ومن ضمن الأحاديث التي يتناقلها بعض الناس للترهيب من دخول المسيحية أحاديثهم عن التعميد و إليك ما يقولون: أولا:- أن الشرط الأساسي للدخول للمسيحية هو التعميد وأن من لا يعمد لا يعتبر مسيحي، فالتعميد كالشهادتين عند المسلمين.
.
والمعمودية في الحقيقة هي شرط من شروط نيّل الخلاص، وقد اعتبرها السيد المسيح شرطاً أساسياً لدخول ومعاينة ملكوت السماوات. فقد أوصى تلاميذه قبل صعوده للسماوات قائلاً: "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت28: 19) أي يتم التعميد على اسم الثالوث؛ الإله الواحد المثلث الأقانيم. وكذلك قال "من آمن واعتمد خلص" (مر16: 16). فكما جعل السيد المسيح الإيمان به شرطاً لنيل الخلاص، كذلك جعل المعمودية أيضاً شرطاً للخلاص. لذلك لم يقل "من آمن خلص"، بل قال "من آمن واعتمد خلص". وأيضاً يؤكد المسيح أهمية المعمودية حينما قال لنيقوديموس "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يو3: 3). وأيضاً قال "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو3: 5). إذن فالشخص الغير مُتعمد باسم الاّب والابن والروح القدس فإنه لن يتمكن من دخول ملكوت الله (إلا في استثناءات وحالات خاصة سأحددها لك لاحقاً) وهذا طبقاً لما قاله لنا السيد المسيح نفسه.
ثانيا:- أنه لا معنى لقبولك المسيح و إتباعك تعاليم المسيحية بدون عملية التعميد ذاتها، فبدونها فإن كل ما تفعله هراء و لا قيمة له، و لن يعتبرك المسيحيين منهم.كما سبق وأن شرحت, فإن المعمودية هي شرط من شروط خلاص الإنسان. والحقيقة أن المسيحيون ليسوا هم من وضعوا تلك الشروط, بل أن السيد المسيح نفسه - كما تقرأ في الكتاب المقدس - هو من حدد شروط الخلاص ؛ فالشرط الأول لخلاص الإنسان هو أن يؤمن بيسوع المسيح كرب وإله وأن يقبله كفادي ومخلص شخصي له والشرط الثاني يأتي بعد ذلك وهو أن يتعمد باسم الاّب والابن والروح القدس (الثالوث القدوس؛ الإله الواحد مُثلث الأقانيم).
ثالثا:- أنه قبل عملية التعميد لابد أن تزلك الكنيسة و المسيحيين و يكون المتنصر هدف للإهانة من كل المسيحيين، إلى أن يرضوا عنه و يسمحوا له بالتعميد.
ما تقوله غير صحيح إطلاقاً يا سيدي الفاضل, بل كما سبق وقلت فالكنيسة لن تقوم بتعميد أي شخص إلا إذا تبيّن فعلاً إنه مؤمناً ومقتنعاً بجوهر العقيدة المسيحية. وهذا يتم تحديده من خلال فترة اختبار معينة ولا يُقصد بذلك أبداً إهانة الشخص الذي يريد أن يتنصر أو إذلاله كما تقول. ولكنها فقط قواعد تسير علي الكل وإذا تأملتها جيداً, فستجد أنها تصب أولاً وأخيراً في مصلحة الشخص نفسه, لأنه إذا إعتمد شخص وكانت رغبته في الإيمان غير حقيقية فإنه من الممكن جداً في هذة الحالة أن يتراجع عن المسيحية.
.
وفي بعض الأحيان قد تجد شخصاُ ينكر المسيحية وينقلب ضدها بعدما يكون قد إعتمد وهذا يرجع في الاساس إلي أن هذا الشخص لم يكن لديه رغبة حقيقية في الإيمان بالمسيح وقت عماده, وهو في هذة الحالة يجلب علي نفسه في يوم الدينونة خطيئة عظيمة أعظم من خطيئة الذي لم يعتمد أصلاً!! لذلك فالتأني وعدم التسرع في تعميد أي شخص هو في الحقيقة لمصلحته وليس لإذلاله أو إهانته.
رابعا:- كيفية التعميد:- و هنا تثار كثير من الأقاويل، و التي منها أن ماء التعميد يكون عن طريق ماء مبصوق عليه و مبال فيه من القساوسة و الرهبان.
نستكمل الحديث عن الطريقة التي تتم بها المعمودية في مرة اخري
هناك تعليق واحد:
كل سنة وانت بخير وكل المصرين
تحياتي الى الامام
إرسال تعليق