ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة

12 أبريل 2009

لماذا نقد المسيحية ..؟!!

بسم الله الإله الواحد.. آمين

.

رسالة إلي كل من يهاجم العقيدة المسيحية سواء كانوا من الملحدين أو اللادينيين أو المسلمين علمانيين كانوا او متطرفين:

.

الإخوة الأعزاء..

.

سلام وتحية إليكم جميعاً

.

لاحظت في الفترة الأخيرة قيام البعض منكم سواء عن طريق نشر الرسائل عبر المدونات أو التعليق عليها بالهجوم علي العقيدة المسيحية والسخرية منها وتناولها بالنقد ولكن بطريقة مهينة وغير موضوعية. فكالعادة يخرج علينا البعض منكم (خاصة الملحدين) في مدوناتهم ومنتدياتهم الإلكترونية لمهاجمة العقيدة المسيحية ويحاولون بكل ما أمكن لهم من طرق وأساليب في التشكيك في جوهر هذة العقيدة. وهذة المرة قام أحد الملحدين بمحاولة تشبيه قصة حياة السيد يسوع المسيح بالإله "حورس" الفرعوني, واعتبار أن وجود شخصية باسم الرب يسوع ما هو إلا وهم وخيال وأسطورة دينية جديدة كغيرها من أساطير مصر الفرعونية. والحقيقة إننا قد اعتدنا أن نري ذلك من إخواننا الملحدين الذين طالما أنكروا جميع الأديان واعتبروا وجود الله فكرة ساذجة, وسخروا من وجود الملائكة والشياطين و"الجان" الذي يؤمن به إخواننا المسلمون معللين ذلك بأنه لا يصح لأتباع هذة الديانات أن يعتقدوا بمثل هذة "الخزعبلات" و"الخرافات" الغير منطقية ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين!

.

وفي الحقيقة لم يصدمني كثيراً ادعاءات مثل هؤلاء الملحدين الذين ضلهم إبليس عن معرفة نور السيد والمُخلص يسوع المسيح وأوقعهم في فخ وطريق الإلحاد الذي هو نهايته الهلاك لا محالة في ذلك! ولكن ما أصدمني حقاً هو قيام أحد المسلمين العلمانيين ممن يدعون إنهم ينتسبون إلي دين الإسلام وقد انضم بكل حماسة إلي هذا الائتلاف الإلحادي ليبدأ هو الآخر في التشكيك في بعض الأمور العقائدية (حتي تلك التي ورد ذكرها في كتابه القرآني الكريم) والذي يفترض أنه مؤمن بكل كلمه فيه! فكان هذا الأخ إنه قام بنسخ ولصق أحد المقالات الإلحادية التي يحاول فيها مؤلفها مقارنة السيد المسيح بالإله "حورس" وقام هو بدوره بنشرها علي مدونته وفتح التعليقات لكل من هب ودب ولم يمنح الفرصة لمن يخالفه في الرأي بالرد والجدال معه وسمح فقط للتعليقات التي تتفق وتؤيد ما ينشره!

.

ومن هنا أخذ صديقنا العجوز منعطفاً جديداً في تاريخه التدويني وبدا لي بوضوح وللآخرين أن اعتقاده بمولد "عيسي" من السيدة العذراء "مريم" هو أسطورة دينية جديدة شأنها شأن أساطير إيزيس وأوزوريس, بل شكك أيضاً (بطريقة غير مباشرة) بأن يكون عيسي شخصية حقيقية لها وجود, وهو للحقيقة لم يقل ذلك صراحاً ولكن لمن يدقق جيداً في كلامه ويقرأ الأسئلة التي يطرحها سيفهم ذلك ضمنياً. وقد غفل هذا المسكين إنه بذلك يكون قد أنكر أو علي الأقل حاول التشكيك في أمور ورد ذكرها في كتابه الكريم والتي يعتبرها الإسلام من الثوابت العقائدية التي لا تقبل الجدال أو النقاش! فنحن نعلم جميعاً أن من شروط إيمان المسلم الصحيح هو الإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبه وعدم التفريق بين رسول وآخر. ولكن إذ بصديقنا المسلم يكتشف فجأة أن عيسي النبي هذا الذي وُلد من عذراء ربما يكون شخص ليس له وجود حقيقي ظناً منه أن قصة حياة عيسي هي نسخة طبق الأصل من قصة الإله "حورس" الأسطورية وبذلك إستنتج بفطنة يُحسد عليها أن تكون قصة حياة عيسي النبي أسطورة هي الأخرى!

