ليس الهدف من الموقع الإساءة الشخصية للمسلم أو السخرية من عقيدته.. هدفنا هو الحوار الموضوعي القائم علي إستخدام الأدلة العقلية بطريقة حيادية ومحترمة

2 مارس 2009

عن مفهوم "الإيمان" بالأديان:

هشـــــــام:

الى خدامة المسيح ..
يا ساتر على استفزازك ماشي يا عم هارد عليك اخر مرة علشان تبطل تعمل زي بشلة الاسلام و تقعد تقول انك كسبت الحوار مع الناس و مش عارفين يرودوا و تخترع لنفسك بطولات وهمية.
.
أخ هشام .. أولا: لو كنت حقا تؤمن بدينك ولديك الثقة الكاملة بأنك علي الحق واليقين, لما كان يمكن إستفزازك ببعض التعليقات العابرة! ولكن معني كلامك هذا, إنك ضعيف الإيمان ويمكن إستفزازك وهز عقيدتك بسهولة كما حدث. ثانيا: أنا لا أخترع لنفسي أي بطولات .. ولست في حاجة إلي هذا الإسلوب. أنا أتحدث عن الحق .. وأتكلم بالعقل والمنطق. أما عدم ردك علي ما أقول, فهذا دليل واضح علي عجزك عن الحوار والمناقشة.
.
هاقولك ايه الي مش مقنع في العقيدة المسيحية......بالنسبة لعذرية مريم وقيام المسيح بأحياء الموتى دي معجزات الوحد مؤمن بيها رغم انها تعتبرغيبيات لان محدش فينا شافها بعينه ومالهاش فلسفة معينة علشان نناقشها.
.
عذرية مريم مذكورة في القراّن الكريم .. وعدم إقتناعك بهذة المعجزة يدل علي عدم تصدقيك وإيمانك لما ورد في كتابك السماوي! لأنك لو كنت مسلم حقا وتؤمن بأن القراّن هو كتاب من وحي الله, لكنت تؤمن أيضا بأن السيدة مريم ولدت المسيح وهي عذراء ولم يمسسها رجل. يا أخي هشام, فكرة الإيمان الديني قائما علي التصديق بأمور "غيبية" قد يري البعض إنها مخالفة للطبيعة أو تعترض مع العقل والمنطق. فلهذا أطلب منك أن تحاول أن تقنعني - بالأدلة العلمية والمنطقية - كيف يمكن لمحمد نبي الإسلام الصعود إلي السموات السبع وكيف نجح موسي نبي اليهودية من قبله في شق البحر الأحمر وكيف نجح المسيح بن مريم في خلق الطير من طين وإقامة الموتي؟!! إذا كنت غير مقتنع بكل هذة الأحداث والتي يذكرها القراّن ويؤكدها في أكثر من موضع, فكيف إذن انت مؤمن بهذا الكتاب أصلا وتصلي وتسلم علي النبي الذي أوحي الله إليه هذا الكتاب؟!! لا تكن منافقا يا أخي .. إما إنك تؤمن تمام الإيمان وتكون مقتنع بحدوثها فعلا او إنك لا تؤمن علي الإطلاق وتتجه إلي الإلحاد .. لكن أن تؤمن بشيء وانت غير مقتنع به, فهذا في رايي نوع من أنواع النفاق الذي سيجازيك الله عليه!!
.
أما الخزعبلات هي الغيبيات والمعجزات الي مالهاش منطق ولا هدف في الدين المسيحي و في نفس الوقت بتحط فلسفة معينة في العقيدة المسيحية.. زي التجسيد ومحاولة الصاق الالهية بالمسيح بالعافية.
.
مرة أخري أقول لك أن فكرة "الإيمان" تعتمد علي قبولك وتصديقك لأمور قد يراها غيرك نوع من الوهم والخيال. أنت تؤمن بأن محمد صعد إلي السموات السبع دون مركبة فضاء !! ولكن غيرك قد يري ذلك خزعبلة دينية هدفها إظهار محمد وكأنه سوبر مان! نفس الشيء بالنسبة لتجسد الله في صورة إنسان, فنحن نراها خلاصا للبشر من الهلاك الأبدي بينما انت تراها "خزعبلة ملهاش منطق أو هدف". وإذ كنت تتحدث عن المنطق, فإسمح لي أن أطلب منك أن تشرح للأخرين كيف خلق الله ادم من سلالة من طين؟!! فهل هذا منطقي ... ؟! كيق يمكن للتراب أن يتحول إلي دم وعظم ولحم ....؟!!
.
طبعا لو نظرنا إلي موضوع خلق الإنسان من نظرة علمية ومنطقية بحتة, فإنه من المستحيل أن تتحول جزيئات التراب الجامدة إلي مكونات حيوية تنبض بالحركة .. ولهذا السبب لا يؤمن الكثيرين من الملحدين بوجود الله وينكرون قصة خلق الإنسان بهذة الصورة ومن ثم يلجأون إلي نظرية "التطور والإرتقاء" لتفسير كيف ظهر الإنسان للوجود. ليس موضوع تجسد الله فلسفة دينية كما تظن .. إنها حقيقة وكان لابد من حدوثها من أجل خلاص البشرية .. وأظن أن خلاص الإنسان من الهلاك الأبدي هو أعظم هدف في حياة اي شخص ايا كان .. فمن منا يريد أن يهلك ويتعذب إلي الأبد؟!!

