رسالة إلي الهلالي: لسنا في حاجة إلي عطفك!

يا سيدي المحترم "حسن الهلالي"..

.

في البداية أحب أن أوضح لك إنه كما أننا نحن المسيحيون نؤمن في وجود الملائكة التي هي أرواحاً مقدسة وطاهرة خٌلقت من أجل التسبيح والتمجيد لله, فإننا كذلك نؤمن أيضاً في وجود ما يسمي بالشياطين أو "ملائكة الشر" التي هي الأرواح النجسة (وتٌسمي أيضاً بجنود الشر السمائية) وهي تلك الأرواح التي تحارب الإنسان بكل الطرق الممكنة (وأقصد هنا بالحروب الروحية) من أجل إسقاطه في الخطيئة وإبعاده عن معرفة طريق الله الصحيح.

.

فالشياطين ليست كائنات "وهمية" أو "خيالية" وليست "أسطورة دينية" كما يعتقد الكثيرين من الملاحدة واللادينيين. وإيماننا بوجود هذة الشياطين وغيرها من الأرواح النجسة ليست "خزعبلة" من الخزعبلات الدينية كما أنت تدعيّ في كلامك يا سيد "حسن". علاوة علي ذلك فإن وجود الشيطان مذكور مرات عديدة في كل من كتب اليهودية والمسيحية (والتي تدعون إنكم تؤمنون بها) وأيضاً في الدين الإسلامي الذي من المفترض إنه دين الله الحق الذي تؤمن به.

.

ويكفي أنه عندما يقوم أي مسلم بقراءة كتابه الكريم المسمي بالقراّن, فإنه قبل أن يبدأ في تلاوة الآيات القرآنية تجده دائماً يقول "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". إذن فالمسلم العادي (وليس "العرعور" فقط) هو أيضاُ يؤمن في وجود الشياطين ويستعيذ بالله منها قبل قراءته للقراّن. وأنت أيضاً يا سيد "حسن الهلالي" والذي يٌفترض إنك شخص مسلم (أو يُدعيّ إنه مسلم) يٌفترض أن تؤمن كذلك بوجود الشياطين وإلا فكيف ستتعيذ من الشيطان الرجيم في كل مرة تقرأ فيها قراّنك وأنت لا تؤمن بوجود هذا الشيطان أصلاُ... ؟!

.

يا سيد "حسن".. أنت تتدعي في مدونتك إنك تنتقد تصرفات المسيحيين التي تراها خزعبلات وشغل دجل وشعوذة وتقول إنك تنتقد هذا دون أن تمس شعرة من رأس المسيحية, ولكن الواقع يقول غير ذلك وسأشرح لك هذا بالتفصيل! أولاً لن أتحدث عن سخريتك من الأب الكاهن القمص "مكاري يونان" وتشبيهك له بأنه "سوبر ستار". فأنت حر في ذلك طالما كان هذا رأيك الشخصي عنه وأيضاً أنت حر في اختيارك الطريقة التي تعبر بها عن هذا الرأي. ولكنك - للأسف - فأنت قد تماديت في السخرية من هذا الكاهن حتي وصل بك الأمر إلي إنك تتهمه هو وغيره من أبائنا الكهنة بأنهم "مشعوذين" و "دجالين" وإنهم "يمارسون النصب باسم الدين المسيحي" وغيرها من عبارات التشهير التي أتحدي إنك تملك دليل واحد عليها والتي من الممكن أن يٌعاقب عليها القانون بما فيه القانون الأمريكي الذي أنت تتمتع في ظله بالحرية المفقودة عند حكامك المسلمين! وهنا لابد من وقفة حاسمة مع ما تقوله وعدم تجاوز هذا الإتهام بكل هذة البساطة !!

.

يا سيد "حسن", فلتقل لي وللاخرين من قال لك هذا الكلام والافتراء الكاذب..؟! هل قابلت من قبل شخص مسيحي يقدم لك الدليل ويقول لك أن ما يقوم به "مكاري يونان" هو مجرد "تمثيلية" لخداع الناس الساذجة أو المغيّبة (كما تسميهم) أو "بيزنس وسبوبة" دينية بيسترزق من ورائها.. ؟! إذن ما هو دليلك وإثباتك علي ما تقول..؟! إن لم يكن لك الدليل علي هذا الاتهام, فستكون أنت في هذا الحالة مٌدان أمام نفسك وأمام الجميع لاتهامك لشخص اتهاما باطلاُ دون سند أو دليل!