.

مرة أخري أؤكد للجميع إنني لست ضد حرية النقد الديني والذي يتم بطريقة موضوعية تتسم بمنح الفرصة لسماع الرأي والرأي الآخر. ولكن أليست مدونة "زبالات أخري" بهذا تكون قد خرجت عن هدفها وإطارها الأساسي المذكور في صدر الموقع الأ وهو مواجهة التطرف الديني بالإضافة طبعاً إلي السهر ليلاً في سب ولعن المتشددين وتأليف قواميس (أو جواميس) لغوية للسخرية منهم في كل مناسبةً..؟!!

.

لا أعلم بالتحديد ما الذي أصاب عقل هذا الرجل الذي كنت في يوماً من الأيام أحترمه كصديق.. فإذا كان هذا الشخص يريد فعلاً أن ينتقد التطرف والمتطرفين الإسلاميين, فما شأن عقيدة تجسد المسيح بهذا الموضوع..؟! هل لأحد الإجابة علي هذا التساؤل يا إخواني الأعزاء وأن يتكرم بفك هذا اللغز..؟!!

.

إذا كنا نحن نهاجم التطرف والتشدد الديني, فنحن نهاجمه من منطلق الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان التي لا يعترف بها أمثال هؤلاء الفاشيون. وإذا كنا ننتقد تجار الدين الذي يستخفون بعقول البسطاء ويخدعوهم بما يسمي "الإعجاز العلمي" عن طريق التلاعب بالألفاظ ولي عنق الآيات وتفسيرها علي هواهم الشخصي, فنحن نقوم بهذا لأن ضمير أي إنسان يحتم عليه أن يقوم بكشف كذبهم وتدليسهم وذلك إظهاراً للحقيقة الغائبة عن وعي الشعوب العربية والإسلامية النائمة والتي أصبحت عالة علي العالم المتحضر ونجحت في تصدر قائمة الدول الأكثر تخلف! وإذا كنا أيضاً نرفض أفكار التيارات والجماعات الإسلامية المحظورة منها وغير المحظورة, فنحن نرفضها من منطلق أنها أفكار عنصرية تختزل المرأة في كونها مجرد جسد وعورة وفرج وماكينة نكاح لإنتاج الأطفال وتجعل أيضاً من القبطي مواطن درجة ثانية ترغمه علي إعطاء الجزية عن يد وهو صاغر وذليل ومنكس الرأس وإلا كان التهجير الجماعي والنفي إلي بلاد الحبشة هو مصيره!! وعندما نهاجم الحجاب, نهاجمه لأنه لباس عنصري يناقض مبدا الدولة العلمانية ويميز بين المسلمةوالقبطية, ونعندما نرفض النقاب, نرفضه لأني أرفض أن أتعامل مع إمرأة ملثمة لا أري وجها ولا أعلم شخصيتها!!

.

فنحن إذا كنا نتقد ونهاجم ونرفض, فنحن نعلم ما نفعله ونقوله جيداً.. نحن نتقد ونهاجم ونرفض فقط (وأكرر فقط) كل ما يهدد حرية الإنسان ويقيده ويصادر حقوقه الإنسانية تحت اسم الشريعة الإلهية أو تحت أي مسمي اخر. وهذا في ظني هو حق كل مواطن مصري سواء كان مسلم أو قبطي أو ملحد. لكن أن يتحول الأمر إلي مهاجمة معتقدات الآخرين بدون أي إثباتات أو أدلة ملموسة فهذا ما أنا أرفضه وخاصاً إذا كانت هذة المعتقدات هي معتقدات سلمية لا تدعو إلي القتال وإعداد الخيل وحمل السلاح والإرهاب بل بالعكس من هذا تجدها تدعو إلي السلام والتسامح والصلاة من أجل كل من يعاديك! وكما تقول الدكتورة وفاء سلطان وهي بالمناسبة ليست مسيحية بل علمانية (لا دينية), فهي تقول: "من حقك أن تؤمن بحجر ولكن لا تضربني به". وهي عبارة فلسفية في غاية الحكمة تحترم حقوق الإنسان في الاعتقاد السلمي وفي ذات الوقت تحافظ علي حقوق الآخرين.

.