.
هو ربنا محتاج يتجسد في انسان و ينزل على الارض علشان يوصل تعاليمه و اديانه للناس؟
.
الأهدف الأساسي للتجسد كان من أجل الفداء وليس فقط من أجل نشر التعاليم المسيحية كما تظن .. أراد الله فداء الإنسان وإنقاذه من الموت الأبدي .. فمات المسيح علي خشبة الصليب من أجل خلاص البشرية .. ولكن كيف يمكن أن يصلب ويموت الله دون أن يظهر اولا في صورة او هيئة إنسان؟! فكان تجسد الله في صورة المسيح أمر حتمي وضروري من أجل عمل الفداء ومن ثم من أجل الخلاص!
.
فكرة وضعها القساوسة ايام الرومان لتقديس المسيح علشان يعطوا لنفسهم الطبع الكهنوتي للسيطرة.
.
غير صحيح ما تقوله بدليل إن قصة صلب المسيح مذكورة في الأناجيل الأربعة .. وصلب المسيح وموته من أجل البشرية هي العقيدة الجوهرية التي يؤمن بها كافة المسيحيون والتي من أجلها تجسد الله .. فهي ليست مجرد "فكرة" من وحي خيال قساوسة كما تزعم!
.
فكرة الصلب و التعذيب .... هو ربنا مش بس ينزل على الارض ده كمان يسيب الي خلقهم يعذبوه ويموتوه وقال ايه بيكفر عن خطاياهم...
.
كان بإمكان السيد المسيح جعل كل الذين يرونه يؤمنون به. فهذا ليس صعبا أو مستحيلا عليه! ولكن لأن المسيح إله يحترم إرادة الإنسان وحريته في الإيمان به, ترك الأمر بإختيار الإنسان نفسه .. فالإنسان هو من يحدد إذا كان يريد أن يؤمن بهذا أو يكفر بذاك!! الله يريد من جميع الناس أن يؤمنوا به وأن يتوبوا ويرجعوا إليه ولكن الإنسان هو من يحدد ذلك .. لابد للإنسان أولا أن يختار طريق الله بنفسه ودون فرض من أحد. وهناك كثيرين من البشر ممن أمنوا بالسيد المسيح في حياته كإله ومخلص لهم. وعلي الجانب الأخر, هناك من تاّمر ضده وأراد له القتل والموت!! وهذا هو سر محبة يسوع المسيح .. تعذب وصلب ومات من أجلك أنت .. ولكن كان رد فعلك هو نفس رد فعل رؤساء كهنة اليهود .. هؤلاء الذين رفضوا المسيح كملك عليهم وتأمروا لقتله .. لأنهم كانوا ينتظرون المسيح ذلك القائد والملك الأرضي الذي سيخلصهم من الحكم الروماني ويستعيد لهم أورشليم المدينة المقدسة .. ولكن يسوع قال لهم إن مملكتي ليست من هذا العالم (ويقصد بذلك إنه جاء من أجل إنقاذ الإنسان من الهلاك الأبدي ومنحه الحياة الأبدية في ملكوت السموات, فالمسيح لم يأتي إلي العالم ليقيم مملكة أرضية لشعب اليهود كما ظنوا منه!!).
.
طيب يكفر ليه ماهو الي هايحاسب في الآخر.... يعني ربنا يخلق الناس و هما يغلطوا وهو يتعذب مكانهم طيب فين العدل و المنطق في الموضوع ده وايه لازمتها من الاول وجع القلب طيب ماكان سامحهم على طول ودخلهم الجنة.
.
