا الكلمات الأولى التي نطق بها السيِّد المسيح في الأناجيل: "ألَم تعلِّما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي"، وهي تكشف لنا عن طاعته وخضوعه لأُمّه القدِّيسة مريم.
.
ويلاحظ في هذه القصَّة الآتي:
.
أولاً:
.
أمرت الشريعة أن يذهب كل الرجال اليهود إلى أورشليم في كل سنة ليحتفلوا بعيد الفصح (خر 13: 17، تث 16: 16) يقضون هناك ثمانية أيام (عيد الفصح وعيد الفطير معًا)، وكان المسافرون يسيرون على قافلتين، احداهما للنساء في المقدِّمة والثانية للرجال في المؤخِّرة، وكان الصِبيَّان يسيرون إِما مع الرجال أو النساء. لذلك فإنَّه إذ اِنقضى اليوم الأول في العودة اِقتربت القافلتان واِلتقى يوسف بمريم كل منهما يسأل الآخر عن الصبي، إذ حسب كل منهما أنه مع الآخر، وقد بقيا يومًا كاملاً يسألان عنه بين الرجال والنساء، وإذ لم يجداه قرَّرا العودة إلى أورشليم حيث قضيا يومًا ثالثًا، لذا يقول النجيلي: "وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل جالسًا في وسط المعلِّمين، يسمعهم ويسألهم" [46].
.
لا نعرف شيئًا عن حديث السيِّد المسيح مع المعلِّمين وهو في الثانية عشر من عمره، لكننا نعرف أن "كل الذين سمعوا بُهتوا من فهمه وأجوبته" [47]، وأن القدِّيسة مريم والقدِّيس يوسف إذ "أبصراه اِندهشا" [48]. لعلَّه كان يتحدَّث معهم بخصوص الفصح الحقيقي، فيكشف لهم عن الحاجة للانطلاق من خروف الفصح الرمزي إلى الحقيقي، أو كان يحدّثهم عن "العبور" لا من أرض مصر إلى كنعان، بل من الجحيم إلى الفردوس، أو لعلَّه كان يحدّثهم عن الحاجة إلى المسيَّا ويكشف لهم النبوَّات... على أي الأحوال كان يتحدَّث بسلطانٍ، فيُبهت السامعين. بلا شك رأت القدِّيسة مريم عجبًا، حتى يقول الإنجيلي: "وكانت أُمّة تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها" [51].
.
حدَّد الإنجيلي أنهما وجداه بعد ثلاثة أيام في الهيكل جالسًا في وسط المعلِّمين [46]، فإنَّ كان رقم 3 كما رأينا في دراستنا لسفر يشوع تُشير للإيمان بالثالوث القدِّوس، كما تشير لقيامة المسيَّا من الأموات، فإنَّه لا يمكن للكنيسة أن تُلقي بعريسها في هيكله المقدَّس إلا خلال الإيمان الثالوثي، أو التلامس مع عمل الثالوث القدِّوس في حياتها، وخلال خبرة الحياة المُقامة مع المسيَّا. بمعنى آخر لن نستطيع أن نلتقي بالسيِّد وننعم بصداقته الفائقة في مقدَّساته ما لم نتقدَّس بالإيمان الثالوثي، ونحيا بحياته المُقامة فينا!
.
إن قبِلنا الإيمان الثالوثي عمليًا، فتمعُنًا بأبوَّة الآب، وانفتح قلبنا لفداء الابن، ونلنا شركة روحه القدِّوس، إن صارت لنا الحياة السماويّة المقامة في المسيح نرى السيِّد نفسه في قلبنا كما في هيكله يقود كل مناقشاتنا الداخليّة، يعلمنا ويدربَّنا كمعلمٍ صاحب سلطان، يقود القلب بكل عواطفه، والفكر بكل أبعاده، والجسد بكل أحاسيسه! لنبصره مع أُمّه القدِّيسة مريم ونندهش معها من أجل عمله فينا!