وهذا نحن ما نؤمن به.. وما دام ما تؤمن به يا سيدي الفاضل لا يدعو إلي قتلي وسبي نسائي ونهب أموالي وغزو بلادي واحتلالها بحجة إني كافر وعدو الله, فهنيئا لك بما أنت تؤمن به! لكن ما يدعو للدهشة هو قيامك بنقد عقائد الإيمان المسيحي بدعوة إنها خزعبلات يجب أن نتخلص منها وعليه فإنه يتوجب علينا أن نمزق كل أسفار كتابنا المقدس الذي يدعي وجود شخص وًلد من عذراء اسمه "يسوع" ونلقي بهذة الأسفار في أقرب سلة مهملات لأنها تخالف العقل وتروج لانتشار الخزعبلات والتخاريف العقلية!!

.

أيعقل ما يقوله هذا الشخص.. ؟! أيعقل أن يصدر هذا الكلام من شخص المفترض إنه ناضج فكرياً (وليس مراهق مثلي كما يقولي!!).. ؟! أيعقل أن يكون هذا هو حال المثقفين المصريين (وليس المغيبين من أمثالي!!).. ؟! أيعقل أن يكون تفكير أشخاص حاصلين علي شهادات الدكتوراة قد وصل إلي هذا الحد.. ؟!

.

يا سيدي الفاضل, فلتقل لي ما الضرر الذي أصابك بسبب عقيدة التجسد المسيحية لتقوم بنقدها بدعوى أنك تحارب الخزعبلات..؟! هل تمتلك توكيل من الله أو وصية علي الأقباط والمسيحيين لتعلمهم ما ينبغوا أن يؤمنوا به وما لا ينبغي أن يؤمنوا به..؟! وإذا كنت أنت نفسك تنتقد جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكونها سلطة دينية قمعية تمارس الوصية علي الناس ولا تحترم حرية الإنسان, فلماذا تأتي الآن وتناقض نفسك وتنصب نفسك – من خلال صفحات مدونتك –وصياً علي البشرية ومديراً عاماً لهذا الكون ورئيس مجلس إدارة الكرة الأرضية..؟! لماذا هذا التناقض.. ؟! ومادمت أنت تؤمن بحرية الإنسان في الاعتقاد حتي ولو كان يسجد لفيل أو يعبد بقرة أو يقدس صرصار وطالما أن هذة المعتقدات سلمية ولا يًفرضها عليك ولا تدعو إلي تكفيرك وإهدار دمك أو قطع يديك أو رجليك أو جلدك في ميدان عام .. فلماذا إذن تنتقدها وتهاجمها..؟! وما هو الهدف من وراء ذلك..؟! ستقول لمحاربة الخزعبلات, طيب يا أخي وما شأنك أنت بهم..؟!! يوجد أكثر من مليار بني اّدم في الصين يقدسون ويسجدون لصنم اسمه "بوذا" وملايين غيرهم في الهند يعبدون الحيوانات من البقر والأفيال والفئران.. فكل هؤلاء الملايين من الناس لديهم معتقداتهم الخاصة التي قد نراها خزعبلات ولكنهم أحرار فيما يعتقدون فيه طالما أن معتقداتهم هذة مسالمة وتتقبل التعايش السلمي مع باقي الديانات.

.

يا أخي, نحن نؤمن بإله مصلوب.. ونؤمن بإله كان يأكل ويشرب وينام ويتعب ويتألم.. ونؤمن بإله تم تعذيبه وصلبه وقتله دون أن يفتح فاه أو يعترض.. ونقدس الخشبتان المتعامدتان أو الصليب ونعتبرها قوة الله.. وأيضاً نأكل دم وجسد المسيح في القداسات.. ونؤمن في وجود الشياطين والأرواح.. ونؤمن بنقل جبل المقطم.. ونؤمن.. ونؤمن.. ونؤمن بكل ما أنت تراه خزعبلات غير منطقية. ولكن هذا هو إيماننا الذي نؤمن به بكل افتخار وسنظل نؤمن به ولو كان العالم كله ضدنا! فما شأنك أنت بكل هذا يا سيدي الفاضل..؟! لماذا تقحم نفسك فيما لا يعنيك وتعتبر كل من يخالفك الرأي شخص "عرعور" أو "متعرعر" كما تسميه دائماً..؟! إذا كنت أنت الآن تحاول التشكيك في وجود المسيح بهذة الطريقة الخبيثة وأنت تعلم جيداً أن هذا الإله قد دعانا بأن نغفر لك ونطلب الغفران من أجلك, فماذا كنت ستفعل حينها لو كان هذا الإله قد طالبنا بالانتقام منك وأن نعتدي عليك كما أنت تعدي علينا..؟!

.

