وهل حقاً أن ما يقوم به القمص "مكاري يونان" من إخراجه للشياطين والأرواح النجسة هو "شغل دجل وشعوذة ونصب باسم الدين" ..؟!
انطلاقا من الوعد الذي أعلنه الله في جنة عدن بأن القادم من نسل المرأة سوف يسحق إبليس يقدم لنا العهد الجديد مسيرة حياة المسيح على الأرض كحرب موجهة ضد شرور العالم كثرت فيها مواجهات يسوع المباشرة مع الأرواح النجسة ومع سيدها الشيطان نفسه ، فقبل أن يباشر المسيح بالتبشير بين الناس ذهب إلى البرية ليصوم أربعين يوما وأربعين ليلة وبعدها جاءه الشيطان ليجربه فهزمه يسوع هناك في عقر داره فالبرية كانت بالنسبة للشعوب القديمة أرض نجسة تسرح وتمرح فيها أرواح الشر .
وبعد ذلك يروي لنا إنجيل مرقس فاتحة معجزات يسوع في كفر ناحوم حيث أخرج روح نجس من رجل ممسوس وهناك صرخ ذلك الروح "آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ؟ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ قُدُّوسُ اللَّهِ" ( مرقس 1 :24 )، وعلى هذا المناول تتوالى في الأناجيل الأربعة قصص مشابهة لإخراج تلك الشياطين من الناس وفي كل مرة كانت تفزع مرتعبة من سلطان المسيح وتعلن للجميع بأنه ابن الله العلي.
وفي وقت لاحق يرسل يسوع تلاميذه ليكرزوا ويمنحهم السلطان لشفاء المرضى ولإخراج الشياطين (متى 10 :8) وتلك كانت المرة الأولى التي يُمنح فيها في الكتاب المقدس إنسان القوة على إخراج الشيطان و بكل الأحول تلك القوة منحت لأتباع المسيح لتكون على مدى القرون القادمة من العلامات الفارقة في البشارة بالإنجيل (مرقس 16 :17) ومن ناحية أخرى لا يشرح الكتاب بوضوح عن سبب وكيفية دخول الأرواح النجسة في البشر ،إلا أنه يبين أن دخول الشياطين كان يسبب أمراض خطيرة للناس جسدية وعقلية كالبكم (متى 9 :32 ) والصرع (مرقس 9 :17-27) والعمى (متى 12 :22) وحتى الجنون (متى 8:28) وفي سفر أعمال الرسل نقرأ قصة إخراج بولس الرسول لروح نجس من فتاة خادمة وكان ذلك الروح قد وهبها القدرة على العرافة وكان أسيادها يجنون المال بسببها (أعمال 16 :16-18) .
ومن أبرز قصص إخراج المسيح للشياطين هي تلك المذكورة في (مرقس 5 :1-20 و لوقا 8 :26-39) حيث التقى يسوع برجل ممسوس كان يعيش في القبور ويصرخ ويضرب نفسه بالحجارة باستمرار وقد حاول الناس ربطه بسلاسل إلا أنه كان يقطعها في كل حين وعندما سأله المسيح ما اسمك أجاب لجئون أي جيش من الشياطين فكلمة لجئون باللغة اللاتينية كانت تستخدم للدلالة على فرقة من الجيش الروماني تشمل 6000 جندي ، ورغم عددهم الكبير إلا أن هؤلاء الشياطين ارتعبوا من لقاء المسيح وترجوه كثيرا أن لا يرسلهم للهاوية بل إلى قطيع من الخنازير كان يرعى في الجوار فأذن لهم يسوع بذلك وكانت غاية الإنجيل من ذكر ذلك تبيان أن الشياطين أنفسها تأتمر بأمر المسيح وتخضع لمشيئته!
والقصة الأخرى ذات الأهمية المماثلة هي الواردة في (متى 17 :15-21 و مرقس 9 :17-29 ), حيث يرتمي رجل أمام المسيح ويرجوه بأن يشفي ابنه من الروح النجس الذي يعذبه ويسبب له الصرع ويلقيه تارة في النار وتارة في الماء وكان الرجل قد قدم ابنه أولا لبعض تلاميذ يسوع ولكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا له شيئا ولكن بعد أن انتهره يسوع شفي الغلام فتساءل التلاميذ لماذا لم يقدروا هم على إخراج الشيطان فأجابهم يسوع (وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ ) ( متى 17:21 ) ، وفي هذا الجواب إشارة إلى أن الشياطين مراتب مختلفة تتفاوت فيها قوتهم وقدراتهم الفائقة الطبيعة وتستوجب قوة إيمان وممارسات تعبدية معينة من الشخص الذي يمتلك موهبة إخراجها .وفي كتاب رؤيا يوحنا صور رمزية عديدة عن الشيطان وحربه ضد الكنيسة حيث ينبئ الكتاب بهزيمة إبليس وجميع أعوانه في نهاية الأزمنة ( رؤيا 20 : 1 – 3 – 7- 10 ).