.
ثانيًا:
.
يعلّق العلامة أوريجينوس على بحث القدِّيسة مريم والقدِّيس عن الصبي يسوع، قائلاً: [وفي الثانية عشر من عمره بقيَ في أورشليم ولم يعلم أبواه إذ ظنَّاه بين الرفقة... وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف ولكنهما لم يجداه... بحث عنه أبواه، يوسف الذي نزل معه إلى مصر، لم يجده... فإنَّنا لا نجد يسوع ونحن بين الأهل والمعارف حسب الجسد، لا نجده في العائلة الجسديّة... يسوعي لن أجده بين الجموع.
.
أنظر أين وُجد يسوع حتى تأخذ مريم ويوسف معك في البحث عنه فتجده. يقول لنا الإنجيل: وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل، لم يجداه إلا في الهيكل، كان جالسًا في وسط المعلِّمين يسمعهم ويسألهم. وأنت أيضًا اِبحث عن يسوع في هيكل الله. اِبحث عنه في الكنيسة. اِبحث عنه عند المعلِّمين الذين لا يبرحون الهيكل. اِبحث عنه هناك فستجده. لكن إن اِدَّعى أحد موهبة التعليم وليس له يسوع فهو معلِّم بالاسم فقط، لا تجد عنده يسوع... إننا نجد يسوع عند المعلِّمين الحقيقيِّين كقول البشير.. الرب يسوع كان يسأل أحيانًا ويجيب أحيانًا، فكان عظيمًا في أسئلته. ونحن نتضرَّع إليه حتى نسمعه يسألنا ويجيبنا.. لنبحث عنه بجهد عظيم مقترنًا بالعذاب، عندئذ نجده، إذ يقول الكتاب: "هوذا أبوك وأنا كنَّا نطلبك معذَّبين". لا تبحث عن يسوع في تراخِ وفتور وتردّد كما يفعل البعض، فإنَّ هؤلاء لا يجدوه].
كما يقول أيضًا:
.
[لا اِعتقد أنهما كانا معذَّبين لاِعتقادهم أن الصبي قد فُقد أو مات، فلم يكن ممكنًا لمريم أن تشك هكذا، وهو الذي حُبل به من الروح القدس، وبشَّر به الملاك، وسجد له الرعاة، وحمله سمعان، ولا يمكن أن تنتاب نفس يوسف هذا الفكر، وهو الذي أمره الملاك أن يأخذ الطفل ويهرب به إلى مصر وسمع هذه الكلمات: "لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حُبل به فيها من الروح القدس" (مت 1: 20). لا يمكن أن يخَف يوسف على الطفل وهو متيقِّن أنه الله (الكلمة). إذن فعذاب الأبوين وسؤالهما له مغزى آخر قد لا يستشفُّه القارئ العادي.. لقد بحثا عن يسوع وذُهلا لمجرَّد التفكير أنه ابتعد عنهما، أو تركهما وذهب إلى موضع آخر، أو ربَّما صعد إلى السماء لينزل في الوقت المناسب..أنت أيضًا إن فقدت ابن الله يومًا ما اِبحث عنه أولاً في الهيكل... اِسرع واِسرع إلى الهيكل هناك تجد يسوع الكلمة والحكمة، أي ابن الله].
.
ثالثًا:
.
يعلّق القدِّيس أغسطينوس على كلمات القدِّيسة مريم: "هوذا أبوك وأنا" [48]، معلنًا أنها مع ما نالته من كرامة بتجسُّد كلمة الله في أحشائها سلكت بروح التواضع أمام يوسف فقدَّمته عنها قائلة: "أبوك وأنا". وهي تعلم أنه ليس من زرعه، لكنها خلال الحب الروحي الذي ملاْ العائلة المقدَّسة حسبته أباه وقدَّمته عن نفسها.
.
