ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة

6 مارس 2009

عن الشريعة المسيحية (2) :

هشــــــام:
مين الي قال اني مش مؤمن بعذرية مريم و احياء المسيح للاموات ... راجع تعليقي انا قولت ان عذرية مريم وقيام المسيح بأحياء الموتى دي معجزات الوحد مؤمن بيها رغم انها تعتبرغيبيات لان محدش فينا شافها ... في فرق بين الايمان بالغيبيات و الاقتناع بها بالعقل ... انا مؤمن بالقلب و لست مطالب بالاقتناع بالعقل لان المعجزة شىء مخالف للطبيعة وغير مقنع منطقيآ.
أخ هشام ..
.
إذن أنت تؤمن بمعجزات السيد المسيح بالرغم من عدم إقتناعك العقلي بها ... ؟! ولكن لكي نكون أكثر دقة فيما نتحدث فيه ..علينا أن نفهم أولا ما هي المعجزة ؟ .. المعجزة ببساطة هي ما يعجز العقل البشري عن تفسير حدوثه بإستخدام المنهج العلمي أو العقلاني. فعلي سبيل المثال مسألة ولادة المسيح من عذراء دون رجل هي معجزة بكل المقاييس. فمن الناحية العلمية والعقلية نجد أن الجنين يتكون فقط عندما يندمج حيوان منوي من الذكر مع بويضة من الأثني ... ومحاولة تفسير كيف ولدت العذراء مريم المسيح بدون مشاركة رجل, هي محاولة مستحيله 100% علي الأقل من الناحية العقلية. لكن هذة هي طبيعة المعجزة .. إنها حدث لا يخضع لقوانين الطبيعة ولا يمكن تفسير حدوثه باي حال من الأحوال. إذن من الطبيعي أن تكون المعجزة أمر خارق لا يمكن الإقتناع او التصديق به من المنظور العلمي كما تقول, والإ فإنها لن تكون معجزة!! ولكن بالرغم من كل هذا, علينا أن نصدق بوجود المعجزات وعلينا أن نؤمن بقدرة الله التي تفوق اي قدرة في هذا الكون. الله خالق السموات والأرض وهو الذي خلق هذة الطبيعة بكل ما فيها .. ونحن البشر نخضع لقوانين الطبيعة مثل قوانين الجاذبية الأرضية وغيرها من القوانين. أما الله فهو لا يخضع لهذة القوانين .. لكن هذة القوانين هي التي تخضع لقدرة الله ذلك لأن الله هو وحده صاحب وخالق هذة الطبيعة.
.
تقول أيضا في ردك إن هذة المعجزات تعتبر "غيبيات" لأن أحد منا لم يراها بنفسه! حسنا .. أنت لم تراها بنفسك ولكن يوجد من الناس من شاهدها بنفسه ونقل أخبارها للأخرين .. أي انه يوجد شهود علي ما انت لم تراه .. وإذا كنت لا تثق في شهادة هؤلاء الشهود, فكيف تؤمن بما يقولوه .. ؟!! فكيف تؤمن مثلا بروايات وأحاديث الصحابة عن الرسول وانت لم تراهم ولا تثق فيهم .. ؟! فمن منا شاهد الرسول محمد وهو يهاجر من مكة إلي المدينة .. ؟! من منا شاهده وهو يحارب في الغزوات .. ؟! من منا شاهده وهو يفتح مكة .. ؟! من منا سمعه وهو يقول تلك الأحاديث .. ؟! من منا شاهده في غار حراء مع جبريل .. ؟!! الإجابة لا أحد .. ولكنك بالرغم من هذا فأنت تؤمن بكل هذة الأحداث .. بنفس هذا المنطق, هل تعتبر كل الأحداث التاريخية مجرد "غيبيات" لأنك لم تراها بنفسك .. ؟! التاريخ يا أخي هو كل الأحداث التي سجلت أخبارها وتم تناقلها عبر الأجيال. وليس من المنطقي إنك لا تصدق بالأحداث التاريخية لمجرد إنك لم تراها بنفسك !