.

أستاذ "حسن".. نحن المسيحيون لسنا نعتقد بأن ما يقوم به هؤلاء الأباء الكهنة من صلوات لإخراج الأرواح النجسة هي "شغل دجل وشعوذة" كما أنت تسميها. لأن السيد يسوع المسيح نفسه – له المجد – قد قام بإخراج الشياطين من كثيرين. ويذكر كتابنا المقدس العديد من معجزات إخراج المسيح لشياطين كثيرة، منها:

.

- في إنجيل لوقا (8: 27ـ 35) يقول الكتاب المقدس: "استقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل.. [فأمرهم أن يخرجوا منه]... فخرجوا".

.

- وفي إنجيل مرقس (16: 9) يقول الكتاب عن المسيح إنه: "أخرج سبعة شياطين من إمرأة تدعى المجدلية".

.

وكما تقرأ في هذة الآيات المقدسة وغيرها, فالمسيح كان يٌخرج الشياطين والأرواح النجسة من ناس كثيرين, فهل كان المسيح – له المجد – شخص دجال ومشعوذ لأنه كان يخرج الشياطين..؟! هل هذا هو احترامك لعيسي ابن مريم الذي طالما تعتبرونه أنتم المسلمين نبي من أنبياء الله الصالحين الذي كان وجيهاً في الدنيا والآخرة.. ؟! هل مازلت تري إنك لم تمس شعرة من رأس المسيحية بعدما علمت إن إخراج الشياطين ليس "خداعاً للسذج" وإنما هذا عمل قد قام به السيد المسيح وآمنت بسببه الجموع.. ؟

.

أعلم جيداً "الأسطوانة المشروخة إياها" والتي تكررها كثيراً حينما لا تجد الرد والإجابة المنطقية علي كلامي. هذة "الأسطوانة" التي تقول أن ما كان يقوم به الأنبياء من قديم الزمان من تصرفات وسلوكيات كان له استثناءاته وإن هذة التصرفات حدثت في ظروف خاصة بالعصر الذي كان الأنبياء يعيشون فيه!! وبنفس ذات "الأسطوانة" استطعت أن تبرر زواج رسولك العربي محمد "صلعم" من طفلة بنت تسع سنوات!! والآن أتوقع أن ترد عليّ بتكرار نفس الأسطوانة إياها لتقول لي أن ما كان يقوم به المسيح شيء خاص وكان له ما يبرره في ذلك الوقت, لكن ما يقوم به "مكاري يونان" الآن شيء أخر وليس له مبرر!!

.

لتعلم يا سيد "حسن" إن المسيح كان هو أول من قام بإخراج الشياطين والأرواح النجسة. وقد أعطي المسيح السلطان لتلاميذه أن يخرجوا الشياطين أيضاً باسمه. وليس فقط تلاميذه, بل كل من يؤمن بالسيد يسوع المسيح كذلك. فقد أعطانا الرب السلطان "لندوس الحيات والعقارب وكل قوات العدو". وها أنت تري في الفيديو القمص "مكاري يونان" يخرج شيطان من جسد أحد الأشخاص ويطرده خارجه. وهذا كل يحدث بقوة صليب الرب يسوع المسيح الذي ترتعب منه الشياطين وليس بقوة "مكاري يونان" الشخصية.

.

إذن يا سيد "حسن" إخراج الشياطين لم يقتصر فقط علي المسيح وحده, بل إن المسيح قد أعطي هذا السلطان لكل من يؤمن باسمه. وتأكيداً علي ما أقوله, أدعوك لقراءة هذة الآية من إنجيل القديس متي (10: 8) الذي يقول أن المسيح قد أعطي تلاميذه سلطانا أيضا ليخرجوا الشياطين قائلا لهم: "اشفوا مرضى, طهروا برصا, أقيموا موتى, اخرجوا شياطين مجانا أخذتم مجانا أعطوا".