رابعًا:
.
أول كلمات نطق بها السيِّد كما جاء في الأناجيل المقدَّسة هي: "لماذا كنتما تطلباني، ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي؟!" [49]. هذه الكلمات تكشف عن طبيعة السيِّد المسيح وعن رسالته كما تحدَّد لنا ملامح السلوك اللائق:
.
أ. فمن جهة طبيعة السيِّد المسيح، فهو وإن كان لا يتعرَّض على نسبِهِ لمريم ويوسف، إذ قالت له أُمّه: "هوذا أبوك وأنا كنَّا نطلبك معذَّبين" [48]، إذ كان يوسف أبًا له حسب الشريعة من أجل التبنِّي وان كان ليس من زرعه، وكانت مريم أُمَّه حسب الجسد، لكنه هو الذي العلي... يؤكِّد علاقته بالآب "ينبغي أن أكون فيما لأبي" معلمنا أنه ابن الله الآب!
.
ب. من جهة ناسوته ينسب للقدِّيسة مريم لأنها حملته، أخذ منها جسدًا، لكنه لا ينسب جسديًا ليوسف إنما من أجل خدمته له وارتباطه المملوء محبَّة للقدِّيسة مريم إذ قيل:أطلق الإنجيل لقب "أبواه" على العذراء لأنها حملته ويوسف الذي خدمه.
.
ويقول العلامة أوريجينوس: كما أن مريم دُعيت أمًا ليوحنا في المحبَّة وليس لأنها انجبته، هكذا دُعي يوسف أبًا للمسيح لا لأنه أنجبه، وإنما لاهتمامه بإعالته وتربيته.
.
ويقول القدِّيس كيرلس الأورشليمي: بسبب الأمانة الزوجيّة اِستحق الاثنان أن يُلقبَّا "والديّ يسوع"، إذ كانا هكذا حسب الذهن والهدف وليس حسب الجسد. فإن كان أحدهما والده في الهدف لكن الآخر أي أُمّه كانت والدته بالجسد أيضًا، وقد دعي الاثنان أبواه حسب تواضعه لا سموُّه، حسب ضعفه (ناسوته) لا حسب لاهوته.
.
ويقول القدِّيس أغسطينوس: لكن كلماته مع القدِّيسة مريم تؤكِّد لاهوته، إذ يقول: "ينبغي أن أكون فيما لأبي" [49]. هنا يشير المسيح إلى أبيه الحقيقي ويكشف عن ألوهيَّته.
.
ويقول القدِّيس كيرلس الكبير: للمسيح بنوَّتان، واحدة من الآب والأخرى من مريم، الأولى إلهيّة مرتبطة بأبيه، والثانية تمَّت بولادته من مريم إذ تنازل إلينا.
.
ويقول القدِّيس أمبروسيوس: يرى علماء التربية وعلم النفس أن كلمات السيِّد هذه: "لماذا كنتما تطلباني، ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي؟" بمثابة ثورة جديدة في عالم الطفولة، فقد كان يسوع "خاضعًا لهما" [51]، علامة الطاعة الكاملة لوالديه وكما يقول القدِّيس أمبروسيوس: [هل كان يمكن لمعلِّم الفضيلة أن لا يقوم بوجباته لهما؟! فإنَّه لم يخضع عن ضعف وإنما عن حب.] هكذا قدَّم هذا الصبي الفريد مثلاً حيًا لطاعة الأولاد لوالديهم... وكما كتب القدِّيس جيروم للراهبة أوستخيوم: [أطيعي والديك ممتثلة بعريسك.] ويقول العلامة أوريجينوس: [لنتعلَّم يا أبنائي الخضوع لوالدينا.... خضع يسوع وصار قدوة لكل الأبناء في الخضوع لوالديهم أو لأولياء أمورهم إن كانوا أيتام... إن كان يسوع ابن الله قد خضع لمريم ويوسف أفلا أخضع أنا للأسقف الذي عيَّنه لي الله أبًا؟!... ألا أخضع للكاهن المختار بإرادة الله؟]
.