تتسأل عن عدل الله؟! إن تجسد الله في صورة المسيح وموته علي الصليب لهو من صميم عدل الله!! عندما أخطأ ادم وأكل من شجرة معرفة الخير والشر, دخلت الخطيئة إلي طبيعة الإنسان وأصبح عقابه هو الموت والهلاك الأبدي ذلك لأن أجرة (ثمن) الخطيئة عند الله هي الموت. ولكن الله لم يرضي لأدم وغيره من البشر الموت والهلاك الأبدي, فالله يحب البشر .. لذلك تجسد في صورة إنسان وهو المسيح ومات بدلا عن أدم (اي إنه دفع ثمن خطيئة أدم). وأنت قد تتسأل ولماذا تجسد الله ومات بهذة الطريقة البشعة علي الصليب؟! ألم يكن بمقدور الله الغفران لأدم بدون تجسد وفداء؟! الإجابة طبعا : لا .. لأن ذلك يتعارض مع العدل الإلهي, فالعقوبة لأي خطيئة هي الموت وكان لابد من أن يكون هناك "ذبيحة" حتي يكون هناك غفران للخطايا .. وكان المسيح هو حمل الله (اي الذبيحة) التي دفعت ثمن خطيئة أدم في الجنة. فأنت إذا تأملت جيدا قصة التجسد والفداء .. ستجد إنها تحمل كل معاني الحب والرحمة للإنسان وفي نفس الوقت لم تفتقد مبدأ العدل الإلهي!!
.
وبعدين لما مات و دفن مين الي اخد النباطشية مكانه اليوم ده ......ولا الدنيا قعدت من غير ربنا؟
.
أخي العزيز .. المسيح هو إله وإنسان في نفس الوقت .. هو إله له اللاهوت وإنسان له الناسوت. واللاهوت والناسوت لم يفارقا بعض ابدا. وعندما مات المسيح علي الصليب, فإن جسده (اي ناسوته) هو فقط من مات .. أما لاهوته فإنه لم يمت لأن الله حيّ ولا يموت. معني هذا أن لاهوت المسيح كان موجود وظل يحكم الكون والعالم ولكن ناسوته (اي جسده) هو فقط من مات. لمزيد من التفاصيل عن هذا السؤال, يمكنك زيارة الصفحة التالية: سنوات مع إيميلات الناس: إذا كان الله قد مات, فمن الذي كان يدير العالم ويقوده؟
.
طبعآ يد العبث واضحة في العقيدة المسيحية في الحتة دي لان المفروض بعد صلب المسيح مات.
.
لا تحكم علي الأشياء دون أن تدرسها وتفهمها جيدا ... لاهوت السيد المسيح حيّ دائما وأبدا .. ولم يمت وكان ومازال وسيظل يملا الوجود كله. فالذي مات هو الجسد المادي فقط. أعتقد إن الأمور إتضحت بعض الشيء الاّن.
.
أما الباقي بقى ده سرد تاريخي كل واحد يألف على راحته.....و بعدين ازاي المسيح سامح الي صلبوه ....اذا كان هما اصلآ ما اعترفوش بخطأهم و ما ندموش عليه و لسه بينعتوه باسم ابن الزانية.
.
المسيح فعلا طلب لهم المغفرة وأراد بهذا الطلب إعطاءهم فرصة أخري للتوبة والنجاة .. وهو بهذا التصرف يريد أن يعلمنا أن نغفر نحن أيضا لكل من يسيء إلينا كما هو فعل مع من صلبوه. فالمسيح يسامح ويغفر لكل شخص علي شرط أن يؤمن به كمخلص ويتوب ويقر بذنبه. أما من عذبوه وصلبوه من اليهود, فهم لم يبالوا أو يهتموا بهذة الفرصة الأخيرة ولم يطلبوا من المسيح أن يغفر لهم جريمتهم .. بل علي العطس تمادوا في السخرية والإستهزاء به وهو علي الصليب قائلين: خلص اّخرين, اما هو فلم يقدر أن يخلص نفسه !! .. وظلوا يعيرانه ويجدفون عليه ولم يؤمنوا به حتي أسلم الروح. المسيح هنا أعطاهم فرصة لتصحيح الخطأ ولكنهم رفضوا هذة الفرصة, فكان جزاءهم هو الهلاك الأبدي!

ليست هناك تعليقات:

Related Posts with Thumbnails