إذن .. بعد قرأءة ما يقوله كتابنا المقدس عن هذا الأمر, نستنتج الاتي:
أولا: وجود الشياطين ليست فكرة وهمية أو خيالية, بل وجودها أمر حقيقي وهذا مذكور في كل من كتب اليهودية (العهد القديم) والمسيحية (العهد الجديد) وحتي الإسلامية (القراّن).
.
ثانيا: كما نقرأ في الأناجيل المقدسة, فإنه من الممكن أن يمس الشيطان إنسانا ويسكن داخل جسده (وهو ما يسمي بالإحتلال الشيطاني). وغالبا ما يكون هذا الإنسان الممسوس من الشيطان مصابا بمرض عقلي (كالجنون مثلا). هذا ولأن الشيطان يعرف قيمة قوة العقل في الإنسان، فقد كان مرض الجنون مرافقاً لاستيلاء الشيطان على البشر. وكثيراً ما كان المصاب يُسمَّى مجنوناً فقط. فهل كان ما يسميه الإنجيل (الاحتلال الشيطاني) هو مجرد الاختلال العقلي الذي نسمِّيه الآن (جنوناً)؟
.
.
ثالثا: كان المسيح هو أول من قام بإخراج الشياطين, ولكنه أعطي تلاميذه سلطانا علي إخراج الأرواح الشريرة (مرقس 6: 7). كما يشهد كتاب أعمال الرسل على حالات إخراج الشياطين بواسطة تلاميذ المسيح (أعمال 8: 7، 11،19 17). ومع ذلك فإن صراع مرسلي المسيح ضد الشياطين يتخذ له حينئذٍ أشكالاً أخرى: كمكافحة السحر، والخرافات الباطلة من كل نوع (أعمال 13: 108، 19: 18- 19) والاعتقاد في الأرواح العرّافة (أعمال 16: 16). (رؤيا 9: 20) وهم يحاربون الوثنية التي تقدّم العبادة للشياطينالداعية الناس إلى مائدتها (1 كورنتس 10: 20- 21)، وهم يعلنون الحرب أيضاً على الحكمة الزائفة (يعقوب 3: 15)، وعلى المعتقدات الشيطانية التي تعمل جاهدة في كل زمان على خداع الناس (1 تيموتاوس 4: 1)، وعلى فاعلي العجائب الخادعة، القائمين بخدمة الوحش (رؤيا 16: 13- 14).
.
رابعا: لم يعطي المسيح لتلاميذه فقط هذا السلطان علي إخراج الأرواح النجسة. إنما أعطاه لبعض المؤمنين والقديسين والذين أصبح لديهم هذة الموهبة الروحية والتي هي في الحقيقة من عطيات الروح القدس.
هناك تعليقان (2):
انا لا اؤمن بالعفاريت لانها مش موجوده الاديان كلها اتكلمت عن السحر وعن الجان
وبالنسيه لدينى فقال انهم لا يملكوا ضرا او نفعا لنا وده عن الجن
لكن عفاريت وارواح ومس شيطانى ومش عارف ايه بجد الناس مش فاضيه عندها الى يكفيها
يعنى بتقولى اقنعك بالمنطق والعقل وانت عمال تقولى عفاريت
ينفع ده
الأخت الفاضلة ماجي
أولا.. شكرا لمرورك وتعليقك المحترم.
ثانيا .. أنتي يا ماجي مسلمة وانا أعرف إن المسلمين بيؤمنوا في وجود الشياطين والدليل علي كدة إن المسلم قبل ما يقرأ القراّن دائما بيقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم! وإحنا المسيحيين برضه بنؤمن في وجود الشياطين والأرواح النجسة. وزي ما في ملائكة .. في برضه شياطين والأتنين موجودين!
إذن فكرة وجود الشياطين فكرة حقيقية ومش وهم وخيال ودا طبقا لدينك وديني ودين اليهود!
طبعا بالنسبة للملحدين, فهم غير مؤنين اصلا بوجود الله والأديان .. فبالتالي فكرة وجود الشياطين بالنسبة لهم فكرة خرافية!
أنا هنا بتكلم عن الشياطين اللي بتمس الإنسان .. ومجبتش سيرة العفاريت ولا إتكلمت عنها.
لو هنتكلم بالمنطق العلمي, فأصلا مفيش حاجة علمية ممكن تثبت وجود الجن او وجود الشياطين .. لكن بالرغم من كدة حضرتك بتؤمني في وجود الشياطين وبستعيذي منها قبل ما تقرأي القراّن .. مش كدة برضه؟
إذن مش كل حاجة بنؤمن بيها لازم يكون لها دليل او إثبات علمي عليها .. لأن لغاية دلوقتي حكاية الشياطين والأرواح ملهاش تفسير علمي او منطقي وعلشان كدة الملحدين مش بيعترفوا بيها بالرغم من اننا وانتم مؤمنين بيها!!
دا غير كمان أنك بتؤمني بالله .. طيب وهو حد يقدر يثبت وجود الله بإثبات علمي لحد دلوقتي؟؟ أفتكر الإجابة لا!
إرسال تعليق