إن كان السيِّد المسيح قد قدَّم درسًا علميًا ومثلاً حيًا للخضوع والطاعة للوالدين، فقد أعلن بكلماته "لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي؟ أنه من حق الطفل أو الصبي أن يسلك في رسالته حسب مواهبه وإمكانيَّاته ولا يكون آلة بلا تفكير في يديّ الوالدين. بمعنى آخر يليق بالوالدين أن يتعاملا مع ابنهما لا كامتداد لحياتهما يشكِّلانه حسب هواهما وأمنيَّاتهما، وإنما يوجِّهانه لتنمية مواهبه وقدراته... يعاملانه كشخص له مقوِّمات الشخصيّة المستقلَّة وليس تابعًا لهما.
.
لم تكن القوانين والشرائع الدينيّة أو المدنيّة حتى اليهوديّة في ذلك الحين تُعطي الطفولة حقًا للحياة بما لكلمة "حياة" من معنى إنساني حُر، إنما كانت بعض القوانين تبيح للوالدين أن يقتلا الطفل أو يقدَّماه محرقة للآلهة، كما كان يفعل عابدي الإله ملوك أو ملوخ... وقد جاء السيِّد يُعلن أن الطفل من حقُّه ممارسة الحياة حسب ما يناسب شخصه ومواهبه وإمكانيَّاته.
.
خامسًا:
.
يعلّق العلامة أوريجينوس على قول الإنجيلي: "فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما، ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة" [50-51]، قائلاً: [لم يدركا مغزى كلمات يسوع: "ينبغي أن أكون فيما (لبيت) أبي"، أي أن أكون في الهيكل.. بيت يسوع هو الأعالي، لذا فيوسف ومريم إذ لم يكونا بعد قد بلغا كمال الإيمان لم يستطيعا بعد أن يحلِّقا معه في الأعالي، لذلك يقول الكتاب: "ثم نزل معهما" [51]. كثيرًا ما ينزل يسوع مع تلاميذه ولا يبقى على الدوام على الجبل...].
وكيف لا تكفرون وتلعنون المسلمين الذين يفجرونكم ويلعنونكم ويشتمونكم بقرآنهم وبالمكرفونات عشرات المرات كل يوم ؟؟؟ اسمح لي أن أقول لك أن هذا غباء منكم إن صدقتم.ليس غباء كما تقول .. فنحن المسيحيون ..
لا نقابل الشتيمة بالشتمية ..
ولا نقابل الإهانة بالإهانة ..
ولا نقابل الشر بالشر ..
.
إنما نقابل الشر بالخير ..
ونقابل عداوة الأخرين بالمحبة ..
ونقابل السباب واللعنات بالبركات ..
ونقابل الإساءة بالصلاة ..
.
هذة هي تعاليم ووصايا المسيحية .. ولذلك السبب تجد المسيحيون دائما أشخاص ودعاء ومسالمين وليسوا أغبياء كما تقول في كلامك.
هل للمسيح الفضل ببترول شيوخي الحمقى ؟؟ كيف ؟؟ هل هذا لغز من عندك؟نعم .. لأن المسيح هو الإله المتجسد وهو الذي بقدرته الغير محدودة قد خلق السموات والأرض وكل ما عليها وكل ما فيها خلقها من العدم ! وكلنا نعلم أن البترول هو من الثروات الطبيعية المخزنة في باطن الأرض والتي قد تكونت نتيجة تحلل المواد العضوية علي مر ملايين السنين. والله قد خص دول الخليج بهذة الثروات فأصبحت من أكثر مناطق العالم الغنية بالبترول والنفط وغيرها من مصادر الطاقة الرئيسية في حياة الإنسان.