خدها نصيحة من "مراهق" مثلي. فلعل المراهق يكون أكثر إدراكاً من المسن الذي بدأ يعاني من أمراض الشيخوخة والخرف!! اتقي الله.. وكفاية كدة! وأعتقد إني قمت بالرد علي كل ما كنت تنشره عن ما تمسيها الخزعبلات المسيحية.. والرسائل موجودة وباب النقاش مازال مفتوح.. لكن لا حياة لمن تنادي!

هناك 5 تعليقات:

Unknown يقول...

عزيزي
هذة اول زيارة لمدونتك وانشالله هتكون علطول
تعليقي هو الدين لله والوطن للجميع المواطنة اساس تعامل المصريين هذا ما يجب ان يكون انا ضد التعصب بكافة اشكالة علشان كدة بقول لكل متعصب ديني قبطي مسيحي او قبطي مسلم اتقي الله في مصر فكلنا اقباط
تحياتي والى الامام

SERVANT OF JC يقول...

عزيزي MEDUS

أهلا بيك طبعاً وسعيد بتعليقك وتنوّرني دايماً علي طول :)

متفق طبعا معاك في مبدأ إن الدين لله والوطن للجميع. لذلك فأنا أؤمن بالعلمانية وأطالب بفصل الدين تماما عن الدولة والسياسة حتي يتساوي كل المواطنين بإختلاف دياناتهم وعقائدهم ومذاهبهم في هذا الوطن.

أيضا نحن ضد كل أشكال التعصب الديني. فعلي كل شخص إحترام الاخر والتعامل معه كإنسان ومواطن له حقوق وواجبات بصرف النظر عن خلفيته الدينية.

كلنا بنحب مصر وبنتمني الخير ليها والسلام لشعبها الطيب. لكن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. وأنا كقبطي عادي لست أقوم بشيء سوي توضيح بعض الأمور التي تتعلق بالعقيدة تماما مثلما يقوم الإخوة المسلمين في كل مكان بالعالم بالدعوة الإسلامية في الدول الغربية بذريعة أن الغرب لا يفهم الإسلام جيداً ويأخذ فكرة سيئة عن هذا الدين.

شكرا وتحياتي

احساس لسه حى يقول...

مش عارف انت نزلت موضوع من غير ما ترد على تعليقى

هى البشارة بتسيب سؤال وتجاوب على سؤال

التعليق تانى

ما انى مش بحب حوار الاديان فى المدونات وشايف ان المنتديات المخصوصة لكده اولى

انا قوبت اقرى وبما انك فاهم فى الدين المسيحى فممكن افهم حاجات منك

ولفت نظرى الكلام ده

ويقيم الرب إلهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون. أقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به"

طيب الكلام ده متوجه لبنى اسرائيل اليهود كلهم بما فيهم قوم سيدنا موسى وقوم والمسيح وكل اليهود بنى اسرائيل

ومكتوب نبيا كمان حد بالك

طيب لو كان المقصود المسيح بالكلام ده مكنتش اتقال من اخوانك دى خالص

كان اتقال منكم مثلا لان الكلام متوجه لقوم المسيح مش مسثنين منهم

وانت بتقول ان اليهود بيعتبروا ان نسل اسماعيل مش اخوانهم

وطبعا العدل الالهى غير طبيعة واعتبار بنى اسرائيل واليهود

وهما براحتهم مش بيعتبروا نسل اسماعيل مش اخواتهم

بس ربنا عز وجل عارف ان سيدنا اسماعيل ونسلة اخوة ليهم رضوا او لم يرضوا

كمان الكلام بيقول نبيا من وسطك من اخوانك

وطبعا المسيح مش نبى زى الانبياء عندكم ولا هو نبى ربنا بعته زى كل الانبياء

ده كلامى ارجوا توضيح النقطة دى بكلام عقلى واضح لانى انا مش بتكلم عن رؤى الاسلام انا بتكلم بعقلى وشرح الكلام

مستنى ردك يا ريت

سلام

SERVANT OF JC يقول...

الأخ الفاضل "إحساس لسه حي" ..

عذراً لتأخري في الرد علي تعليقك السابق .. وأعتذر لك عن ذلك. وكلني أوعدك إني ساقوم بالرد والتعليق في أقرب وقت ممكن ..

سلامي وتحياتي
وفي إنتظار مشاركتك في هذا النقاش وشكرا لك ..

احساس لسه حى يقول...

انا مستنى ردك

لان المهم مش كتر مناقشة المواضيع

الاهم انى عندما اطرح سؤال للفهم اجد الاجابة

وهناك الكثير من الاسئلة

التى سأطرحها

سلام

Related Posts with Thumbnails