معجزات زي الاسراء و المعراج وعذرية مريم و احياء الموتى ليست لها تفسير فلسفي ... عكس التجسيد و الصلب ليهم تفسير فلسفي بس ضعيف غير مقنع ليس له هدف او معنى ... و ده اللي انا بقوله محاولة بشرية لوضع فلسفة للصلب و التعذيب و الموت ... فكانت فكرة خلاص العالم و فداء البشرية ... انا لم اقل الصلب غير حقيقي انا قولت اضفاء الطابع الالهي على المسيح فكرة وضعها القساوسة ايام الرومان لتقديسه علشان يعطوا لنفسهم الطبع الكهنوتي للسيطرة......اما بالنسبة للصلب الي بنيت عليه فلسفتك عن الفداء و الخلاص ده خلافنا الديني الاساسي.....هل صلب المسيح ام شبه له ؟

إسمح لي أن أفهم ماذا تعني بعبارة "التفسير الفلسفي".. ؟ وماذا تقصد بأن بعض من المعجزات ليس لها هذا التفسير الفلسفي .. ؟! هذة النقطة غامضة وتحتاج إلي توضيح أكثر. أما عن قصة التجسد والصلب, فالهدف منها كان كما سبق وشرحت هو فداء وخلاص البشرية من الهلاك الأبدي. تقول إن هذا الهدف هو هدف ضعيف وغير مقنع ! .. وأقول لك عندما يفدي الأب ابنه ويموت بدلا عنه, فهل تري في ذلك أمر غير مقنع .. ؟! إنه أمر طبيعي أن تجد الأب يحب ابنه ومن أجل هذا الحب يقوم بالتضحية والموت بدلا عنه .. وهذا هو ما حدث عندما مات أبانا السماوي بدلا عنا وضحي بنفسه علي خشبة الصليب من أجلنا .. نحن نعتبر الله الأب السماوي ونعتبر أنفسنا أبناء له .. هذة هي طبيعة العلاقة بين البشر والله في العقيدة المسيحية .. علاقة بنوة ! فلسنا بعد عبيدا .. بل أبناء الله.

فين الجديد في الكلام ده ؟ ... مجرد تفسير لفكرة خاطئة وضعها العقل البشري لتفسير موت المسيح ... وكمان مافيهاش اختراع مالانسان نفسه له نفس الطبيعة المزدوجة ... جسد يموت وروح ابدية تفارق الجسد لا تموت ولا تفنى لان الله نفخ فيها من روحه.

واضح إنك لم تفهم الكلام جيدا .. كل إنسان علي هذة الأرض له جسد ونفس وروح. الفارق أن طبيعة المسيح تختلف عن طبيعتنا نحن البشر .. فالمسيح هو إله وإنسان في ذات الوفت .. هو إله له لاهوت لكن لاهوته هذا موجود قبل أن يولد المسيح من مريم العذراء .. لاهوت المسيح موجود منذ الأزل ومن قبل إنشاء الخليقة ووجوده سيستمر إلي الأبد .. والمسيح في ذات الوقت أيضا إنسان له ناسوت متمثل في وجود جسد مادي ونفس وروح. عندما مات المسيح علي الصليب, فجسده هو من مات اما لاهوته فهو حيّ لا يموت ابدا. وعندما قام المسيح في اليوم الثالث, فإنه قام بجسده هذا وصعد به إلي السموات. هذة ليست أفكار أو تخيلات من وضع البشر .. إنما هذة هي طبيعة السيد المسيح وهذا ما يؤمن به المسيحييون. ومن ينكر إلوهية المسيح, فكأنما يرفض المسيح نفسه .. ومن يرفض المسيح, يرفضه الله !!

ليست هناك تعليقات:

Related Posts with Thumbnails