يعني : يترك أصحابه فقراء ويعطي الهمج الذين يشتمونه؟؟ وين صارت ؟؟ أنت تمزح هناالسيد المسيح كما سبق وقلت لك إنه يعطي الجميع لأنه يحب الجميع. نعم .. هناك شعوب تؤمن بالمسيحية ومع ذلك فتلك الشعوب قد تجدها أكثر فقراً وبؤسا من الشعب السعودي مثلا الذي لا يؤمن برسالة المسيح. ولكن لتعلم أن المسيحي الفقير والذي يؤمن حقاً بيسوع المسيح لا يقلق من كونه فقير لأنه يثق تماما في سيده ويعلم أن الله يهتم بجميع البشر وهو يعرف كل ما يحتاج إليه الإنسان من مأكل ومشرب وملبس ومسكن .. إلخ.
.
قد يكون الكثيرين ممن يؤمنون بالمسيح فقراء ولكن فقرهم هذا لا يعنيهم بأي شيء ولا يقلقهم, بالعكس قد تجد مثل هؤلاء يعيشون في سعادة وراحة نفسية وسلام داخلي أكثر من ذوي الأموال والاملاك. لأن هؤلاء الفقراء يعيشون ببساطة ويحيون في المسيح ويتطلعون إلي ملكوت السموات الذي هو أعظم من كل هذا العالم الفاني!
هناك 3 تعليقات:
أسألني ما تشاء
وناظرني حيث تشاء
فأنت من ترفض الإسلام ...
أما أنا فأؤمن بأن عيسلا هو نبي لله عليه السلام ...
وأبدأ متى ما تريد
الاخت الفاضلة حجر الكريم ..
موافق ولنبدأ هذة المناظرات بالسؤال التالي:
إذا كنتي أنتي كمسلمة يتوجب عليك الإيمان بكتب ورسالات موسي وعيسي وغيرهم من الأنبياء كما يطلب منك الله في القراّن الكريم, لماذا لا تعترفين بكتاب التوراة اليهودي ولا تؤمنين بالإنجيل المسيحي ... ؟!
في إنتظار التعليق
مع التحية
أهلا أخي ...
سؤالك بسيط ...
أنا أعترف بالتوراة ... ولكن أعتقد أنها حرفت ... فجائت الديانة المسيحية ناسخة لها .
وأعترف بالإنجيل المسيحي ... ولكن أعتقد أنه حرف ... وان لم تصدق قرآتي
فهذا ما أؤمن به ... بل أسلم به
مع احترامي لديانتك ...
لكن أخي ربما لم تلاحظ انك سجلت بسؤالك نقطة لصالحي ... فأذكر أني علقت مرة وذكرت لك اسم فلم من انتاج bbc
عنوانه the lost gospels
قد قدمة قسسيس بنفسة يعرض فيه تناقض الأناجيل ... وبعض التحاريف من قساوسة أنفسهم ... ربما لو رأيته قبل أن تناظرني لكان جوابي أسهل عليك في تقبله.
ما قد يسهل عليك فهم مدى قناعتي بإعتقاداتي أن أبسط مافي الكتب السماوية أن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي حفظ ولم يتغير منه حرف واحد ... وأنت كشخص مصري فاضل , فتعتبر أعلم وأفهم مني ... فأهل مصر مؤسسي المدارس القرآنية ... وخاصة فن علم الإسناد ... أبحث عن تفاصيلة
من باب الثقافة لن تجد ماهو أدق منه.
سؤالي ::
إذا أنا أؤمن بالمسيحية كديانة أتى بها سيدنا عيسى ... وأعلم أنه جاء في الإنجيل ذكر سيدنا محمد ... لمذا لا تؤمن بمحمد؟؟
ولا تعترف بديانة الإسلام رغم توافقنا في كثير من المبادئ الأساسية.
حتى تعلم ما أقصد شاهد
the divin book
على يوتيوب ... وشكراً
إرسال تعليق