.

الأخ "حسن".. ها أنت تدعيّ في مدونتك إنك شخص عقلاني وترفض وتحارب كل طرق المتاجرة بالأديان (تقول اياً كانت الأديان) وتقول أيضاً إنك تحاول تطهير الأديان كلها من كل الخزعبلات, ونحن المسيحيون نقول لك: شكراً جزيلاً يا سيد "حسن". فنحن لسنا في حاجة لمساعدتك. نحن مؤمنين بما أنت تسميه "خزعبلات" وسنظل متمسكين بما نؤمن به. يعني بالبلدي كدة "خليك في حالك.. ودينك أولي بك .." ! يا حبيبي أنت لسه قدامك مشوار طويل.. بس أنت الأول إتخلص من خزعبلات ديانتك وما فيها من نكاح الصغيرة وشرب الأبوال والرق وملكات اليمين.. إلي آخر القائمة وأول من تطهر ديانتك من كل هذة الخزعبلات وتتخلص منها إلي الأبد, سأكون أنا أول من يشجعك علي تطهير ما تسميه "بالخزعبلات المسيحية"!

.

نقطة أخيرة يا "حسن" بيه..

.

إحنا الأقباط مش محتاجين العطف والشفقة من حد.. لا منك ولا من غيرك.. إحنا ربنا بيدافع عنا ومش منتظرين خدماتك, خصوصاً لو كان "تعطفك" علينا مشروط بالتهجم علي عقيدتنا بلا أدلة أو إثباتات وبحجة إننا نؤمن بخزعبلات! والسبب من ورا دا كله معروف طبعاً وهو إنك بتحاول تنتقد المسيحية لأي سبب علشان ترضي إخوانك المتطرفين المسلمين وتظهر قدامهم بمظهر المسلم المحايد والمعتدل!!

.

وإحنا الأقباط كدة.. ولا يمكن أننا نتنازل عن إيماننا لمجرد إرضاء هواك الشخصي. قول علينا "عراعير" ولا قول علينا "متعرعرين" زى ما أنت عايز. إحنا راضين بكدة! وافتكر كويس إنك مش هتكون أول ولا آخر واحد يسخر من إيماننا. وإفهم إن الإيمان المسيحي اقوي منه يضعف أمام أي تهديدات أو إغراءات أو حتي إضطهادات. ويكفي إننا قدمنا للعالم آلاف الشهداء من الأقباط الذين يتم ذبحهم بسيوف الغزاة العرب والمسلمين وعلي رأسهم "عمرو بن العاص" الذي احتل بلدي "وحلب خيراتها وثرواتها"!!

.

ولماذا لا تٌخرج الخشبة من عينك أولاً .. ؟!

حسن الهلالي يدعيّ أن بعض الأقباط قاموا بسبه "وإلقاء القاذورات" علي طرحة

راسه المباركة بسبب بوست "لا تعايرني ولا أعايرك .. الهم طايلني وطايلك"

** نصيحة أخوية **

يا سيد "هلالي"..

.

بلاش أنت تتكلم عن الارتقاء بلغة الحوار لأنك أنت شخصياً مؤلف لقاموس كامل للسخرية والتريقة علي الشعب السعودي وكل مدونتك بتحض علي الكراهية والتعصب تجاههم وتجاه كل ما هو عربي وإسلامي وعامل مدونة باسم مستعار وبشخصية وهمية علشان تشتمهم وتفرغ شحنة الغضب اللي جواك وأنت للأسف ناسي إنك واحد منهم.. ولا هي أمريكا هتخليك تنسي أصلك يا محترم.. ؟!

قاموس الهلالي للجاموس العرعري :

عرعر - عرعرستان - عرعور - عراعير - متعرعر

جاموس .. ومهاطيل .. وعرعري .. وعرعور .. ومتعرعر .. إلخ إلخ إلخ

.

وأتسأل وأتعجب ولا أدين أحداّ إنما أقول :

هل هذة لغة حوار راقية تليق بشخص مثقف مثل الأستاذ ..

"م. م. ف" (عفواً أقصد حسن الهلالي) ..؟!